الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصطفى مجدي الجمال - مفكر وسياسي يساري مصري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: اليسار المصري .. بين الأجيال (منظور إنساني/ موضوعي).

مصطفى مجدي الجمال

2012 / 10 / 7
مقابلات و حوارات


من اجل تنشيط الحوارات الفكرية والثقافية والسياسية بين الكتاب والكاتبات والشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية الأخرى من جهة, وبين قراء وقارئات موقع الحوار المتمدن على الانترنت من جهة أخرى, ومن أجل تعزيز التفاعل الايجابي والحوار اليساري والعلماني والديمقراطي الموضوعي والحضاري البناء, تقوم مؤسسة الحوار المتمدن بأجراء حوارات مفتوحة حول المواضيع الحساسة والمهمة المتعلقة بتطوير مجتمعاتنا وتحديثها وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وحقوق المرأة والعدالة الاجتماعية والتقدم والسلام.
حوارنا -89 - سيكون مع الأستاذ مصطفى مجدي الجمال - مفكر وسياسي يساري مصري - حول: اليسار المصري .. بين الأجيال (منظور إنساني/ موضوعي).
 


مدخل شخصي


في البداية لا بد من الاعتراف بسر كنت أحتفظ به لنفسي. فقد سبق أن أخذت عهدًا على نفسي بالتوقف عن العمل السياسي اليومي والمباشر، وأن أتفرغ للبحث والكتابة بمجرد بلوغي سن الستين. قلت إنه بعد أكثر من اثنين وأربعين عامًا من الانخراط المباشر، قد يكون من الأكثر فائدة للآخرين (أو قل: الأقل إضرارًا بهم!!) أن أتوقف بعد عقود كتبت فيها مئات مجلات الحائط والمقالات والمنشورات والتقارير والبيانات والدراسات السياسية المباشرة (الكثير منها بغير توقيعي) وحضرت آلاف اللقاءات الثنائية والاجتماعات والندوات والمؤتمرات والتحركات الجماهيرية.. ولكن قبل أن يأتي الموعد المضرب بعام ونصف جاءت ثورة 25 يناير.. فانتعشت رئتاي بأنفاس جديدة كأنني شاب تتفتح عيناه من جديد على واقع ثوري مدهش. وذهب ذاك العهد الشخصي أدراج الرياح الثورية.

كان التصور عندي أن الواقع السياسي والتنظيمي والجماهيري لليسار قد بات راكدًا، وأن تجارب جديدة لا بد أن تُخاض، وأن نمنح أصحابها الجدد فرصتهم كافيةً لأن يبدعوا ويتقدموا. والغريب أنه على الرغم من قناعتي هذه وجدت نفسي- بمجرد اشتعال الحدث الثوري- مدفوعًا بقوة خارجية لا رادّ لها كي أقدم المساعدة، وأن التقاعس عنها جريمة. وأزعم أنني ظللت حريصًا على ألا أتجاوز حدود "المساعدة".

كانت البداية يوم الخامس والعشرين، ولكن في ظهر يوم الثامن والعشرين من يناير 2011 دارت خمس ساعات رهيبة من أكثر الساعات حسمًا في تاريخ مصر الحديث. فبمجرد انتهاء صلاة الجمعة دوت الهتافات الشجاعة وبدأت أصوات الرصاص والقنابل الصوتية والمسيلة للدموع.. كان معي أحد أبنائي البالغ وقتها ستة عشر عامًا في أول يوم له من الاحتكاك الجدي بالسياسة.

حاصرتنا المدرعات عند مدخل سوق التوفيقية بوسط القاهرة ووجدت نفسي أصرخ في قائد إحدى المدرعات وأنا أسبه سبًا مقذعًا على بعد أمتار قليلة منه، وحذرته من الضرب. الغريب أن الرجل تجمد تمامًا وظل ينظر إلى في هدوء ولم يطلق طلقة واحدة من أي نوع.. وهاج عليَّ باعة قطع غيار السيارات المتمركزين في هذه السوق الذين خشوا على دكاكينهم وبضائعهم.. قال لي أحدهم: "جرى إيه يا حاج مالوش لازمة كده!!". رنت في أذني كلمة "حاج"!! وقلت إنني قد كبرت في السن فعلاً..

توالى الكر والفر.. وبدأ الشباب يقيمون المتاريس وخوضون معارك بطولية بمعنى الكلمة.. وفي لحظة تعيسة وجدت نفسي محاصرًا مع مجموعة صغيرة من المتظاهرين في شارع سينما أوديون من الناحيتين وأطلقت المدرعات- ومن بينها ذات المدرعة التي سببت قائدها- ما لا يقل عن عشرين قنبلة خانقة في هذا الحيز الضيق جدًا.. وتقدم رجال المباحث بملابسهم المدنية وأعملوا الضرب الوحشي في الشباب.. ضاقت أنفاسي فتهاويت على الرصيف وتأكدت أنني على وشك الموت اختناقًا.. تجاهلني المهاجمون وركزوا على اصطياد الأولاد.. قفز ابني من فوق سور لفناء خلفي لمنزل قديم، أشرت إليه بعبوره.. فلم يكن الأمن ليتواني عن ضربه وأترابه ضربًا مميتًا بعصي غليظة جدًا.



دهشة الاكتشاف

أفقت من نصف الغيبوبة رويدًا رويدًا لأجد شابًا في العشرينيات يسألني: "أنت في المظاهرات من يوم 25 ياحاج؟" (مرة ثانية أسمع كلمة "حاج").. فكان ردي "أنا في المظاهرات من 68 يابني.. من سنة 68 يعني!!". بهت الولد وكأنه يعاين ديناصورًا بمعنى الكلمة. وتذكرت أنني وقتها كنت في ذات عمر خالد ابني الآن (انقطعت الصلات بيننا بسبب قطع شبكات المحمول.. وعلمت فيما بعد أن العاملات في مشغل للخياطة خبأنه ثم هربنه من شارع خلفي، وبالأحرى تاه مني ولم أعثر عليه إلا صدفة في المظاهرات بعد ساعتين)..

دار حوار طويل نسبيًا بيني وبين الشاب، وكنا كمن يكتشف أحدنا الآخر.. واكتشفت أنه يصور الحوار بكاميرا في يده.. قال إنه سيضع الفيلم على "النت".. ولحظتها أحسست على الأقل بالفوارق التكنولوجية بين "جيلينا" (كانت طباعة منشور أو تبليغ قرار عاجل مثلاً عملاً معقدًا). بعد هذا بساعات قليلة شاركت في نقل جنود الأمن المركزي المختنقين من الغازات للعلاج في مقر حزب التجمع بميدان طلعت حرب، وعندما بدأت قوات الأمن المركزي في الانسحاب من الشارع ساعدت في حمايتها من غضب المتظاهرين.. وحدث أن التقيت الشاب نفسه مرة أخرى فبادرني بقوله: "نجحنا يا ريس والبوليس بينسحب" (هذه المرة قال "ياريس" وليس يا "حاج").. قلت له: "نعم ولكن نزل الإخوان ومن المؤكد أن الجيش هينزل بالليل". قال لي: "الثورة في الشارع".
 


الاكتشاف الأسبق

لا أعرف لماذا استدعت ذاكرتي على الفور أول لقاء لي في أوائل السبعينيات مع يساريين قدامى طلبوا لقاءنا، وكنا لم نزل في أولى سنوات الجامعة، وفي الحقيقة أن مشاعر التوجس سرعان ما تحولت لبهجة حقيقية لأن تجد بين الكبار من هم مثلك.. بل إن النقاش مع الرفاق الأقدم قد كشف لنا عن تكامل قوي الاحتمال بين خبراتهم التنظيمية العريضة وبين حركتنا الفعالة.. والأهم أننا اكتشفنا أن اطلاعنا الثقافي أكثر رحابة منهم حيث لم يتحدثوا كثيرًا خارج المأثورات والنصوص. كما كانت القضية الوطنية وتحرير الأرض المحتلة هي مدخلنا إلى الفكر الاشتراكي، بينما كانوا هم أكثر اهتمامًا بقضيتي الديمقراطية والعدل الاجتماعي. ومن هنا برزت أمام عينيّ إمكانيات التكامل.

بعد هذا اكتشفنا أن أولئك القدامي ليسوا شيئًا واحدًا.. وعلى أي حال جثمت في الأجواء مسألة حل الأحزاب الاشتراكية لنفسها في منتصف الستينيات.. وأزعجتنا الاتهامات المتبادلة، وحاول البعض من القدامى استبعاد البعض الآخر بتهمة الحل هذه، والتي تضاهي البوليسية ولا تستحق في نظرهم ما هو أقل من "الحرمان الكنسي". وحدث أن تفرقت بنا السبل بين تنظيمات يسارية مختلفة، ومن الغريب أن كان على رأس كل تنظيم مجموعة من القدامى. ودارت بيننا وألهتنا كثيرًا معارك فكرية طاحنة حول طبيعة المرحلة الثورية (وطنية ديمقراطية أم اشتراكية) وطبيعة السلطة، والقضية الفلسطينية، وحتى الموقف من الصراع الصيني السوفيتي.

أنتجت هذه الممارسات الحلقية أيضًا مدارس متخلفة في التربية السياسية للكادر والأعضاء تقوم على الولاء الشخصي والانتماء الشللي، والتعصب للحلقة إلى حد عدم الاهتمام بالاستماع- مجرد الاستماع- لمخالفيها من حلقات أخرى.. وأسهمت السرية المفروضة على تلك التنظيمات والحلقات في تفريخ مشاعر الشك والخوف من الانفتاح على الآخر/ المناضل. وفي أجواء السرية أيضًا استطاع القادة الانتهازيون تسخير إمكانيات التنظيم المادية والمعنوية لصالحهم الشخصي وكسب الولاءات وبسط نفوذهم "التاريخي"، إلى حد استخدام هذا النفوذ في عقد المساومات مع السلطة.

تشابكنا في العمل التنظيمي مع مناضلين قدامى دون أن نعرف شيئًا عن انتماءاتهم التنظيمية السابقة، حتى بدأت في الظهور كتب رفعت السعيد التي تؤرخ لليسار المصري في الحقب السابقة، وبدأنا نفك بعض شفرات ما نراه أمامنا من سياسات وممارسات وتحزبات. إلا أن شعوري الشخصي- على الأقل- كان شعور الانبهار ببعض القادة الذين ربما اختلفنا معهم في هذا الموضوع أو ذاك، إلا أنه لم يكن من الممكن إنكار أننا أمام قامات عالية ضحت كثيرًا.
 


جدل وخصوبة

أذكر من بين هؤلاء الشهيد زكي مراد، الذي استضفته في منزلي بالمنصورة في منتصف السبعينيات ومعه حوالي عشرة من قادة اليسار بمحافظة الدقهلية، وكانت لجنة هذه المحافظة هي أهم لجان مناطق الحزب. وقد جاء ليناقش معنا مقدمة البرنامج (استراتيجة الحزب)، وكانت الجلسة شديدة السخونة من جانب الشابين اللذين حضرا الاجتماع (وكنت أحدهما)، فقد رفضنا تمامًا التحليل المقدم لثورة يوليو ويقترب من تخوم نظرية التطور اللارأسمالي ودولة "التوجه الاشتراكي". بل إن زميلي قال في تعبير جارح لا أنساه: "هو أنتم عاملين حزب عشان الثورة والا عشان تساوموا بيه". رغم قسوة الاختلاف لم نفترق، وكان الرجل صبورًا إلى أقصى حد، ودافع عن أفكاره بحماس وبلاغة، لم أعرف مثيلاً لهما طوال حياتي، ويتناقضان مع طبيعة اجتماع سري. وبعد الاجتماع قلت لزميلي الشاب إنه زعيم وطني بحجم الوطن، وليس زعيما لمجموعة من الاشتراكيين وحدهم.

وفي الأيام الأولى من إنشاء منبر اليسار (حزب التجمع فيما بعد) قدمت لزكي مراد رؤية مكتوبة في حوالي عشرين صفحة حول الموقف التكتيكي السليم من إقامة هذا المنبر وضرورة الحيلولة دون أن تحتكره مجموعات يمينية متعاونة مع نظام السادات (ولا أعرف مصير هذا التقرير) وأذكر أنني أنهيته بعبارة أن علينا إرسال قدر محدود من "الكوماندوز" إلى التجمع ويتم التنسيق معهم "باللاسلكي"، وأننا بحاجة إلى "مناورة بالنيران وليس مناورة بالقوات"، أي أن المهم هو القدرة على التأثير وليس التواجد المادي لمئات من الأعضاء يشكلون كتلة تصويتية لنا هناك. اندهش الرجل لهذه التعبيرات "الاستراتيجية" وباغتني بقوله: "العربي بتاعك شيك قوي يا يوسف" (وهو أحد أسمائي الحركية) أي أن كتابتي أنيقة. فقلت له: "أفهم من هذا أن رأيي لا يعجبك". فضحك ضحكة مدوية وقال: "أبدًا.. أبدًا". هكذا كان الرجل العملاق يتعامل مع الشباب بحنو وذكاء وتشجيع لم أصادفه في كثيرين.

بالطبع صادفت أنواعًا كثيرة من القدامى، ولكني أحب أن أتطرق إلى اثنين آخرين. أحدهما رجل مذهل الثقافة ومحب للعمل مع الشباب، وكان حريصًا على توجيهنا إلى ضرورة التفكير المستقل وألا نكون تابعين لأحد. ورغم أنه امتلك كل مقومات الأستاذية فقد تطرف في حرصه على ألا يكون له تلاميذ. وقد حدث أن اختلفنا حول طريقتي في التتثقيف الحزبي (وكنت مسئولاً عنه) لأنني لم أحبذ التلقين النظري، بينما هو رأى أهمية التأكيد على المبادئ النظرية أولاً، ثم في مرحلة تالية يتم تشجيع الاجتهاد. وانتهى الخلاف بأن قال لي: "أنت وما ترى". أما الرجل الآخر فقد كان "دينامو" تنظيميًا، يقوم بالتدابير والإجراءات العملية باحتراف وذكاء بالغين، لكنه للأسف كان حلقيًا يصطف مع أقرانه الحلقيين دون اعتبار للسياسة. ورغم أنك لا يمكن إلا أن تعجب لإنجازاته، تظل هناك غمامة حلقية تطل في الأفق بينكما. فهو لم يتوقف يومًا عن حشد "الأنصار" داخل الحزب.

ربما كانت تلك سمات شخصية خاصة. ولكن المهم أنك كنت تجد وسط القدامى تنويعات كثيرة من المناضلين. ولا شك أن تلك السمات كانت مرتبطة أيضًا، إن لم يكن أساسًا، بالمواقف والخيارات السياسية والفكرية والتنظيمية المتباينة. أي أنها لم تكن لصيقة بـ "جيل" مختلف عن "جيل" آخر. وما يؤكد هذا أن كثيرًا من الخلافات اشتجرت بيني وبين بعض من "جيلي"، ولا أنكر أن بعض هذه الاختلافات كان مبعثه الولاء الشللي والانتماءات المتدنية.
 


صراع أجيال أم مواقف حلقية؟

ورغم أن فكرة "صراع الأجيال" قد وجدت صدى لها عند البعض، متأثرين بكتابات "هربرت ماركيوز" وغيره، إلى حد دعوة مجموعة من الشباب إلى بناء "حزب الطلبة"، كما عرفت المنظمات اليسارية انشقاقات شبابية اصطدمت في النهاية بالواقع وانهارت.. رغم ذلك أعتقد أن فكرة صراع الأجيال لم تكسب أرضًا كبيرة وسط الموجة السبعينية الجديدة التي صبت الكثير من الحيوية في عروق الحركتين الوطنية والتقدمية المصرية. وليس هنا مجال التفصيل فيما آلت إليه تلك الموجة.. إذ المهم أننا أنفسنا مرت علينا السنون بمتغيراتها وجورها، واجتهد معظمنا من أجل وطنه قدر الطاقة وحسب رؤيته الخاصة.. غير أن عقد الثمانينيات "الضائع" كان مثل الرياح العاتية التي جرفت الكثير من البنى التنظيمية والأفكار والكوادر والروح المعنوية أيضًا..

ومن المفيد التطرق للصراع الذي اندلع داخل الحزب الذي كنت أنتمي إليه في أوائل الثمانينيات، أي بعد تولي حسني مبارك، حيث فاجأنا المكتب السياسي في أبريل 1982 بتقرير موغل في اليمينية عن إمكانيات انفتحت للتحول الديمقراطي، وهو التقرير الذي أسقطته اللجنة المركزية بعد هذا بأسابيع. وتفاقم الصراع ليأخذ بعدًا حلقيًا حتى أن مناضلاً كبيرًا كان أحد اثنين صاغا التقرير المشئوم غير مواقفه بزاوية 180 درجة واصطف حلقيًا مع رفاقه التاريخيين. استقوى كل اتجاه بعامل من خارج الحزب. فتمترست مجموعة في منطقة الخارج، واستندت الأخرى إلى مراكزها في حزب التجمع. وتبودلت الاتهامات بـ "التصفوية الانتهازية" من جانب، "والانعزالية اليسارية" من جانب آخر. وتطور الأمر إلى الصراع بإجراءات تنظيمية، فعملت المجموعة المتمترسة في الخارج على إقامة تكتل داخلي غير تنظيمي وأصدرت في الخارج مجلة تعبر عن خطها هي وليس الخط الرسمي للحزب. أما المجموعة الأخرى فاستصدرت قرارًا بعدم السماح لمن قضى أكثر من عشر سنوات خارج مصر بالترشح لعضوية اللجنة المركزية.

كانت فترة عصيبة. وفي لحظات كنت أقول لنفسي: "إلى أين يذهب بنا الزملاء القدامى؟" رغم أن شباب الحزب توزعوا في الانتماء للجناحين المتصارعين. وأذكر في هذه الأثناء، أن عقدت اللجنة المركزية بكامل هيئتها لأول مرة في منتصف الثمانينيات في فيلا كانت أسرتي تمتلكها بمصيف رأس البر (كانت اللجنة تعقد قبل هذا على مجموعتين إحداهما للمنخرطين في المجال العلني، والأخرى للمنخرطين في النشاط السري). وكانت هذه مجازفة أمنية كبرى، إذ كان من الممكن أن يكون الاجتماع صيدًا ثمينًا يضم أكثر من 35 من أهم وأشهر قيادات اليسار المصري في تلك الفترة. وكان الاجتماع من أتعس ذكرياتي، ففيه بلغ التمزق أوجه.. وأذكر أنني لم أتكلم يومها كثيرًا، وأخذت أتأمل العبارات النارية المتبادلة والمماحكات والصغائر والاتهامات الجزافية، وأنا في حالة من البؤس القاهر. فاستدار إلىّ المناضل العمالي الكبير "محمد علي عامر"، وقال لي: "مالك ياوِلْد؟". قلت: "ألا ترى!". فرد في عبارة أذهلتني ولا تزال ترن في أذنيّ: "الجمل ياما كسر بطيخ!!" (أي أن الخسائر حتمية في مسيرة أي قافلة).

والغريب أنه على الرغم من هذا الجو الخانق الذي اشترك في صنعه قدامى وجدد على السواء، لم يحدث أي اختلاف يذكر بين الجناحين المتصارعين في الموقف من البيروسترويكا، التي كانت أخطر صرعة أو موضة نظرية وقتذاك. أزعم أن الغالبية العظمى فيمن عرفتهم بالحزب أيدوها على طول الخط. وكنت أنا من القلة القليلة جدًا التي تحفظت على البيروسترويكا باعتبارها برنامجًا للهدم دون مخطط حقيقي لإعادة البناء، ورفضنا رفضًا كاملاً فكرة توازن المصالح مع الإمبريالية العالمية. يؤسفني القول إننا كنا محل تهكم الرفاق في أحيان كثيرة بدعوى الجمود والانغلاق، بينما المفترض منا كشباب أن نكون أقدر على مسايرة هذا "التجديد". وكنت أتعجب لإقبال الكبار على تأييد أفكار شديدة "الحداثة" كهذه، ولكني اكتشفت سريعًا السبب في هذا، وهو الولاء للحزب الشقيق الأكبر.
 


عقد الثمانينيات الضائع

في هذه الفترة لم يكن قد تبقى على ساحة اليسار سوى حزبين كبيرين هما التجمع (العلني) والشيوعي المصري. لكن العلاقة الملتبسة بينهما أودت بالكثير من قوة الاثنين لصالح مجموعة صغيرة تلاعبت بالحزبين، وزاد الطين بلة تلك المواقف المتهادنة من نظام حسني مبارك. وجاء انهيار النظم الاشتراكية ليضيف المزيد من الضياع واللايقين، خاصة في ظل العيوب التقليدية للتبعية للمراكز الاشتراكية في موسكو وبكين، والاحتماء الفكري بالنماذج الاشتراكية التي أخذت في التهاوي أو التحول، والتقديس المبالغ فيه للنصوص دون إيلاء الاعتبار الواجب لسياقها التاريخي وسماتها الذاتية.

مئات من الكوادر اليسارية الواعية، والتي كانت واعدة جدًا، أخذتها مسارات متعددة بديلة، كالسفر للخارج، أو الاكتفاء بالأنشطة الثقافية النخبوية المعزولة، أو الانغماس في المنظمات الأهلية بقضاياها الجزئية وطابعها الاحترافي والانعزالي، أو حتى هجرة الاهتمام بالسياسة كليةً. ومن هنا أعذر شباب اليسار والوافدين الجدد عليه في ذلك الاغتراب "الشعوري" تجاه مناضلين سابقين لحق بهم من الهزائم ما يطمس تضحيات نبيلة لآلاف من اليساريين الذين لم تصبهم شهرة ولا مغانم.

فجوة حدثت بالتأكيد.. وتشبه كثيرًا الفجوة التي خبرناها- نحن "السبعينيين"- وقت بدء نشاطنا. والمدهش أنه مثلما استُخدمت أيامنا مسألة "الحل" لتبرير الابتعاد عن القدامى، هناك من عمل على توسيع هذه الفجوة مع "السبعينيين" بإصدار الأحكام بالنفي والخصام مع المناضلين الأقدم سنًا، حتى من لم ينغمس منهم في مواقف يمينية أو أخلى الساحة. وهنا لا بد من المصارحة أكثر، فقد اختلف المبرر بعض الشيء. كان انهيار الاتحاد السوفيتي دلالة قاطعة عند البعض على ضرورة الانفصال التام عما اعتبروه "ستالينية" وعدم الاختلاط بكل من له "سوابق" معها. وبالطبع كانت التسعينيات هي الفترة التي اعتبرتها تيارات اشتراكية "راديكالية" عالمية فرصةً حاسمةً لأخذ زمام المبادرة في يده والخروج من الوضع الهامشي الذي عانت منه عشرات السنين.
 


إعدام جيل!!

قرأت وسمعت بأذنيّ الكثير من الترهات والتطاولات الداعية- موضوعيًا وعمليًا- لإعدام "جيل" بأكمله بدعوى أنه "جيل فاشل" و"جيل من خاف سلم!!"، و"جيل أعمته القضية الوطنية عن المسألتين الطبقية والديمقراطية"، وأن "جيل الثورة المتخلص من أدران السبعينيات استطاع في 17 يومًا إنجاز ما عجز السبعينيون عن تحقيقه في ثلاثين عامًا".. إلى غيره من الاتهامات السطحية التي لا تستحق الرد. ولكن هذه الاتهامات أسهمت للأسف في تعميق الفجوات واصطناع المزيد منها.

أثمرت هذه الدعاوى الكثير من المرارة، حتى أنها قاربت مرض "التلوث الفكري" الذي دعا سان سيمون للاحتراس منه. وبالطبع كان وسط "السبعينيين" كثيرون من أسرى التفكير الاشتراكي "الرسمي/ الأرثوذكسي". ولكن ضرورات النضال كانت تتطلب عدم تغذية هذه النعرة الجيلية التي اكتست هذه المرة بطابع أيديولوجي. كما أنه من غير العلمي بالمرة تصوير "جيل" على أنه ثوري و"جيل" آخر على أنه متخاذل.

ومن المثير للأسى أن "الجيل" السبعيني الذي أنتمي إليه قد تعرض لمحاولات الإقصاء مرتين، سواء داخل الأحزاب أم المجتمع المدني أم حتى المؤسسات الرسمية. ففي الماضي كان هناك من ينظر إلينا على أننا "جيل" لم ينضج بعد لتولي القيادة، وفي الحاضر هناك من ينظر إلينا على أننا أكبر من اللازم للاشتراك في القيادة!!

ويعتبر الحديث عن صراع بين الأجيال خاطئ من أساسه، علميًا وأخلاقيًا ونضاليًا، إذ بداخل كل "جيل" اختلاف وتنوع بين اليساري واليميني، المبدئي والانتهازي، المبدع والمقلد، الفاعل والخامل.. خاصة إذا ظلت الحركة حبيسة الفئات البرجوازية الصغيرة، وخصوصًا الطلبة والمهنيين والمثقفين.

ولا يصح الحديث عن "أجيال" منفصلة تمامًا عن بعضها، كما لا يصح تقديم كل "جيل" على أن له صفات عامة واحدة وحتمية. إنما الأصح في نظري الحديث عن وجود موجات ثورية تضيف في كل مرحلة أعدادًا كبيرة من الكوادر والجماهير الشابة في لحظة احتدام ثوري بعينها، ثم في نهاية المرحلة ينزوي البعض ويستمر الآخر، ولا تكف المتغيرات عن أن تجري على المنزوين والمستمرين. ولا يمكن اعتبار أن نضالات كثيرة، مهما اعتبرت مبعثرة أو ناقصة، على مدى العقود السابقة، اعتبارها منبتة الصلة بالفعل الثوري الكبير الجديد.



اليسار في الثورة

في هذه الأجواء "الانفصالية" نسبيًا وظاهريًا وقعت ثورة 25 يناير.. ليحدث تفاعل حي وعميق في التظاهرات والمؤتمرات والبيانات.. وبدأ الاكتشاف المباشر المتبادل يعمل عمله بين المنتمين لمختلف الموجات الثورية التاريخية والحالية. وإن أعاقته مشاعر الاسترابة من جانب، والتعالي من جانب آخر. خاصة وأن البعض من السبعينيين المنقطعين عن العمل السياسي بعد تجارب مجهضة أو فاشلة قد عادوا بحماس للنشاط الثوري، ربما تكفيرًا عن سنوات أضاعوها في الهواء، أو رغبة من قلة في تولي الزعامة والاحتكار. وكل هذا من طبائع الأمور طبقيًا وإنسانيًا، ولا يمكن اعتباره خصيصة لـ"جيل" بعينه.

وبعد شهور طويلة من الأحداث الصاخبة، بتضحياتها وخيباتها، أكاد أقول إن اليسار المصري لو كان موحدًا بمعظم مشاربه ومنظماته وكل "أجياله" لكانت الصورة مختلفة. وكانت العقبة الأولى والكبرى عدم وجود حزب يساري كبير قادر أن يلعب دور القطب الجاذب لكل الأطياف.. بل إن المحاولات الجادة لإنشاء أحزاب يسارية بدأت بعد اندلاع الثورة، مثل حزب التحالف الشعبي والاشتراكي المصري وحزب العمال والفلاحين. أما حزبا التجمع والشيوعي المصري فقد كانا في حالة من الإرهاق الشديد، ومرا بمرحلة تشبه "فصل التوءم السيامي" فيما بينهما.

وأظن أن وقتًا ثمينًا قد ضاع في مراهنات ثبت خطؤها فيما بعد- في نظري على الأقل- على أن الائتلافات الشبابية التي ظهرت قبيل وأثناء وبعد الثورة يمكن أن تحل محل الحزب الثوري، مرحليًا على الأقل. بل امتلأ الفضاء الإلكتروني بالسخرية من الأحزاب ككل، وبغض النظر عن سابق مواقفها، وتصور أن الثورة توجد في الميدان والشارع فحسب وليست بحاجة إلى مقرات وتثقيف وزعامات ورؤى نظرية. وانتشر فهم حركي متطرف للعمل الثوري، كاد يقصره على الإضرابات والاعتصامات والوقفات الاحتجاجية والتدوين على شبكات التواصل الاجتماعي. فضلاً عن تصور بدائي ينظر للثورة على أنها عملية تسير في خط صاعد مستقيم ولا يمكن أن تعرف الانحناءات والتراجعات والمناورات.

والأسباب وراء هذا واضحة، وتكمن في الطبيعة الفضفاضة لتلك الائتلافات ومن ثم ضعف الانضباط التنظيمي خاصة في لحظات الجزر المؤقت. وأيضًا تكاثر عدد تلك الائتلافات وبالتالي كثرة الزعامات، والطابع شبه الفردي في قيادة كل ائتلاف، وهو ما أنتج المزيد من الانقسامات مع تراجع المد أو عند لحظات الاختيار الفارقة بين موقف تكتيكي وآخر. والأخطر أن تلك الائتلافات قامت أساسًا من أجل إسقاط أو استكمال إسقاط النظام ولكن لم تكن لديها برامج متكاملة للإنجاز الثوري. فكان خلط كثير بين الاستراتيجية والتكتيك، وسادت النزعات الإرادية والمزاجية على بعض المواقف.

تعرضت الائتلافات الشبابية المذكورة لكثير من عوامل التعرية والتفكك. وذهب الكثير من أعضائها إلى طيف واسع من الأحزاب السياسية يمتد من الإخوان المسلمين إلى الاشتراكيين الثوريين. كما ذهب بعض من الزعامات الشبابية اللامعة للعمل في الفضائيات والصحف الجديدة والمنظمات الأهلية (أيضًا). وكشفت القلة منهم عن انتهازية في التعامل مع نظام الحكم الإخواني. والأسوأ كانت تلك المواقف السياسية والتكتيكية الخاطئة، مثل التورط في معارك خاسرة بكل المقاييس إلى جانب السلفيين وأنصار الدعيّ حازم أبو إسماعيل. وما أقسى أن تشاهد شابًا ماركسيًا مثلاً يقف على باب لجنة الانتخابات يستجدي من الجمهور في حَيِّه انتخاب محمد مرسي!!

وإذا كانت شبكات التواصل الاجتماعي قد لعبت دورًا خطيرًا في إسقاط نظام مبارك، فإنها للأسف قد استخدمت في هجاء الأجيال السابقة، مع استخدام لغة عدوانية سبق أن تعرضت لها في مقال سابق بعنوان "سموم اللغة الثورية الهابطة" http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=310866 . والمؤسف أن هذه الكتابات تنم عن تقصير واضح في استيعاب الثقافة السياسية العامة والخاصة، إلى جانب التعامل مع المواقف السياسية من منظورات أخلاقية مثل منظور الجبن/ الشجاعة وليس منظور الحسابات التكتيكية الموضوعية. ويسود ميل بأن أكثر المواقف تطرفًا هو الأكثر ثورية بالتبعية.

على أية حال فإن ما تبقى من الائتلافات الشبابية لا يزال يشكل منبعًا مهمًا يمكن أن يرفد الأحزاب والجماعات اليسارية والديمقراطية الثورية بدماء جديدة. لكن هذا يتطلب بالمقابل دأبًا وقدرة حركية أكبر من جانب تلك الأحزاب والجماعات.
 


اللحظة .. مخاطر وممكنات

أقول إن أمام اليسار المصري فرصة تاريخية نادرة، وإن جاءت في ظروف بالغة الصعوبة، لأن يعيد بناء نفسه في ظروف تتسم بانفتاح ديمقراطي نسبي، واتساع الاهتمام بالشأن العام وسط الجماهير الشعبية، وتصاعد التحركات الاجتماعية والنقابية والحقوقية. وعلى اليسار المصري أيضًا مسئولية تاريخية هائلة لحماية وقيادة وتطوير ثورة الشعب المصري التي تقع ثمارها الآن بالجملة في حجر قوى الثورة المضادة. بوضوح أكثر أقول إن مستقبل هذه الثورة (ذات الطابع الديمقراطي الغالب) مرهون بتقدم اليسار إلى مواقع قيادية في غضون الأشهر القليلة المقبلة. فنحن أمام خطر داهم لهيمنة الاستبداد المتسربل بعباءة الإسلام السياسي، والمدعوم بقوة حتى الآن من جانب الإمبريالية العالمية، وهو خطر يمكن جدًا أن يطيح قريبًا بكل ما اكتسبناه من حريات ديمقراطية وإنجازات تنظيمية.

والخطر الأكبر يتمثل في إدخال مصر في دوامة النزاعات الطائفية والمذهبية، وشق المجتمع عموديًا لأول مرة بهذه الدرجة من الخطورة في تاريخ مصر الحديث. وهو ذات الإسلام السياسي الذي يتبنى المنهج الرأسمالي المتوحش الذي يريد القضاء على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وتقزيم الدور الاجتماعي والاقتصادي المطلوب من الدولة، أي جلب المزيد من البطالة والإفقار والخراب والمديونية وتدمير قاعدة الإنتاج الوطني..الخ. إنها أخطار ستعيد مصر لقرن على الأقل إلى الوراء، ومن ورائها البلدان العربية بأكملها.

ويجب ألا نغفل عن احتمالات وقوع حروب إقليمية يتم توريط مصر فيها، فضلاً عن المخاطر الحقيقية التي تمثلها الأوضاع في سيناء، والمخططات لإنشاء مناطق اقتصادية خاصة تشكل الخطوة الأولى في مشروع "السلام الاقتصادي" و"الوطن الفلسطيني البديل"، ومن ثم إدخال مصر تحت هيمنة إسرائيلية/ أمريكية بمباركة وتمويل من الرجعية العربية.

وإذا كان من المحتمل جدًا أن تدخل مصر في أزمة دستورية تستدعي تدخل الجيش من جديد، فإن الهاجس الذي لا يمكن التنبؤ به على نحو محدد، ولا يمكن إهماله أبدًا، يتمثل في أن تتصاعد الأزمة الاقتصادية الخانقة من تضخم وبطالة وإفقار وتردي وانعدام الخدمات والأمن، بسبب سياسات جماعة الإخوان المسلمين، وأن تكون مصر على وشك فوضى اجتماعية عارمة يطلق عليها البعض "ثورة الجياع".. فتكون كل الطرق مؤدية بنا إلى حكم فاشي قد يرضخ العالم لـ"شرعيته" خشية امتدادات غير محسوبه له إلى كامل الإقليم وحتى أوربا نفسها.

وهي تحديات جسيمة لا يمكن الاعتماد على التيارات الليبرالية في قيادة مواجهتها. لأن تلك التيارات والأحزاب الليبرالية تركز فقط أو أساسًا على الحريات المدنية والسياسية. بينما نحن في عصر، وفي مجتمع، لا يمكن الفصل فيهما بين الديمقراطية السياسية والديمقراطية الاجتماعية، ناهيك عن ضرورة تفكيك جُل روابط التبعية للرأسمالية العالمية وبناء تحالف إقليمي سياسي واقتصادي وأمني في مواجهة الإمبريالية العالمية.

فهل يظن أحد أن بإمكان ثورة متعددة الأبعاد (من أجل التحول الديمقراطي وإنهاء التبعية وتقليل حدة الاستغلال الرأسمالي والتنوير الثقافي)، وشديدة المخاطر، كهذه أن تنجح دون قيادة يلعب فيها اليسار دورًا فاعلاً؟

وهل يمكن لليسار القيام بهذا الدور دون أن يبني نفسه بروح الفريق، بالضبط مثل الفرق الرياضية الناجحة التي تحرص على الجمع بين عنصري الخبرة والشباب؟ وهل يمكن لهذا أن يتم دون أن يقتنع كبار السن بأن للشباب خبراتهم هو الآخرون، ولا بد من احترامها والتعلم منها؟

وهو ما يدعوني إلى مطالبة الجميع من كل التيارات و"الأجيال" اليسارية بالارتفاع إلى مستوى هذه المسئولية وتنظيم الصفوف الموحدة على الفور لإنقاذ الشعب والوطن. وفي القلب والمقدمة من تلك المهمة ضرورة الانضواء في حزب يساري ثوري موحد بين معظم القوى اليسارية المتفقة على استراتيجية واحدة، شريطة أن تتوفر فيه كل عناصر الديمقراطية الداخلية التي تفسح الطريق للتنوع والإبداع والمرونة والانفتاح على الجمهور. وقد يتطلب هذا الأمر وقتًا أتمنى ألا يطول، وأرجو أن يكون الإعلان مؤخرًا عن إقامة "التحالف الديمقراطي الثوري" خطوة ناجحة في هذا الاتجاه. انظر:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=322454

بالطبع يجب توحيد اليسار على أسس مبدئية، ولكن دون مغالاة في التقعير النظري وتمحيص التحليلات السياسية، فالواقع يعلمنا بقدر لا يقل عن النظريات والمناظرات والاجتهادات. ولا قيمة كبيرة لوحدات تتم بين نخب قيادية، دون أن تواكبها تحركات على الأرض في توعية وتنظيم الجماهير الشعبية.

فوق هذا وذاك يجب أن يكون الفهم واضحًا لطبيعة الحزب الثوري المطلوب، وبخاصة ضرورة أن ينتهج الحزب استراتيجية ثورية، تسمح بالطبع بممارسة الأساليب البرلمانية ورفع الشعارات الإصلاحية في إطار النضال الثوري العام وليس بديلاً منه.



الوحدة المنتجة

ولن يتسنى لأي وحدة يسارية أن تصبح منتجة ما لم تضع أقدامًا ثابتة في الريف المصري.. فالثورة ليست في المدن أو الميادين فقط.. ومن الممكن أن تكون البداية هي التركيز على إقامة كيانات نقابية فلاحية ومنظمات ريفية بشكل عام. وقبل هذا لا بد للتحالف أو الحزب اليساري الموحد أن يقف بكل قواه وراء حرية إنشاء المنظمات النقابية، وخاصة العمالية منها، ومحاولة تجميعها تحت شعارات "وطنية" عامة وليس المطالب الجزئية "الفئوية" فحسب. وما قلناه عن الريف ينطبق أيضًا على أهمية التحرك في الأحياء الشعبية والعشوائيات بالمدن.

كما أشير إلى أهمية انتباه اليسار المصري للدور الذي لعبته فتيات ونساء مصر في ثورة 25 يناير، ولا بد من بحث الأساليب الكفيلة بعدم إهدار هذه الطاقات الثورية الهائلة، ووضع المطالب التحررية العادلة للمرأة المصرية في إطار النضال الاجتماعي العام.

جانب آخر لا بد من الالتفات له والاتفاق عليه، ألا وهو الخاص بالتحالفات الأوسع. وتواجهنا هنا مشكلة التصعيد المتعمد للخلافات مع التيار الناصري، مع الاستفادة من الأخطاء التي يرتكبها بعض زعماء هذا التيار (خاصة عندما تحالفوا مع الإخوان المسلمين في قوائم واحدة بانتخابات مجلس الشعب). والغريب أن بعض اليساريين كانوا على أتم الاستعداد والترحيب للتعاون والتنسيق مع قوى ليبرالية في موقف معاكس على طول الخط من موقفهم من الناصريين. استندوا في هذا إلى خلافات أيديولوجية ورواسب تاريخية. ويتناسون أن معظم فصائل التيار الناصري تتبنى اليوم نهجًا مؤيدًا للديمقراطية، مع عدم الادعاء باحتكار الحقيقة الثورية. وإذا كنا نؤكد دائمًا على أهمية بناء التحالف الشعبي الثوري على أساس منظمات مجتمعية ونقابية راسخة، فمن الواجب أن يردف هذا الاهتمام بإقامة تحالفات مع التنظيمات اليسارية (بالمعنى المتسع) والتي أثبتت الأيام الأخيرة أن لها في الشارع، بل وفي القرى، نفوذًا يمكن الاستهتار به.

إن العنصر الأهم اليوم في ردم الفجوة بين تيارات و"أجيال" اليسار فهو ضرورة اتخاذ موقف ثوري واضح، دون أدنى ميوعة، من جماعات الإسلام السياسي، خاصة وقد انتهت الذريعة الخاصة بالتناقض "المزعوم" الذي قيل به بين هذه التيارات والمجلس العسكري الذي حكم مصر حتى انتخاب مرسي. وبالطبع يجب مراعاة أن الكثير من قواعد هذه التيارات "مختطفة" أصلاً من القوى التقدمية، وأن علينا إيضاح التناقض الطبيعي والموضوعي بينها وبين قياداتها الموغلة في الرجعية والعداء لمصالح الشعب، وهو جهد معقد ومتناقض بطبيعته لكن لا مفر منه . في نهاية المطاف مطلوب موقف واضح من هذا النظام الذي يعمل بحماس على بسط هيمنته، وسيقدم إن آجلاً أم عاجلاً على تغيير قواعد اللعبة التي جاءت به للسلطة. لا يوجد ما يلزمنا بتقديم المبررات لبقاء هذا النظام بدعوى "شرعية" صندوق الانتخاب، ومن حقنا وواجبنا النضال بكل قوة من أجل إسقاطه بشتى الطرق..

إذا اتفقنا على كل ما سبق.. هل يمكن الحديث عن صراع أجيال داخل اليسار؟

إني على يقين بأن الإجابة : لا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سؤال قصير
احمال الجمر ( 2012 / 10 / 7 - 18:03 )

شكرا استاذ على البحث الكبير
ماهي برأيك اهم اسباب ضعف اليسار المصري وتشتته؟


2 - رد الى: احمال الجمر
مصطفى مجدي الجمال ( 2012 / 10 / 7 - 18:51 )
المقال يتناول قضية التواصل بين أجيال اليسار المصري.. وهو من أهم أسباب ضعف اليسار وتشتته. وهناك بالطبع أسباب أخرى أهمها: المهام المعقدة للثورة المصرية (تحرر وطني- تحول ديمقراطي- عدالة اجتماعية- تنوير..).. ونخبوية الحركة، الأمر الذي يغرقها في معاظلات المثقفين.. وتقديس النصوص النظرية ومحاولة فهما على الواقع.. وسقوط النماذج الاشتراكية.. أضف إلى هذا الدور الذي لعبه الأجانب في بداية الأربعينيات في تدشين حركة يسارية منشقة من الأصل..
يمكن أيضًا أن أضيف الخلافات العميقة حول الموقف من النظام الحالي بعد الثورة، وتحديدًا الموقف من الإسلام السياسي


3 - لايصح الجديد الا اذا تم اصلاح القديم
عبد الحميد القداح ( 2012 / 10 / 7 - 18:17 )
اليسار حركة كبيرة ولها تواجد فعلى ولكن غير مؤثر بسبب الانشقاقات والاختلافات والانشطارات وبرغم ان الاوضاع اليوم تجبرنا اكثر مما سبق على الوحدة الا ان القادة الكبار يصرون على اتباع نفس الاليات القديمة ونفس الرؤى وبنفس وتيرة الاخطاء بدون قراءة واعية لمستجدات الشارع وقواة الجديدة لم يعد الشارع يتقبل لعبة نخبة وجماهير وقادة وكوادر الشارع اليوم مختلف ويحتاج ليسار جديد متفهم لواقعة وبيئتة يستخدم النصوص كادوات للفهم وليس للقداسة والصاق الاخرين بما ليس فيهم نحتاج اعادة قراءة ومعرفة بانفسنا ومعرفة اوجة اخطائنا لان الجديد لايصح الا اذا تم تجاوز القديم وتم اصلاحة


4 - رد الى: عبد الحميد القداح
مصطفى مجدي الجمال ( 2012 / 10 / 7 - 18:57 )
عزيزي وصديق صباي عبد الحميد.. موافق تمامًا على كلامك.. وإن كنت أتحفظ على فكرة أننا سنبدأ دائمًا من جديد فنحن نواصل دائمًا المسيرة بأخطائها قبل حسناتها.. المهم الروح النقدية والانخراط وسط الجماهير الشعبية


5 - للتاريخ
افراج ( 2012 / 10 / 7 - 18:40 )
مقال تاريخي لمسار اليسار المصري


6 - رد الى: افراج
مصطفى مجدي الجمال ( 2012 / 10 / 7 - 18:57 )
كل الشكر على هذه المجاملة البالغة


7 - رأيك؟؟
يساري مصري ( 2012 / 10 / 7 - 18:52 )
رفيقي المناضل
هل انت مع موقف جماعة الحزب الاشتراكي المصري - - مجموعة الوحدة الآن -

ومع قرارها بالانضمام الى حزب التحالف؟؟

مع الشكر مقدما


8 - رد الى: يساري مصري
مصطفى مجدي الجمال ( 2012 / 10 / 7 - 19:07 )
عزيزي اليساري المصري
لعلك تعرف أنني أحد مؤسسي حزب التحالف، وأسهمت في صياغة وثائقه التأسيسية وجذب أعضاء كثيرين له.. ثم تركته لأسباب لا أحب كثيرا الاستفاضة فيها، خاصة ونحن نمر بعملية توحيد نشطة بين الحزب الاشتراكي المصري (الذي اشتركت في تأسيسه) وبين حزب التحالف.
نحن وضعنا برنامجًا واضحًا للوحدة قوامه: البدء فورًا في العمل الجماهيري والتثقيفي المشترك + تحديد هوية الحزب الموحد وطبيعته التنظيمية + الاتفاق على موقف موحد من سلطة الثورة المضادة القائمة الآن..
ولكن حزب التحالف انشغل لفترة في جمع التوكيلات اللازمة لإشهار الحزب، ثم في انتخابات مجلس الشعب، ثم في قضاياه التنظيمية الداخلية (ونحن أيضًا انشغلنا في قضايا أخرى)..
فرأينا الإسراع ببناء ما سمي -التحالف الديمقراطي الثوري- الذي يضم تسع قوى يسارية (منها حزب التحالف) وبينما نحن على وشك عقد لقاءات لمناقشة وثيقتين مهمتين في التوحيد.. فوجئنا بمجموعة صغيرة من أعضاء الحزب وآخرين لا أعرفهم شخصيًا على الأقل يدعون إلى الوحدة الفورية وحرق كل المسار المخطط له.. وهذا اجتهادهم واختيارهم الذي نحترمه، وشكرناهم على الدور الذي لعبه بعضهم في بناء الحزب الاشتراكي المصري، وأعلنا استمرارنا في عملية التوحيد مع حزب التحالف وتنحية أمر هذه المجموعة جانبًا لأنهم حسموا أمرهم..
الخلاصة أنا مع الوحدة المبدئية والموضوعية.. وتقريبًا كل أعضاء الحزب الاشتراكي معها.. وستتم الوحدة شئنا أم أبينا.. ولكننا نريد حمايتها وتحصينها مسبقًا.. هذا هو اجتهادنا الذي قد نكون مخطئين أو مصيبين فيه.. والحكم في الأيام.. ونحن نتحلى بأعلى درجات المرونة لتغيير خططنا، ولكن على أسس موضوعية


9 - تحياتي .. استاذنا ..
محمد دوير ( 2012 / 10 / 7 - 19:30 )
لا أجدني مختلفا كثيرا فيما طرحت ، وربما كنا جميعا نفكر ونحلم ونأمل بما يقارب أو يتطابق من تلك الأفكار التي طرحتها . تبقي مشكلة واحدة فقط بعد تأكيدي علي التطابق مع أفكارك .. أن أشير الي الطريقة التي تعلمنا بها مع الاشتراكية .. وأري أن تغيراً جذريا يجب أن يطال تلك الجزئية ، فمنها تتشتت الأفكار ولا تتنوع ، ومن تشتت الأفكار ، تتضاد التنظيمات ، ولا تختلف ، فالاختلاف ميزة . أعتقد أننا يجب أن نفهم ونتعلم الاشتراكية في اطارها العام وليس في نماذجها المتنوعة.. وأن نعرف الاشتراكية .. في الحد الأدني المشترك ..ولا نعرفها في نماذجها المتعاقبة سوي للدرس التاريخي ، باختصار أقول ..ليس من مصلحة الفكر الاشتراكي التأكيد علي ما يسمي بماركسية ماوية - لينية - تروتسكية - ستالينية - ألتوسيرية - جرامشية - عربية ... الخ .. تلك المذاهب تلعب دورا كبيرا في الأزمة.
هذا من الناحية الفكرية .. أما عمليا .. فعلينا أن ننتقل من حالة المنظر الي المفسر ، ومن الملهم الي المنظم ، ومن ادارة الصراع الاجتماعي وفق معايير فكرية الي ادارته وفق معايير موضوعية ... يبقي مسألة الأحزاب .. وهنا لابد من الاقرار بأن العالم العربي عموما ، من الناحية التطورية ، مازال في حاجة الي وقت لبناء أحزاب - بغض النظر عن ايديولوجيتها - يمكن أن يطلق عليها لفظ حزب .. وهذه قضية أخري ... تحياتي لجهدك ومجهودك ودورك الفكري والسياسي ..


