الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول عراقيو الداخل وعراقيو الخارج

رعد عباس ديبس
(Raad Abaas Daybis)

2012 / 10 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


حول عراقيو الداخل وعراقيو الخارج
اطلعت على مقالة الدكتور عبد الخالق حسين الموسومة عراقيو الداخل.... عراقيو الخارج والتي عبر بها عن وجهة نظره التي قد اختلف مع بعض ما جاء فيها, علما بأني أعتبر الدكتور عبد الخالق من الكتاب الموضوعيين الذين يهتمون بالشأن العراقي وبمصلحة الشعب العراقي, وكذلك من الذين يدافعون عن الديمقراطية الحقة ويطمحون أن يصبح العراق مزدهرا ويعيش شعبه بأمن وسلام ورخاء.
اتفق مع الدكتور عبد الخالق بأن هناك نظرة شك وريبة وحسد للعراقيين المقيمين في الخارج بشكل عام وللمتجنسين بشكل خاص ولأصحاب الشهادات العليا بشكل أخص, وعند رغبتهم بالعودة الى وطنهم للمساهمة في بنائه توضع أمامهم العراقيل ويبدأ ابتزازهم حال وضع أقدامهم على أرض المطار وخلال اجراء المعاملات اللازمة للاستقرار واعادة الوظيفة أو التوظيف ومعادلة الشهادة.
كذلك اتفق بان بعض التحاليل من بعض الكتاب تسيئ بقصد أوبغير قصد الى شريحة كبيرة من الشعب العراقي عانت الكثير من اضطهاد النظام الصدامي, وكذلك عانت من الغربة والتنقل بين بلدان الارض الواسعة وتعرضت الى شتى المخاطر لكي تستقر في بلد يحفظ انسانيتها.
ولا اتفق مع التبرير الذي ساقته لجنة النزاهة, ان صح الخبر, بأن الجنسية المكتسبة هي حصانة للذين ينهبون أموال الشعب ويهربون, مع ان هناك امثلة حدثت في العراق تعزز هذا الرأي, لأن المطالبة الجادة من قبل الحكومة بتسليم المجرمين تؤدي الى ارجاع الاشخاص المطلوبين وهذا ما حدث مع الملياردير المصري المتمتع بالجنسية الاسبانية حسين سالم حيث وافقت المحكمة الاسبانية على طلب تسليمه لمصر لكي يمثل أمام القضاء المصري.
ولكني أطمح كما الدكتور عبد الخالق لبناء عراق ديمقراطي يسود فيه القانون وتحترم نصوصة ولا يمكن شطب مواد دستورية صوت عليها الشعب العراقي الذي هو مصدر السلطات لمجرد عدم قناعة شخص أو مجموعة بمضمون هذه المواد ولكن يمكن تغيير المواد بالطرق الدستورية والى ذلك الحين فالديمقراطية تحتم علينا تطبيق الدستور واحترامه مع مافيه من مؤاخذات , كما ان المادة 18 من الدستور العراقي لا تقلل من وطنية وولاء الأشخاص العراقيين مزدوجي الجنسية, مثلما لم يشكك الدستور الامريكي بولاء المتجنسين أو الامريكي بالولادة الغير مولود على أرض أمريكية, حينما أشترط على ان يكون الرئيس الأمريكي حاملا للجنسية الامريكية بالولادة ومولود على أرض أمريكية, ووفق هذه المادة لم يستطع هنري كيسنجر و الغير مشكوك بولائه للولايات المتحدة الامريكية والذي يعتبر من المخططين الستراتيجيين للسياسة الخارجية الامريكية منذ شغله وزارة الخارجية الامريكية 1973 -1977 وقد شغل أيضا منصب مستشار الامن القومي في زمن ريتشارد نيكسون, أن يرشح لمنصب رئيس الادارة الامريكية لأنه متجنس, وكذلك اضظر الرئيس الامريكي الحالي باراك اوباما بان يثبت بانه مولود في هونولولو في ولاية هاواي الامريكية عندما قام اللغط بانه لم يولد على الاراضي الامريكية بسبب نشأته خارج أمريكا.
علما بأن هناك اشكالية في ولاء مزدوج الجنسية عندما تتعارض مصالح الدولتين اللتين يحمل جنسيتهما, فكما هو معروف بانه عند التجنس يقسم الشخص قسم الولاء للدولة التي تمنحه الجنسية, وبهذا يصبح في موقف لا يحسد عليه عند تضارب المصلحتين, فاذا أيد مصالح دولته الأم بذلك يكون قد أخل بقسم الولاء للدولة التي منحته الحنسية, واذا أيد مصالح الدولة التي منحته الحنسية يكون بذلك قد أخل بمواطنيته في دولته الأم. وهذه الاشكالية تعظم عند الاشحاص أصحاب القرار لان مواقفهم تنعكس على الدولة ككل أو على الاقل على قطاع كبير من الدولة, أما الانسان غير ذي المنصب فـتأثيره محدود. وهذا لايعني عدم وجود اشخاص غير مزدوجي الجنسية ممن يغلبون مصلحتهم الخاصة على مصلحة الوطن.
وأعتقد بأن المشرع كان منصفا في المادة 18 من الدستور حيث ضمن عدم المساس بمصالح آلاف العراقيين مزدوجي الجنسية, وخيرهم بالمقابل بين الأحتفاض بالازدواجية أو تسنم المواقع العليا والامنية في الدولة.
أرجو أن تؤخذ وجهة نظري من باب النقاش الديمقراطي البناء مع احترامي لحق الجميع بابداء آرائهم حول كل مايحدث في بلدنا العراق الذي نطمح جميعا بأن يكون واحة أمان واستقرار لكل مواطنيه في الداخل والخارج. أود أن أضيف معلومة بأني صحيح لم أسعى الى كسب جنسية اخرى ولكن لدي خمسة أولاد وأمهم عراقيون تجنسوا بالجنسية الهنغارية دون أية معارضة مني.
د. رعد عباس ديبس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو