الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حاربوا العشائرية لأنها تنخر جسد الفقراء !!

يوسف ألو

2012 / 10 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


العشائرية معروفة ومنتشرة بشكل واسع ليس في العراق بل على امتداد الوطن العربي وبعض البلدان الأسلامية والكل يعرف مدى التاثير السلبي للتسلط العشائري على رقاب اتباعهم او بوضوح اكثر ابناء العشيرة , تختلف العشائر من حيث عدد حاشيتها الواحدة عن الأخرى وهناك عشائر لها اتباع ليس في بلد واحد بل في عدة بلدان وتعتبر من العشائر الكبرى , العشيرة والتي كانت تسمى سابقا بالقبيلة ترجع تسميتها وظهورها الى العهد الجاهلي اي قبل ظهور الأديان السماوية والتي كان آخرها الأسلام الذي شجع بشكل متمييز القبيلة او العشيرة فيما بعد وجعل لها نفوذا متميزا في الحياة العامة واباح لرئيس القبيلة والتي اصبحت عشيرة فيما بعد حق التدخل بكل صغيرة وكبيرة فيما يخص حياة الأفراد التابعين له ومنذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا لازال العرف العشائري متبعا في اغلب دول العرب ومنها بلدنا العراق وطبيعي الجميع نا حصته من الظلم والأستبداد العشائري وخاصة المرأة التي كانت الضحية الأولى ولازالت نعصف بها الحكام العشائرية الجائرة , كانت هناك محاولات جادة للتخلص من العرف العشائري الذي كاد ان يلفظ انفاسه الأخيرة بعد ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة حيث تمكنت الثورة من القضاء على العقلية العشائرية والتي كان احد اركانها المهمة هو الأقطاع المنتشر والمتنفذ بشكل غير أعتيادي قبل الثورة ولكن وبعد أنقلاب شباط الأسود استعادت العشائرية بعضا من نفوذها ولم تتمكن من اعادة زمنها النرجسي والبهي الذي كانت عليه قبل ثورة 14 تموز واستمر الحال حتى تمكن البعث مرة اخرى من استلام السلطة عام 1968 بعد ان كان قد فقدها في تشرين من عام 1963 على يد العارفيين الذين كانوا اكثر تشجيعا للعشائرية ممن سبقوهم من البعثيين الذين لم يدم حكمهم اكثر من 9 اشهر , كان حكم البعثيين بعد 1968 قريبا جدا من العلمانية ولكنهم في الوقت نفسه كانوا يجاملون العشائر ظاهريا ويحاربوهم باطنيا وهذا معروف لدى سياسة الحزب الواحد ألا انها كانت خطوة جيدة للأنتقال من الجهل والتخلف الى الأنفتاح الواسع للعالم الجديد المتطور والمتحرر من سلطة العشيرة ورئيسها وفاسحا المجال للفرد كي يختار طريقة حياته بالطريقة التي يرغبها دون تدخل من احد ألا ان التسلط الأعمى بالحديد والنار جعل من الأنسان العراقي غير متمتع بذلك التحرر من التسلط العشائري الذي استبدل بالتسلط البعثي والشخصي على حياة العراقيين جميعا دون تمييز وهنا اصبح العراقي بعد ان كاد ان يتخلص من سيطرة العشيرة اصبح تحت سيطرة عصابة متسلطة هدفها الوحيد هو اضعاف الشعب العراقي بشكل عام وتمزيقه وجعله يلهث وراء عيشه بصعوبة بالغة حتى تمكن الشعب العراقي من التخلص من تلك الطغمة الفاسدة بمساعدة امريكا وحلفائها والذي لم يكن يرغبه العراقييون !! مهما يكن استبشر شعبنا خيرا لمستقبل جديد ناصع كان يحلم به ابان سلطة البعث واعتقد الجميع بأن رياح التغيير الشامل قد وصلت للأرض المحروقة لتنقذ شعبها من مآسيه التي عاشها طيلة اربعة عقود تلت ثورته الوطنية في الرابع عشر من تموز ولم يكن يعرف العراقيين بان القادمين الجدد هم اسوأ ممن سبقوهم بكثير وخاصة فيما يتعلق بالعشائرية واعرافها التي اصبحت تسود بشريعة الغاب على العراقيين جميعا وبأسناد علني من قبل الحكام المتخلفين والمسنودين من قبل بعض رجال الدين والمرجعيات المتخلفة من الذين يريدون العودة بالشعب العراقي وبالعراق بشكل عام الى قرون متخلفة مضت ليسود الظلام والأستبداد من جديد على ارض السلام وعلى الشعب المتطلع للحرية والديمقراطية المنشودة والتي طالما ناضل شعبنا من اجلها ودفع ثمنا لذلك دماءا زكية طاهرة كانت عربونا لتطلعات العراقيين جميعا .
اصبح العرف العشائري هو السائد وهو الحاكم وهو المتنفذ لكل صغيرة وكبيرة واصبح شيخ العشيرة يتدخل حتى في المأكل والملبس ومكان العيش وكل خصوصيات الفرد العراقي ومن لاينصاع لذلك فمصيره معروف ومحتوم دون نقاش او جدال امام صمت الحكومة والمتنفذين فيها والذين اصبحوا يتكالبون ويلهثون وراء شيوخ العشائر لكسب ودهم وزيادة مؤيديهم كي يفوزوا جورا وظلما بأنتخابات مزيفة وظالمة بما يقدموه من اموال هي اصلا ملك الشعب لشيوخ العشائر وخاصة الكبيرة منها , واصبح فيما بعد كل ما يقع من حوادث صغيرة او كبيرة بدلا من تحال للمحاكم التي لم يعد شيوخ العشائر يعترفون بها اصلا يحال الى العشيرة التي يكون حكمها وقرارها هو الغالب على قرار وحكم المحاكم التي تعتبر نافذة في كافة الدول المتطورة والمتحررة واصبحت القضايا الكيدية تثار بين الناس وخاصة الفقراء منهم كي يفوز بالتالي من هو الأقوى والمؤيد والخادم والمطيع لشيخ العشيرة وهنا سوف انقل خبرا جاءت به احدى الصحف العراقية ووقع قبل اكثر من شهر مفاده ان دجاجة احد الجيران في احدى مناطق غرب بغداد الفقيرة دخلت احد بيوت الجيران وبتصرف قد يكون عفويا من ذلك الجار قام بمسك الدجاجة وذبحها واطعامها لأطفاله وقد يكون فعله هذا بسبب الفقر او العوز الذي هو فيه نتيجة لما ذكرته ! ولما علم صاحب الدجاجة بذلك الفعل من جاره وبدلا من ان يتفاهم مع جاره ويعرف السبب ومن ثم أستحصال ثمن الدجاجة او دجاجة بديلة عنها التجا الى شيخ عشيرته وقدم شكوى على المقابل الذي ينتمي لعشيرة اخرى وهنا ظهر وبرز التخلف والجهل الذي يهيمن على شيوخ العشائر ومساعديهم بكل اشكاله ووضوحه فدعي المقابل للفصل العشائري !!!!!! نعم فصل عشائري بسبب دجاجة واحدة اضاع الجميع وقتهم الثمين الذي كان من الممكن ان يبذل من اجل ايجاد حلول لمساعدة افراد عشائرهم كي يتخلصوا من المأزق الحياتي العام الذي يعانوه واوله صعوبة العيش والذي بالتأكيد كان ذبح الدجاجة من اجلها !! اضاع الجميع وقتا ثمينا كي يحكموا اخيرا بتغريم الجاني على الدجاجة مبلغ 40 مليون دينار عراقي وهو بالتأكيد لايملك 40 الفا من الدنانير التي لاقيمة لها في ايامنا هذه !!! فمن اين سوف يجلب هذا المسكين الفقير ثمن الدجاجة البالغ 40 مليون ؟؟؟ هل ستساعدة الدولة ؟ الجواب كلا وهل ستساعده المرجعيات الدينية التي تملك الاف الأضعاف من ذلك المبلغ ؟؟؟ الجواب ايضا كلا لأن الجميع هدفه ادخار وسرقة اموال العراقيين وبطرق غير مشروعة كي يبقة المواطن العراقي ضعيفا وجائعا وغير قادر على فعل اي شيء سوى البحث وبصعوبة عن لقمة العيش له ولأطفاله وبالتأكيد سوف يلجؤون الى افراد العشيرة الفقراء والمحتاجين كي يتبرعوا ويجمعوا المال ليقدموه للمقابل والذي سوف يكون اغلبه لشيخ العشيرة .
هذه حادثة واقعية واحدة من الاف الحوادث السخيفة التي تحصل يوميا والتي يكون ابطالها شيوخ العشائر دون منازع وضحاياها الفقراء والمساكين والمظلومين من ابناء شعبنا الذين ابتلوا بمن انتخبوهم وهم اليوم يعضون اصابيعهم ندما ويندبون حضهم العائر الذي اوصلهم لما هم فيه اليوم ! اذن المطلوب من ابناء شعبنا بشكل عام ومن المثقفين والوطنيين والداعين للحرية والتحرر بشكل خاص ان يعملوا بجد وتفاني من اجل انهاء الحكم العشائري الظالم الذي ينخر بجسد مجتمعنا وشعبنا المتهالك وايضا بالمقابل ليتفطن العشائريون وشيوخهم بأن العشائرية ايلة للزوال لامحالة بهمة الشعب الذي رفضهم سابقا واعادهم السراق والحرامية حفاضا على كراسيهم المهزوزة ..... وان غد لناضره قريب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأستاذ يوسف الو-والقس توم جونز والهدف الواحد
الشيخ نوري العنزي ( 2012 / 10 / 17 - 22:29 )

أود ان اوضح للسيد يوسف الو المتحامل في مقالة المنشورة في(جريدة الناس)العدد345التاريخ9/10/2012 المنزوعه من معايير الكاتب المتحضر الذي يبني كتاباته على الموضوعية والحقائق المدعومة بالادلة والقرائن . في الحقيقة نحن لانستغرب من هذه المقالات التي تحاول استهداف ثقافة الشعوب وثوابتها الوطنيه و مقدساتها الروحية ومايذكره الاستاذ -الو- في تحامله المزدوج والمركب على الاسلام والعشائر حيث يدعي في مقاله(حاربواالعشائريه لأنها تنخرجسد الفقراء) (الاسلام الذي شجع بشكل متميز القبيلة والعشيرة...وأباح لرئيس القبيله...حق التدخل في الصغيره والكبيرة...وطبيعي الجميع نال حصته من الظلم والأستبداد...وخاصة المراة التي كانت الضحية الاولى..)حقاً اني اجد لهذا الكاتب(يوسف الو)العذر لانه من الواضح لايعرف عن العقيده الاسلامية ولم يقرأ تاريخ المسلمين ومدرسته العلمانيه الملحدة التي لم تتمكن ان تتعامل بموضوعية وواقعيه وبقيت سجينة الأرادات النظريه و الدوليه بعمالة مفضوحه وهي نفس المدرسة التي خرجت( طارق عزيز وسمير جعجع وداوود الصياغ ويوسف زلوف وموشي مراد كوهين والبير الجميل وكميل شمعون وميشل عفلق وحزقيل زلوف) التي حاولت


2 - لأنك شيخ لاتنقد نفسك !!!
يوسف ألو ( 2012 / 10 / 18 - 00:23 )
ياشيخ ولا ادري هل انت شيخ عشيرة ام شيخ طاعن في السن فأن كنت شيخ عشيرة فمن غير الممكن اقناعك بالقصد الحقيقي من المفهوم العام للمقالة وان كنت طاعنا في السن فمعنى هذا ان عقلك قد تطبع على افكارك التي ايضا من غير الممكن ان تتخلى عنها قبل مغادرة هذه الحياة التي وان اطال الله في عمرك وهذا ما اتمناه فبالتأكيد سوف تشهد نهاية العشائرية والطبقية والقبيلة وما الى ذلك من الستعباد والأستبداد الذي اوجده السلام المتزمت والسلفي وما يدور ويحدث في العالم هذه الأيام هو خير دليل على التزمت والعقلية الرجعية والمتخلفة التي تحاول ان تسيطر على اجزاء مهمة في الهالم وتبسط سيطرتها العشائرية المنبوذة بقوة السلاح الذي صنعه من أسميتوهم بالكفار !! عن ماذا تدافع يا شيخ فالأمور مكشوفة ومعروفة لدى القاصي والداني وانت اولهم لكن اجراءاتكم التعسفية في كتم الأفواه وتقييد الحريات انتم شيوخ العشائر حالت دون ان يتمكن احد من التفوه لأن مصيره معروف مسبقا .. انا اكن كل الأحترام للأسلام ولكن انبذ اكغلب المسلمين الذين اساءوا الى دينهم ان كان بعلمهم او بتججاهلهم لما يعلمونه حق اليقين وهذه هي الطامة الكبرى والمصيبة الأعظم


3 - كبرنا وكبرت عقولنا -
الشيخ نوري العنزي ( 2012 / 10 / 18 - 22:08 )

ياأستاذ الوالمحترم لااعلم هل انت سياسي والمعلوم عن السياسي يحلل الواقع بكل معطياته للخروج من متاهات التعقيد والحلقات الفارغه واستشراف ملامح المستقبل لابتمنيات ولاعنجهيات ،سأنزل لرغبتك وانت السياسي الشيوعي المخضرم وانا الفلاح شكلا ومضمون لااحب ان اذهب معك في سجال ولكن أجبني على مقدار عقلي ،قلت ان شيوخ العشائر اصحاب الأجراءات التعسفيه وكتم الأفواه وتقيد الحريات وتحديد مصير من يخالفهم ،لااريد ان اثبت العكس لان الحقائق معلومه عند الجميع،وانا بصدد هذه الواقعه في عهد المرحوم عبد الكريم قاسم وفي مناسبة عيد العمال القى كلمه بالمناسبه وقال للحاضرون من كادركم ماذا تريدون؟جاوبوه بصوت واحد نريد اعدام الخونه.فصرخ فيهم اعدام الخونه يعود لنا وليس لكم،وهذا الشعار الذي رفعتموه(أعدم اعدم) الذي يثير الأشنئزاز واكيد تتذكر شعاركم(ماكو مهر بس هالشهرونذب المومن بالنهر) واحداث كركوك التي قال عنها المرحوم عبد الكريم قاسم في كنيسة مار يوسف ووصفها بانهاكانت اشد قسوه ووحشيه من جرائم هولاكو وانت المناضل تتذكرالمحاكم التي الفهاضمن مليشيات المقاومه الشعبيه في المسيب حسن الركاع وحميد بخشفي البصره اما عن احداث الم

اخر الافلام

.. مظاهرة ترفع شعار -الخلافة هي الحل- تثير مخاوف عرب ومسلمين في


.. جامعة كولومبيا: عبر النوافذ والأبواب الخلفية.. شرطة نيوريورك




.. تصريحات لإرضاء المتطرفين في الحكومة للبقاء في السلطة؟.. ماذا


.. هل أصبح نتنياهو عبئا على واشنطن؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. طبيبة أردنية أشرفت على مئات عمليات الولادة في غزة خلال الحرب