الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنا منظمة التحرير الفلسطينية.

نافزعلوان

2012 / 10 / 6
القضية الفلسطينية


في عام ألف وتسعمائه وثمانية وأربعون كان الشعب الفلسطيني يسير شبه سعيد يفكر في حاضره وماضيه ومستقبله فجأة تسلل خلفه شبح كبير مخيف إسمه إسرائيل وقام بضرب الشعب الفلسطيني علي رأسه ضربة أسقطته علي الأرض ولما إستفاق الشعب الفلسطيني وجد أنه في حالة من فقدان الذاكرة والهوية لا يعرف ماضيه ولا حاضره ، من هو ولا حتي من يكون ولا إلي أين هو ذاهب كل الذي يعرفه هو أنه وأثناء غيبوبته الفلسطينية والعربية إحتلت جميع أراضيه الدولة الإسرائيلية وعاش الشعب الفلسطيني سنين علي هذه الحالة وفي يوم من الأيام جائته من تطلق علي نفسها منظمة التحرير الفلسطينية وقالت للشعب الفلسطيني أنا أمك وممثلك الوحيد في هذه الدنيا لن يشعر بوجعك وألمك إلا أنا ولن يحنو علي وضعك وحالك إلا أنا، أنا هو أنت وأنت هو أنا وأنا ممثلك الشرعي والوحيد أنا منظمة التحرير الفلسطينية.

صدق الشعب الفلسطيني وسار وراء منظمة التحرير هذه سنين طويلة، سار ورائها ذليلاً لاجئاً مشرداً وبدون هوية بينما منظمة التحرير الفلسطينية تقول له لا تخف فأنا راعية لك وللقضية ولن أتركك حتي تستعيد ذاكرتك وإلي أرض الآباء والأجداد ستعود وستستعيد الهوية. عوج الشعب الفلسطيني علي هذا الإطراء الطربوش والحطة والطاقية وسار وراء منظمته كالأبله في البرية وأخذت منظمة التحرير الألاف من شبابه وقالت المنظمة هؤلاء لتحرير فلسطين وبأرواحهم سنستعيد الأرض بهؤلاء الفدائية وبإسمهم سنطلق الثورة الفلسطينية. خرج وراء منظمة التحرير مئات الألاف من الفدائية ووجدوا أنفسهم في حروب في جبل عمان وأقاموا متاريس لهم كذلك في جبل التاج وفي حي البخارية. قالت لهم منظمة التحرير أنتم الملك الحقيقي للملكة الأردنية الهاشمية وما هذا الملك الصغير إلا قليلاً وستجدوه راكعاً عند أحذية الفدائية يطلب منهم الرفق والرحمة به وبعائلته الهاشمية وإذا بالملك الصغير يأتيهم علي ظهور الدبابات ويقصفهم بأكبر مدفعية من أفضل وأحسن ما صنعت الدولة البريطانية وقال لهم هناك مهلة محددة زمنية لا يبقي منكم ملثم واحد لا من فتح ولا من الجبهة الشعبية الا مغادراً الأراضي الأردنية صوب الحدود السورية ومنها إلي الدولة اللبنانية.

خرج الشعب الفلسطيني وراء منظمة التحرير صوب الأراضي اللبنانية وإستقروا في الأحراش وأكلوا ما طاب لهم من كبة ولحمه نية وشربوا عرق وخمرة في المزة وفي إقليم التفاح وتل الزعتر والسويدانية. أصبح لهم مقرات يحضرون إليها للتحقيق كل لبناني ولبنانية ولا يستطيع أن يفتح فمه في حضرتهم أي إبن مرة لبنانية فإستشعر الخطر شعب الدولة اللبنانية وقالوا في حال أنفسهم ما لنا وما للقضية الفلسطينية فتحنا لهم أبوابنا وبيوتنا وأطعمناهم أفضل أنواع الكبة النية ومن أفضل خمور لبنان كنا نسقيهم إياها بالألفية فإذا بهم يصنعون دولة لهم بداخل الدولة اللبنانية فقرر آل شمعون و آل فرنجية أن يضعوا حداً لوجود منظمة التحرير الفلسطينية علي الأراضي اللبنانية وقررت منظمة التحرير أن ترد علي ذلك بأن قامت بإشعال بين اللبنانيين الحرب الأهلية. لم يكن التخلص من منظمة التحرير وطردهم من الأراضي اللبنانية بالسرعة والسهولة التي تم طردهم فيها من الأراضي الأردنية ربما لأن هؤلاء كان ورائهم الدولة بريطانية واللبنانيون كان ورائهم حوكومات متعاقبة فرنسية وكما يعرف الجميع أن الفرنسيين هم في حقيقة الأمر قليلون الخصية فطالت عملية تطهير الأراضي اللبنانية من منظمة التحرير الفلسطينية.

وبينما كان الشعب الفلسطيني يموت شتي أنواع الموت علي الأراضي الأردنية وعلي الأراضي اللبنانية وبعضهم في مخيم اليرموك علي الأراضي السورية كانت منظمة التحرير علي علاقة وإتصال بالدولة الصهيونية في الخفاء ومن الظهر تم طعن الشعب الفلسطيني مرة أخري ولكن هذه المرة بخنجر منظمة التحرير الفلسطينية. أربعون سنة ويزيد بكثير من عمر القضية الفلسطينية ومنظمة التحرير تبيع وتقبض ثمن بيعها للفلسطينيين وللقضية الفلسطينية.

إكتشف الشعب الفلسطيني أن منظمة التحرير وإسرائيل هما رأسان في طاقية وقرر الطرفان مرة أخري الإلتفاف علي شعب القضية الفلسطينية والقيام بسجنه في مضائق أرضية وإقناعهم بقبول سلطة إدارية رفعوا من شأنها وأطلقوا عليها لقب السلطة الوطنية الفلسطينية. وإستمر الشعب الفلسطيني يعاني بسبب عدم إستطاعته أن يستعيد كامل ذاكرته وكامل قواه العقلية وضل حبيس مخطط إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية يحلب كلا الطرفين الإعانات الدولية، اسرائيل تحلب العالم بحجة حماية الدولة العبرية من الهجمات الإرهابية وتهديدات الدول العربية وتحلب منظمة التحرير الأموال بحجة إقامة البني التحتية للسلطة الوطنية فلا إسرائيل وقعت لديها هجمات إرهابية ولا هجمت عليها الدول العربية ومنظمة التحرير لم تقم بإنشاء بنية تحتية ولا حتي قامت برعاية أسر من يطلقون عليهم لقب شهداء القضية الفلسطينية ولكن بصراحة أخرجت منظمة التحرير الفلسطينية أكبر كمية من المليونيرية وعدد رهيب من اللصوص والحرامية سواء من الذين يرتدون البزة العسكرية أو من الذين يرتدون البدلة المدنية.

بينما كانت منظمة التحرير الفلسطينية منهمكة في النهب والثراء علي دماء شعب القضية يبدو وأن جزء من الشعب الفلسطيني في جزء صغير منه قد إستعاد ذاكرته وإستفاق إلي تواطوء منظمة التحرير مع الدولة العبرية فقامت حركة صغيرة في مدينة غزة الأبية بعملية وحركة تصحيح وتطهير للقضية الفلسطينية بقيادة رجل إسمه إسماعيل هنية والذي قرر أن لا يبقي في قطاع غزة أي من منسوبي منظمة التحرير الفلسطينية وقاموا بإخارجهم منها وهاهم اليوم يعملون علي إخراجهم من الضفة الغربية والتي يبدوا وأن الشعب فيها أخذ أيضاً يستعيد الذاكرة والحمية الوطنية ويقوم بالتحضير لتحرير كل الأراضي الفلسطينية من قوات الإحتلال سواء تلك الإسرائيلية أو تلك التي تحمل شعار منظمة التحرير الفلسطينية.

نافزعلوان لوس أنجليس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حماس على الراس- رأس الارهاب
زرقاء العراق ( 2012 / 10 / 7 - 18:39 )
شكراً للأخ الكاتب اللذي يناضل من اجل حماس من لوس أنجليس

وهناك مناضل آخر في لوس أنجليس وهو ابن قيادي من حماس يناضل من هناك حيث قام بتمثيل الفلم المسئ للرسول ويخاف الجميع من ذكر عمله هذا لعله يسئ لسمعة حماس
اتفق مع الكاتب المحترم بكل ما جاء في المقال ولكنه نسى ذكر سها عرفات ام المليار وشوية دولار اللتي تناضل من مالطة

اما حماس فقد قتلت من اخوانها الفلسطينيين اضعاف مما فعلت اسرائيل ولربما نسى الكاتب ان يقرأ تقرير منظمة حقوق الانسان الاخير الذي يظهر وحشية حماس بصورة يندى لها الجميع

احمدوا ربكم لأن اسرائيل جالسة بقوة تغطي على بالوعة لو فتحت لأزكمت دول العرب والعالم برائحتها العفنة

اخر الافلام

.. نتنياهو يؤكد إن إسرائيل ستقف بمفردها إذا اضطرت إلى ذلك | الأ


.. جائزة شارلمان لـ-حاخام الحوار الديني-




.. نارين بيوتي وسيدرا بيوتي في مواجهة جلال عمارة.. من سيفوز؟ ??


.. فرق الطوارئ تسابق الزمن لإنقاذ الركاب.. حافلة تسقط في النهر




.. التطبيع السعودي الإسرائيلي.. ورقة بايدن الرابحة | #ملف_اليوم