الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة 2011 المصرية ثورة معنوية فقط من حيث النتائج ، و ينتظر ثورة أخرى تأتي بالنتائج المادية

أحمد حسنين الحسنية

2012 / 10 / 6
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


أن يجلس الخبراء اليوم ، السبت السادس من أكتوبر 2012 ، ليقيموا حرب 1973 المجيدة ، من كل الجوانب ، كالأداء و النتائج ، فليس في ذلك خطأ ، فقد مضى عليها الآن قرابة أربعة عقود ، منذ بدأت و إنتهت ، و ظهرت كل نتائجها التي ترتبت عليها ، و أصبحت جزء من التاريخ .

أيضا أن نقيم أسرة يوليو التي تأسست فعليا في الثالث و العشرين من يوليو 1952 ، و إنتهت مع شغل مرسي لمنصب رئاسة الجمهورية رسميا ، فإنه ليس في ذلك أي خطأ ، لأن الفترة التاريخية المعنية إنتهت و نتائجها وضحت .

لكن كان سيكون خطأ جسيم لو إنني كتبت في الخامس و العشرين من يناير من هذا العام ، 2012 ، مقيماً نتائج ثورة 2011 ، فقط لمرور عام على إنطلاق شرارتها ، لأن و إن كانت مرحلة الخامس و العشرين من يناير 2011 كانت قد إنتهت مع إنتهاء أولى مذابح عهد طنطاوي ، أي في يوم التاسع من أكتوبر 2011 ، كما سبق و أن كتبت في أكتوبر من العام الماضي ، 2011 ، إلا أن ثورة 2011 في حد ذاتها لم يكن في ذلك الوقت من الممكن إعلان نهايتها ، خاصة بعد مذبحة إستاد بورسعيد ، التي فاقت كل مذابح عهد طنطاوي في الدموية ، فقد كان هناك إحتمال أن تبدأ مرحلة ثانية فيها تستكملها ، لهذا كنت حريص في أكتوبر الماضي أن أكتب أن مرحلة الخامس و العشرين من يناير 2011 هي التي إنتهت و ليست الثورة ككل ؛ لكن لم تبدأ مرحلة أخرى ، و مع تولي مرسي الرئاسة ، و إنسحاب طنطاوي و مجلسه من الصدارة ، بعد تكريم طنطاوي و قبل ذلك تأمينه على حياته و حريته ، أصبح من الممكن أن نقول أن مذبحة التاسع من أكتوبر 2011 ، لم تكن نهاية مرحلة في ثورة 2011 ، بل هي نهاية ثورة 2011 ، و بداية مرحلة المذابح الكبرى في عهد طنطاوي التي بدأت في ماسبيرو و إنتهت في إستاد بورسعيد .

إذا ثورة 2011 إنتهت في التاسع من أكتوبر 2011 ، و تولي مرسي الرئاسة هو نهاية لحقبة ، أو أسرة ، يوليو ، دون أن يعني هذا أن بداية حكم مرسي هو بداية الحقبة الديمقراطية الثانية ، و أقول الحقبة الديمقراطية الثانية بإعتبار أن الحقبة الديمقراطية المصرية الأولى بدأت في 1923 و إنتهت في الثالث و العشرين من يوليو 1952 ، فليكن واضحا أن عهد مرسي ليس بداية العهد الديمقراطي الثاني .

الآن ، في فجر السادس من أكتوبر 2012 ، يمكني أن أكتب مقيما ثورة 2011 ، فقد إنتهت ، و ظهرت نتائجها الملموسة ، و غير الملموسة .

ثورة 2011 فشلت ، كما سبق و أن كتبت مراراً ، فهي لم تستأصل النظام المباركي بكامله ، و هذا أمر واضح ، فيكفي أن المباركيين كانوا هم المتحكمين تماما في دفة الأمور في مصر في عهد طنطاوي ، و الآن هم شركاء في السلطة بالنصيب الأوفر ، متخذين من مرسي و إخوانه ستاراً .

لا يمكن أن نقول أن ثورة نجحت ، أو إنها ثورة ، و من ينتمون للنظام الذي ثار عليه الشعب ، لهم اليد الطولى و العليا ، و لهم الكلمة الأولى و الأخيرة .

لا يمكن أن نقول أن ثورة نجحت و من ينتمون للنظام الذي ثار عليه الشعب هم من يتحكمون في الإنتخابات وفي تسجيل الأحزاب ، و يقررون من سيفوز و من سيخسر ، أي يتحكمون في كل الحياة السياسية ، و لهم السيطرة على كل مفاصل الدولة ، و هم المسيطرين على الإعلام .

لا يمكن أن نقول أن ثورة نجحت ، و نظام الحكم الحالي قائم على صفقة خبيثة ، لازالت سارية تقضي بأن يقدم الإخوان الستار لحماية المباركيين ، مقابل تقاسم السلطة بين الطرفين .

طرفان أحدهما ثار عليه الشعب ، و الثاني تآمر على ثورة الشعب ، هما من يحكمان مصر اليوم .

أشياء كثيرة أخرى يمكن ذكرها للإستدلال على أن ثورة 2011 فشلت ، منها مصير مبارك و العادلي و أعضاء هيئة الشرطة المسئولين عن قتل شهداء ثورة 2011 ، و مصير كل المسئولين عن قتل ضحايا مذابح عهد طنطاوي الدموي .

سبب الفشل ذكرته من قبل ، و هو السذاجة الثورية ، و أكرره لإنني لازلت أجد كتاب السلطة ، من المحسوبين على المعارضة ، يكررون القول بأن الثورة المضادة نجحت لصرف الأنظار عن السبب الحقيقي للفشل ، حتى لا يتفادى الشعب تكرار الخطأ .

لا يا سادة ، ثورة 2011 فشلت ، لسبب في داخلها ، هو السذاجة الثورية عند أغلب المشاركين ، الذين لم يفهموا ما المقصود بكلمة ثورة ، فإستمعوا ، و إستجابوا للذين قالوا بأن الثورة نجحت ، و بأن المهمة إنتهت ، بسقوط مبارك ، و لم يستمعوا لنداء حزب كل مصر - حكم ، الذي أعلنته نيابة عنه في نفس اليوم الذي سقط فيه مبارك .

كل من ينسب سبب فشل ثورة 2011 المصرية للثورة المضادة ، هو عميل مباركي حتى لو كان يتسربل بسربال المعارضة و يدس نفسه فيها ، أو إنه ساذج يكرر أقوال المباركيين ، لأنه لم تكن هناك ثورة مضادة ، فقد قضت ثورة 2011 على نفسها بنفسها .

تعبير : الثورة المضادة ، من إختراع المباركيين ، و يظل في خدمتهم ، أيا كان من يلفظه نطقاً أو كتابة .

نعم ثورة 2011 فشلت ، لأنها إنتهت فعليا منذ عام تقريبا ، و لا نجد نتائج إيجابية ملموسة لها .

لكن التقييم لا يجب أن يقف عند هذا الحد ، و إلا أصبح ناقص .

لقد سبق في الحادي و العشرين من سبتمبر ، من العام الماضي ، 2011 ، في مقال : الاتحاد من أجل المتوسط يجب أن يواكب في أهدافه و وظائفه ربيع العرب ؛ أن قسمت نتائج الثورة إلى قسمين ، قسم مادي ملموس ، و قسم معنوي .

لقد تحدثت عالية عن النتائج الملموسة لثورة 2011 ، أو النتائج المادية ، و هي النتائج التي تدل على فشل الثورة ؛ لكن معنويا فالثورة ناجحة .

الإنجاز الوحيد ، و الأكبر ، لثورة 2011 ، إنجاز معنوي ، هو أن الشعب المصري أعاد تعليم نفسه الثورة .

لقد أدرك هذا الجيل أن بإمكانه أن يثور ، و أن يطيح بحاكمه لو رغب في ذلك .

لقد أدرك الشعب المصري أن بإمكانه إلتهام طغاته .

هذا هو الإنجاز الوحيد الذي قامت به ثورة 2011 ، و هو إنجاز معنوي فقط ، و لأن النتائج العملية هي النتائج التي ينتظرها الشعب ، لهذا فإنني أتوقع ثورة أخرى تأتي بالنتائج المادية ، فالشعب لا يعيش على المعنويات فقط .

أكتب عن ثورة أخرى ، إذا ، و خلال أيام ، أو أسابيع ، سَتُخرج السلطة الحقيقية صبيانها و صباياها من الإبريليين ، و الثوريين ، إشتراكيين و ليبراليين ، و أعضاء الأحزاب السلطوية ، و صبايا و صبيان ، و رجال و نساء ، اتحادات و جمعيات و نوادي و عصب و روابط خيانة الثورة ، للهتاف : ثورة ثورة ، كما فعلت في الرابع و العشرين من أغسطس من هذا العام ، 2012 ؛ لكن الثورة التي أتحدث عنها شيء آخر .

رسالة لأعضاء حزب كل مصر - حكم ، و لمؤيديه : سيبدأ ، بإذن الله ، حزب كل مصر - حكم أولى خطواته لتسجيل نفسه رسمياً هذا الشهر ، أكتوبر 2011 ، من أجل إستعادة مصر ، و على الأعضاء القدامي ، و كذلك الأعضاء و المؤيدين الذين كان لهم دور في ثورة 2011 ، الإمتناع عن المشاركة في التسجيل ، و أيضا الإمتناع عن المشاركة في أي شيء يخص الحزب ؛ العقلاء سيتفهمون و الحكماء سينفذون ؛ طريقنا و نضالنا سلميان دائماً .

أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين الحسني

حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر

06-10-2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هجوم روسي عنيف على خاركيف.. فهل تصمد الدفاعات الأوكرانية؟ |


.. نزوح ودمار كبير جراء القصف الإسرائيلي على حي الزيتون وسط مدي




.. أبرز ما تناولته وسائل الإعلام الإسرائيلية في الساعات الأخيرة


.. الشرطة تعتقل طالبا مقعدا في المظاهرات الداعمة لفلسطين في جام




.. تساؤلات في إسرائيل حول قدرة نتنياهو الدبلوماسية بإقناع العال