الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برزاني الله يحميك

حسين علي الحمداني

2012 / 10 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


برزاني الله يحميك .. ليس دعاء بل أغنية على أنغام الدبكة اللبنانية بُثت على مواقع اليوتيوب وغيرها ، لا أحد يعرف من أنتجها أو مولها أو كتب كلماتها ولحنها ، إلا إن الجميع متخوف من عواقب هذه الأغنية التي تذكرنا بأغاني صدام التي ملأت ذاكرة الشعب العراقي بعربه وأكراده وقادت فيما بعد لحروب متواصلة لم تنتهي إلا بنهاية نظام صدام .
وأكثر المتخوفين هم الأكراد أنفسهم الذين ما أن شاهدوا الأغنية حتى بادر كل منهم يسأل صاحبه عن الغاية من هذه والرسائل التي تحملها ؟ وكم كلفت ميزانية كردستان ؟ ومن دفع المبلغ ؟ وغيرها من ألأسئلة خاصة وإن الأغنية تضمنت خلفية ضمت صورة الزعيم الكردي وخلفه خارطة العراق مع بروز متعمد لكركوك المتنازع عليها بين العرب والأكراد .
وما يهمنا هنا الخطورة الثقافية لإعادة إنتاج الأغاني السياسية وليست الوطنية،وهنالك فرق كبير بين ألأغنية السياسية ذات المضامين والأهداف الساعية لتكريس شخصية بعينها ومحاولة فرضها في زخم الأحداث الكثيرة والكبيرة وهذا يعني محاولة صناعة ( رمز) والخطورة تكمن هنا بأننا شعوب نكرس الهيمنة الفردية أحيانا كثيرة وفي قاموسنا بأن(البطل) من يصنع الحرب لا من يصنع (السلام) وبالتالي فإن البطولة هنا تحتاج لدماء وعتاد وسلاح وحروب وهو منطق غريب جدا في الفكر العربي بصورة عامة والفكر السياسي العراقي بصورة خاصة،ومن سماعي ومشاهدتي لأغنية ( برزاني الله يحميك) اكتشفت بأن الرجل يسعى بطريقة أو بأخرى لأن يجعل من نفسه حاميا لمتكسبات الشعب الكردي من جهة ومن جهة ثانية بأنه يؤكد بأن كردستان بحاجة لأن تبقى مستنفرة دائما وإن القضية الكردية بحاجة لتضحيات وإن ثمة (أعداء )يتربصون،وهي نفس الخطابات التي تستخدمها الأنظمة الدكتاتورية من أجل البقاء الدائم والهروب من الانتخابات وغيرها من جهة ومن جهة ثانية معالجة حالات انخفاض الشعبية التي تجتاح الكثير من الزعماء العراقيين وفي مقدمتهم البارزاني .
وما أخشاه ويخشاه كل العراقيين بعربهم وأكرادهم بأن يسعى البعض من سياسي البلد ( لإنتاج أغاني تمجدهم) طالما إن السيد رئيس إقليم كوردستان أو حاشيته أنتجوا هذه الأغنية من أجل شحذ الهمم خاصة وإن المعارضة الكردية وحزب الإتحاد الوطني بزعامة جلال طالباني يسعيان لفرض النظام البرلماني في كردستان وهو ما يعني نهاية الزعامة الفردية وتحول النظام في الإقليم من رئاسي إلى برلماني على غزار ما موجود في النظام البرلماني في العراق بصورة عامة ، وهو الأمر يعارضة بارزاني بشدة وسيعمد إلى تعطيله داخل البرلمان الكردي بشتى الطرق.
وهذا ما يعني بأن مسعود بارزاني وعبر هذه الأغنية فهو يوجه رسائل لخصومه داخل كردستان بأن هذه الأرض وشعبها( يركع ويصلي ويقُسم باسم البارازاني )ولا داعي لأن يُستفتى الشعب عن خياراته التي حُسمت عبر هذه الأغنية التي إن دلت على شيء فإنما تدلل على ( حب الشعب الكردي له).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السنوار ونتنياهو يعيقان سياسات بايدن الخارجية قبيل مناظرة ان


.. خامنئي يضع قيودا على تصريحات مرشحي الرئاسة




.. يقودها سموتريتش.. خطط إسرائيلية للسيطرة الدائمة على الضفة ال


.. قوات الاحتلال تنسحب من حي الجابريات في جنين بعد مواجهات مسلح




.. المدير العام للصحة في محافظة غزة يعلن توقف محطة الأوكسجين ال