الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من سوريا ترتسم خارطة المنطقة

حسن عماشا

2012 / 10 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


"شيع حزب الله وأهالي بلدة بوداي والجوار جثمان الشهيد القائد علي حسين ناصيف"أبو عباس" الذي قضى خلال قيامه بواجبه الجهادي"..
ما أن أعلن حزب الله هذا النبأ. انطلقت ماكينات آل الحريري الوهابية المختلفة من وسائل اعلام وموظفين من اصناف مختلفة كانها وجدت الصيد الثمين الذي يمكنها النيل من حزب الله والتأكيد على انه يشارك في قمع ما يسمونه الثورة السورية.
بداية: لا بد من التوضيح انها ليست المرة الأولى التي يعلن فيها حزب الله عن استشهاد عناصر وكوادر من صفوفه خلال قيامهم "بواجبهم الجهادي" دون ان يوضح أين وكيف ومتى. لأن الحزب لم يتوقف يوما عن اعداده لكل عناصر القوة التي تمكنه من الانتصار في أي مواجهة مقبلة مع العدو الصهيوني. ومن وسائط الاعداد التدريب والاستطلاع الأمني و ليس سرا أيضا العمل على مساعدة قوة المقاومة في فلسطين والعراق وكل ما من شأنه تقويض الوجود الأمريكي الصهيوني في كل مكان. وكل هذا يحمل في طياتها مخاطر تعرض المجاهدين للقتل سواء في عمليات أمنية أو حوادث تدريب وخلافه.
ولم يسبق ان اعلن حزب الله تفاصيل أستشهاد من يقضوا في هذا المجال سواء قبل الانسحاب الصهيوني من الجنوب في العام ألفين وبعده. لأن الصراع بأدواته المختلفة لم يتوقف مع العدو الصهيوني في مختلف الميادين.
كل من يتابع مجريات الأحداث في العالم العربي يدرك بلا أدنى شك ان الصراع المفتوح مع أمريكا وأدواتها في المنطقة لم يخفي حزب الله يوما اصطفافه بل انه ركن من اركان محور المقاومة والممانعة.
غير ان اعتباره يشارك بعناصره في المواجهة على الارض السورية فهو أمر يدعو للسخرية وليس للبحث عن مدى جديته.
أولا: لا يشكل هذا الحدث إدانة لحزب الله حتى ولو صح ما يذهب اليه من يتهمونه بالعمل على مواجهة ما يسمى الثورة السورية لأن كل من ينطق باسم هذه "الثورة" أشهر عدائه للحزب والمحور الذي ينتمي اليه من بداية الحراك في سوريا ولم يقتصر هذا العداء على المواقف السياسية الاعلامية بل جرى إستهداف كل ما له صلة بالحزب بما فيه من ينتمون الى الطائفة الشيعية ولا زالت قضية الزوار الشيعة اللبنانيين المخطوفين في سوريا منذ اربعة أشهر على يد من يسمون انفسهم ثوار حية ومستمرة. فضلا عن عمليات خطف وقتل متفرقة في عدد من المناطق السورية. فالتعرض المادي المباشر لحزب الله بدء من قبل ما يسمى "الثورة السورية" .
ثانيا: هل من عاقل يصدق أن قوى الدولة السورية تحتاج الى مقاتلين من خارجها لمواجهة العصابات المسلحة على ارضها ؟؟!!. والتي في غالبها هي عناصر يجري استحضارها من خارج سوريا والذي كشف عن هوياتها ليس الاعلام السوري بل اعلام معادي لسوريا عربي وغربي.
نعم المواجهة مفتوحة ولا تخضع للإعتبارات الكيانية وهذا مفهوم ومن كسر هذه الاعتبارات هي قوى الاستعمار وادواتها وليست قوى المقاومة التي ما زالت تحترم هذه الكيانية (...) ولنا هنا تساؤل- لماذا علينا ان نقدس الحدود الكيانية التي رسمها الاستعمار نفسه وهو يتجاوزها في كل اعماله-. انما ليس هذا موضوعنا الآن.
بالعودة الى سوريا : نعم أن "الأخوان المسلمين" والمعروف انهم تنظيم عالمي وليسوا من التنظيمات المحلية الكيانية يتمددون في كافة الارجاء التي يتواجد فيها المسلمون. وتتعدد تجليات هذا التنظيم بقدر كبير بدء من العمل الاجتماعي وانتهاء بالعمل الارهابي من نموذج القاعدة الى نماذج السلفية والدعاة. ومؤخرا أضحى لهذا التنظيم نماذج السلطات.
ولهذا التنظيم وجود في سوريا تاريخي ويحظى ببيئة حاضنة لا يستهان بها من النسيج الاجتماعي السوري. الا أن تصويرها المعبرة عن الشعب السوري فهذا تزييف للحقائق والوقائع حيث ان أكثرية الشعب السوري هي بعيدة عن ثقافة تنظيم الأخوان ومعادية للتكفيريين منهم. وان المنتمين الى القوى الوطنية والقومية من الشعب السوري هم اكثر بكثير من المتعاطفين مع تنظيم الاخوان ويجدون في النظام تعبير عنهم اكثر من جماعة الاخوان. وان كان لبعضهم ملاحظات هنا او هناك لا تتعدى حدود الاصلاح في اداء السلطة وسياساتها الاقتصادية الاجتماعية.يبقى ان الصراع في سوريا ترتسم احداثه بين جهتين الأخوان ومن معهم من عرب وغرب استعماري وحتى صهيوني والنظام بقواه وخلفه قوى المقاومة والممانعة وعلاقاته الدولية من ايران الى روسيا والصين وكل دول العالم التي تعاني من الهيمنة الأمريكية. والباقي تفاصيل لا ترقى الى التأثير في مجرى الاحداث.
اما اللبنانيين الصغار من أسرى هواجس الاستحقاق الانتخابي وحساباتهم الطائفية والمناطقية هم اقل شأنا من أن يتركوا أي أثر او صدى بلعبة الكبار الذين يرسمون خارطة المنطقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ليسوا بثوار ولا ينتمي للاسلام او العروبة
سمير الحكيم ( 2012 / 10 / 6 - 21:37 )
تحياتي واحترامي
سوريا دولة منتجة تعتمد على ذاتها وتصدر الكثير من المنتجات الزراعية والحيوانية والصناعية، فلا تأثير يذكر على الحصار الغربي لان تبادلها التجاري قليل مع الدول الاستعمارية ولا يوجد لهم الكثير من الحسابات المصرفية في الخارج لان معظم علاقاتها المميزة مع الدول العربية واوربا الشرقية والاتينية.
سوريا الدولة العربية الوحيدة في المعركة ضد اسرائيل فمصر السادات تركتها وحدها في حرب تشرين بعد اقل من 4 ايام في المعركة التي استمرت ثلاث اشهر وكانت سوريا في أول ايام المعركة قد حررت الجولان ووقف الجندي السوري البطل على شواطئ طبريا، وهي الآن تحاول بكل الطرق خلق توازن بتحالفها مع الكثير من الدول لضمانسلامتها، ولتتقي التآمر دول الرجعيات العربية مثل السعودية وقطر والخليج وايضا لتسطيع الصمود ضد الضغوطات الامريكية الغربية لاخضاعها كما اخضعوا الكثير من الدول العربية.
فالتآمر ضد سوريا والحرب المشتعلة وتجيش الارهابين وزجهم في المعركة هو لتقسيم سوريا إلى دويلات واذا فشل هذا المخطط إذا فشل هذا المخطط فأفقروا واضعفوها واخرجوها من أي معادلة لانها تحتاج لسنوات لاعمار ما دمر على ايدي الارهابيين.

اخر الافلام

.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24


.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و




.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد


.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز




.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة