الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السمفونية تطمئن المغتربين مفهوم شعبي للموسيقى النخبوية في العراق

عمار طلال

2012 / 10 / 5
الادب والفن


قاد المايسترو محمد امين عزت، تقليدا حضاريا، تحرص الفرقة السمفونية الوطنية العراقية، على ادامته شهريا، باحياء حفل جماهيري مفتوح على المسرح الوطني؛ اكتظت لأجله القاعة، باعداد تفوق التصور، من جمهور، سبق فيه البسطاءُ المتعلمين الى حلاوة الاصغاء الرصين.
دخلت جوقة من المنشدين، بصحبة الفنان جعفر الخفاف الذي غنى من الحانه وتوزيع محمد امين عزت وكلمات طاهر سلمان (وطني العراق):
وطني العراق لك الفدا
ساظل باسمك منشدا
ما دام صفك رائعا
يعلو على صف العدا
الغادرون تساقطوا
وبقيت انت السيدا
وهي انشودة لحنها الخفاف خلال عشر دقائق، لكنها مكثت في حنجرته ونوطتها الموسيقة، موزعة من دون تنفيذ، لمدة عشر سنوات،وهو في الغربة، يلبي هاجس الحنين الى وطن لن يلفظ ابناءه.
اقبال الجمهور اعطى الحفل السمفوني اجواءً شعبية ارتقت به عن نخبويته في ابراج الارستقراطية الآفلة، الى الجماهيرية المنفتحة على البساطة والتوسع والانتشار الى شرائح انسانية نعتز بها ونسعد باستماعها للاوركسترا.
قبل الانفتاح الذي عاشه العراقيون بعد التحرر من طغيان البداوة، بمقدم الحضارة في 9 نيسان 2003، لم يكن حتى المثقفون من غير الموسيقيين يتواصلون مع السمفونية، التي حرصت على ان تطاردهم فاستقطبت اهتمامها وصاروا جمهورا لها، وواصل النسغ الثقافي في العراق منهاجه المدروس فوصلت الفرقة الى اقضية وقصبات نائية وشوارع وساحات عامة، فلفتت اهتمام هذه الشرائح التي جاءت الى المسرح الوطني تستمع للسمفونية.
رأيت اناسا بسطاء متحمسين للحضور، ما يدل على ان العراق الجديد.. حاضرا ومستقبلا.. انفتحت فيه الطبقات الثقافية على بعضها من دون فواصل، وتصححت مسارات مهمة، اذ كان المثقف معلوماتي فقط، اصبح الان ذا تقاليد ثقافية.
المثقف هو الذي يعرف شيئا من كل شيء، والثقافة سلوك وتقاليد، الان بدأت هذه المفاهيم تترسخ في مجتمعنا، والفرقة نفذت الى تجمعات المثقفين في اتحاد الادباء ونقابة الصحفيين وسواها من المرافئ الفكرية، بل احيت حفلا في ساحة التحرير على الهواء الطلق جذب جمهور البسطاء الذي ما زال يتابعها فاثبتت للعالم ان العراق آمن اذ عزفت الفرقة حفلا كاملا ولم تتعرض لمضايقات، وهذا ما عجز الساسة عن تحقيقه؛ وعلى اثر تغطية الفضائيات لهذه الحفلة، قدم مغتربون مطمئنين الى العراق.
شخصيا بهرتني ثقافة بعض الناس البسطاء الذين تعبأوا بوعي اكبر من قدرهم الذي احكمتهم به الظروف، ومنهم لامع احذية، ذو ذوق فائق الحساسية.. يكتب الشعر والقصة ويفهم الحياة برفعة يؤجلها كي لا تحدث شرخا لمحيطه البسيط.. اقسم بالله شعرت بالتضاؤل امام حدة وعيه وحساسية ذوقه؛ لذا أناشد المسؤولين بتمكين السمفونية من اعادة تجربة العزف في الشوارع العامة من بغداد والمحافظات بقراها وقصباتها النائية؛ بعد تجارب عدة ناجحة بهذا الاتجاه؛ فقد خرج بتهوفن من صالات الملوك الى قاعات النبلاء الاقل مكانة، ما حفزه على تاليف سمفونيات درامية ميزته عن سواه، مطلقا لمخيلته العنان ومتحررا من التاليف الموسيقي وفق تكليف بمرسوم وارادة ملكية، وبالتالي اصبح ثورة سمفونية.
وتلك مسؤوليتنا، اذا ما اعتبرنا انفسنا مثقفين؛ فلا فائدة من ثقافة لا تؤثر في الناس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب


.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_




.. هي دي ناس الصعيد ???? تحية كبيرة خاصة من منى الشاذلي لصناع ف