الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في قانون البنى التحتية

حسام صفاء الذهبي

2012 / 10 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


قراءة في قانون البنى التحتية

يعتبر تخصيص المبالغ لمشاريع البنى التحتية مدخلا جديدا لتمرير مشاريع الدفع بالآجل، التي تنوي الحكومة العراقية تنفيذها عبر مشروع قانون البنى التحتية الذي صادقت عليه في وقت سابق.
الاهتمام بالبنى التحتية، خاصة في مجالات السكن والكهرباء والخدمات الأساسية، ودعم وتشجيع أي خطوة تهدف إلى بنائها وتطويرها، يعتبر أمر ضروري لكن التعاقد بالآجل، باعتباره شكلاً من أشكال الدين بغض النظر عن طرق تسديده سواء بالنفط أو غيره، يعني زيادة ديون البلاد.
وليس هناك داع للجوء إلى الاستدانة في الوقت الذي لا تكاد تصل نسب انجاز الموازنة الاستثمارية نصف المبالغ المخصصة لها مع وجود فوائض لإيرادات النفط يمكن الاستفادة منها في التمويل نتيجة لارتفاع سعر بيع البرميل على السعر المعتمد في الموازنة.
كما أن العقود بالآجل غالباً ما تفتقر إلى الشفافية وكثيراً ما يرافقها فساد، وأن تكلفة الدفع بالآجل هي أعلى من الدفع المباشر، وأن تكلفة هذا الشكل من الاقتراض هي أعلى أيضاً من الاقتراض المالي بالطرق المعروفة.
وبالتالي فإن اللجوء إلى الدفع بالآجل، كنتيجة لعدم تغطية الموازنة العامة احتياجات المشاريع غير مبرر لأن المطلوب العمل جدياً لمعالجة مواطن الضعف والخلل في الموازنة العامة التي تعاني من عدم وضوح في أولوياتها، وتدني نسب الانجاز وسوء تنفيذ المشاريع وعدم استكمالها وشيوع الفساد في الكثير من تعاقداتها.
ولا يوجد ضمان في أن التعاقدات المقترحة بموجب هذا القانون ستخلو من أسباب التعويق التي رافقت التعاقدات الأخرى فالحكومة العراقية أنفقت مليارات الدولارات لمختلف القطاعات ولم يلمس المواطن العراقي إلا الإحباط.
ومما يثير الريبة في قانون البنى التحتية هو إصرار البعض على تمريره بأي شكل وهذا الإصرار يدل على وجود لعبة غير واضحة المعالم من قبل تلك الجهات، فمن الضروري تمريره بطريقة تغطي جميع الثغرات القانونية والدستورية التي تحيط به وعلى رأسها وجود تفاصيل توضح كل شيء للجميع.
هذا القانون غير واضح ومبهم لان مبلغ الفائدة المترتب على العراق غير معروف فضلا عن عدم معرفة المشاريع التي سيتم انجازها والغريب إصرار أحزاب تعتبر نفسها إسلامية على تمريره في المرحلة الحالية رغم أن بنوده مخالفة للشريعة الإسلامية.
ومن بين الثغرات والمؤاخذات على هذا القانون ما ورد في المادة الرابعة والتي تعفي المعدات والمكائن والمواد الخاصة بالمشروع التي يستوردها المقاول العراقي والأجنبي من الرقابة وشروط السيطرة النوعية باعتبار تلك الشروط ضمن القيود الموضوعة على استيراد المواد حتى لو كانت من منشئ غير معتبر أو كانت منتهية الصلاحية.
وهناك فقرة في المادة الأولى تتيح للجهات السياسية إدخال العقود المبرمة سابقا تحت هذا القانون وبالتالي ستصرف العقود الوهمية مرة أخرى مع أرباح أكثر وسوف تعتبر جميع السرقات القديمة قانونية حسب فقرات هذا القانون.
كما أن التعليمات التي يفترض، وفق المادة التاسعة، إن يصدرها مجلس الوزراء لتسهيل تنفيذ أحكام هذا القانون بضمنها آليات اختيار الشركات وطريقة الدفع والضمانات التي تقدم للشركات المنفذة أجلت إلى ما بعد مصادقة القرار!!
فلماذا لا تكشف هذه التعليمات الآن وقبل المصادقة على القانون، هل هناك خوف من كشف الحقيقة؟؟

حسام صفاء الذهبي
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فساد بالاجل
دكتور علي الصائغ ( 2012 / 10 / 9 - 20:26 )
العراق وتفشي الفساد والسرقات فيه وساسة نفعيين همهم جيوبهم كيف نثق بهم ونعطي لهم المال من نفطنا في المستقبل ماهو الضامن سرقونا في رابعة النهار فكيف اذا بالليل الدامس مع غموض وتخوف من هذا القانون


2 - حسب المرحلة
فاروق الحباني ( 2012 / 10 / 9 - 20:37 )
نعم اخي الذهبي الاخوة لا يميزون بين المهم والاهم ولا يعلمون ان الاهم يقدم على المهم كما انهم يطرحون القضايا المهمة حسب ما تقتضية المرحلة الانتخابية ليكون المشروع المستقبلي للوصول الى دفة الحكم وعندما يصعد السياسي على سلم الالكرسي النيابي او الوزاري او الرئاسي تتحول مشاريعة الى سراب .


3 - احزاب مختلسه
ميمون الكاتب ( 2012 / 10 / 9 - 20:38 )
هذا القانون غير واضح ومبهم لان مبلغ الفائدة المترتب على العراق غير معروف فضلا عن عدم معرفة المشاريع التي سيتم انجازها والغريب إصرار أحزاب تعتبر نفسها إسلامية على تمريره في المرحلة الحالية رغم أن بنوده مخالفة للشريعة الإسلاميةوان هذه الاحراب هي التي ادت الى خراب العراق وتمزيق وحدة العراق
.


4 - تجربه الفاشل فشل
محب العراق ( 2012 / 10 / 9 - 20:47 )
العقل يحكم بان تجربه الفاشل نتيجته فشل فان من يداعون اليوم باسم خدمه الشعب بقانون البنه التحتيه وهم المالكي وحاشيته قد جربناهم لمدة دورتين فلم نجد منهم سوى الفشل في تقديم ابسط الخدمات للشعب العراقي وعندمه ضغطي الجماهير على المالكي وحكومته تعهد المالكي انه سيقدم الخدمات الى الشعب خلال مائه يوم وكشفت تلك الايام عن اكاذيبه فكيف بقانون بنه تحتيه مبهم


5 - كشف النقاب
استاد جامعي ( 2012 / 10 / 9 - 20:57 )
لقد كشف لنا قانون البنى حقيقة من يدعي انه اسلامي ووطني في البرلمان العراقي وكيف يقبل وهو يعلم انه قانون اولا ربوي واثانيا يبقى العراق مديون لاجيال قادمة وثالثا وهي الاهم بان السي المالكي لايبنى اي بنى تحتية للعراق بل يريد ارسال الاموال الى اسياده الايرانيين لبناء الملف النووي والامريكان لدعم الانتخابات الامريكية


6 - احزاب مختلسه
ميمون الكاتب ( 2012 / 10 / 9 - 21:01 )
هذا القانون غير واضح ومبهم لان مبلغ الفائدة المترتب على العراق غير معروف فضلا عن عدم معرفة المشاريع التي سيتم انجازها والغريب إصرار أحزاب تعتبر نفسها إسلامية على تمريره في المرحلة الحالية رغم أن بنوده مخالفة للشريعة الإسلاميةوان هذه الاحراب هي التي ادت الى خراب العراق وتمزيق وحدة العراق
.


7 - الاوراق مكشوفه
ابو حسن الناصري ( 2012 / 10 / 9 - 21:16 )
الن الاوراق انكشفت في فضح ما يصدر من هذه الحكومة التي باتت تعيش على خداع الشعب وبكلمات رنانه لكن لن يكون هناك حلا جزريا الا بالوقوف بصمود لازالة مثل هكذا حكومة سارقة


8 - السراق
ميمون الكاتب ( 2012 / 10 / 9 - 21:18 )
( حاميه حراميه ) قانون البنى التحتية هو سرقة جديدة بغلاف ظاهره يصب لمصلحة الشعب العراقي ولكن الواقع ليس هذا بل لمصلحة ايران الصفوية وللشعب العراقي مزيدا من الشقاء ونقص الخدمات والحرمان والفقر ونقص الدواء وغيرها ... نسأل الله سبحانه وتعالى ان يحفظ العراق وشعب العراق من المفسدين والسرق ...
.


9 - السراق
محب الوطن ( 2012 / 10 / 9 - 21:21 )
( حاميه حراميه ) قانون البنى التحتية هو سرقة جديدة بغلاف ظاهره يصب لمصلحة الشعب العراقي ولكن الواقع ليس هذا بل لمصلحة ايران الصفوية وللشعب العراقي مزيدا من الشقاء ونقص الخدمات والحرمان والفقر ونقص الدواء وغيرها ... نسأل الله سبحانه وتعالى ان يحفظ العراق وشعب العراق من المفسدين والسرق ...


10 - مصالح الساسة فوق مصالح الشعب
د. رائد النواف ( 2012 / 10 / 10 - 18:14 )
ان هؤلاء الساسة منافقون وقتلة والشعب العراقي اذالم يستبدلهم باناس وطنيون احرار حريصون على العراق لا يميلون الى اي طائفة اودين .

اخر الافلام

.. موقف التنظيمات المسلحة الموالية لإيران من التصعيد في رفح| ال


.. إسرائيل - حماس: هل ما زالت الهدنة ممكنة في غزة؟




.. احتفال في قصر الإليزيه بمناسبة مرور 60 عاما على العلاقات الف


.. بانتظار الحلم الأوروبي.. المهاجرون يعيشون -الكوابيس- في تونس




.. حقنة تخلصكم من ألم الظهر نهائيا | #برنامج_التشخيص