الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قمع الرأي ثقافة عصية على الزوال في ليبيا !!

رحاب العربي

2012 / 10 / 8
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


يبدوا أن ثقافة مصادرة رأي الآخر وقمعه وإسكاته ولو بالقوة ثقافة متاصلة في وعي جزء مهم من الطبقة السياسية في ليبيا، لم يفلح زلزال انتفاضة 17 فبراير في زحزحتها من عقولهم.. حوادث كثيرة وحادث اختطاف الناشط السياسي الدكتور جمعة القماطي وزميل له مساء امس السبت من إحدى مطاعم طرابلس وأمام حشد من رواد المطعم والمارة أوضح دليل على ذلك..

الدكتور جمعة القماطي لم يخطف لأنه يمتلك ثروة يمكن ان تغري باختطافه للحصول على فدية مجزية مقابل الإفراج عنه، كما جرى ويجري في أغلب الاوقات في مختلف المدن الليبية، كما لم يكن القماطي صاحب منصب أو جاه لدى بيوت المال أو دهاليز السلطة الجديدة في ليبيا، حتى يتم الضغط عليه للتنازل عن منصبه او ابتزاز الجهة الراعية له للحصول على امتيازات.. القماطي خطف لسبب واحد فقط لا غير.. لأنه يجاهر برأيه و لا يجامل اي طرف في قضايا تتعلق بليبيا ومستقبلها، وغير قابل للمساومة ، ولا يمكن شراء لسانه بشيكات المصرف القطري او السعودي..

يجب أن يعرف الليبيون أن اختطاف الدكتور جمعة القماطي وزميله الذي تم من قبل كتيبة معروفة، كانت هددت جهارا نهارا في وقت سابق باستخدام العنف والقتل ضد كل من يقف في طريقها او يطالب بإخراجها من طرابلس وتفكيكها، هذا الاختطاف إنما هو اختطاف ومصادرة لرأي كل ليبي وليبية، هو حجز وحجر لحرية الرأي والتعبير عن القناعات في ليبيا.. هو بداية لمشروع إعادة هذا البلد الى ظلام الشمولية والرأي الواحد الذي قاسينا مراراته على مدى اربعة عقود مضت..

لم نسمع صوتا للمؤتمر الوطني وأعضائه، المنهمكين في تقسيم الحقائب الوزارية، يدين هذا العدوان الخطير على حرية الرأي الذي جرى على بعد خطوات منهم، مستهدفا رئيس حزب مشارك في إنجاز المشروع الديمقراطي الذي أوصلهم الى تلك القاعة .. هذا الحادث الذي تفوق خطورته المعنوية حوادث أخرى اهتز لها المؤتمر وعلى صوته بالتهديد والوعيد، فيما يمارس هنا صمتا مشبوها يثير الهواجس ويبعث على التساؤل، خاصة إذا ما عدنا بذاكرتنا إلى قرار ضم كتائب مسلحة ذات مرجعية حزبية الى الجيش الوطني وإضفاء الشرعية عليها في مخالفة صريحة للتشريعات المنظمة للتجنيد في المؤسسة العسكرية الوطنية.

هذا الحادث الخطير وما سبقه من ممارسات أخرى تصب في نفس السياق اي مصادرة الرأي، ابتداءا من عزل خطيب الجمعة الشجاع ونيس المبروك الذي لم ولن ننس خطبته في ميدان المحكمة ببنغازي بعيد تحرير طرابلس والتي أكد فيها على حرية الرأي ورفض الهيمنة على قرار ليبيا والتدخل في شؤونها من قبل قوى أجنبية، وانتهاء بقمع مظاهرة طرابلس السلمية واعتقال اربعة من الناشطين المشاركين فيها، التي خرجت للمطالبة بحل الكتائب المسلحة غير الشرعية، رغم تجنيد الحكومة للمساجد ومنابرها ضدها ، ومرورا بحوادث معزولة سواء على مستوى الحوار بين الجماعات، او حوارات بعض المثقفين التي تعكس وجود رواسب لثقافة إقصاء الآخر ورفضه ؛ هذه الحوادث مجتمعة تؤشر الى أن ثقافة قمع الرأي الآخر ومصادرته ولو باستعمال العنف والقوة لا زالت تهيمن على قناعة جزء مهم من الليبيين، وأخطر مظاهرها عندما تكون أداة لتمرير سياسات حزبية اصطدمت برفض شعبي واسع لها..
فهل اصبحت هذه الثقافة الإقصائية عصية على الاستئصال في عقول الليبيين الذين قدموا عشرات آلاف الشهداء في انتفاضة شعبية كانت هذه الثقافة واحدة من أسباب انفجارها؟!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم المعارضة والانتقادات.. لأول مرة لندن ترحّل طالب لجوء إلى


.. مفاوضات اللحظات الأخيرة بين إسرائيل وحماس.. الضغوط تتزايد عل




.. استقبال لاجئي قطاع غزة في أميركا.. من هم المستفيدون؟


.. أميركا.. الجامعات تبدأ التفاوض مع المحتجين المؤيدين للفلسطين




.. هيرتسي هاليفي: قواتنا تجهز لهجوم في الجبهة الشمالية