الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بس بس ميو يقتل البنفسج

حنين المساعد

2012 / 10 / 6
الادب والفن



الموسيقى في كل بقاع الارض غذاء الروح لا نها تمد الفرد بالطاقة والابداع والتجدد وتحثه على تقديم وتأجيج مكنونات نفسه العميقة ليندفع الى المجتمع مبدعا خلاقا بأعمال انسانية او فنية بحتة اللحن يعطي الحياة ويدب الروح في النفس الانسانية الذواقة المتعطشة الى موسيقى تمتع الاذن قبل العين والموسيقى متجذرة لدى جميع اجناس البشر بأنواعها (بتهوفن ) الموسيقي العظيم الذي وضع اجمل المقاطع الموسيقية العالمية التي تدرس في معظم بلدان العالم وهو في الحقيقة (اصم) لم تمنعه حاسة السمع من وضع الجمل لموسيقية الراقية ولم تلوث اذنه كما لوثت اذاننا حاليا بالحان نشاز وكلام بذئ الى درجة الاسفاف بحجة التطور والتطوير وعمل ثورة موسيقية في اللحن والكلمة والاداء انها مهزلة على الموسيقى والغناء العراقي الاصيل وكان سفير الغناء العراقي (ناظم الغزالي) حي الى اليوم ليرى ماذا فعوا بالأغاني المحترمة التي صعدت فوق النخل لا سبوع وهبطت بسرعة خيالية الى الاض لا نها اغنية موسم وتزول كما تزول اوراق الخريف من الشوارع في الدول الغربية هناك تطور مستمر لمزج الموسيقى الكلاسيكية (الاوبرا) بموسيقى الجاز والهيب هوب والاندل روك والبوب كي يحافظوا على موسيقاهم القديمة بمزجها بمكس حديث من الاندثار في امريكا في اسبانيا تنظم مهرجانات في الهواء الطلق لانعاش رقصة وموسيقى (الفلامنكو) الشهيرة لديهم في البرازيل فتعتبر (السامبا) لحن وطني قومي والرقص على انغام السامبا هو عرف تقليدي في البرازيل ونقترب قليلا الى الوطن العربي لنرى ان ام كلثوم حية الى اليوم وتعيش في مقاهي وبيوت المصريين ولايحلو لأي مصري اكمال يومه بدون سماع(الست العظمة) كما ينادونها في لبنان تعتبر(فيروز) ختم لبناني بامتياز تسمعها صباحا جميع الاجيال قديمة ووسط وشبابية اماهنا للأسف ضاع ارثنا الموسيقي بلمح البصر ضاع جيل كامل من الاغاني الجميلة لمطربين اصبحوا عملة نادرة في هذا الزمن ومات البنفسج تلك الاغنية الهادئة الهادفة وراحت معها اغاني الحقبة الذهبية الفترة السبعينية بكل ما تحمله من اصالة ورقي في الكلام والحن والتصوير وصارت اغانينا مجرد فقاعات تطير وتطير وتنفجر بسرعة كبيرة صار المطرب اليوم شاب وسيم بلا امكانات صوتية ذو عضلات مفتوله ولبس انيق وغريب مع موديل جميلات يرتدين الزي اللارسمي للأغنية الواصلة الشورت المثير مع قليل من الموسيقى البسيطة تصبح مطرب صاعد التغيير جميل لابل مطلوب في جميع مرافق الحياة وخصوصا في الناحية الفنية لكن بدون ان ننسى اننا اصحاب تاريخ موسيقي عريق يمتد الى الاف السنين والتي اصبحت اليوم( بس بس ميو )خربشة قطط وكلام بذئ الى المراءة من شتم وسب وتجريح وصراخ اين مكامن الجمال في موسيقانا الحديثة وتلوث الضجيج يملا اعيننا قبل اسمعننا انحدرت الاغاني الى مستوى يستوجب اعادة النظر فيها فالناخذ من ملك البوب (مايكل جاكسون) عبرة رغم الجدل حول شخصيته وموته الا ان اغانيه وموسيقاه تدرس كمواد عالمية لتجربة الموسيقى العصرية الصاخبة ونظرة الى ارشيف الغناء العراقي نرى مئات الامثلة التي نستلهم منها ونقتبس منها كلام راقي ولحن هادئ وروح عراقية راقية لاتدعوا هذه الاغاني تتحول من ثروة وطنية الى كنوز منسية يأخذ منها ويسرقها غيرنا ونحن نجلس نطرب لترهات اسمها اغاني العصر الحديث








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي


.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |




.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه


.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز




.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال