الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ستالين والاستيلاء على قيادة الحزب

طريف سردست

2012 / 10 / 6
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


ستالين والاستيلاء على قيادة الحزب
ستالين دعم سياسة لينين. كان رأيه انه، طالما أنه يوجد نظام الحزب الواحد فليس من مانع بالسماح للشركات الخاصة الصغيرة. آشار:" السياسة الاقتصادية الجديدة هي سياسة خاصة للدولة البروليتارية جرى استنباطها للتعامل مع الرأسمالية مع الاحتفاظ بالمواقع الرئيسية في يد الدولة البروليتارية".

الصراع من أجل أقناع الرفاق بالسياسة الاقتصادية الجديدة ( النيب) انهكت قوى لينين خصوصا وانه حالته الصحية، بعد محاولة الاغتيال الفاشلة، لم تكن على مايرام. كان يحصل على ساعات قليلة من النوم وأصبح يعاني وجع الرأس المزمن والأرهاق. لذلك شعر بالحاجة الى من يعينه على إدارة الحزب الشيوعي.

في مؤتمر الحزب المنعقد عام 1922 اقترح لينين أنشاء منصب السكرتير العام. كان ستالين هو مرشح لينين لهذا المنصب، إذ أنه يملك تاريخ طويل من الولاء لسياسات لينين. المنافسين لستالين لم يروا في هذا المنصب أية أهمية ، إذ رؤا فيه مجرد ناطق رسمي للينين، ودعموا تنصيب ستالين.

مباشرة بعد المؤتمر دخل لينين المستشفى لاجراء عملية استخراج رصاصة من جسمه، كانت باقية منذ محاولة الاغتيال. كان الامل ان ذلك سيساعد على تحسين صحة لينين. ولكن بعد فترة قصيرة اصيب لينين بجلطة دماغية، أدت الى إصابته بشلل في الجانب الايمن، ولبعض الوقت فقد القدرة على الكلام. وفجأة أصبح " الناطق الرسمي" مهم للغاية.

تعطل قدرات لينين استغلها ستالين الى اقصى الحدود. من مؤتمر الحزب حصل على سماح بتنظيف الحزب من الاعضاء "الغير مرضيين". هذا الامر سمح لستالين بفصل الاف الاعضاء الموالين لتروتسكي، الذي كان المنافس الرئيسي له على قيادة الحزب. وكسكرتير عام، إمتلك ستالين الصلاحيات لعزل وتعيين أعضاء في مراكز مهمة في الدولة. الاعضاء الجدد كانوا واعيين تماما انهم يدينون بالفضل لستالين شخصيا. كما انهم كانوا على علم ان عدم الولاء لستالين سيعني تبديلهم بأخرين.

محاطا بإتباعه، بدأت ثقة ستالين بنفسه تنمو بسرعة. في اكتوبر من عام 1922 كان ستالين معارضا لرأي لينين حول التجارة الخارجية. عند نقاش المسألة في اللجنة المركزية جرى الموافقة على رأي ستالين وليس لينين. بدأ لينين في القلق من سيطرة ستالين على قيادة الحزب. لقد كتب لينين الى تروتسكي يطلب دعمه. تروتسكي وافق مع لينين وفي الاجتماع التالي للجنة المركزية انعكس موقف اللجنة حول موضوع التجارة الخارجية. لينين، الذي لم يحضر الاجتماع بسبب مرضه، كتب الى تروتسكي يهنئه ويعده انه في المستقبل سيتعاونون ضد ستالين.

كانت زوجة ستالين، Nadezhda Sergeevna Alliluyeva, تعمل سكرتيرة في مكتب لينين، وبسرعة اطلعت على محتويات الرسالة الموجهة الى تروتسكي ونقلت محتواها الى ستالين. في لحظة غضب، ستالين أمسك سماعة التلفون واتصل بزوجة لينين، ناديجدا كروبسكايا، معنفا اياها ومتهمها بالتهاون في الحفاظ على صحة لينين بسماحها له بكتابة رسائل.

كروبسكايا اخبرت لينين بالمخابرة التلفونية، وقد توصل لينين الى استنتاج الى ان ستالين ليس الشخص المناسب ليخلفه في قيادة الحزب. كان لينين يعلم انه على حافة الموت ليكتب رسالة كوصيته الاخيرة ممتلئة بآراءه عن شخصيات كبار القادة في الحزب.

عبر لينين عن قلقه البالغ من اسلوب ستالين وقدراته السلطوية وأقترح ابعاده عن القيادة. " الرفيق ستالين اصبح سكرتير للحزب وركز سلطات كبيرة في ايديه ، وانا اشك انه على الدوام يعرف كيف يستخدم هذه السلطة بحذر كافي لذلك اقترح على الرفاق العثور على طريقة لابعاد ستالين عن هذا المنصب وتنصيب شخص اخر يختلف عن ستالين في ليكون: اكثر قدرة على التسامح، اكثر ولاء، اكثر انفتاحا، أكثر صدقا ويحرص على رفاقه".

