الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المحافظون الجدد : من لم يمت باليورانيوم المنضب مات بسياسات البنك الدولي

ثائر دوري

2005 / 3 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


دائماً هناك ما يذكرنا بروبرت ماكنمارا وزير دفاع كينيدي و جونسون ( 1960- 1968 ) أثناء حرب فيتنام . ففي العام الماضي /2004/ كنا على موعد معه عندما فاز فيلم the fog of war)) )) ضباب الحرب ، بجائزة أفضل فيلم وثائقي و الفيلم عبارة عن لقاء طويل مع وزير الدفاع الأمريكي سالف الذكر .
ثم سمعناه يوجه انتقادات حادة للحرب الأمريكية على العراق فأوضح :
(( ان الحرب "ضباب" فعلا لأنها تنطوى على الكثير من اللا متوقع والمجهول. ويقول انه مع ذلك ومنذ حرب فيتنام اتضحت الكثير من الأمور جيدا معددا، دون ذكر الإدارة الحالية، "دروس القرن العشرين من اجل القرن الحادي والعشرين".
الدرس الأول: لا ينبغي دخول الحرب منفردين موضحا "نحن أقوى امة في العالم .. ولا ينبغي علينا ابدا استخدام هذه القوة من جانب واحد ... وإذا كنا قد اتبعنا هذه القاعدة لما كنا ذهبنا الى فيتنام" مقرا بان "لا بلد كان يدعمنا" انذاك.
وأشار الى انه "لا يوجد اليوم حل في العراق لا يتطلب دورا كبيرا للامم المتحدة" معتبرا ان الاقتراحات الاخيرة للمبعوث الخاص للامم المتحدة الاخضر الابراهيمي "تعطينا بعض الامل".
الدرس الثاني: اعطاء الاولوية لمسالة انتشار الاسلحة النووية. وقال "لدينا الان اسوأ المشاكل مع كوريا الشمالية. وهنا العمل الوقائي وتغيير النظام لن ينجحا. فماذا نفعل؟ سؤال بلا اجابة لكن ينبغي الاهتمام به كثيرا".
واضاف ان "سياستنا في المجال النووي هي نفسها تقريبا منذ 40 عاما وهذا جنون. نحن مرتبطون بمعاهدة عدم الانتشار النووي وها نحن نقوم بتصميم سلاحين جديدين! انه امر غير اخلاقي وغير قانوني". ))
لكن الرجل عندما كان وزيرا للدفاع لم يكن بهذه الحمائمية فقد كاد يقود العالم مع سيد البيت الأبيض كينيدي إلى حرب نووية أثناء أزمة الصواريخ الكوبية . و قد قتل الملايين من الشعب الفيتنامي في الحرب التي أشعلها هو و أسياده في البيت الأبيض و البنتاغون .
خرج ماكنمارا من وزارة الدفاع إلى البنك الدولي ليشن حرب إبادة واسعة و بقفازات ناعمة فتبنى نظرية مالتوس و جعل من مهامه تعقيم شعوب العالم الثالث بشكل تام ، خوفاً من ازدياد أعداد هذه الشعوب غير المتحضرة و خوفاً من تزاحمها على الموارد مما يعني تهديد نمط الحياة الغربي ، فأعلن على الملأ عندما كان مديرا للبنك الدولي :
(( أن تكلفة تنشأة الطفل في العالم الثالث تبلغ ستمائة دولار أما تحاشي مجيئه إلى العالم فيكلف ست دولارات ))
و يقال إنه قتل من البشر أثناء رئاسته للبنك الدولي أضعاف ما قتل بفيتنام أثناء وجوده كوزير دفاع . بفضل سياسات التعقيم الإجباري و السياسات الاقتصادية التي أجبر بلدان العالم الثالث على إتباعها ، فأنتجت الحروب و العنف و المجاعة . ..........
و اليوم نعود لنتذكر روبرت ما كنمارا عندما نقرأ الخبر التالي :
((في إطار سعي الإدارة الأمريكية للسيطرة على جميع المؤسسات الدولية، كشفت مصادر أمريكية عن أن بول وولفويتز نائب وزير الدفاع الأمريكي وواحد من مهندسي الحرب على العراق مرشَّح لشغل منصب رئيس البنك الدولي خلفًا لجيمس ولفينسون الرئيس الحالي للبنك الدولي.
ونقلت صحيفة فانسيشال تايمز في نسختها الأمريكية عن مسؤولين بالإدارة الأمريكية قولهم: إن وولفويتز هو من المرشحين الأمريكيين لشغل المنصب.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترشيح وولفويتز سيثير الكثير من الجدل عنه وذلك لما عرف عنه من انتمائه لما يسمى بـ المحافظين الجدد في أمريكا، ولموقفه من حرب العراق، وهو الأمر الذي يثير القلق من الدور الذي يستطيع أن يلعبه وولفويتز في منصبه الجديد خدمة لمبادئ وأفكار المحافظين الجدد .))
بول وولفتز سيعيد مسيرة ماكنمارا ، فمن لم يمت بالطائرات و اليورانيوم المنضب سيموت بفضل السياسات التي سيتبعها بول وولفتز على رأس البنك الدولي . و قد رأينا نموذجا من هذه السياسات أثناء الحصار المفروض على العراق خلال ثلاثة عشر عاما . هذا الحصار الذي أهلك ما يقرب من مليوني إنسان . و إذا أتيحت الفرصة للسيد بول وولفيتز و تولى هذا المنصب فإن سينظم حملة إبادة واسعة ضد أربع مليارات من البشر لا يحق لهم الحياة ، حسب رأي المحافظين الجدد ، لأن موارد الأرض لا تستوعب سوى ملياراً ذهبياً ينتج و يأكل و يستهلك ، أما الباقي فليذهب إلى الجحيم . و من لم يقتل منهم بالسيف سنقتله بالمجاعة و العنف و إطلاق آليات الفوضى و تطبيق سياسات السوق التي ستسحق الشعوب . ........
و في آخر عمره سيجلس السيد وولفيتز مسترخياً ، كما جلس السيد روبرت ما كنمارا ، ليعلن انتقاده لسياسة حكومة أمريكية قررت شن الحرب في مكان ما من العالم . و يعلن أن الحرب هي ضباب . و أن سنه و تجربته تسمح له بالقول كذلك . لكنه بالمقابل لن يبدي أسفه على ضحاياه و لن يشعر بالذنب و إن اعترف ببعض أخطائه . سيقول كما قال ماكنمارا :
(( لأنها كانت الحرب الباردة 24 ساعة في اليوم 365 يوماً في السنة ))
أبدلوا فقط الحرب الباردة بالحرب على الإرهاب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الأوكراني: الغرب يخشى هزيمة روسيا


.. قوات الاحتلال تقتحم قرية دير أبو مشعل غرب رام الله بالضفة




.. استشهاد 10 أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مخيم ج


.. صحيفة فرنسية: إدخال المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم ذر




.. انقسامات في مجلس الحرب الإسرائيلي بسبب مستقبل غزة