الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تتمة .. المقامة الكهرمانية

بهروز الجاف
أكاديمي وكاتب

(Bahrouz Al-jaff)

2012 / 10 / 5
الادب والفن


نَظَرْتُ جنوبي فرأيتُ طاحونةً حمراءَ مكسورةً وشمالي فلَمحتُ سينَما مبسورةً، ولمّا صارَ المغيبُ ذاعَ صوتٌ رهيبُ، حريقٌ وبريقُ، جثثٌ حمراءُ، و بين الناسِ تناثرتْ اشلاءُ، التجأتُ الى خلفِ كهرمانةَ فحسِبْتُ أنْ قد لبِستْني المهانةُ، تكوَّمَ الخلقُ عليَّ حتى لمْ أعِ رأسيَ من رِجليَّ، صرخْتُ: ياكهرمانةَ ماهذه المهانة؟ فصَكَّت على اسنانِها وهزَّتْ بخُنصِرِها, جيئة وذهابا, هازجةً ايّايَ بصوتٍ خافتٍ:

ذرِ الذلَّ وعِ الآن.. وصَهْ فالموتُ قد دانَ
دع الخوفَ زِنِ الحالَ.. فلا عذرَ لما شانَ

سادَ المكانُ هرجٌ ومرجٌ، عويلُ نساءٍ وصراخُ عجايا وريحُ شُواءٍ، حضرتْ دبّاباتٌ ومدرّعات، جنودٌ امريكيونَ مُدجَّجونَ لايظهرُ منهم الا اعينَهمْ يُخرجونَ رؤؤسَهم من فوقِ طُعوسِهم، يَرمُونَ بالنارِ من غيرِ منظارِ، وأمّا اضواءُ سياراتِ الاسعافِ فتُعمي العيونَ وتَعصفُ بالاطرافِ، وبين مَرعوبٍ ومَنكوبٍ وشاردٍ وواردٍ، تناخَ الرجالُ أخيّاتَهم وشمَّروا سواعدَهم واخلَوا القتلىٰ وعالجوا الجرحىٰ وآسَوا الثكلىٰ. أيقَنْتُ حينَها بانَّ فينا مِنَ الأخيارِ مايكفي لمُطرَدِ الأشرارِ، ابتسمْتُ بوجهٍ مُترَبٍ دامٍ ورجوتُ نُصْحاً من ثغرِها الظامي، نظرَتْ اليَّ بطرْفِ عينِها اليسرىٰ فادْركْتُ المرادَ وتركْتُ الشِّدادَ وهممْتُ الرحيلَ عنها، جزاها اللهُ خيراً واَلهمَها صبرا، ولكنها لم تشأ تُسيبُني من غيرِ نُصْحٍ فأنشأَتْ:

صبراً حبيبي على الأقدارِ والمِحنِ.. ظُلماً سُقيتَ مع الأفلاكِ والزمنِ
مهلاً عليكَ بلعنِ الدارِ والنُزُلِ.. مجداً تُهيلُ على الأحلامِ في الزبنِ
واحسَبْ يُغيضُ صدى الأشواكِ بالدغَلِ.. وردٌ يفوقُ على الأزهارِ بالصفَنِ

القسم الأول من المقامة:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=324805








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين


.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ




.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي