الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعريف الانهيار

ساطع راجي

2012 / 10 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


تدهور أمني لافت يعيشه العراق تحديدا منذ إعلان رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة عن الانتصار على الارهاب، ومنذ ذلك التصريح المثير صرنا لانجد مبررا لأي تساؤل يمكن طرحه على القيادات الامنية والسياسية، فقد صار الجميع مشغولا بحماية آخر المعاقل، والادق إن الارهاب صار يوجه ضرباته الى آخر المعاقل بينما تكتفي الجهات الرسمية بالصمت أو تشكيل لجان لاتعني شيئا سوى اضافة رقم جديد لمئات أو آلاف اللجان التي شكلت لمتابعة أنهار الدم العراقي دون جدوى طوال السنوات الماضية.
الضربات الارهابية المتلاحقة للمؤسسات الامنية وهجمات الكاتم التي لاتتوقف الا لتبدأ بحملة جديدة أكثر وحشية، هي معالم إنهيار أمني خطير لاتريد الجهات الرسمية الاعتراف وخطورة هذا الانهيار هو توقيته المتزامن مع الاحتقان الاقليمي والدولي الذي تعيشه المنطقة وإنسداد الافق السياسي في العراق وتعقد الازمة بين الفرقاء وهو حال يتناقض مع ما شهده العراق في السنوات الماضية حينما كان هناك ارهاب وتفاؤل سياسي.
تبدو القيادات العراقية هي الاكثر تجاهلا للمخاطر الامنية المحدقة بالبلاد، فهاهو مارتن كوبلر الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في العراق يعبر عن قلق بالغ خلال بيان بمناسبة يوم السلام العالمي لتصاعد العنف في العراق وتحديدا خلال شهر أيلول حتى قال كوبلر "يساورني قلق بالغ جراء تزايد أعمال العنف التي شهدها العراق في الفترة الأخيرة"، مبينا أن "الأرقام الرسمية التي نشرت تشير إلى أن شهر أيلول كان أكثر الأشهر دموية في العراق منذ أكثر من عامين، حيث أسفرت الهجمات عن مقتل أو جرح أكثر من ألف شخص، وشكلت الجرائم الدامية التي ما زالت تلحق بالعراقيين صدمة لكثير من الأطفال الابرياء والأمهات والآباء وللناس من مختلف مناح الحياة". وأضاف كوبلر "أدعو كل رجل وإمرأة في هذه البلاد الى رفض أعمال العنف هذه والتي لا يمكن تبريرها بأي حال من الأحوال"، موضحا أنه "وفي ذات الوقت، أدعو حكومة العراق إلى معالجة الأسباب الجذرية وراء العنف وضمان تحقيق عملية سياسية حقيقية شاملة تحترم وجهات نظر ومصالح كل مجتمعات العراق".
في بيان كوبلر ملاحظات عدة، أولها إن العراق تجاهل يوم السلام العالمي وهو ما لم يقله كوبلر نصا لكن الوقائع تشهد غياب اي احتفاء بهذا اليوم رغم ما يعنيه لبلد مثل العراق، ويسجل بيان كوبلر إن الجهات الرسمية العراقية تجاهلت أيضا الرقم الكبير للضحايا الذي سجل في أيلول دون أن يشير لذلك نصا بل كان الغياب الرسمي مدويا كما تم تجاهل معالجة الاسباب الجذرية للعنف والتي لم تكن يوما من الايام شاغلا حقيقيا للجهات السياسية بل تحولت المصالحة الى سلوك مهرجاني لانفاق الاموال أو التحشيد الانتخابي لا أكثر.
الدولة العراقية تستعيد الستراتيجية الامنية القديمة التي ترى إن استمرار النظام وسلامة القيادة هو الهدف الامني الاول ومادام النظام هو الحاكم فإن بقية المشاكل هي أمور عابرة لايخلو منها مكان أو زمان وهي طريقة تدميرية عندما تسيطر على أذهان قادة سلطة ما لأنهم لن يستشعروا الخطر أبدا وبالتالي لن يكتشفوا حجم الكارثة الا بعد وقوعها، لقد أعاد قادتنا تعريف الانهيار فهو ليس عشرات الهجمات الارهابية في ساعة واحدة من النهار ولا سقوط مئات الضحايا ولا احتلال الارهابيين للمقرات الامنية والسجون واطلاق سراح الارهابيين والانهيار ليس تصيد الارهاب للمسؤولين الامنيين في وسط العاصمة وبقية المدن بالكواتم، والانهيار حتى ليس تسوية المنازل بالارض وتشريد ساكنيها، الانهيار تحديدا هو استهداف السلطة العليا، هل تذكركم هذه النظرية بأحد؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إمام وحاخام في مواجهة الإنقسام والتوترات في برلين | الأخبار


.. صناع الشهرة - كيف تجعل يوتيوب مصدر دخلك الأساسي؟ | حلقة 9




.. فيضانات البرازيل تشرد آلاف السكان وتعزل العديد من البلدات عن


.. تواصل فرز الأصوات بعد انتهاء التصويت في انتخابات تشاد




.. مدير CIA يصل القاهرة لإجراء مزيد من المحادثات بشأن غزة