10 - رد الى: محمد دوير
مصطفى مجدي الجمال ( 2012 / 10 / 7 - 21:41 )
عزيزي الدكتور محمد.. شكرا للمجاملة.. أتفق معك في ضرورة توطين الفكر الاشتراكي في بلدنا، وأن يكون الواقع منبعًا للتنظير.. وأن نختبر الفكر في الواقع فهو الحكم الوحيد عليه


11 - مهمة اليسار المصري
جلال محمد ( 2012 / 10 / 7 - 22:55 )
الواقع الراهن للمجتمع المصري هو الصراع الدائر بين الطبقة العاملة ممثلة بالحركة النقابية و العمالية و بين الطبقة البرحوازية المصرية ممثلة بقوى الثورة المضادة: قوى الاسلام السياسي و الحركات القومية و انصار النظام القديم فهل بمقدور اليسار الانحياز نحو الطبقة العاملة و الارتباط بحركتها النضالية من خلال العمل على بناء الحزب الشيوعي الذي يضع نصب عينيه مهمة اسقاط النظام الراهن و اقامة النظام الشيوعي . برايي هذا هو السؤال الملح امام اليسار المصري. مقال السيد مصطفى يثبت ان معمعمة انشقاق و توحيد اليسار و انشقاقه المجدد و .... لايمت بصلة بنضال الطبقة العاملة لامن قريب و لا من بعيد. تحياتي


12 - رد الى: جلال محمد
مصطفى مجدي الجمال ( 2012 / 10 / 8 - 01:19 )
أوافقك على الدور القيادي التاريخي للطبقة العاملة الكادحة بدنيًا وذهنيًا. وبالطبع لن يتسنى لليساريين لعب دورهم المنوط بهم إلا من خلال حزب طليعي، يرتبط بالجماهير الشعبية ارتباطًا عضويًا. ولكن على طريق الوصول إلى هذا الحزب يجب التعامل مع حقيقة التنوع والتعددية داخل اليسار، واستيعاب هذا من خلال تحالفات ثورية تكون تعبيرًا عن الطبقات الشعبية المناضلة من أجل الديمقراطية والاشتراكية..
وبالتأكيد أن انشقاقات اليسار تأتي في جزء منها كتعبير عن غلبة الطابع البرجوازي الصغير (مثقفين وطلبة أساسًا) على بنية الحركات اليسارية.. ولم أقل أبدًا أن لهذه الخلافات علاقة بالطبقة العاملة والجماهير


13 - من لا تاريخ له لا مستقبل له.
د.حازم الرفاعي ( 2012 / 10 / 7 - 23:34 )
اقتربت من مقالك بتحفظ ثم قراته باهتمام لما سياتي به. اشاركك الكثير من استنتاجاتك و احترم وضوحك و شجاعتك. لم يكن اليسار المصري او الشيوعين المصريين مهمشين طيله تاريخهم الطويل في مصر الا عندما تجاوزت افكارهم و شعاراتهم حدود تنظيماتهم و تبنتها قطاعات سياسيه اوسع في المجتمع. فبكاره الافكار الاشتراكيه و غرابتها في اوائل هذا القرن صارت جزئا من ضمير المجتمع المصري و صار تجاوز المحرومين و المهمشين عملا سياسيا بالغ المخاطر و المخاطره. صار البعد الاجتماعي ماردا قد يصمت و لكن الجميع يخشي غضبه و انقضاضه. اقول هذا لاوضح ان النجاح قد يؤدي لتهميش اصحابه اذا لم يكونوا بالمرونه الكافيه لمواجهه ثراء الحياه و تغييرات المجتمع فمطالب الجماهير و المحرومين لن تنتهي بل ستتغير دوما ما دام تغير الحياه. فقوانين الجدل العظيمه تنطبق علي اليسار و القوي السياسيه ايضا اليس كذلك.
انتقدت في كتابك هذا زملائك و فريقك و ربما ذاتك و لكنني اعتقد انك توقفت عده خطوات عن انتقاد فريق كان الاقرب منك ادي انشقاقه لتكوين حزبين جديدين يحملان رايه الاشتراكيه هما الحزب الاشتراكي و التحالف الشعبي. و انا هنا لا اتحدث عن النقد كعمليه اخلاقيه و لكنني اري ان تفكيك اليسار المصري كان هدفا ممنهجا لاخرين و كانت اداره المعركه مع اليسار تتم و لا تزال بالاستعانه بمراكز الابحاث في الخارج مستفيده بتجارب دول اخري و بالعمل و الدعم المالي البترولي و الدولي و غيره. كان الضغط يتم باسلوب علمي متعدد الزوايا و كان منظما و دقيقا باكثر مما تتصور. فرق تسد كان و لا يظل اسلوبا معتمدا في العمل السياسي بغض النظر عن طرفي الصراع اي صراع. اتحدث ايضا عن ضروره النقد و الوعي لان بناء الكيانات الكبيره يتطلب سعه الافق و الاحتمال الاكبر و التجاوزات الكبيره. و لتاخذ مثلا من حزب العمال البريطاني. تلك الكنيسه الكبيره الني تحمل في جنباتها الفابيين و المسيحين الاشتراكيين و الماركسين و النقابيون. هذا الحزب هو الاهم في الحركه الجماهيريه في بريطانيا لثرائه و تعدده و لتاريخه الطويل. و لك ايضا الحزب الاشتراكي الفرنسي وبل و الشيوعي الايطالي و الفرنسي.

هناك بالطبع ما لم تتلمسه و اهمه في راي هو التيار المعادي للاشتراكيه في ثوره يناير. فبالرغم من هبه الجماهير و مطالبها بالعيش و الحريه الا ان هناك من يبتغي بان ينتهي مسار هذه الثوره لثوره ليبراليه و فقط تنتهي بان تنتظر الجماهير تساقط الثمار من شجره الاستثمار. لا زلت اذكر لقاء لي مع اسماعيا صبري عبد الله قلت فيه ...( العداله الاجتماعيه هدف لنا) و احتج الرجل بوضوح و شده علي استخدامي لتعبير العداله الاجتماعيه. اوضح الرجل ان هناك فرق كبير بين النضال ضد الاستغلال و السعي للعداله الاجتماعيه. اعتقدت صديقي انك توقفت عن اهم استنتاجاتك و هو ان الحزبين الكبيرين (التجمع و الشيوعي المصري) هما حاملي ارث الاشتراكيه في مصر هما الامل. لثوره يناير خط اصيل وواضح تتمثله بعض رموزها. هذا الخط هو خط معادي للاشتراكيه. و في معاداته لها يسعي بجد باستبدالها بتيارات تؤكد انتمائها للعداله الاجتماعيه ( كالحزب الديمقراطي الاجتماعي). هذا الاخير يسعي لان يرتدي ردآء اليسار و الاشتراكيه و يقدم نفسه كحزب التجمع الجديد و هو ابعد ما يكون عن تراِ الاشتراكيه في مصر. هناك ايضا من يشجع اي اشتراكيه ( غير معاديه للاستعمار و الصهيونيه). لا يهمهم في ذاك ان تكون حنجوريا زاعقا او ليبراليا ملتحفا بشعارات
العداله. المهم الا يكون لك تاريخا اصيلا في هذا البلد و الا تحمل بعدا معاديا للاستعمار ا انني ادرك ان ما اقوله مثيرا للجدل و لكن هذا البعد الاصيل في معاداه الاستعمار هو ما ادي لقرار حل الحزب في الستينات.

انا اليوم اعتبر ناصر احد اهم انجازات الحركه الاشتراكيه في مصر فحقيقه الامر ان شعاراتك قد تنتصر و لكنك انت قد تستبعد. ...لازلت اري ان الامتدادات التاريخيه للتيار الذي وصفته هما حاملي التاريخ و لا امل خارجهما

تبقي وحده اليسار قضيه نضاليه كبري و دائمه. الوحده هنا و الحزب الاشتراكي الكبير اللائق بمصر و تاريخها عليه ان يستند لسبيكه الاشتراكيه المصريه كما وصفها بهيج نصار. تللك التي تحتوي شهدي و زكي و الرفاعي و القصير و فؤاد حداد و حسن فؤاد و ُؤاد مرسي وابو سيف يوسف و كمال عبد الحليم و جمال عبد الناصر و كمال رفعت و يوسف صديق و عبد السلام الزيات و خالد محي الدين و احمد شرف و ابراهيم بدراوي و مصطفي الجمال ..و غيرهم ممن ذهبوا و آخرون سياتون.. الحلم الكبير الذي وصف يوما ...ان عالما باكمله سوف يقف ضده و يصارعه...فمصر و انتصارها اكبر كثيرا مما نتخيل و اعدائها اكثر .دئبا و اصرارا علي تحجيمها مما نتصور.


14 - رد الى: د.حازم الرفاعي
مصطفى مجدي الجمال ( 2012 / 10 / 8 - 02:27 )
شكرا للدكتور حازم على اهتمامه وإضافته لرؤيته الخاصة جدا والمفيدة جدا..
لي ملاحظة أنني حينما ضربت أمثلة عن مسألة التواصل بين أجيال/ موجات اليسار كان لا بد أن تكون من مسيرتي الشخصية.. كما أن نقدي الأكبر لا بد أن يكون للتجربة التي عشتها بنفسي.
ولست في وارد أن أقول أي حزب هو الأكثر ثورية من الآخر.. فالواقع هو الذي سيحكم وكذلك محصلة نضال كل حزب


15 - الخيال والواقع الذات والموضوع الطليعة والجمهور
محمد حلمى ابوالعنين ( 2012 / 10 / 8 - 04:17 )
لم يستوقفنى تعليق مما سبق سوى التعليق الاخير ل د- حازم الرفاعى فهو الاقرب لاحتياجى وحاجتى للتغذية الفكرية النابعة من واقعنا المصرى وحاجتى النفسية للتعلق بقشة المرشد الاشتراكى الذى يمكن لوكنت فى اتصال محترف مع الواقع ان الجأ الية لاتحاور معة - ساتطرق الى مشكلة الاجيال التى تحدث عنها المناضل المثقف مصطفى مجدى الجمال - دائما ما كرهت النموذج المغلق عند عرض اى موضوع او نقدة او التطرق الية - وهذا بالطبع غير موازى للتاصيل - فالتأصيل شىء يختلف عن غلق النموذج لنستطيع ان ننقدة - ( اعذرونى على الثرثرة فلم اكن يوما منظرا ولا كنت باحثا ولا كاتبا متميزا ) - وانا واحد من الاجيال التى تحدث عنها استاذنا الجمال - ولكنى واحدا لم يستطع الالتحاق بركب التنظيم بمعنى ان اكون منظما فى حزب سرى يربينى او يوجهنى ويملكنى وسائل العمل القاعدى مع الجمهور - وكنت على قدر طاقتى وقدرتى وظروفى المعيشية السيئة اعيش على ازدراد الفكر الاشتراكى بفوضوية مهولة - ولهذا ادركت كم تم اقفال النموذج هنا = اما الاهم فهو دهشتى وانزهالى من هذا النضال الدائر الذى تشغلة المقرات والاتفاقات والحوارات المطولة للاندماج او للائتلاف والشرعية والمقرات اولا - وليس تجهيز الظروف المواتية والاعضاء المحترفين ودعمهم بالتنظيم والحوار والنقاش اليومى حول تقريرهم عن العمل اليومى انا لاانكر ان هذا يحتاج للشق الاول - ولكن ما اشد تلوثنا بالفكر البرجوازى السائد والذى تمثل يوما فى كلمة كانت تقال كثيرا فى زمن انفتاح السادات للتغطية على هروبنا من تحمل مسئولية النضال او لعدم وجود من يعبرنا من اصحاب الفكر الاشتراكى كنا نقول = انا رايح اكون نفسى - طبعا رصدتها الطليعة و وصفتها بانها تعبر عن الحل الفردى للناس مقابل الحل الجماعى اى النضال - قالوا ذلك ولم يتعمقوا فى الظاهرة التى عوقت الكثير من الانخراط والانشغال بالوضع العام وماتزال تستخدم حتى الان تحت اسم الاستقرار والانتاج والعمل - ولو تعمق اليسار قليلا لادرك انة التلوث البرجوازى الذى اوضحة مقال استاذنا هنا - - انا الاحظ ارتكان للكثير من ابناء الطبقة المسحوقة للدعة والتكاسل فى الجانب الفكرى والثقافى - لعدم تدربهم على تحصيل هذا الجانب منذ الصغر وخاصة بعد انهاء الانشطة بانواعها من التعليم قبل قبل الجامعى - وموضوع اخر كان ذكرة عامل نقابى فى المحلة الكبرى فى فيديو بالانترنت - كان يقول اين هؤلاء العاطلين عن العمل - لماذا لاينتظمون فى كتلة واحدة ويقومون بعمل شىء بدلا من جلوسهم على القهاوى والاتكال على مصروف جيب يأ خذوة من ابويهم = اليس الرد على ماقدمتة هنا من امثلة هو احتراف العمل الثورى واعداد المحترفين وخاصة للتواصل مع بيئاتهم الشعبية والالتحام معها !؟ اعرف ان الرد التقليدى سيكون = هذا مانسعى الية - ولكننى ارد على هذا الرد واقول = كيف ؟ هل اعددت المانفستو اولا - يبدو اننا نبحث عن المظلة التى تؤوينا من هجير الشمس اولا وننسى اننا فى ايام الشتاء - عذرا


16 - رد الى: محمد حلمى ابوالعنين
مصطفى مجدي الجمال ( 2012 / 10 / 8 - 04:43 )
لا أملك إلا أن أقول إن هذا التعليق مدهش.. ويدعوني إلى مزيد من التأمل.. فبالفعل لا قيمة للنضال النظري، ولن تكون له محصلة، إلا بتنظيم الجماهير.. إذا كانت القراءات والمجادلات ستظل حبيسة الصالونات والمقاهي ومنتديات المثقفين..وإذا استمرت المبارزات السياسية دون انخراط في تنظيم الجماهير الشعبية.. فسيكون هذا مثل الطحن في الهواء.. فالواقع من أهم مصادر المعرفة.. لكننا نحتاج بالمثل إلى المعرفة النظرية الصافية، والإلمام النقدي بتجارب الشعوب الأخرى، حتى نتمكن من صنع الخلطة الثورية بين المعرفة والممارسة


17 - اعتذار واجب -
محمد حلمى ابوالعنين ( 2012 / 10 / 8 - 05:28 )
عند اعدادى لفقرة او اثنين ماخوذة من مقدمة الحوار كى انشرها مع كامل الحوار اعدت بالطبع القراءة لما قدمة استاذنا مصطفى الجمال وهالنى انى لم استطع التقاط الروعة النقدية والفكرية المتاصلة لواقعنا المصرى الحى وخاصة الامساك باللحظة الثورية فية والانتظام الدقيق وعدم افلات اى عنصر يمكن ان يرد على خيال او اهتمام ناشط مهتم - حزنت كما حزنت طوال عمرى من فوضويتى والاعتماد على انطباعات القراءة الاولى والاكتفاء بالتأنى فقط فيها لفهم ثنايا افكار المقال وهى عادة سيئة نلجأ اليها لتحصيل اكبر قدر ممكن من تحصيل القراءات اثناء استخدام الفيس بوك - وعدت سريعا لاراجع ماكتبتة مشاركة فى الحوار - وبالرغم من ذاتيتة الا انة نقل بعض مما يمكن ان يكون فى مكنون صدر اخرين - تعلمت درسا بتسرعى للاشتراك اعتمادا على انطباعات اولية دون قراءة المرة الثانية بل والرد على المحاور بطريقة منظمة يمكن ان تكون على الاقل الرد على فقرة فقرة من المقال واخيرا ادركت ان مقال مقدمة الحوار يحتوى على كل مايخطر بالبال من زوايا ومفردات واسئلة واجابات - اعتذر يا استاذنا - واشكرك كثيرا على طولة بالك - دمت للكادحين


18 - رد الى: محمد حلمى ابوالعنين
مصطفى مجدي الجمال ( 2012 / 10 / 8 - 11:37 )
في الحقيقة هزني تعليقك النبيل.. وأشعر بالسعادة لأنك وجدت فيما كتبت تناولاً لبعض ما يشغل بالك وظننت أنه غائب عن كتابتي.. وفي الحقيقة أيضًا أن الحيز المحدود للمقال والموضوع المختار له لم يسمحا لي بتناول جوانب كثيرة.. الشكر لك كل الشكر


19 - ملاحظة على رد
جلال محمد ( 2012 / 10 / 8 - 07:53 )
عزيزي الاستاذ مصطفى شكرا على ردك ... المشكلة ان التعامل مع اليسار و العمل على تسوية خلافاته او اقامة الجبهات و التحالفات المختلفة بين كتله لن يفيد الطبقة العاملة بشيْ طالما بقى العمال دون حزبهم السياسي و منظماتهم الجماهيرية لان اليسار هي حركة مختلفة تماما عن حركة الطبقة العاملة، انها حركة البرجوازية الصغيرة المدنية و العلمانية و.... ليس من مصلحتها و لا بمقدورها دفع نضال العمال الى الامام فما بالك بالعمل على تأسيس حزبهم او تحريرهم من استغلال المجتمع الراسمالي , الا يقول ماركس بان تحرير العمال من صنع العمال انفسهم . ان الدور التاريخي للطبقة العاملة يتجسد في قيامها بقلبها النظام الراسمالي و اقامة المجتمع الشيوعي و هذه ليست امالا مستقبلية تحلم بتحقيقها الاجيال القادمة ، انها مدعوة للقيام بهذا الامر الان اذا ارادت ان تتخلص من استغلال البرجوازيةالطبقي. الطبقة العاملة المصرية تقف الان في الميدان بوجه قوى الثورة المضادة وهي محرومة حتى الان من اقوى اسلحتها النضالية اي حزبها السياسي المستقل و المسلح بالنظرية الماركسية فالاولى بكل المناضلين الحريصين على مصالح العمال تركيز جهودهم و طاقاتهم النضالية من اجل سد احتياجات الطبقة العاملة و ليس الضياع في متاهات الخلافات الفلسفية او حتى السياسية للطبقات و الحركات الاجتماعية الاخرى . تحياتي


20 - رد الى: جلال محمد
مصطفى مجدي الجمال ( 2012 / 10 / 8 - 11:42 )
أتفق معك لنسبة 90%. أما البقية فتتعلق بحقيقة أن الوعي السياسي للطبقة العاملة يأتي غالبًا من خارجها إلى حين تستطيع تلك الطبقة إنتاج قياداتها العضوية التي تستطيع ربط النضال الاقتصادي مع السياسي في إطار الحزب الثوري. ومن المؤسف أن اليساريين الذين دخلوا مؤخرًا إلى مجال تنظيم النقابات المستقلة قد أحدثوا بها من الانقسامات الذاتية الكثير.. فضلاً عن إفساد النقابات الجديدة بممارسات المنظمات غير الحكومية والتمويل الأجنبي من تنظيمات دولية ليست مبرأة من الشبهات


21 - أسئلة
حسن خليل ( 2012 / 10 / 8 - 15:41 )
شكرا للأستاذ مصطفي مجدي الجمال علي مقدمته الثرية. و هي تدفعني كي أضع بعض الأسئلة
إذا نظرنا لليسار بشكل عام منذ أضراب المحلة الكبير و خصوصا منذ الثورة هل تعتقد أن اليسار يتقدم للأمام أم ما زال في مرحلة الدوران حول الذات؟
بصرف النظر عن قضية -الاجيال- هل في رأيك هناك -يسار جديد- ولد مع ثورة يناير و أعني باليسار المعني العام الواسع أي التركيز علي أعادة توزيع الثروة و علي الحريات السياسية ؟ و إذا كان هناك يسارا جديدا فما هي أهم سماته برأيك؟
من متابعتي لحزب التحالف و الحزب الاشتراكي أعتقد أن حزب التحالف أكبر و أكثر أحتواء علي مناضلين شباب و شابات و تعمل داخله تيارات أكثر تبلورا بينما الحزب الاشتراكي علي العكس أصغر و أكثر تجانسا. لكن علي الصعيد النظري فكلا الحزبين قريبين جدا من بعضهما - ربما باستثناء بعض المواقف اليمينة الاخيرة للتحالف مع صعود الإخوان و التي تلقي معارضة قوية ضمن صفوفه نفسه - لكن عدا ذلك لا أكاد أري فارقا جوهريا بينهما. فما هي برأيك طبيعة -الخلافات- بين الحزبين التي حالت دون تحقيق الوحدة حتي الآن رغم مضي 8 شهور علي طرحها؟
في مقدمتك تحدثت عن اليسار من -الداخل- أى الانشقاقات - النزعات الفردية و العصبوية صراع الاجيال القادة الخ - فما هو تقديرك لليسار من الخارج ؟ كيف تنظر الهالة الواسعة من المتعاطفين مع اليسار له و هل يمكن أن يكون اليسار في مصر شأن اليسار اللاتيني مثلا أن لم نقل العراقي أو السوداني في مرحله ما من زاوية الشعبية و النفوذ؟
أخيرا . ما هو هدف اليسار في العملية الثورية الجارية حاليا - أذا كنت تري أنها لازالت مستمرة- أو متي يمكن القول أن اليسار حقق ما يصبو أليه في هذه المرحلة من الصراع الاجتماعي في مصر؟
شكرا


22 - رد الى: حسن خليل
مصطفى مجدي الجمال ( 2012 / 10 / 9 - 00:49 )
الزميل حسن خليل يضعني في امتحان صعب جدا. ومع ذلك سأحاول الإجابة بطريقة تلغرافية.
بالنسبة للسؤال الأول أظن فعلاً أن اليسار يتقدم إلى الأمام بالنسبة لتاريخه، ولكن هذا التقدم ضعيف بالنسبة للتحديات. فبالفعل هناك أحزاب وجماعات يسارية بدأت تستفيد من ثمار العلنية وتوسع قواعدها الجماهيرية، كما أصبح الفرز السياسي أكثر وضوحًا، كما أن قوى اليسار تعمل مع بعضها بشكل طيب في الحركات الجماهيرية. لكن المواقف السياسية الغائمة لبعض التيارات من سلطة الثورة المضادة، ومن التحالفات الثورية، وعدم القدرة على استيعاب ناضج ومبدئي للموجات الشبابية والتحركات النقابية الجديدة..الخ. أدت إلى قدر من التخبط والإحباطات في النضال المباشر. أضف إلى هذا هزال الإمكانيات المادية والإعلامية.
بالنسبة لسؤالك الثاني لا أعتقد أن هناك يسارً -جديدًا- متبلورًا قد ولد مع ثورة 25 يناير.. نعم ادعى البعض هذا، وشجع بعض القدامى هذا الاتجاه.. ولكن أزعم بعد هذه الشهور الطويلة من الثورة أن الكثير من الشباب قد اندمجوا في الأحزاب والجماعات القائمة، بينما يؤسفني القول أن أعدادًا كبيرة استسلمت للإحباط فلم تجد في الأحزاب القائمة ما يقنعها، وهم أنفسهم لم ينجحوا في تقديم بديل سياسي وتنظيمي متكامل لما يرفضونه.
أما أهم سمات الشباب الجديد الذي دخل صفوف اليسار فهي: الميل القوي للانخراط في العمل الجماهيري (وإن انتشر اتجاه مضمونه قصر العمل الجماهيري على التظاهرات والاعتصامات والإضرابات)، وابتكار أساليب نضالية جديدة للحركة (خاصة من خلال تكنولوجيا المعلومات والاتصال، لكنهم يتصفون بدرجات عالية من القلق والحراك المفاجئ من موقف لآخر، وعدم الاعتداد بالفكر النظري مع الاعتماد على الحدس والإرادة أكثر من أي شيء آخر، وهو ما وضع الكثيرين منهم في مواقف سياسية خاطئة وذيلية للتيارات الإسلامية.
بالنسبة لموضوع وحدة الحزب الاشتراكي وحزب التحالف، أهمس في أذنك أن معلوماتك عن حجم وطبيعة الحزبين غير دقيقة (وأرجو أن تعفيني من التفصيل لأسباب مفهومة). أنت تعلم أنني من المجموعة الأولى التي دعت لتأسيس حزب التحالف واشتركت في صياغة وثائقه.. ولكن واجهتنا ممارسات تنظيمية غير مريحة، ثم كان الإصرار العجيب عند إنشاء الحزب على عدم وضع كلمة -اشتراكي- في اسمه (وهو الموقف الذي تغير بعد دخول المجموعة المهاجرة من حزب التجمع) أما نحن فقد كنا نرى حيوية إعادة الاعتبار للاشتراكية وأن تكون عنصرًا غير مطموس في هوية الحزب.. ثم كانت الطريقة غير المريحة أيضًا للحصول على قانونية الحزب من خلال جمع التوكيلات من أفراد ذوي صلات عائلية أو صداقية أو وظيفية مع بعض
أعضاء الحزب.. أما نحن فقد كنا من أنصار -شرعية الأمر الواقع- وعدم الاستسلام للشروط الجائرة لتشكيل الأحزاب..
كما ظهرت مشكلات تتعلق بالموقف السياسي من الإخوان ومرشحيهم في الانتخابات.. بينما نحن ننظر لتيارات الإسلام السياسي على أنها في قلب الثورة المضادة..
رغم ذلك لم نتلكأ في طلب الوحدة والعمل الجبهوي.. واتخذت أمانة الحزب الاشتراكي قرارها بأغلبيى كاسحة للدخول في الوحدة، ولكن على أسس مبدئية وموضوعية.. وبخاصة الاتفاق على موقف واضح من السلطة القائمة، والاتفاق على طبيعة الحزب الثوري المطلوب (هل جماهيرية الحزب تتطلب فتح عضويته لكل من يطلب؟ هل هو حزب ذو منابر أم لا؟ هل سيعتمد النضال البرلماني وحده أم ماذا؟...). وللأسف حتى الآن لم تصلنا وجهة نظر حزب التحالف حتى نتناقش حولها.. وإلا إذا كان المطلوب أن نهد حزبنا وندخل كأفراد في عمليية مجهولة نتائجها ومفتوحة على كل الاحتمالات..
ومع ذلك كلي ثقة في أن إرادة الوحدة ستنتصر في النهاية طالما ظللنا ملتزمين بمراعاة الشروط السليمة للوحدة.
بالنسبة للهالة الواسعة من الجماهير القريبة من اليسار فلا بد من إبداع تحالفات وائتلافات مختلفة تسمح بجعل هذه الهالة بمثابة درع حماية للحزب، لكن يجب قبلاً أن يكتمل بناء الحزب أو الأحزاب الثورية.
بالنسبة لما تحقق حتى الآن.. فلا شك أن مساحة الهامش الديمقراطي قد اتسعت إلى حد بعيد، وهذا لا ينفي أنها معرضة لمخاطر كبيرة جراء تصاعد نفوذ الإسلام السياسي الذي بدأ يكشف عن ملامح -فاشية-. ولا تزال أمامنا مهام كثيرة على محاور النضال: الوطني، الديمقراطي، الاجتماعي، التنويري.. ويتوقف هذا كله على قوة الأحزاب الثورية والتحالفات الجبهوية بدرجاتها ونوعياتها المختلفة


23 - من أجل مزيد من المرونة واتساع الصدر والعمل الجبهوي
د. علي شوشان ( 2012 / 10 / 8 - 16:00 )
د.حازم الرفاعي
اقتربت من مقالك بتحفظ ثم قرأته باهتمام لما سيأتي به. أشاركك الكثير من استنتاجاتك واحترم وضوحك وشجاعتك. لم يكن اليسار المصري أو الشيوعيين المصريين مهمشين طيلة تاريخهم الطويل في مصر إلا عندما تجاوزت أفكارهم وشعاراتهم حدود تنظيماتهم وتبنتها قطاعات سياسيه أوسع في المجتمع. فبكارة الأفكار الاشتراكية وغرابتها في أوائل هذا القرن صارت جزئا من ضمير المجتمع المصري وصار تجاوز المحرومين والمهمشين عملا سياسيا بالغ المخاطر والمخاطرة. صار البعد الاجتماعي ماردا قد يصمت ولكن الجميع يخشي غضبه وانقضاضه. أقول هذا لأوضح أن النجاح قد يؤدي لتهميش أصحابه إذا لم يكونوا بالمرونة الكافية لمواجهه ثراء الحياة وتغييرات المجتمع فمطالب الجماهير والمحرومين لن تنتهي بل ستتغير دوما ما دام تغير الحياة. فقوانين الجدل العظيمة تنطبق علي اليسار والقوي السياسية أيضا أليس كذلك.
انتقدت في كتابك هذا زملائك وفريقك وربما ذاتك ولكنني اعتقد انك توقفت عده خطوات عن انتقاد فريق كان الأقرب منك أدى انشقاقه لتكوين حزبين جديدين يحملان راية الاشتراكية هما الحزب الاشتراكي والتحالف الشعبي. وأنا هنا لا أتحدث عن النقد كعمليه أخلاقيه ولكنني أري أن تفكيك اليسار المصري كان هدفا ممنهجا لآخرين وكانت إدارة المعركة مع اليسار تتم ولا تزال بالاستعانة بمراكز الأبحاث في الخارج مستفيدة بتجارب دول أخري وبالعمل والدعم المالي البترولي والدولي وغيره. كان الضغط يتم بأسلوب علمي متعدد الزوايا وكان منظما ودقيقا بأكثر مما تتصور. فرق تسد كان ولا يظل أسلوبا معتمدا في العمل السياسي بغض النظر عن طرفي الصراع أي صراع. أتحدث أيضا عن ضرورة النقد والوعي لان بناء الكيانات الكبيرة يتطلب سعة الأفق والاحتمال الأكبر والتجاوزات الكبيرة. ولتأخذ مثلا من حزب العمال البريطاني. تلك الكنيسة الكبيرة الني تحمل في جنباتها الفابيين والمسيحيين الاشتراكيين والماركسيين والنقابيين. هذا الحزب هو الأهم في الحركة الجماهيرية في بريطانيا لثرائه وتعدده ولتاريخه الطويل. ولك أيضا الحزب الاشتراكي الفرنسي وبل والشيوعي الايطالي والفرنسي.
هناك بالطبع ما لم تتلمسه واهمة في رأي هو التيار المعادي للاشتراكية في ثوره يناير. فبالرغم من هبه الجماهير ومطالبها بالعيش والحرية إلا أن هناك من يبتغي بان ينتهي مسار هذه الثورة لثوره ليبراليه وفقط تنتهي بان تنتظر الجماهير تساقط الثمار من شجره الاستثمار. لا زلت اذكر لقاء لي مع إسماعيل صبري عبد الله قلت فيه ...( العدالة الاجتماعية هدف لنا) واحتج الرجل بوضوح وشده علي استخدامي لتعبير العدالة الاجتماعية. أوضح الرجل أن هناك فرق كبير بين النضال ضد الاستغلال والسعي للعدالة الاجتماعية. اعتقدت صديقي انك توقفت عن أهم استنتاجاتك وهو أن الحزبين الكبيرين (التجمع والشيوعي المصري) هما حاملي ارث الاشتراكية في مصر هما الأمل. لثوره يناير خط أصيل وواضح تتمثله بعض رموزها. هذا الخط هو خط معادي للاشتراكية. وفي معاداته لها يسعي بجد باستبدالها بتيارات تؤكد انتمائها للعدالة الاجتماعية ( كالحزب الديمقراطي الاجتماعي). هذا الأخير يسعي لان يرتدي رداء اليسار والاشتراكية ويقدم نفسه كحزب التجمع الجديد وهو ابعد ما يكون عن تراث الاشتراكية في مصر. هناك أيضا من يشجع أي اشتراكيه (غير معاديه للاستعمار والصهيونية). لا يهمهم في ذاك أن تكون حنجوريا زاعقا أو ليبراليا ملتحفا بشعارات العدالة. المهم إلا يكون لك تاريخ أصيل في هذا البلد وألا تحمل بعدا معاديا للاستعمار. إنني أدرك أن ما أقوله مثير للجدل ولكن هذا البعد الأصيل في معاداة الاستعمار هو ما أدى لقرار حل الحزب في الستينات.
أنا اليوم اعتبر ناصر احد أهم انجازات الحركة الاشتراكية في مصر فحقيقة الأمر أن شعاراتك قد تنتصر ولكنك أنت قد تستبعد. ...لازلت أري أن الامتدادات التاريخية للتيار الذي وصفته هما حاملي التاريخ ولا أمل خارجهما
تبقي وحده اليسار قضية نضالية كبري ودائمة. الوحدة هنا والحزب الاشتراكي الكبير اللائق بمصر وتاريخها عليه أن يستند لسبيكة الاشتراكية المصرية كما وصفها بهيج نصار. تلك التي تحتوي شهدي وزكي والرفاعي والقصير وفؤاد حداد وحسن فؤاد وفؤاد مرسي وأبو سيف يوسف وكمال عبد الحليم وجمال عبد الناصر وكمال رفعت ويوسف صديق وعبد السلام الزيات وخالد محي الدين واحمد شرف وإبراهيم بدراوي ومصطفي الجمال ..وغيرهم ممن ذهبوا وآخرون سيأتون.. الحلم الكبير الذي وصف يوما ...إن عالما بأكمله سوف يقف ضده ويصارعه...فمصر وانتصارها اكبر كثيرا مما نتخيل وأعدائها أكثر دأبا وإصرارا علي تحجيمها مما نتصور.


24 - رد الى: د. علي شوشان
مصطفى مجدي الجمال ( 2012 / 10 / 9 - 01:04 )
التعليق مكرر.. وسبق أن أجبت عليه


25 - النظرية الماركسية واليسار الجديد
محمد السعيد ( 2012 / 10 / 8 - 17:30 )
الزميل العزيز مصطفى ، سأطرح ملاحظة محددة في محاورة صراع اجيال اليسار . وهى انك لم تذكر مطلقا طوال تحليلك مصطلح الماركسية ( مثلما كان كذلك فى برنامجي حزبي الاشتراكي المصري والتحالف الشعبي )
فهل نفهم بان الماركسية بكل تطوراتها التاريخية لم تعد مطروحة كنظرية للمعرفة ودليل للعمل الثورى فى برامج التنظيمات اليسارية الحالية


26 - رد الى: محمد السعيد
مصطفى مجدي الجمال ( 2012 / 10 / 9 - 01:03 )
ملاحظة ذكية جدا.. وهي مسألة خلافية تقديرية.. مع ذلك من المؤكد أننا في معظمنا نؤمن بالفلسفة المادية في المعرفي، وبالمنهج الماركسي كدليل للتحليل والعمل.. والمهم المنتج وليس التصريح.. أليس كذلك؟


27 - الديمقراطية وسيلة وهدف
مهدي المولى ( 2012 / 10 / 8 - 17:56 )
رغم ان اليسار ضعف ولم يبق له تأثير واضح في حركة الجماهير وذلك يعود لاسباب عديدة
التشرذم والانقسامات نتيجة للنظرة الضيقة والمصلحة الذاتية وانعدام الديمقراطية
لهذا امام اليسار ان اراد ان بساهم في تطور وتقدم المجتمع
ان يتوحد في جبهة واحدة موحدة وفق برنامج شفاف وواضح
ان ينزل الى الجماهير الى العمال الى الفلاحين الى الطلاب الى النساء في البيت في المدرسة في الحقل في المعمل الى الناس جميعا في افراحهم واحزانهم ليبصر الجماهير بحقوقها ويعلمها واجباتها ويرفع من مستواها الفكري والمعرفي
ان يتخذ الديمقراطية طريقا وهدفا اي خلق قيم واخلاق ديمقراطية في المجتمع خلق شعب ديمقراطي في نظرته في تعامله مع الاخرين مع الحكومة في اخذ حقه في القيام بواجبه


28 - رد الى: مهدي المولى
مصطفى مجدي الجمال ( 2012 / 10 / 9 - 01:07 )
لا خلاف بالمرة على صحة كلامك.. وبالغعل دعا الحزب الاشتراكي منذ عام ونصف للتحالف الديمقراطي الثوري.. لكنه لم يجد استجابة إلا في الشهر الأخير.. وعمومًا هناك خيط رفيع بين -التشرذم- وبين التنوع.. فلا ضير من أن تكون هناك قوى ذات توجهات أيديولوجية وسياسية مختلفة ولكن تنشط في إطار تحالف ديمقراطي ثوري


29 - اليسار العراقي والتصويت للاسلاميين
شريف الجبوري ( 2012 / 10 / 8 - 18:34 )
هل للسيد المحاور علاقات مع اليسار العراقي؟
يهمني ان اسمع رايك به ، راي من خارج العراق يكون اكثر حيادية احيانا

سمعت ان يساري مصر صوتوا لمرشح اخوان المسلمين هل هذا صحيح وكيف حللتم وتوصلتم الى هذا الموقف العجيب والغريب!!


30 - رد الى: شريف الجبوري
مصطفى مجدي الجمال ( 2012 / 10 / 9 - 01:11 )
علاقاتي الشخصية بالشيوعيين العراقيين تعود للسبعينيات.. خاصة أن أخي متزوجمن أسرة ضابط عراقي كبير كان في قمة نظام كريم قاسم.. ولا أنسى السيدة كيلانية طبارة.. ولكن علاقاتي هذه تأثرت بسبب بعض مواقف الشيوعيين العراقيين الذي اتخذوا مواقف متهادن من العدوان والاحتلال الأمريكي.. ولدى الحزب الاشتراكي المصري الآن علاقات قوية مع شيوعيين عراقيين منظمين وأفراد.. لكني ألاحظ أن معظمهم من القومية الكردية.. وعمومًا يرحب الحزب الاشتراكي المصري كل الترحيب بأي اتصالات وعلاقات مع الرفاق العراقيين.


31 - الاستاذ مصطفي الجمال
محمد حسين يونس ( 2012 / 10 / 9 - 05:18 )

إستمتعت بعرضك لتجربة اليسار (الشيوعي المصرى ) خلال سبعينيات القرن الماضى إنه شريط أعاد زمن الحماس و حب الوطن و تنحية المكاسب الشخصية حرصاعلي الخروج من مأساة الاحتلال الصهيوني لارض الوطن .. لكن هذا دام لفترة محدودة ..حتي تدخلت المنظمات اليسارية الخارجية( الفلسطينيه بالخصوص ) فأفسدت الجميع .. فالشباب الذين لم يكتمل تثقيفهم الاشتراكي و يدفعهم حماسهم الي العمل الميداني(خصوصا في الجامعات ) تم إستخدامهم كما تستخدم حماس اليوم الاخوان .. و عندما ضخت أموالا للمساعدة إنفرط العقد .. هل لديك أى ضوء كاشف علي ما قام به اليسار الفلسطيني و اليمين الاسلامي الساداتي من وأد الحركة الرائعة التي صاحبت المد الوطني الرافض للهزيمة .. مع تحياتي


32 - رد الى: محمد حسين يونس
مصطفى مجدي الجمال ( 2012 / 10 / 9 - 11:41 )
عزيزي محمد حسين يونس
أولا شكرا على إطرائك..
ثانيا : عملت قوى كثيرة من خارج اليسار على إجهاض وإفساد الموجة السبعينية، منها المال الخليجي والمال الفلسطيني والعراقي والليبي، ومنها المال الإسلامي، ومنها أيضًا مساعٍ أوربية وأمريكية.. وليست لدي معلومات محددة وموثوقة في هذا الشأن.. وحتى إن كان لدي فمن المفهوم أنني سأتردد في نشرها.. والمسألة لا يمكن اختزالها في الأموال والإفساد الشخصي والجماعي.. فهناك قناعات تتغير موضوعيًا..
المغريات كثيرة بالطبع.. كما أنه من المتصور أن الطلاب يمثلون شرائح داخل البرجوازية الصغيرة (المترددة والمتقلبة بطبعها).. فكان الاستيعاب في مؤسسات الدولة (خاصة وزارة الثقافة) وفي الصحف الخليجية ثم في الجمعيات الأهلية الممولة أجنبيًا..
عموما سيظل خطر الاستيعاب واردًا في كل الأوقات، وإن اختلفت الدرجة من وقت لآخر، لكن تظل العيوب البنيوية ، ومن ثم الأيديولوجية، للحركة هي الأساس.


33 - عن ماذا يبحث اليسار في دفاتره القديمة
مازن عباس ( 2012 / 10 / 9 - 14:40 )
لاشك أن مقالة المناضل المعروف مصطفي الجمال رصدت ابرز واهم نقاط الخلل في اداء اليسار المصري علي اختلاف تنظيماته..
منذ بداية القرن الماضي مرت مسيرة اليسار المصري بمنحنيات ومنعطفات، كانت تقوده في أغلب الأحوال إلي الأندحار، والأختفاء من الساحة السياسية المصرية بشكلة المؤسساتي.لقد تعامل الكثيرون مع الحركة الشيوعية المصرية في سياق مراحل تاريخية لأنها اليسار المصري ومنذ بداياته فشل في بناء حزب يمتلك جذور راسخة في ساحات العمل السياسي الحزبي المصري منذ عشرينيات القرن الماضي،خلافا لأحزاب أخري.
فحزب الوفد بصرف النظر عن تقيم أداءه السياسي في المرحلةالراهنة،لكنه تمكن من الحفاظ علي جذوره،التي مكنته من العودة مجددا أواخر السبعينيات من القرن الماضي.بل أن هذه الجذور مكنته من البقاء في ساحة العمل السياسي مجترا من تاريخه دون أن يقدم رؤية سياسية متميزة.ومع ذلك بقي حزب الوفد متواجد في ساحة العمل السياسي ضمن نسبة تتراوح بين 2-7 في المائة من اصوات الناخبين.
اما جماعة الأخوان المسلمين التي تاسست منذ 84 عام في ظروف العمل السري أو النصف علني احيانا، ورغم ظروف القمع والضربات الأمنية التي تعرضت لها الجماعة منذ قيام ثورة يوليو 1952،إلا ان تعداد عضويتها وصل إلي مئات الآف من الأعضاء العاملين، وشكلت العقول العلمية والأكاديمية أكثر من 55 بالمائة من أعضاء مكتب الأرشاد الذي يعتبر اعلي سلطة قيادية في الجماعة.
وقد تعمدت الأشارة لهذين الحزبين،ليس فقط لأن الأول يعبر عن الليبرالية المصرية والثاني ممثل الأسلام السياسي فحسب، وانما لأن نشأتهما تزامنت من تاسيس أول حزب شيوعي مصري في بداية العشرينيات القرن الماضي.
اللافت أن مسيرة هذين الحزبين رغم الصراعات الداخلية في كل منهما، لكنهما لم يتعرضا للأزمات الحادة التي عاشتها الحركة الشيوعية المصرية،بدءا من الأنقسامات وانتهاءا بالأنحلال والأختفاء من ساحة العمل السياسي المنظم او الحزبي.
ولعل من اسباب الخلل في مسيرة اليسار المصري هو عدم الألتفات لتحديد هوية الحزب.. التي تعتبر الخطوة الأولي في بلورة كيان سياسي يتبني مبادئ الأشتراكية العلمية والدفاع عن مصالح الفقراء.. وبحسب تجربتي الشخصية كان تجربة الحزب الشوعي المصري في الثمانينيات لا تزيد عن حزب يخدم علي حزب التجمع،وينطلق من مصالح سياسية آنية تتمثل في التقرب من النظام... ورغم المسيرة النضاليةالتي خضها الحزبان خلال حكم السادات إلا ان الرصيد النضالي انتهي إلي الصفر بعد تحول حزب التجمع إلي احد عناص دائرة النخب السياسية التي شكلها نظام مبارك ، وكان لابد من ترويض الشيوعيين المصريين، وهو ما فعلته قيادات التجمع المتمركسة. واصبحت المعارضة التجمعية والياسارية جزءا من نظام مبارك علي مدار ثلاثين عاما.
افتقدت خلالها إلي..هوية الحزب النضالية.واسقطت من سياساتها هدف استلام السلطة،الذي لم يكن في اولويات اليسار المصري منذ اربعينات القرن الماضي،لكنه اختفي تماما من اجندة السار المصري خلال الثلاثين عام الماضية .
لكن الحراك المجتمعي والشعبي لا ينتظر اليسار لكي تقوم الثورات، وفي ظروف الثورة التقنية المعلوماتية التي يشهدها العالم منذ بداية التسعينيات من القرن الماضي،امتلك الحراك السياسي والأجتماعي الجديد أدوات جديدة،ادت لتطوير كبير في قدرات القوي المنتجة المصرية. ما يعني بالضرورة أن مسيرة التطور المجتمعي في العالم بشكل عام وفي مصر بشكل خاص،لابد وان تقود المجتمع لأحداث تغييرات جذرية في اساليب الأدارة السياسية والأجتماعية وفي طرق الأنتاج. لم يعد ممكنا أن يدار المجتمع الأنساني باساليب اقتصادية واجتماعية متخلفة عن أدوات الأنتاج والحراك الأجتماعي.وان يكون الشباب هم القوي المحركة والضاربة لثورات الربيع العربي ليس مجرد مصادفة،وانما هو تعبير عن أن القوي المنتجة الأكثر تطورا في هذه المجتمعات، قررت خلع التركيبة السياسية والأجتماعية المتخلفة مقارنة بأدوات الثورة التقنية والمعلوماتية التي نهضت بمختلف مجالات التطور الأنساني خلال السنوات الأخيرة.
وتفجرت ثورة 25 يناير وحملت محتوي أجتماعي طبقي يرتكز علي المفاهيم العلمية للعدالة الأجتماعية وأدراك لضرورة انجاز مهمات سياسية لاسقاط نظام مبارك،ما يعني اننا اصبحنا أمام حالة من تطور الوعي لدي الحراك الشعبي،دون أن يكون ذلك علي خلفية نشاط عامل ثوري محدد ومنظم وحزبي.
وفرض الواقع الجديد الذي يحمل قدرا من العفوية علي اليسار المصري أن يفجر ثورته لتجاوز الخلل الذي دمر تواجد اليسار المصري وللدقة الحركة الشيوعية المصرية فى الشارع المصري على مدار الثمانينيات وحتي الأن والذى عرف بتوصيف (حالة الجفاف الجماهيري)لا يعود لرفض الشارع لأفكار اليسار،أو لما يقال عن الأنتماء الديني الأعمي،وانما لأن اليسار لم يكن فى أولويات برامجه حقوق الأنسان فى الحياة الكريمة.لقد اراد اليسار المصري أن يحقق استقلالا وطنيا..سياسيا واقتصاديا، وأن يبني انظمة ودول فى مواجهات ضد الأمبريالية والصهيونية،دون أن يلتفت للانسان وحقوقه،ودون ان يسعي لتولي مقاليد الحكم
ولا يمكن ان تتحقق ثورة اليسار المصري وبناء حزب الأشتراكية العلمية عبر تجميع المحاربين القدامى فى صفوف اليسارفقط، بل يجب أن يتوجه أساسا إلى الأجيال الشابة التى تبحث عن الطريق المؤدى إلى المستقبل الأفضل توصلا إلى تجديد دم اليسار.
لم يعد مقبولا ان تتركز جهود اليسار المصري في بناء حزب الأشتراكية العلمية علي الأجتماعات وحوارات الغرف المغلقة، لقد بات ضروريا الألتحام بحركة الشارع والنزول إلي القري والنجوع واتفق بشكل كامل مع ما طرحه مصطفي في هذا الصدد..
ان برامج الأحزاب اليسارية الجديدة تتبني رؤية ضبابية لاتتضمن منهجية لبناء حزب الأشتراكية العلمية،لا تتعامل بجدية مع هدف استلام السلطة، لذا نشعر بضعفها الجماهيرية .


34 - رد الى: مازن عباس
مصطفى مجدي الجمال ( 2012 / 10 / 9 - 15:16 )
الأستاذ مازن قام بمداخلة ثرية من النوع الثقيل جدا أشكره عليها.
أتفق مع معظم ما قال.. وإن كنت أضيف أن المصالح والنزوات الذاتية لبعض القيادات قد أدت إلى تحطيم وجود اليسار وإمكانيات تطوره -بفعل فاعل-.. لأنها كانت توجه خطابها للسلطة وليس للجمهور


35 - وحدة فصائل اليسار
د.محمد لطفى سليمان ( 2012 / 10 / 12 - 00:51 )
أنا مقتنع بوحدة فصائل اليسار المختلفة


36 - رد الى: د.محمد لطفى سليمان
مصطفى مجدي الجمال ( 2012 / 10 / 12 - 13:16 )
وبالتأكيد أتضامن مع رأيك تمامًا.. ولكن الوحدة يجب أن تقوم على على برنامج ثوري وتنظيم ديمقراطي.. أما الوحدات المتسرعة فتنتج المزيد من الانقسام..


37 - تحليلك موضوعي
كامل الجباري ( 2012 / 10 / 12 - 19:49 )
نعم استاذ مصطفى .. تحليلك موضوعي وجدير بالتوقف عنده كثيرا .. لقد اشرت الى نقطة مهمة جدا في نظري .. لقد صار اليسار ايضا مذاهبا متصارعة ومتقاطعة ، كما في الوضع الديني ،حيث يضاف الى ماركس تعريفات واسماء اخرى ، الخروج من هذا التخدق المذهبي ، شرط لبناء يسار موحد يقرأ عصره


38 - رد الى: كامل الجباري
مصطفى مجدي الجمال ( 2012 / 10 / 12 - 21:31 )
أتفق معك.. التخندق المذهبي يحيل اليسار إلى كيانات وتجمعات ممزقة ..ولكن المنبع واحد لجميع المتخندقين، ألا وهو تقديس النصوص لهذا أو ذاك من مفكري الاشتراكية على طول تاريخها دون مراعاة لتاريخية النص وارتباطه -بأسباب النزول-- وعذرًا لهذا التعبير- أو بالأخري دون مراعاة السياق (الزماني والمكاني) الذي صدرت فيه..
إن الاشتراكية العلمية منهج علمي بالأساس يجب الالتزام به عند تحليل الأوضاع وتحديد المواقف.. دون أن نتقاذف بالنصوص والمقتبسات..
لكني أنبه إلى إلى نوع آخر من التخندق يقوم على الاختلافات التكتيكية وحتى الاختلافات الشللية والذاتية.. وهو نوع أخطر من الخلاف والتخندق لأنه لا يولي الاعتبار لإمكانية التعايش في جسد تنظيمي واحد طالما هناك اتفاق على رؤية تنظيمية موحدة..
والمهم في كل الأحوال، حتى مع التخندق، أن تمارس الاختلافات بروح ديمقراطية ورفاقية دون تكفير أو تخوين


39 - يااااه يا مصطفى مازلت رائعا
سامى لبيب ( 2012 / 10 / 14 - 14:06 )
تحياتى عزيزى مصطفى
هل تعرفنى .. أنا من هذا الجيل القديم حيث تشرفت بمعرفتك لأراك دوما هذا اليسارى الرائع النبيل .. اعلم نشاطك وجهدك وما واجهته من مصاعب لم تكتفى من اجهزة الأمن بل من رفاق شيوعيين أرادوا ان يكونوا صقورا ليمارسوا طفولتهم بسبك على جدران منزلك .. اعرف منزلك .. لقد رفعوا شعارات زاعقة وتطرف شيوعى شبيه بالسلفيين ليتبددوا ويبقى هذا الجَمال يناضل محترما ذاته محتضنا للجميع
هل تتذكرنى .. أخشى على سنواتك الستين ان تنسيك ذكرى سامى لبيب ولكن لا بأس فلتبقى ذاكرتك سخية وقوية تستخرج منها سنين النضال
أحبك يا مصطفى


40 - رد الى: سامى لبيب
مصطفى مجدي الجمال ( 2012 / 10 / 14 - 22:53 )
كيف أنساك يا سامي (واسمح لي هكذا بدون ألقاب).. فإننا أبناء تلك المدينة العجيبة (المنصورة) النائمة على ذراع النيل.. وهي المدينة التي عرفت جيل اليسار الذهبي في السبعينيات.. رغم أن أبناء هذا الجيل بالمنصورة لم يحظوا بشهرة عشر معشار زملائنا في العاصمة.. وذلك نتيجة لكسل وتعالي المثقفين والصحفيين الذين لم يعطوا للمناضلين بالأقاليم حقهم.. اللهم إلا بعد أن أتوا للقاهرة..
لا أعرف كيف أرد على مجاملتك البالغة فقد أسكتني حقًا بكرمك.. وأتمنى لو نستطيع التواصل وعنواني الإلكتروني هو [email protected]
والهاتف
01009826985
أحبك أكثر يارفيق


41 - نحو مرحلة ثورية جديدة
محمد السعيد ( 2012 / 10 / 14 - 17:23 )
تهانينا للحوار الناجح الذى اداره الزميل مصطفى بدليل عدد المشاركات - مما دفعني الى اعادة استمرار التحاور دفعا للحركة الاشتراكية المصرية بعد انتفاضة 25 يناير الى استعادة عافيتها خلال الفترة المرتبكة الحالية التى يحاول الاسلام السياسي ان يسيطر فيها على مجمل التركيبة الاجتماعية - السياسية فى مصر . وارى ان ذلك يتحقق بخطوتين
الاولى النقد الذاتي لممارسات الحركة الماركسية في مراحلها الثلاث من 1922 الى الآن ولضيق المساحة فسأكتفي بنقد الحركة الثالثة 1968-1979 فالمعلوم ان الاتهامات الجزئية التى قام بها اعضاء هذه الحركة غير النقد الذاتي ، فان الاتهامات لا تؤدي الى معرفة الاسباب الموضوعية لفشل الحركة والتى هي نتيجة عوامل هيكلية وختلالات بنيوية تنظيمية وسياسية بالاضافة الى الاختراق الامني لجسم تلك التنظيمات ، والشرخ العميق الذي احدثه سقوط النموذج السوفيتي في الوجدان الفكري والعاطفي الذى لم يقتصر تأثيره على تحلل الحركة بل اعطى المبررات لصعود الحركة السلفية الاسلامية المنافسة وسحبها الشارع المصري الى جانبها
وعليه لجأت معظم كوادر اليسار الجديد الى الفرص الاسهل في العمل بمراكز حقوق الانسان والمنظمات غير الحكومية ومراكز البحوث والدراسات مفضلة العمل العلني بعيدا عن متاعب النضال السري ، وهكذا تحولوا من النشاط السياسي والعمل الجماهيري والقيادة الثورية الساعية الى نيل السلطة حتى تغير الدولة البرجوازية الاستغلالية التابعة ،ويصبحوا مجموعة من انتلجنسيا العاملة في الحقول الثقافية تهتم بالمسائل المعرفية والنظرية ليصبح النضال الماركيسي اقرب ما يكون الى التوجه الفلسفي العام فى احسن الاحوال
الثاني : وكما اجمع كل المتحاورين فأن العمل الجاد والدؤوب على تجذير الحركة الاشتراكية بجماهيرها من فقراء الفلاحين والعمال والمهمشين بربط الحركة واقعيا بالمنظمات الفلاحية والنقابات العمالية وليكن البدء باحدهما بتبني مطالبها والعمل على تحقيقها ثم تسيس هذه المطالب وبذلك يتم تصعيد امثلة محددة لنجاحات العمل في الاتجاه الاشتراكي


42 - رد الى: محمد السعيد
مصطفى مجدي الجمال ( 2012 / 10 / 14 - 22:58 )
أوافقك تمامًا على تحليلك وأرجو أيضًا أن ترجع إلى أكبر عملية قمت بها للنقد الذاتي في مقالين نشرتهما على صفحتي بالحوار المتمدن.. إحداهما عن مرض الانقسامية.. والأخرى عن الشيوعيين العرب في الحقبة السوفيتية.. فضلا عن دراسة مطولة سبق أن نشرتها عام 2000 في كتاب صدر عن مركز الدراسات الذي كان يديره علي ناصر محمد في دمشق، بتوقيع -خالد أحمد عبده- (اسم حركي) وكانت عن تاريخ الحزب الشيوعي المصري 1975-1980.. وهي الدراسة التي أفكر هذه الأيام في إعادة نشرها باسمي الحقيقي..
شكرًا لمداخلتك التي أثرت الحوار


43 - جميل ولكن
محمود يوسف بكير- مستشار إقتصادي ( 2012 / 10 / 14 - 20:24 )
رغم السنوات الستين فلازلت تتدفق حيوية وشبابا وكأنك بعد في أوائل العشرينيات
وأنا سعيد بتعليقات زملائك القدامى مثل الاستاذ سامي لبيب وهو كاتب رائع أيضا
سؤالي كيف ترى مصر بعد عشرة سنوات من الان ؟لقد فشلنا اشتراكيا وثبت أننا لا نحتمل الحل الرأسمالي
الان أخشى أن أقول إن مصر في طريقها الى أن تكون باكستان الشرق الأوسط


44 - رد الى: محمود يوسف بكير- مستشار إقتصادي
مصطفى مجدي الجمال ( 2012 / 10 / 14 - 23:09 )
شكرًا لمشاعرك الطيبة..
أما بالنسبة للسؤال عن مستقبل مصر في السنوات العشر المقبلة فإنني لا أستطيع الجزم بشيء محدد خاصة في الوضع السائل الذي نعيشه الآن بعد ثورة 25 يناير وصعود الإخوان.. ومن الممكن أن تراجع مقالتي على موقعي بالحوار المتمدن عن -مستقبل جمهورية مرسي-.. ففيه خمس مسارات محددة خلال السنوات الثلاث المقبلة.. ولا يمكن التنبؤ لأبعد من هذا في ظل تلك الظروف..
لكني أتدارك لأتحفظ على تعبيرك -لقد فشلنا اشتراكيًا-.. فالاشتراكية لم تطبق في مصر.. ولكن الخطاب الاشتراكي جرى استخدامه في عهد حكم عبد الناصر الوطني والتقدمي.. فألصقت بالاشتراكية كل مثالب هذا الحكم..
أما الحل الرأسمالي فهو حل لمصلحة النخبة الرأسمالية ولن يعني للشعب سوي البطالة والجوع والفقر والتهميش.. كما لا يمكن أن تنمو رأسمالية مستقلة في ظل العولمة الليبرالية الجديدة..
وبالنسبة لحديثك عن -باكستان الشرق الأوسط-.. فإنها أيضًا رأسمالية.. ولكن رأسمالية تقوم على التجارة والريع والتبعية للمراكز الرأسمالية العالمية مع معدلات عالية جدًا من الفساد والقمع والجاهلية..
علينا أولاً أن نستعيد ثورتنا من براثن الثورة المضادة.. وأن نقيم أسس حكم ديمقراطي دستوري، يتيح توعية وتنظيم الطبقات الشعبية بما يوفر الأساس الذاتي لتنمية اقتصادية- اجتماعية إنسانية وشاملة.. وتكون الأخيرة بمثابة الأساس المادي للتقدم نحو الانتقال إلى الاشتراكية


45 - من اليسار إلى اليسار الجديد
محمد زهران ( 2012 / 10 / 15 - 13:44 )
الفكرة اليسارية فكرة أصيلة .. وهى فكرة عصية على التقولب والتمنهج .. بل هى فى الأصل تحمل معانى الضد من كل هذا . ومعضلة اليسار فى رأيى رغم قدراته الفكرية والإنسانية الهائلة هو تصلبه وتصالبه..ومعاندته للحركة الشعبية النازعة إلى الدين بحكم الفطرة . كم خسر اليسار بشعارات ليست من أساس أفكاره ، وكم خسر اليسار بمنح سلطة التحدث بأسمه لممثلى اقصى اليسار ( المتطرف ) .. إن كل ما .. نرجوه نحن الشباب الذى يرى فى نفسه ويبحث فى داخله عن نبع اليسارية الصافى .. ان نزيح التراب عن الفكرة اليسارية الصافية .. نحن نرى الآن النظرة الشعبية لليسار باعتباره معاد للدين .. وتقولبه فى قالب الانحياز للعلمانية الشاملة بتعريف المسيرى ..
حتى العلمانية فى نظر اليسارى يجب أن تخضع لنقد يوافقها مع الدين .. لن يخسر اليسار شيئاً إذا كانت مرجعيته إسلامية بحكم الثقافة - بل هى إسلامية بالفعل وبالواقع . .. وإذا لم يقم اليسار بهذه المراجعات فإنه فى حكم الحى الميت . آن .. الأوان ليكون هناك يسار إسلامى - وهو موجود بندرة- فعال ..
ان اليسار الاسلامى والليبرالية الاسلامية هو مطلب مهم للتصالح مع الطبقات . ونبذ التعالى والخطاب النخبوى أساس مهم . ليكون بالإمكان تحقيق توازن فى المرجعية . فإذا ظلت التيارات فكرية كانت أو سياسية تعاند وتهاجم الاسلام السياسى لمجرد إعلانه المرجعية الاسلامية واحتكار التحدث باسم الدين .. .وتدعوه لنبذها . فمن باب أولى لا بد من توجيه النقد الذاتى لنا كيسار .. من الحساسية المفرطة لدى الكثير من الاقتران بالمسمى الاسلامى .. وهو توجه خارج / يعاند سياقنا الثقافى والتاريخى . وإذا لم نفعل للأسف الشديد كبرا وغلوا وتكبرا .. دون ان ندرى أن تكبر على الفكرة اليسارية نفسها التى تأبى التقولب .


46 - رد الى: محمد زهران
مصطفى مجدي الجمال ( 2012 / 10 / 15 - 13:56 )
عزبزي محمد..
أقدر تمامًا اهتمامك بأن يتحول اليسار إلى تيار شعبي يتمتع بجماهيرية عريضة

ولكن الحل الذي تقدمه بأن يكون اليسار ذا مرجعية إسلامية يوقعنا في عدة مشاكل أذكر منها اثنتين:
المشكلة الأولى أن ليس كل المصريين مسلمين
والمشكلة الثانية تحديد هذه -المرجعية الإسلامية- ويكفي أن تنظر إلى المرجعيات -الإسلامية- العديدة والمتناحرة داخل تيارات الإسلام السياسي ذاته

ولكن هذا لا يمنع من التأكيد على صحة ملاحظاتك عن نقص الإبداع الوطني في إنتاج الفكر الاشتراكي.. والنخبوية ..الخ.

إننا نناضل من أجل برنامج سياسي.. وليس من أجل تسويد أيديولوجية في حد ذاتها


47 - ولكن لم ترد على الجزء الثاني من تعليقي
شريف الجبوري ( 2012 / 10 / 15 - 18:19 )
شكرا استاذ على الرد
ولكن لم ترد على الجزء الثاني من تعليقي
--------------------------
سمعت ان يساري مصر صوتوا لمرشح اخوان المسلمين هل هذا صحيح وكيف حللتم وتوصلتم الى هذا الموقف العجيب والغريب!!


48 - رد الى: شريف الجبوري
مصطفى مجدي الجمال ( 2012 / 10 / 15 - 22:53 )
هذا القول ليس صحيحًا بالمطلق.. ففي الحقيقة أن الجزء الأكبر من اليسار دعا إلى إبطال الصوت أو مقاطعة الانتخابات الرئاسية في جولة الإعادة..

أما القلة فقد صوتت لمرشح الإخوان (مرسي) على أساس أن المنافس (شفيق) هو امتداد صريح لحكم مبارك..

وإذا نظرنا إلى عمق هذا المنطق فمن الواجب القول أولاً أن اليساريين الذي صوتوا لمرسي هم في معظمهم من التروتسكيين.. وقد تأثر هؤلاء بأفكار التروتسكي الانجليزي كريس هارمن، الذي رأى في جماعات الإسلام السياسي قوة مناهضة للإمبريالية (بل وللرأسمالية الكبيرة في بعض التحليلات الموغلة في التطرف) ..

الخطأ هنا هو استجلاب مقولة نشأت في حزب تروتسكاوي صغير جدًا في بريطانيا رأى - عن حق- أن الجاليات الإسلامية تتعرض للتمييز وأنه لا بد للثوريين من مكافحة الإسلاموفوبيا (الخوف من الإسلام والمسلمين) .. وفيما يظهر بدا أن هذا الحزب يرتاح لمقولة الدور الثوري للإسلاميين لأسباب انتخابية بحتة في بريطانيا..

وأخطأ التروتسكيون المصريون باستحضار هذه الرؤية (رغم القهر الذي تعرض له الإسلاميون في عهد مبارك) لأن الجماعات الإسلامية في مصر لا تتعرض للتمييز وإنما تعرضت للقهر السياسي.. كما أن المسلمين أغلبية ساحقة غي مصر.. وأخطأوا أكثر حينما تغاضوا عن الطبيعة الرجعية السافرة لحماعة الإخوان منذ العام 1928..

ودخل التروتسكيون في مشاريع جبهوية بائسة مع الإخوان المسلمين (انظر مقالي على صفحتي بالحوار المتمدن -عندما تكونت جبهة التروتسكي والإخواني-)..

ربما كان هذا مبررًا بتبريرات ضعيفة جدًا أيام حكم مبارك.. بينما بعدما أصبح الإخوان والسلفيون في الحكم، باتت مثل هذه المواقف المائعة من حكم الإخوان جريمة بمعنى الكلمة يرتكبها التروتسكيون في حق أنفسهم أولاً


49 - اليسار أنشغل بالماضي وترك الحاضر للرأسمالية
سامي بن بلعيد ( 2012 / 10 / 16 - 07:56 )
التحية والاحترام للاستاذ مجدي
ما تميّز به اليسار العربي منذ فجر تأريخه والى حد اليوم هو العداء والصراع مع التراث الى درجة كبيرة أفقدته مواقعه وسيطرت عليها القوى الرأسمالية بمرونتها وخداعها
والحقيقة تقال إن هناك شذرات قليلة جدا ممن ينتهج الفكر اليساري الواقعي بمنهجيته واستراتيجيته أما السواد الاعظم منهم فلا يمتلك غير العداء للتراث أو الدعوة الى الانحلال والتفكك وهذا الاخير يتحوّل الى معول هدم أخطر وأرعن من الاسلام السياسي ومن الرأسمالية نفسها
برأيي الشخصي إن القوى اليسارية إذا أرادت أن تنتهج الطريق الانساني المعتدل الذي يساهم في نهضة المجتمعات عليها أن تثور أمام ذواتها وأفكارها المتصلّبة لكي يتسنى لها إكتشاف شخصيتها الحقيقية أولاً وذلك سيمكنها من الوصول الى حالة سلام مع ذاتها ومع الآخر
أما الاستمرار في عمليات الصراع والمد والجزر فذلك مؤشر خطير يقود الى الانحلال فالانقراض والذوبان في متاهات عالم جديد ترسم وتخطط له قوى المال والسيطرة والاستبداد


50 - رد الى: سامي بن بلعيد
مصطفى مجدي الجمال ( 2012 / 10 / 16 - 14:18 )
كل الاحترام للأستاذ سامي
أظن أنه من الإجحاف اختزال فشل اليسار في -العداء والصراع مع التراث-.. ربما كان من الأفضل القول بأن اليسار لم يستطع أن يستخلص من ثقافة شعبه ما يساعده في الترويج والتنفيذ لبرنامجه الثوري الشامل..

ولأن لليسار برنامجًا يهدف إلى تغيير جذري في المجتمع فإنه لا مفر من الاصطدام مع استخدام القوى الرجعية والمحافظة لتلك العناصر من التراث التي تساعده في الإبقاء على الوضع القائم والانجرار للخلف أيضًا..

وفي الحقيقة أن اليسار انشغل بالقضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية أكثر من اهتمامه بالجانب الثقافي والعمل على التعامل الثوري المرن مع المؤسسات الثقافية والأفكار المهيمنة والتي تجعل الفئات المطحونة تنحاز (عند الانتخابات مثلاً) إلى جلاديها وسارقيها..

وأشاركك في إدانة بعض الممارسات الصبيانية التي تتصور أن تحديث المجتمع يبدأ بالمناطحة العنيفة مع كل التراث، ودون مراعاة لمدى تغلغل هذا التراث في نفوس الشعب


51 - مقال دسم لباحث ومناضل محترم
محمد نور الدين ( 2012 / 10 / 16 - 16:25 )
أحييك يا صديقي العزيز مصطفى مجدي الجمال على مقالك القيم وما تضمنه من تحليلات . فكرة ومعلومات ونتائج بالغة الأهمية . فكرة الأجيال تمت اثارتها في الشارع بشكل غير موضوعي في الحقيقة مما ساهم في تشتت الجهود واستبعد طاقات كان يمكن أن يكون لتواجدها نتائج ملموسة في حركتنا. أسعدني تحليلك للسبعينات وما بعدها .. وانتظر منك مزيدا من التحليل للتعرف الدقيق على العوامل التي ادت فعلا لتراجع دور اليسار منذ منتصف السبعينات.. علما بان الهجمة البوليسية لم تكن آنذاك أشد مما كانت عليه في سنوات سابقة خاصة الخمسينات . هذا التحليل سوف يساهم في القاء الضوء على بذور الانقسام ويفتح الطريق للوحدة الحقيقية لليسار على أسس موضوعية راسخة.. احييك وأتمنى لك عطاء متواصلا....


52 - رد الى: محمد نور الدين
مصطفى مجدي الجمال ( 2012 / 10 / 16 - 19:32 )
شكرا للمناضل والمفكر محمد نور الدين

وبالفعل أثار محمد نقطة بالغة الأهمية خاصة بالمقارنة بين القمع البوليسي في الخمسينيات وفي السبعينيات والثمانينيات.. ولكن يجب أن نلاجظ أن الحقبة الأولى لم يكن الانقسام في الحركة والفكر الاشتراكي العالميين بنفس الحدة التي كان عليها في في السبعينيات وما بعدها.. كذلك لم تشهد الخمسينيات ذات الصعود القوي لحركات الإسلام السياسي..

ومع ذلك فقد كان الانقسام قويًا جدًا في الخمسينيات والستينيات.. بل إن كل موجة من الوحدة كانت تتلوها نقسامات أشد.. ولعل السبب الأكبر يكمن في النزعة الحلقية وأشياء أخرى يمكن الرجوع إليها في مقالي عن الانقسامية بصفحتي على الحوار المتمدن..

وأخطر أنواع الانقسامية هو ذلك الذي يتسربل بفكرة صراع الأجيال، حتى إن لم يصرح بها.. وقد تكررت هذه المحاولة في السبعينيات ثم التسعينيات


53 - وحدة اليسار العربي
سليمان محمد الحكيم ( 2012 / 10 / 17 - 16:25 )
قد تكون مصر من أفضل البيئات المؤهلة لنمو اليسار ليستعيد زخم النهوض الاجتماعي الذي قادته الحركة الناصرية والذي جرى إجهاضه بعد ردة 1971 , وفي ظني أن الصدام بين الناصريين والشيوعيين كان خطأ تاريخيا يتحمل الطرفان مسؤوليته وهوالذي سهّل الطريق لتلك الردة التي قادت الى نظام مبارك ومن ثم الى تسيد اليمين بوجهه الديني والليبرالي , وبلا شك أن الوقت لم يفت لتصحيح ذلك الخطأ التاريخي واستخلاص العبر والدروس منه , وصحيح أن استقطاب الريف المصري ضروري جدا لترسيخ قوة اليسار ولكن تبقى التجمعات العمالية هي الأساس المادي ومعها البورجوازية الصغيرة , وتبقى مسألة التماهي مع روح التدين الغريزي والعميق الذي يتصف به الشعب المصري , من أكبر التحديات التي تواجه اليسار والتي استغلها اليمين المصري والعربي وحتى العالمي لضرب شعبيته وتلفيق تهم الكفر والالحاد له , وقد يكون غياب الاتحاد السوفييتي عاملا مساعدا على السير بمشروع وحدة اليسار وذلك لأسباب معروفة , كذلك تبقى مسألة وحدة اليسار العربي قضية بالغة الأهمية ويتعين التفكير فيها على أن يؤخذ بعين الاعتبار عدة معايير أولها القطيعة التامة مع الولايات المتحدة ومشاريعها السياسية , والموقف المبدئي من اسرائيل والصهيونية وكذلك ضرورة الالتزام بالاشتراكية العلمية والطريق العربي اليها . خالص احترامي للأستاذ مصطفى مجدي الجمال ولتاريخه النضالي المتواصل منذ تفتح وعيه السياسي و حتى يومنا هذا


54 - رد الى: سليمان محمد الحكيم
مصطفى مجدي الجمال ( 2012 / 10 / 18 - 00:54 )
تعليق رائع وموجز أوافق على كل كلمة فيه.. وأشكر الأستاذ سليمان على مشاعره الطيبة

وبالمناسبة فقد كنت دائمًا من اليساريين الذين ناضلوا على الدوام ضد الخلافات الأيديويولوجية المضخمة مع الناصريين.. وقد تغيرت الأجواء كثيرًا الآن بعدما أصبح الناصريون والماركسيون في صفوف المعارضة معًا.. وبعدما أصبحت الديمقراطية مكونًا أصيلاً في الخطاب السياسي الناصري.. كما أصبحت القضية العربية مكونًا أصيلاً في معظم الخطاب الناصري..

العابثون في الجانبين يعملون دائمًا على تعميق الخلافات الأيديولوجية بين الجانبين ووضعها عائقًا في طريق العمل الجبهوي المشترك بينهما


55 - معوقات نحو حزب يساري جماهيري
عبد العزيز بكر ( 2012 / 10 / 20 - 08:03 )
هناك عدة معوقات نحو حزب يساري جماهيري منها :
*غياب الخطاب اليساري الجماهيري .. علي الرغم من ان الجماهير قد لخصته بلغة بسيطة .. عيش حرية كرامة انسانبة عدالة اجتماعية .. واحب اضيف لها سيادة ( استقلال ارادة) وطنية
* ضرورة الامتزاج بالايجابي من الفكر الآخر في المجتمع .. الفكر الديني .. اسلامي .. المسيحي مثل قيم التسامح والعدل والمساواة .. وقيم الفكر الليبرالي ( الوفدي ) الديمقراطية التعددية تداول السلطة .. وقبول لآخر
* التقرب مع الطبقات الشعبية من منطلق تبني احتياجاتها البسيطة .. العمال و الفلاحين و الحرفيين وذوي المهن البسيطة و المهمشين ( الباعة الجائلين و السريحة واليومية )
* العودة للجذور .. اليسار به كوادر ونجوم لاحصر لها .. يملاون الميديا ليل نهار وهم بلا شك جاذبون للشباب وكذلك العامة من القري والاحياء التي جاءوا منها والعودة اليها ولوبشكل موسمي ( اجازات و اعياد ) سيمنحهم احساس دفء العائلة والاقارب والاصدقاء القدامي وسيمنح الاخرين التنوير و المعرفة والرؤية الواسعة الشاملة البعيدة


56 - رد الى: عبد العزيز بكر
مصطفى مجدي الجمال ( 2012 / 10 / 20 - 15:29 )
الدكتور عبد العزيز.. المناضل العتيد.. يقدم روشتة ناجعة وبسيطة في الوقت نفسه.. لا أملك إلا الإسراع بصرفها من -صيدلية- الشعب وطلائعه!!!!


57 - المقاومة القومية والاسلامية !!!!
احمد ( 2012 / 10 / 20 - 08:06 )
تحس احيانا ان قوى اليسار هي جزء من المقاومة القومية والاسلامية واحيانا ذيل لها
اردت ان اعرف موقفك من مايسمى بالمقاومة مثلا حزب الله الإيراني - اللبناني


58 - رد الى: احمد
مصطفى مجدي الجمال ( 2012 / 10 / 20 - 15:38 )
عزيزي.. لا يمكن لليسار إلا أن يكون جزءًا من المقاومة.. وهي المقاومة التي لا يجوز قصرها على -المقاومة القومية والإسلامية-.. ولا يمكن لأي اتجاه احتكار -صفة المقاوم- حتى لو كانت الظروف قد وفرت له السلاح وأرض المعركة.. المهم ألا تكون المقاومة بمعزل عن الأجندة الوطنية والديمقراطية التقدمية.. أي مع إيمان كامل بحقوق المواطنة المتساوية، والحريات، والعدالة الاجتماعية، وتوحيد نضال الشعوب العربية، والدفاع عن الاستقلال الوطني..

من الخطأ كل الخطأ أن تعادي اتجاهات يسارية ما تسميه بالمقاومة الإسلامية، إل حد الاصطفاف عمليًا مع القوى الرجعية والإمبريالية.. ومن قبيل الانتحار أن يتذيل يساريون تلك المقاومة بشكل يقضي على تميزهم ومن ثم على أجندتهم بعيدة المدى..

وبشكل أكثر تفصيلاً.. كنت (واسمح لي أن أتحدث عن شخصي) ممن يدعمونها طالما كانت تواجه العدو الصهيوني.. لكنها للأسف الآن تنزلق نحو الأجندة القطرية..

بالمثل كان من أكبر المظاهرات التي شهدتها مصر قبل الثورة تلك التي خرجت عام 2006 تأييدًا لحزب الله في حربه مع إسرائيل.. لكن للأسف أخذ الحزي ينزلق إلى الصراعات الداخلية في لبنان، ويصطف إقليميًا على أساس طائفي.. وهو ما يستدعي النقد..

على كل حال يجب أيضًا ملاحظة أن اتخاذ موقف من حركة إسلامية لا يعني اتخاذ ذات الموقف وبذات المستوى من جماهيرها -الإسلامية- التي لم تنجح القوى التقدمية والديمقراطية في اجتذابها


59 - اليسار منتظر
خليل فرحات ( 2012 / 10 / 20 - 21:09 )
اليسار في مصر العربية هو نفسه اليسار في باقي الدول العربية الأخرى . نظريا وتنظيما ليس له تواصل مع الجماهير الشعبية . لأن الذهنية الشعبية العربية ترفض اليسارية التي تعتبرها كفرا بديلا للشيوعية . لهذا يمكن القول بأن اليسار العربي في مصر وفي غير مصر لم يجد بعد وسائط بناء صلات وروابط بينه وبين جماهير الفلاحين والعمال والشباب العاطل عن العمل . لأن النخبة الثقافية العربية هي إما حكومية أو انتهازية وبالتالي لا تنتج أفكارا تطالب بها لفائدة الجماهير التي من دون التواصل معها مباشرة لا يكتب النجاح لأية حركة تحررية كانت أو تقدمية في البلاد العربية . وما يجري من حراك شعبي عربي هنا وهناك ليس أكثر من ظاهرة عابرة . ثم حتى وإن كان بعض المشاركين في هذا الحراك صادقين ، يبقى حراكا تثيره جهات وأطراف أجنبية بيد وطنية تشكل خطرا على الأمة برمتها إذا لم تتحرك الجهات العربية اليسارية وبتنظيم قومي موحد لرد هذا الخطر الداهم باسم الدين والديممقراطية


60 - رد الى: خليل فرحات
مصطفى مجدي الجمال ( 2012 / 10 / 20 - 21:43 )
عزيزي خليل
أنت تنطلق من مقولة مطلقة فحواها أن -الذهنية الشعبية الغربية ترفض اليسارية-.. بينما التجربة أثبتت أن المناضلين العضويين وغير الانتهازيين يكسبون ثقة الشعب شرط التواجد بينه والدفاع عن حقوقه المباشرة..

وأنت تعتبر الحراك الشعبي العربي ظاهرة -عابرة- وتحركه -جهات وأطراف أجنبية- دون أن تقدم تدليلاً على هذا الاستنتاج الخطير.. صحيح أن القوى الأجنبية تستميت من أجل حرف هذا الحراك عن أهدافه، وتقديم زعامات مصطنعة ومساعدة تيارات رجعية تقبل التدخل الأجنبي.. إلا أن هذا ليس كل الصورة.. وكل ثورات العالم تعرضت لهذا التآمر.. ولكن هذا لا ينفي أن هناك شعبًا ثائرًا، وأن هناك طلائع مخلصة، لكنها قد تخطئ في هذ الخيار أو ذاك، أو لا تكون على مستوى الأحداث.. إلا أنه ليس معنى هذا أن تتخذ موقفًا سلبيًا من الحراك.. فنحن في معركة خياة أو موت لشعوبنا وثوراتنا


61 - DDGBesjVUXbhFgm
Cherry ( 2012 / 10 / 21 - 05:42 )
What a joy to find somoene else who thinks this way.


62 - رد الى: Cherry
مصطفى مجدي الجمال ( 2012 / 10 / 21 - 12:02 )
Many thanks!! I wish to know more about you. My Email
[email protected]


63 - !! أنا مندهش
محمد زهران ( 2012 / 10 / 22 - 15:26 )
إذ كيف يكون الرد اننا لسنا كلنا مسلمون ..؟ وهل نغفل أن الثقافة الإسلامية بمعناها ..الكلى تشمل المسيحى والمسلم ..وفى مصر تشمل حتى اية ثقافة محلية سواء كان مصدرها إقليمى / بدوى أو دينى/مسيحى أو عرقى /نوبى.. فالمشترك الثقافى الإسلامى اتسع ليشمل الكل بصبغة رئيسة ، مع بقاء التنوع المائز .
وهل مرجعية اليسار الإسلامى / الإسلام التقدمى الذى ترك أثرا كبيرا فى الفكر العربى المعاصر.. تحتاج إلى شرح !!
نعم لتكن لكل منا رؤية فى مرجعيته الإسلامية ، وما الضرر فى هذا .. وماذا يعيبنى حين يطلق على يسارى إسلامى تقدمى !!
نحن كما نحن مبادئنا رؤانا قيمنا : فماذا يضيرنا من تسمية : اليسارى الإسلامى التقدمى .... أليس هذا افضل من تسمية اليسارى الشيوعى الملحد ( على غير الحقيقة ) وهى السائدة للأسف بالشارع .
حل من اثنين : إما طرح الشارع جانباً بعلَّة جهل هذا الشارع .. ورجعيته .والبقاء حيث نحن فى ابراجنا العاجية نطرز الكلمات ونقرأ لأنفسنا .
وإما التصدى بشجاعة ووضع المرجعية الاسلامية الطبيعية بحكم الثقافة والدين .
.. وإلا سنظل فى بلادنا مجرد ظلال ليسار ..باهت لا يقوى على الفعل وغير قادر على العمل


64 - رد الى: محمد زهران
مصطفى مجدي الجمال ( 2012 / 10 / 22 - 15:42 )
عزيزي محمد
أولا أحيي حماسك وغيرتك..
ثانيا نحن نناضل من أجل برنامج سياسي محدد في إطار استراتيجية عامة من أجل إعادة تشكيل الحياة على أرضنا.. ولتكن لكل أيديولوجيته ومرجعيته.. وإن كان إقحام المرجعيات الدينية في السياسة (حتى التقدمية منها) قد أدى إلى إفساد السياسة لا إصلاحها، وإلى تقسيم المجتمعات والأوطان على أساس عمودي وليس طبقيًا. بل إنه ألحق الضرر بالدين نفسه من خلال التشتت الفظيع بين القوى السياسية المتبنية لمرجعيات دينية..
لا نريد أن نحكم على البرامج والمواقف بالنصوص، ولا نريد أن يتقاذف المختلفون بالآيات والأحاديث.. نريد مناقشة أمور دنيانا بمعاير موضوعية وطبقية.. ولا نريد الخلط بين رأسمالي ذي مرجعية دينية ومناضل عمالي ذي مرجعية دنيوية.. هكذا تقدمت المجتمعات الرأسمالية نفسها وقهرتنا.. بل إن الرأسمالية والاستعمار العالميين حرصا على التحالف مع أكثر القوى المحلية تخلفًا، وشجعت ومولت التيارات الدينية من أجل تعميق ذلك الانقسام العمودي في مجتمعاتنا لصالح التبعية والقابلية للاستعمار


65 - أخى الجميل
محمد زهران ( 2012 / 10 / 22 - 16:07 )
أخى الجميل
أولا احترامى الزائد لتفضلك بالرد .. وسعيد بهذا جدا ..
وأود أن أقول .. لا للمرجعيات الدينية طبعا ، أنا اعتبر فقط بالمرجعية الثقافية ..
يبدو الأمر كأنى أقول واكرر : ثقافى ثقافى ثقافى
وتفهمها :دينى دينى دينى

والحق أنه لا توجد مرجعية معتبرة فى الإسلام إلا القرآن والسنة .. وما عداهما يذهب ويجئ ..
.ويؤخذ ويترك إلآ ما أجمعت عليه الأمة

- وأظن أن ما تفضلت به - وأنا أدين لك بأسف شديد
لا أستطيع أن أعود إليه بعد سنوات من التفكير والتحليل
رؤية الحقيقة : ان نضالنا الآن إسلامى ... / إسلامى
ضد قوى الرجعية المضادة للتحديث والتمدن الإسلامى بحكم الثقافة
نعم ..
لا بد أن نتخندق حقا بخندق المرجعية الإسلامية .. وأن نفضح الأفهام غير العاقلة عن الدين ، والتى تدخل الدين فى كهنوتية يكرهها ..
نعم أصدق أن المستقل القريب يحوى صراعا إسلامى / إسلامى
يجب أن يعلم الناس أن معركتنا ليست ضد الدين وليست ضد الثقافة والمرجعية الإسلامية .. وإنما تحديدا ضد احتكار التحدث باسم الدين .. واستخدام الدين ..
استخداما سياسياً مقيتاً ..
لكن طالما حاربنا الهوية الطبيعية دون قصد / وبغايات نبيلة ...


66 - رد الى: محمد زهران
مصطفى مجدي الجمال ( 2012 / 10 / 22 - 23:13 )
عزيزي محمد
في الحقيقة لا أستطيع موافقتك على أن معركتنا القريبة هي صراع إسلامي/ إسلامي.. وحتى لو حدث هذا فإنه سيكون صراعًا حول سياسات وربما يرتدي ثيابًا دينية.
وهناك فرق بين معركة ثقافية يخوضها مثقفونا المستنيرون لكسر احتكار التفسير الديني ومحاربة الأفكار الظلامية.. وبين أن نبحث في التراث عن مرجعية إسلامية لأفكارنا التقدمية.
أعتقد أنه يجب أن نصر على مدنية الصراع وأن ننزع عن أعدائنا ثياب احتكار المرجعية الدينية في نفس الوقت.. ربما لو كان هناك حزب تقدمي ذو مرجعية إسلامية إلى جوار الأحزاب السياسية الصريحة لكان هذا أفضل.. ولكن قيادة النضال الطبقي والسياسي يجب أن تظل دائمًا في أيدي القوى الثورية العلمانية.
ويبقى المبدأ الأصيل في أي صراع: لا ترقص على أنغام العدو.. خصوصًا وقد بلغت الأحزاب الدينية هذا المستوى من القوة

اخر الافلام

.. وثائقي -آشلي آند ماديسون-: ماذا حدث بعد قرصنة موقع المواعدة


.. كاليدونيا الجديدة: السلطات الفرنسية تبدأ -عملية كبيرة- للسيط




.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري يعلن مقتل جنديين


.. مقطع مؤثر لأب يتحدث مع طفله الذي استشهد بقصف مدفعي على مخيم




.. واصف عريقات: الجندي الإسرائيلي لا يقاتل بل يستخدم المدفعيات