الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موسكو لإستئناف الحوار مع العالم العربي

فالح الحمراني

2012 / 10 / 6
مواضيع وابحاث سياسية



د.فالح الحمراني
اعلامي من العراق مقيم بموسكو


بادرت موسكو بكسر الصمت الذي خيم على علاقاتها مع العالم العربي الذي سببه اختلاف المواقف وتقويم التطورات العاصفة التي شهدتها بعض الدول العربية التي اكتسبت تسمية "الربيع العربي". فبصورة مفاجئة اجتمع وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف مع سفراء الدول العربية المعتمدين لدى موسكو، فاتحا بذلك نافذة للحوار بين الاطراف وباعثا برسالة واضحة للزعماء العرب بان الكرملين لم يغلق الابواب امام الدول العربية وان اختلاف التقويم لتلك الاحداث والموقف من نتائجها لايمكن ان تكون سببا في "قطع الجسور" وفرض الصمت.وتتطلع موسكو الى انعقاد اجتماع الرياض الوزاري الثاني للحوار الاستراتيجي "بين روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي" ليعطي دفعة للحوار بين الاطراف.
و لايمكن ان لا يرصد المراقب لتطور العلاقات بين موسكو والبلدان العربية التقلص الملحوظ في تبادل الزيارات بين الطرفين خلال العام الحالي مقارنة مع العام المضي، اضافة الى تدني مستوى الميزان التجاري الذي هو اصلا غير مرتفع. وتبادلت وزارة الخارجية الروسية مع بعض العواصم العربية لغة شابها التشنج في تقيم احداث داخلية او اقليمية، وتسربت الشكوك بالنظر للبعض الاخر.
ان العلاقات العربية/ الروسية التي سادها التفاهم وتقارب المواقف ازاء اغلبية المواقف خلال العقدين الماضيين شهدت في العام الحالي لاول مرة سوء تفهم غير مسبوق له، ووقف روسيا والبلدان العربية لاول مرة في غضون العقدين الاخيرين وهما تناقشان قضايا المنطقة في المحافل الدولية لاسيما الامم المتحدة( مجلس الامن والجمعية العمومية) على طرفي نقيض، واستخدمت روسيا مرتين حق النقض الفيتو في مجلس الامن وعارضت مرة في الجمعية العمومية مشاريع قرارات ابدت غالبية الدول العربية دعمها لها بل وشاركت في صياغة بعضها. وفي ظل تلك التطورات السلبية راح عدد من المحللين يتحدثون عن ان موسكو تغامر في اشهار مواقفها تلك بفقدان نفوذها في الشرق الاوسط، وانها ستخرج " بخفي حنين" عندما تحقق المعارضة السورية نصرها على نظام الاسد. علما بان الكثير من المحللين الروس الجديين وربما اصوات في اروقة السلطة الرئاسية او في الخارجية، يتحدثون بصراحة عن مثل هذا الاحتمال.ان الكرملين من ون شك يدرك تدعيات المواقف مواقفه تلك على علاقاته بالدول العربية رغم انها بلا شك نابعة من العقيدة السياسية للرئاسة الروسية ووزارة الخارجية ولها علاقة وثيقة بمخاوف وهواجس روسية من استخدام الغرب وبالدرجة الاولى الولايات المتحدة الامريكية التطورات لترسيخ الهيمنة على المنطقة والزحف نحو مناطق اخرى بما في ذلك اسيا الوسطى وجنوب القوقاز التي تعتبرها روسيا جزء من مصالحها الوطنية.
لقد طرحت موسكو مواقف وقراءة لا تتطابق مع رؤية غالبية العواصم والشوارع العربية تجاه الاحداث التي شهدتها في تونس وليبيا ومصر وباقي الدول العربية وبلغت ذورة الخلافات بين الاطراف ازاء التطورات في الموقف من الازمة المستفلحة التي تمر بها سوريا اليوم. ان روسيا لا تنكر ضرورة الاصلاحات واشاعة الدمقراطية والعدالة والمساواة وبناء الدول العصرية في تلك الدول العربية التي هبت عليها رياح "الربيع العربي" بقوة، ولكنها "تتنمى" ان تتم التحولات بطرق سلمية عن طريق الحوار بين الفرقاء ومن دون تدخل اجنبي" خاصة غربي. ومن الواضح ان موسكو تنسى ان التاريخ يسير وفق منطقه الذي تتحكم فيه عوامل كثيرة، وان التطور لايقدم دائما على "اطباق ذهبية" بل ينتزع احينا سلما واحيانا بالمواجهات، فالريح في التاريخ " لا تسير كما تشتهي السفن".
وثمة مؤشرات على ان روسيا بصدد تخفيف حدة موقفها والمباشرة بالبحث عن قواسم مشتركة مع العواصم العربية وبعث الروح في الاتفاقات والتفاهمات وتهيئة ساحات اللقاء والمنتديات لاستئناف الحواء مع البلدان العربية التي تدرج العلاقات معها على اولوياتها الاستراتيجية.
وضمن هذا التصور يمكن فهم لقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بتاريخ 18 سبتمبر مع رؤساء البعثات الدبلوماسية للدول العربية وبعثة من جامعة الدول العربية في موسكو،حيث جرت مناقشة مفصلة للوضع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بما في ذلك في ضوء التغيرات العميقة التي تجتازها المنطقة.
وأكد لافروف الموقف الروسي الداعي لحل المشاكل السياسية الملحة والصراعات بالوسائل السلمية، من خلال الحوار الوطني والتوافق الاجتماعي، دون تدخل خارجي. وفي هذا السياق، تم التأكيد على ضرورة تظافر جهود المجتمع الدولي لوضع نهاية سريعة للعنف في سوريا وتهيئة الظروف لبدء حل للأزمة على أساس تنفيذ قرارات 2042 و2043 لمجلس الأمن الدولي، وبيان جنيف " مجموعة العمل". وجرى تأكيد موقف روسيا والبلدان العربية الحازم لتقديم كافة المساعدات اللازمة لمهمة الأخضر الإبراهيمي.
وجرت الاشارة الى المواقف المبدئية المشتركة لروسيا والدول العربية - الأعضاء في جامعة الدول العربية ـ لدعم التطلعات الوطنية للشعب الفلسطيني وتحقيق تسوية عادلة ودائمة بين اسرائيل والفلسطينيين على أساس القانون الدولي المعترف به من الجميع.
كما جرت مناقشة القضايا المتعلقة بالحالة في اليمن والسودان وتسوية الوضع المتعلق بالصحراء الغربية وحول البرنامج النووي الإيراني وكذلك مهام دعوة عقد في 2012 مؤتمر لجعل الشرق الاوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل ووسائل إيصالها.
وجرى التاكيد على الاهتمام المشترك باستمرار دعم التعاون بين روسيا والمنظمات العربية الإقليمية، ولا سيما جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي. وأكد الموقف الرامي لان يسفر اجتماع الرياض الوزاري الثاني للحوار الاستراتيجي "بين روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي" والدورة الأولى لمنتدى التعاون الروسي العربي في موسكو، عن نتائج مثمرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجات.. مقارنة بين الأمثال والأكلات السعودية والسورية


.. أبو عبيدة: قيادة العدو تزج بجنودها في أزقة غزة ليعودوا في نع




.. مسيرة وطنية للتضامن مع فلسطين وضد الحرب الإسرائيلية على غزة


.. تطورات لبنان.. القسام تنعى القائد شرحبيل السيد بعد عملية اغت




.. القسام: ا?طلاق صاروخ ا?رض جو تجاه مروحية الاحتلال في جباليا