الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فاجعة بابل تكرار من دون طائل

محمد عنوز

2005 / 3 / 2
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


تمكن المجرمون يوم 28 شباط / فبراير من تنفيذ جريمتهم الخسيسية في مدينة بابل العريقة لمجرد القتل ، نعم أنه قتل مجرد لا لون له سوى لون الدم البرئ ، ولا طعم لفعلتهم سوى الإفلاس ، ولا رائحة لها سوى الغدر ، وهذا ما جُبلَ عليه الأدعياء من كل الأصناف السياسية أو الدينية أو القومية ... الذين محلهم من الأأعراب في مجتمعاتنا لا يتعدى حدود الرذيلة الظاهرة في أفعالهم المتكررة.
إن فاجعة بابل سبقتها فواجع عديدة منها فاجعة النجف التي فقدنا فيها سماحة السيد الشهيد محمد باقر الحكيم وأكثر من 200 من المصلين صلاة الجمعة عام 2003، وفاجعة عاشوراء 2004 وفقدنا ما يقارب ذات العدد من أبناء وبنات شعبنا ، وبين هذه الفواجع هناك العشرات من الجرائم البشعة والدنيئة لآنها بعيدة كل البعد عن أعراف الصراع وأخلاق الجهاد وأهدافه، وفي ذات الوقت فالأمر لا ينحصر عند أفعال المجرمين إنما بما نحن فاعلين وكيف واجهنا وسنواجه هؤلاء الأرهابين؟؟؟ هذا بتقديرنا هو أهم بكثير مما قد نضيعه في الحديث عن بشاعة المجرمين وأفعالهم
.
لقد أكدنا في الكثير من الموضوعات ومنها ما كتبناه حول فاجعة عاشوراء 2004، بأن هذه الفاجعة لن تكون الأخير وحسبنا أن فاجعة بابل لن تكون الأخيرة أيضاً ، لا بسبب قدرة المجرمين والمشاركين والداعمين لهم من أزلام النظام المهزوم ( أكرر النظام المهزوم وليس المقبور ، فالمهزوم يعني موجود وخسر جولة والمقبور يعني لا وجود له ، وهذا ليس ترف فكري إنما محاولة تدقيق كي نجيد التعبئة في ضوء واقع الحال وليس بخلق الأوهام ) ، وكذلك الفئات التي تريد الشر بالعراق من دول الجوار، إنما التكرار ناتج من الفرار من المسؤولية وعدم أقران القول بالعمل ، نسمع وأولويات ونلمس ثانويات ، خلال عامين لم يدرك المسؤولين العراقيين للاسف الشديد سوى فن المحاصصة والإشتراط أما أمن المواطن وحاجاته فالجواب عند الأمريكان ، وعندما تسألهم عن السيادة يقولون قد تم نقلها من الناحية القانونية في 28 حزيران 2003 وفعلياً ستنقل في نهاية المطاف عندما يأذن الأمريكان وهذه هي سُنة الإحتلال ولكن مصيبتنا هي عدم معرفتنا بسُنة قوائمنا الإنتخابية وقوانا الوطنية وأحزابنا الإسلامية وحركاتنا القومية أهي هيئات للإستنكار والإدانة أم هيئات لحماية المواطن والوطن ، فقد خرج المواطن مضحياً بكل شيء لا يهاب المخاطر كي يساهم في العملية الإنتخابية لأسباب وطنية على الرغم من أن أغلبية المرشحين لم يعلنوا أسمائهم لآسباب أمنية، ولم ندرك هل كُتب على بعضنا التضحية دائماً والبعض الأخر مستفيد دائماً؟؟؟؟
إن تجاوز الأوضاع الأمنية السيئة لايمكن أن يتم من دون إدرك أهمية مشاركة المواطن ومساعدته لتجاوز سلبيته من خلال تلبية حاجاته خصوصاً ضحايا النظام المهزوم وهؤلاء هم أساس العملية الأمنية ويشكلون القاعدة الإجتماعية للسلطة الجديد وتركهم معناها فقدان جدوى التغيير كما لاح في الأفق فقدان جدوى الإنتخابات من خلال العودة للتوافق والتحاصص والعمل خارج إطار قانون إدارة الدولة الذي حدد المهمة الاساسية للجمعية الوطنية المنتخبة هي كتابة الدستور واليوم نسمع أمكانية المشاركة من خارج الجمعية على قدم المساواة مع الذين داخل الجمعية الوطنية ، فأين نحن من القواعد ؟؟أين نحن من الأعراف؟؟ أين نحن من الأخلاق؟؟ أين نحن من النتائج ؟؟وإلا سيكون الأمر كما قلنا لا جدوى منه.
الأمر الأخر المطلوب هو أن تدرك الحكومة العراقية أي الوزارة بأن الأمن لا يعلو عليه أمر أخر وهذا يتطلب دقة في عملية التجنيد وتحديد الشروط والمستلزمات بعيداً عن القواعد الضارة المنتشرة في وأوساطنا كالمحسوبية والمنسوبية والرشوة و... و... ، إلى جانب ذلك ضرورة الإهتمام بالأدوات الفنية من دون تأخير وتباطئ وروتين فالنزيف لم يتوقف منذ عملية التغيير حتى هذا اليوم ، فالعراقي يريد حلاً لمشاكله لا تغييراً لمشاكله .
وختاماً نشير بكل وضوح ، بأن الحال إستمراه هكذا من المحال ، وسوف يأخذ المخلصين من العراقيين مكانهم للدفاع عن أبنائهم شاءت القوى السياسية أو المؤسسات الحكومية أم أبت ، فالتأخير والإكتفاء بالإستنكار لن يحقن الدماء ، العمل والعمل المشترك بين المخلصين ضحايا النظام وأبنائهم هو حراس الوطن وأدوات الأمن في ذات الوقت.
أدعو بكل حرص ضرورة التفاعل مع الأحداث والمشاركة الفاعلة وتجاوز القوى المعرقلة وعدم الوقوف عند حد التفائل والتشائم ، إن الأوضاع تتطلب التفاعل كي لا يستمر النزيف من دون طائل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين أنستغرام والواقع.. هل براغ التشيكية باهرة الجمال حقا؟ |


.. ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 34388 منذ بدء الحرب




.. الحوثيون يهددون باستهداف كل المصالح الأميركية في المنطقة


.. انطلاق الاجتماع التشاوري العربي في الرياض لبحث تطورات حرب غز




.. مسيرة بالعاصمة اليونانية تضامنا مع غزة ودعما للطلبة في الجام