الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يكون حكامنا الجدد مجرد مفرزات ثورة

محمود الزعبي

2012 / 10 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


منذ فترة اتابع الكثير من صفحات مواقع التواصل الإجتماعي وأرى العديد من الاشخاص يضعون صور لبعض الزعماء مثل الرئيس الأسبق للبرازيل أو رئيس وزراء لأرغواي وبعض العبارات المنمقة تحت صورهم على نية الأقتداء بهم وكأنهم مثل جلل لنوعية الحكام التي نطمح بهم بعد ثورتنا المجيدة التي قتل وشرد وعذب الآلاف ودمرت بلداتنا وانهار إقتصادنا من أجل نيل حريتنا وبناء بلدنا وفق ما نطمح نحن إليه وما يليق ببلدنا بحسب مكانته التاريخية والاجتماعية والثقافية
بغض النظر عن تقييمي لهؤلاء الزعماء علما أنني من مواطني إحدى هذه الدول ولكن من مشاعري واحساسي بالمسؤوليه تجاه بلدي الأم سوريا ومن خلال نشاطي ومتابعتي لمخاض ثورتنا المجيدة اتمنى أن نتعلم من أخطاء الآخرين وتجاربهم في محاربة الإستبداد لنبني بلدنا بما يتوافق مع طوحاتنا
فلو عدنا للفترة مابين 1950 و 1975 وهي الفترة التي سبقت الأستقرار السياسي لأغلب دول العالم الثالث وهي شبيهة نوعا ما بظروف قيام ثورات الربيع العربي من منطقة جنوب اسيا للشرق الاوسط مرورا بأفريقيا وصولا لدول امريكا اللاتينية فأغلب حكام هذه الدول كان لهم دور في مكافحة الإستبداد والقيام بثورات على الديكتاتوريات وحكم العسكر والاحتلال وبالظروف التي أدت لوصولهم للسلطة هي مفرزات حقبة زمنية عاصفة من عدم الاستقرار السياسي وبسبب تحكم العواطف بأغلب شعوب هذه الدول تم اختيار هؤلاء الأشخاص لتمثيل الأمم وقيادة الشعوب على أنهم المؤتمنين المختارين الأقدر على سماع أوجاع الناس وتلبيت طموحاتهم ولكننا نرى الأن نتائج هذه العواطف ففي الدول العربية رأينا الاستبداد بأعتى اشكاله وبافريقيا راينا التخلف وكأننا رجعنا لزمن العصور الحجرية وفي أمريكا الاتينية الفساد الذي لايمكن كبح جماحه والفقر المتقع الذي يتم استثماره من قبل الأمثلة الواردة أعلاه لتحقيق الغايات الشخصية والسطو على مقدرات هذه الدول بما يتناسب مع الطوحات الشخصية لهؤلاء الزعماء
وكعادة اي نظام مافيوي يكون له أبواق ويتم تسويقهم إلى الآن على انهم أبناء الشعب والطبقة الكادحة وحاجز الردع الأول في وجه الإمبريالية وللحفاظ على ثروات هذه البلدان من استغلال قوى الغرب وتكون من أهم شروط قيام حملاتهم الانتخابية هو ماضيهم في مواجهة الاستباد ايام شبابهم وتاريخهم النضالي
فالثورة الشعبية القائمة في سوريا تطرح سؤالا هاما ومصيريا وهو مستقبل هذا البلد سياسيا بما يتلأم مع دورها الاقليمي في المنطقة ومكانتها التاريخية
إنّ الشعب نادى بالحرية و الديمقراطية لأنه يريد أن يكون له دور حقيقي في بناء حياته و مواجهة المخاطر التي تحيق بوجوده، سواء كانت هذه المخاطر خارجية أو المخاطر الداخلية المتمثلة في الفقر و الفساد و العجز الاقتصادي و الأزمات الاجتماعية. إنّ كل هذه القضايا، قضايا التحرّر و الاستقلالية و صدّ العدوان و التنمية و البناء الحضاري تحتاج إلى أجوبة أكثر عمقاً و شمولية.
وربّما لا تزال أجواء الحماسة و الانفعال تشدّنا اليوم إلى مَشاهد الشباب المستبسل في الفاع عن مدنه في مواجهة ألة القتل، لكن ذلك لا يلغي حقيقة غياب الرؤى النظرية المكتملة للمستقبل ، المتمثلة في غياب ما اصطُلح على تسميته "سورية الجديدة" المشروع القادر على تأمين الشروط اللازمة لبناء حياة كريمة تتوفّر فيها مقوّمات حقوق الفرد و كرامة الأمّة. لذلك أتمنى أن نكون موضوعين ونخرج من حالة العاطفة الفكرية للمجتمع العربي ونكون عقلانيين في اختيار ممثلينا بناء على امكانياتهم وخبراتهم وأن لا تتكرر مسألة تحكيم العواطف في اختيار قادة سوريتنا سوريا الغد التي نتمناها ولا نريد تمجيد الاشخاص لكي لا تتكرر معاناتنا من جديد ولو كان هذا الكلام سابق لأوانه فالشخص الذي قاد الثورة ليس بالضرورة أن يكون قادر على إدارة شؤون دولة أو مجتمع ويجب على كل ثائر شريف أن يعرف قدراته وأن يكون فخور بهذه الامكانيات وما تم تقديمه في هذه الثورة الشعبية ولا يسيطر علينا الطمع وإقصاء الاخر فلكل شخص قدراته وامكانياته
فسوريا عظيمة بأبنائها ونحن فخورون بثورتنا المستمدة من عراقة سوريا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف