الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزا..في اللوحة..والوقت

محمد عثمان محمد

2012 / 10 / 7
الادب والفن


يطير الشجر
قبل أن يخضرّ الحمام..
ينامُ الكلام
قبل أن يهمس النسيمُ
ويكبرُ
المطر
يكبر..ويكبرُ
ويصغرُ في اللوحةِ لونَ الغمام..
بين ابتسامتين..
طارت الريشةُ وضاع النص في الأخيلة..
وكنتُ كما النخلِ وحدي في الخلاء أرقبُ
موتَ البلاد..
تنفستُ في الضوءِ شكلا يشابهُ سمرةَ البنات
وهم يركضون.. من وراء الغبار..
فنمت عن حاجبيّ..سقطت ُ في الحلمِ
احتلمتُ بمطر
مبلل بالشجر
يحرق الوقتُ مراكبه الخشبيةَ عند السواحلِ
لذا يبدو الغروبُ بطيئا..
وحينا لحظر التجول تسرعُ الشمسُ تلملم فساتنها الأحمرَ
وترتدي السواد..
أي لون في اللوحة حينها
سيدو أقرب
لطعمِ الحياد؟
كم أتمنى..أن أقف في ساحة..
لا تخصّ دمي..
ولا تضمر لي من الخبث شيئا
وأرمي حبّ الطعام..
لجمع الحمام..
ونجري سوية حديثا يخص الهديلْ
كم أتمنى..
أن يعود للوحةِ
صوتُ المساءِ الوقور..

أيها الشعر،دعني أسمّ الأشياء بما سمت:
البحرُ، القنديل، بنت الليل ، الأسطورة ، البيتُ، الثياب، الموت، الحياة، الله، الجريمة ، والبوليس ،العود، الصديق ، القاتلُ، النكتة،السلطة ، الفقر، الحفرة، النيل ، الحب ، الهرولة ، الجنس ، الطين ، الضفيرة ، زر القميص ، الدم ، الفضيلة ، الريح ، العطر ، الرواية ، السفر ، المحطة، حادث السير ، فاتورة الكهرباء ، الليل ، ولكل الأسماء..
ما ندركها..دعني أسمها..أنطقها بما كتبت ، أفهمها لما جعلت
أريدُ أنْ تعود اللوحة للريشة
والرسام للألوانْ
وأن يخضر الحمام كلما عانقته فيفقس في جيبي مناديل خضراءَ
ولتكبر الغمامة في الجسد..
جسدي إختفائي في الأبدْ
أبدي أصابعُ في يد مخفية لا تقدر أن تعدْ
وللأشجار في جسدي جذور لا تحدْ
إحذروا
صاح النبيّ الأجنبي في الساحة:
الخنجر في اليدِ التي تصافح..
لا الغمد المزركش بالجواهر..
فطار من دمي الحمام..

وماتَ بين نافذتين طيبتين
طفل الهديل..!

مـا لي أقف في الساحلِ الأسمر:
الوقتُ قد ضاع بين الزبد..
عدتِ للوحة ، سألت أين الوقتُ
هل في الأزرق أم خطفته النوارس
من أنفه المخروطِ
فلم يجبني خارج البرواز..أحد

وأنتِ يا الزا
يا فتاة الرمز..يا رمز الحبيبة
ليس للوطن فيما يخصك شأن
فأنت خالصةُ كصوفي مهذبْ
تعالي نرقص في الساحة
لنغيبَ في الوقتِ البديل
ونصنع من الظل الذي ينمو بيننا
ظلا لبلاد تغادر
سجل الرواتب..
وترقص.. في الساحة..
دعيني أرى في عينيكِ: خيل الفرنجة
وفي عيني: سأحكي لك تاريخ الهزيمة!

ولن أخفيك سرا:
أن لوني يحاكي لونَ الوقت عند الظهيرة
وأن عينيك لها لونُ الغمام
كم أحب حين تتأنق روحكِ
لتلاقيني عند المساء..
وحتى يصعد القمرُ على خيل السواري..
سأظل أحبك حتى تنامُ النجوم عن ضوئها
وحتى يحس البعيد بأن الصوتَ ليس الصدى
وان المسافة بيني وبينك
ليست سقفا..لطموح المدى
فمتى
ستشيد القصيدةُ مسرحها
وياتي العازفون لتنبتَ تحت أقدامنا الموسيقى
وسيمة المعنى
ويتجاوز الجسدُ معناه العضويّ ليبقى في النهائيّ
ولإلزا في الرياح الموسمية
هجرة في القلب
وضحكة في الحب
تذيبُ عن نافذة التوجس في العلاقة أسئلة الهوية
متى
يغيب في اللوحةِ:
خيل السواري..
غرناطة ما سقطت في الإمتحان
ولا ابن زيدون قد كف عن سرد الحكاية المنحوتة
فما أنتِ غرناطة
ولا أنا المنحوتُ
فليست أسماؤنا معنا..ولا تاريخنا لنا فيه سيف ولا أسطورة
فتعالي..
ولا تسألي: ماذا تريد
فهل يريدُ..
المريد


أيها المطرُ المبلل بالشجر:
اختم القصيدة مرة
بمقطع للفرح
إني أحبها
لكني أتمنى
أن يعود للوحة..الرسامُ
فانا وحدي..والحمامُ غاب في الهديلِ
وإلزا في مركب الوقت غادرت السواحل
وقد طالَ في النصّ
السفر..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ا?صابة الفنان جلال الذكي في حادث سير


.. العربية ويكند |انطلاق النسخة الأولى من مهرجان نيويورك لأفلام




.. مهرجان كان السينمائي - عن الفيلم -ألماس خام- للمخرجة الفرنسي


.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية




.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي