الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فضيحة: هرب وتهريب

ساطع راجي

2012 / 10 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


لم يعد مجديا توجيه أي لوم أو انتقاد لأي طرف في أية كارثة أو فضيحة، لا أحد يسمع أو يرتدع أو يخجل حتى، هذا ما يمكن رصده منذ سنوات وتحديدا في فضائح هروب أو تهريب السجناء واحتلال الجماعات المسلحة للسجون والمعتقلات وتصفية المسؤولين والحراس فيها واحراق ملفاتها، وعقب كل واحدة من هذه الفضائح نعاود اكتشاف حالنا لنجد إن ما حصل هو مجرد حرف في كتاب ضخم إسمه الفشل تنجح دولتنا ببراعة في اضافة صفحات جديدة إليه باستمرار.
بعد كل حالة هرب أو تهريب للسجناء، نكتشف المسافة الطويلة التي مازالت تفصل العراق عن وضع الدولة في أبسط توصيفاتها، فالعلاقات بين المؤسسات لاناظم يربطها حتى عندما يجلس المسؤولون عن تلك المؤسسات الى جوار بعضهم البعض يوميا أو إسبوعيا على الاقل، فبعد هروب أو تهريب عشرات المعتقلين في الـ27 من أيلول الماضي، من سجن تسفيرات تكريت وبينهم محكومون بالاعدام قال وزير العدل ان التسفيرات رفضت تسليم المحكومين بالاعدام والتسفيرات بالصدفة تتبع وزارة الداخلية التي يرأسها وكالة رئيس الوزراء نفسه بالصدفة، ومع ذلك لم يناقش الرجلان الموضوع رغم ان تنفيذ الاحكام ومصير المحكومين على طاولة التصريحات يوميا بفضل موضوع قانون العفو.
التقارير الصحفية والتصريحات النيابية تستمر بالقول ومنذ عدة سنوات إن الفساد يسيطر على ادارات السجون، وتقارير رسمية تؤكد ان الكثير من السجون غير آمنة ولا صالحة للقيام بوظيفتها، تصريحات أمنية ونيابية وحالات مشهودة تؤكد تأثير السجناء على سجانيهم بالاموال وأن المساجين يمتلكون إجهزة اتصالات حديثة وأموالا طائلة ويتاجرون ويديرون اعمالهم الارهابية من داخل السجون، بكلام آخر، هناك إعتراف كامل بانهيار هذه المؤسسة وان رغبة الجماعات المسلحة هي التي تحدد تنفيذ الهجمات على السجون أو تهريب المساجين بالتعاون مع بعض المسؤولين، ولا أحد يحرك ساكنا رغم كثرة المتحدثين باسم الدولة والمدافعين عن اداء الحكومة واللجان الحكومية والنيابية لاتصل دائما الى شيء حتى عندما تؤكد إن هناك تعاون من المسؤولين أو تقصير، ويتحول هؤلاء المسؤولون الى أشباح نخشى النطق بأسمائهم.
فضيحة بعد أخرى، تثبت ان دولتنا عاجزة عن تسمية ومعاقبة موظف قصر في عمله أو قام بارتكاب جريمة لاتعرض حياة جميع العراقيين للخطر فقط بل تعرض المؤسسة الامنية نفسها للخطر، وتضع أمن البلاد في مأزق حتى إن أبطال تصريحات الانتصار على الارهاب يلتزمون الصمت ويتجاهلون الكارثة ويشغلون أنفسهم بالاستقرار في منطقة الشرق الاوسط بينما هم يهزمون في وسط مدن البلاد وفي أكثر الاماكن حصانة والاغرب إن من يعترف بوجود فساد وتواطؤ في ادارة الاجهزة الامنية يدافع بشراسة عن شراء أسلحة متطورة ذات قدرات عالية وبأثمان باهضة ولا يسأل نفسه عن قدرته في التخلص من الفاسدين والمتواطئين والمقربين من الجماعات الارهابية قبل السيطرة على هذه الاسلحة واستخدامها ضد البلاد او على الاقل تدمير هذه الاسلحة أو حتى تسريبها الى جهة ما، ولنتصور كم الاسلحة اللازم لدولة تفشل في ضبط حدود سجن لكي تضبط حدودها الدولية.
فضيحة بعد أخرى، نكتشف إننا ما زلنا غارقين وبأشد مما نظن في حسابات حزبية وطائفية وعشائرية تريد انقاذ المسؤول عن السجن، ويصير الدفاع عنه هو القضية الاولى والموضوع الاهم وتظهر تفسيرات حزبية وطائفية تقول ان المسؤول غير مقصر لكنه مستهدف أو مهمش لأنه من عشيرة ما أو طائفة ما أو مقرب من حزب ما، ويكون الجدل السياسي حول الحادثة فيما اذا كانت هروبا ام تهريبا، أما كيف هرب السجناء، ومن ساعدهم في ذلك وما السبل لمنع تكرار الكارثة فهي أسئلة غيبية لامبرر للحديث عنه او يمكن الالتفاف عليه بتشكيل لجان حتى يمن القدر على قادة البلاد بفضيحة أو كارثة أخرى تلحق بالعراقيين فتدفعهم الى نسيان سابقتها، على أساس إن الجرح الجديد أولى بالعناية من القديم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل جنديين إسرائيليين بهجوم نفذته مسيرة لحزب الله | #غرفة_ا


.. صاعد المواجهات بين الجيش السوداني والدعم السريع | #غرفة_الأخ




.. نتنياهو: دخولنا إلى رفح خطوة مهمة جدا وجيشنا في طريقه للقضاء


.. أسامة حمدان: الكرة الآن في ملعب الإدارة الأمريكية التي عليها




.. مياه الفيضانات تغمر طائرات ومدرجات في مطار بجنوب البرازيل