ومهما كان الامر مات لينين قبل اتخاذ اي قرار. الان اصبح ستالين قائد السوفيتات. في البداية استمر ستالين على سياسة لينين الاقتصادية. كان مسموحاً للمزارعين ببيع محاصيلهم في الاسواق مباشرة ويسمح لهم بإستئجار الاجراء. والمزارع الذي تطور وازداد حجم نشاطه صار يطلق عليه كولاك

عام 1928 بدأ ستالين بالتهجم على الكولاك لعدم تزويدهم لعمال المعامل بما يكفي من الطعام. كانت خطته الجديدة تقضي ببناء تعاونيات زراعية تحل محل الفلاحين. كانت الفكرة تقوم على حث الفلاحين الصغار على الاتحاد في كيانات تعاونية لتصبح وحدات صناعية كبيرة. بذلك ستكون وحدات اقتصادية قادرة على إمتلاك المكائن الضرورية لمكننة الزراعة وزيادة الانتاج. غير ان الفلاحين الصغار كانوا يحبون حريتهم ورفضوا الدخول في تعاونيات جماعية حكومية .

غضب ستالين من " قصر نظر الفلاحين" وانهم يضعون مصلحتهم الشخصية فوق مصلحة (الحلم الاشتراكي الممكنن). بنتيجة ذلك حصل قادة الحزب الشيوعي المحليين على اوامر بمصادرة اراضي صغار الفلاحين والكولاك، لتنتهي مرحلة الملكية الخاصة للارض الزراعية تماما. والاراضي المصادرة اصبحت جزء من كولخوزات هائلة نشأت في جميع انحاء الدولة السوفيتية. مئات الاف الكولاك جرى اعدامهم وبضعة ملايين، ( حسب التقديرات 5 ملايين)، جرى نفيهم الى سيبيريا او اسيا الوسطى. ربعهم كانوا امواتا عند الوصول الى المحطة الاخيرة.

بعد وفاة لينين تحالف ستالين مع جناحين من اجنحة اقصى اليسار في المكتب السياسي، , Gregory Zinoviev and Lev Kamenev, من أجل ابقاء ليون تروتسكي معزولا وبدون سلطات. كلا من الرجلين كان لديهم من الاسباب للاعتقاد ان تروتسكي سيقوم بعزلهم إذا صارت له صلاحيات. ستالين اوقد مخاوفهم لجذبهم للتحالف معه. إضافة الى ذلك اشار ستالين، في حجته، الى ان الرفاق الاقدم، مثل زينوفيف وكامينيف، لديهم الاحقية في قيادة الحزب بالمقارنة مع رفاق انضموا الى الحزب متأخرين، كما هو حال تروتسكي الذي انضم للحزب عام 1917.

ليون تروتسكي اتهم ستالين بأنه يبني الديكتاتورية داخل الحزب وطالب بقواعد ديمقراطية في الحزب. زينوفيف وكامينيف اتحدوا خلف ستالين واتهموا تروتسكي بأنه يعمل على شق الحزب.
الامل الاخير لتروتسكي للحصول على صلاحيات القيادة كان يقوم على نشر " وصية لينين". في عام 1942 طلب لينين من زوجته كروبسكايا ان توصل رسالته الى اللجنة المركزية لتنشرها على أعضاء الحزب. غريغوري زينوفيف وقف ضد نشر الرسالة على الحزب. في نهاية كلمته قال:" انتم شهدتم على الانسجام الذي يسود بيننا في الاشهر الاخيرة، سيأتي الوقت لتقولوا، كما أقول انا، ان قلق لينين لم يكن له مبرر". في النتيجة، اعضاء اللجنة المركزية الجدد، الذي كان لستالين دورا في وصولهم الى مناصبهم، صوتوا لصالح عدم نشر وصية لينين.

الحلقة القادمة: ستالين وتصفية رفاق الحزب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ثمة أكاذيب في القراء
فؤاد النمري ( 2012 / 10 / 6 - 12:14 )
ما سمي بوصية لينين ليست أكثر من رسالة وجهها لينين إلى مؤتمر الحزب في العام 1923 كما شرح ذلك تروتسكي نفسه الذي قال أن حزبنا لا يتعامل بالوصايا

الوصية قرئت في أول اجتاع لقيادة الحزب بعد وفاة لينين في يناير 1924 وكان رد ستالين على نقد لينين له بالفظاظة أن قدم استقالته وقال لن أكون إلا فظاً مع أعداء الثورة. قيادة الحزب بمن فيهم تروتسكي نفسه رفضت استقالة ستالين بالإجماع وقررت تعينه بمنصب الأمين العام حتى المؤتمر التالي للحزب كما قررت القيادة بنفس الاجتماع الإحتفاظ بسرية الرسالة وعدم نشرها
الكاتب ينقل عمن يكذب على التاريخ وبذلك يشاركه في الجريمة

لعلم الكاتب وهو كما يبدو قليل العلم بالشؤون السوفياتية أن الحزب طرد في العام 1922 20 ألف عضو من الحزب ولم يطرد 100 ألف كما طالب لينين

لم يرد الكاتب على التحدي الذي طرحته عليه في الحلقة الأولى


2 - ثمة اكاذيب في التحدي
طريف سردست ( 2012 / 10 / 6 - 15:30 )
راجع تعليقك لن تجد فيه تحدي لي..
ستجد فيه اوصاف لاتليق بالشرفاء واخلاق منسوخة من اخلاق السلفيين ، كنت قد نصحتك سابقا بالابتعاد عنها


3 - نمر من ورق
جحيل حالوب ( 2012 / 10 / 6 - 15:48 )
أذا كانوا يقدسون مجرم كصدام لماذا لايقدس ستالين,


4 - حول-وصية لينين-.. والحاجة إلى دِقّة أكثر
حميد خنجي ( 2012 / 10 / 6 - 16:43 )
الزميل الكريم طريف سردست
شكرا على هذه السلسلة من المقالات التاريخية
لكن الملاحظة العامة التي يخرج منها القارئ ذوالخلفية التاريخية والمعلوماتية عن المسألة المثارة هنا ألا وهي البحث في جذور ما يسمى بالإستبداد الستاليني؛ خاصة إبان محاكمات 1936 - 39 . قلنا أن الملاحظة العامة التي تدور في ذهن القارئ عن سرّ الثقة التامة عند الكاتب وهو يروي المعلومات التاريخية، بدون الإشارة إلى المصادر التوثيقية المحايدة! والخوف هنا أن الكاتب حتى الآن لم يرقّم -النصوص- ولم يشر بوضوح إن كان في نيته سرد مراجعه ومصادره في نهاية السلسة
مثلا سرده لوصية -لينين-غير دقيقة! فمن المعروف أن-لينين- في الوصية، يقيّم بدقة إيجابيات وسلبيات أكثر من شخصية قيادية داخل الحزب البلشفي، مشيرا بالذات إلى ثلاثة أشخاص؛ وهم:-ستالين-، الذي أُشير إلى خصاله السلبية ولكن ليس ما سرده الكاتب بالضبط! و-تروتسكي-، الذي إنتقده لينين بعبارات أكثر قساوة مما استخدمها ضد ستالين! وتكلم -لينين- عن زبدة الاتليجنسيا الجديدة؛ -بوخارين-حيث قُيّم بشكل خلاق وأُشير إلى امكانياته النظرية والمعرفية مع الإشارة إلى ضعفه في الماركسية بسب جنوحه نحوالإداروية


5 - السيد حميد خنجي
طريف سردست ( 2012 / 10 / 6 - 20:59 )
ان تناول وصية ستالين كانت فقط في الجانب الذي يتناوله الموضوع. لم اقل ابداً انه لم يتناول الا ستالين، ولا اهمية لما تناوله عن الاخرين في هذا المعرض.
والمصادر ستكون متوفرة في المقال عند نشره كاملا على صفحات موقع الذاكرة.. . وارتأيت انه لاحاجة لترقيم النصوص طالما انها تأتي متوالية على اي حال.
على الرابط التالي:
http://ru.wikipedia.org/wiki/%D0%9F%D0%B8%D1%81%D1%8C%D0%BC%D0%BE_%D0%BA_%D1%81%D1%8A%D0%B5%D0%B7%D0%B4%D1%83
نجد ملخص عن محتويات - رسالة الى المؤتمر- والتي تعرف بوصية لينين، وفيها نجد انه كان قلقا من الصلاحيات الواسعة التي تركزت في يد ستالين. في المؤتمر العشرين استخدم خروتشوف نصوص من رسالة لينين، حسب المصدر السابق، وفيه نرى ان لينين قال:- ستالين غليظ للغاية، وهذا من نواقصه، يمكن ان نتحمل ذلك في العلاقة بيننا، نحن الشيوعيون، ولكنه غير مقبول لمنصب السكرتير العام. لذلك اقترح نقله من منصبه وتعين شخصا اخر عوضا عنه، اكثر تسامح، اكثر ولاء، اكثر لطفا واكثر اهتماما بالرفاق وأقل تأففا. هذه الامور يمكن ان تبدو من الصغائر، ولكن من زواية الابتعاد عن الانهيار ومن ناحية ماوصفته .. ليست صغائر -


6 - يا شغيلة اليد والفكر وكومونيوا العالم اتحدوا
فؤاد محمد محمود ( 2012 / 10 / 12 - 07:26 )
الرفيق سردست
ستبقى الاستالينية والاستالينيون العقبة الكداء في انتصار الشيوعسة
اعانقكم

اخر الافلام

.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي


.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ


.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا




.. ما المطلوب لانتزاع قانون أسرة ديموقراطي في المغرب؟