الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


• احذروا من صناعة الدكتاتور

ميثم مرتضى الكناني

2012 / 10 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


• احذروا من صناعة الدكتاتور

ذات مرة كنت في نقاش مع بعض الاصدقاء وذلك قبل سقوط نظام صدام حسين بفترة قصيرة عندما لاحت بالافق وبشكل واضح نية الولايات المتحدة باسقاط النظام البعثي في العراق حينها طرح سيناريو مرحلة مابعد صدام واهم التحديات التي يمكن ان تواجه العراق بعد صدام كوجود سياسي وكبلد وكمجموعة سكانية وقد اعطى كل منا رايه مابين التحديات الاقتصادية والسياسية او الاجتماعية وقد كانت اغلب الاراء مابين متفاءلة بالغذ الوردي الذي سيجلبه الاميركان بالقياس على تجارب دول مثل اليابان والمانيا وكوريا او متشائمة بمستوى وحجم الدمار المادي الذي كلفه بقاء او سيكلفه رحيل صدام على مستوى المنشاءات او البنى التحية , ولكن احد الاصدقاء كان له راي مغاير بالمرة حيث انه لم يعتبر كل تلك التحديات بالمعضلة خصوصا بوجود الثروات الهائلة للعراق والقادرة على تعويض الخسائر بفترة قياسية , الا انه وقف عند موضوع الانسان العراقي باعتباره اهم خسارة تكبدها العراق في ظل حقبة البعث وقال لنا بالحرف الواحد , غياب المبادرة الذاتية عند الانسان العراقي هو اهم معضلة ستواجه العراق في حقبة مابعد صدام , وفعلا صدقت قراءة الرجل وها نحن نلمس الضعف والسلبية والنكوص عن الدور الاجتماعي والفرار الغير مبرر من الهم العام صفات يحملها العراقي ويسوق من اجل تبريرها قوائم من الاعذار ,ومن هنا تنبع اشكالية الحلقة المفرغة في تحديد المسؤلية في صناعة الدكتاتور هل هو الشعب الخائف الاناني ام سياسات الحاكم القاسي عديم الرحمة .

ان صناعة أي ديكتاتور ليست عملية ماورائية تحدث نتيجة القضاء والقدر كما يحلو للبعض من الذين يتنصلون عن سلبيتهم او يبررون ضعفهم ان يبرروا ولكنها عملية صناعة معقدة عناصرها الاساسية هي::
.1.الفرصة التاريخية
.2.تخاذل وانانية اوسلبية الجماعة
.3.جراءة او رعونة او روحية مغامرة لدى شخص او مجموعة اشخاص

ولو تتبعنا سيرة الديكتاتوريين نجد ان الشعوب او المؤسسات التي ابتليت بهكذا نوع من القادة لم تكن قاصرة عن انتاج العباقرة والمفكرين فالمانيا التي انتجت هتلر هي المانيا التي انتجت اينشتاين وروسيا التي سامها ستالين سوء العذاب هي روسيا المفكرين والادباء من امثال دستويفسكي وتولستوي والعراق الذي اوصلته همجية صدام الى مستوى بيع الاثاث والتسول على ارصفة البؤس في عمان هو ذاته عراق الجواهري وعلي الوردي وخالد ناجي وسواهم ولكن المشكلة تكمن في توافر عناصر اساسية لولادة الدكتاتور واهمها تنصل الاكثرية من تحمل المسؤلية العامة ولسان حالهم يقول ( خليني كافي خيري شري او ماعندي خلك للسياسة) ولو تتبعنا طريقة صعود صدام حسين وتسلقه السريع والمريب لسدة الحكم في العراق نجد انه اختار اصعب واعقد ( واكيد ) اقذر المهمات التي اناطها به الحزب وهي مهمة قيادة جهاز حنين سئ الصيت والذي يعد النواة الاساسية لما عرف لاحقا بجهاز المخابرات العراقية وكانت هذه المهمة قد عرضت على رفاق اخرين اقدم واكفا من صدام الا انهم ترفعوا عن مهمة قلع العيون وقطع الاعضاء التناسلية......واكتفوا لانفسهم بمهام تنظيرية وتركوا الغول يتضخم حتى ابتلعهم جميعا.
يقول الدكتور خالد السيفي
(نحن من يصنع الديكتاتور لنلقي عليه اللوم بسبب هروبنا وخوفنا وانسحابنا من ساحات المسؤولية، ولا ندري أننا بذلك نفرّط بفردانيّتنا وبديمقراطيتنا فنتخلّى عن حرياتنا، ونسلّم حقوقنا في التمثيل والتعبير والنشر والرسم والضحك واللعب، إننا نعطيه كل شيء.طغاتنا وجدوا أنفسهم هناك لان ملايين الناس أرادت أن تُأتمر....وبغيابه تشعر هذه الملايين بالضياع. وهذا وضع غريب بعض الشيء، فملايين لا تريد مسؤوليات وقلائل مجانين مستعدون لتحمّل كافة المسؤوليات. والسّر وراء التّباكي، أنهم يأخذون حريتك مع مسؤولياتك، يأخذون كل ما لديك، حتى اخصّ خصوصياتك. هم من طابع بشري مختل، وأتجنّب واعيا كلمة إنساني، إنهم ذوو إرادة سلطوية رهيبة يدفعون أي ثمن في تحقيقها، لأنهم مجانين.)
وعليه فاننا مطالبون بان لانترك للزمن او لسلبيتنا ان تنصب علينا دكتاتورا اخر وان لانترك للمسؤل ان يفعل مايشاء بل علينا ان ندمن الحضور في الساحة الاجتماعية ونراقب اداء المسؤلين لان المؤمن لايلدغ من الجحر مرتين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موسكو تنفي اتهامات واشنطن باستخدام الجيش الروسي للكيماوي في 


.. واشنطن تقول إن إسرائيل قدمت تنازلات بشأن صفقة التبادل ونتنيا




.. مطالبات بسحب الثقة من رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية نعمت شف


.. فيضانات عارمة اجتاحت جنوب البرازيل تسببت بمقتل 30 شخصاً وفقد




.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات