الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمريكا والذهنية العربية الجهادية

خلف علي الخلف

2005 / 3 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


يرى المواطن العربي سواء استند الى فكر ديني يقول به خطباء الجوامع اناء الليل واطراف الصلوات او قالت به كتب الفقهاء او استند الى فكر قومي يقول به خطباء المنابر القومية او الى فكر يساري يقول به أأمة الاحزاب الماركسية او القومية الماركسية بعد ان نزعت قشرتها الخارجية بفعل التغيرات الدولية, ان الولايات المتحدة الامريكية هي شر مطلق, لا يمكن الفكاك منه الا بإشاعة فكرة الجهاد القتالي اذا كان الخطيب مسلما، او النضال القومي اذا كان ذاك الخطيب قوميا، او النضال الاممي اذا كان صاحب العمامة من بقايا من بقيوا متمسكين بفكرهم اليساري النضالي، واذ تستند هذه النظرة الى الواقع الذي حكم العلاقة العربية - الامريكية فيما يخص القضية الفلسطينية والدعم غير المحدود الذي قدمته الادارات الامريكية المتعاقبة عبراكثر من اربعة عقود من الزمن لاسرائيل فانها لا ترتهن لمنطق تحليل العلاقات الدولية سابقا ولاحقا واذا كانت هذه النظرة يمكن تبريرها من الجانب النفسي العاطفي فانها تبدو محض هذر في علم العواطف اذا استند تحليلها الى علم الاقتصاد السياسي او علم المصالح المتبادلة او علم علاقات التاثير في مراكز صنع القرار الامريكي وتبدو ثيمة العداء لامريكا منفذا حيويا للقوّالين الذين يسعون الى كسب سريع في الساحة العربية او الساحات الوطنية سواء كان هؤلاء القوالين زعماء على رأس عملهم او متقاعدين (وهذا امر نادر بل مستحيل الحدوث) اورؤساء احزاب مشاركة في السلطة او احزاب معارضة او محظورة او مناضلين كتبة .

ويقف هؤلاء ومن لف لفهم وهو الجمهور العربي قاطبة الا من رحم ربي في تبرير مقولاتهم الى شواهد من التاريخ المعاصر ولا بأس من الرجوع الى الماضي كما في الخطاب الاسلامي حتى قبل ان توجد امريكا اليست هي امتداد للغرب الكافر كما يقول ويعيد هذا الخطاب واذا كانت الوقائع تؤيد ما يقولون في انحياز امريكا ضد المصالح العربية فانهم لمواجهة هذا الانحياز لا يجدون لهم منفذا لتغيير سياسة امريكا غير بث العداء لها واشاعة ذهنية جهادية قادرة (مع جنود لن نراهم) على قلب الطاولة فوق رأس الطاغوت الامريكي او الشيطان كما يقول جيراننا الايرانيين الذين تعتبرهم الذهنية العربية الجهادية مثالا ساطعا على ان ارادة الجهاد هي المنقذ. ويتناسى المناضلون الكتبة من العرب عن عمد ربما ان الملالي في ايران فقهاء في تبرير الضرورات اكثر منهم ويسطع هنا شاهد شرائهم الاسلحة من اسرائيل ابان قادسية صدام المجيدة واذ ينحو الخطاب العربي الجهادي بنفسه عن شواهد تؤكد ان السياسة الامريكية يحكمها منطق المصلحة الامريكية واوضح مثال على ذلك هو الموقف الامريكي ابان العدوان الثلاثي دون المرور بالدعم غير المحدود الذي قدمته الادارات الامريكية لصدام ابان قادسيته اوليس صدام عربي ومن الفحول ايضا!!

لذا نجد هذا (الفكر ) لم يطرح اي مشروع بديل لهذه العقلية الجهادية من مثل مخاطبة المجتمع الاهلي الامريكي وشرح ليس قضاياه العادلة بل اسس المصالح المشتركة والاشتباك مع الجمعيات المدنية والجامعات وجمعيات حقوق الانسان..........الخ
لانهم(أي القوالون ) لا يمتلكون خطابا موحدا ولا متجانسا ولا قادرا على الوصول الى ذهن المواطن الامريكي والغربي عامة فهم يخاطبون الغرب والشرق والانا والاخر بنفس المنطق الذي يتوسل الاخلاق في السياسة ولا يفكر لا القوالون العرب ولا حكامهم ايضا في تهديد المصالح الامريكية ليس على طريقة ابن لادن ومحازبوه ومناصروه القوميون والماركسيون بل على طريقة مهاتير محمد الذي دمج اقتصاد بلاده مع الاقتصاد العالمي واصبحت احد اللاعبين المؤثرين فيه واعطاه هذا القدرة ان يقول ذات يوم ان جورج سورس يهودي دون ان تثار ضده حملة تتهمه بمعاداة السامية!! لان بلاده قادرة ان تلحق ضررا بالشركات الامريكية والغربية التي جعلت من ماليزيا مقرا لها واستطاع ان يحصل على مساعدات من صندوق النقد الدولي ابان ازمة العملات في نهاية التسعينات مع رفض مقترحات الصندوق فيما يخص خطى الاصلاح الاقتصادي ولا يبدو ان حصيفا سيتجاهل ان هذه الانظمة والدول وقّواليها عاجزة عن هذه المخاطبة للرأي العام الاخر لان ذلك الراي العام حينها سيسألهم عن حقوق شعوبهم المقموعة المضطهدة وعن الناس الذين يرزحون في السجون وسيسألهم عن المقابر الجماعية وعليه يشيعون اي الحكام واشياعهم الفكرة النضالية التي تقول بخرافة الراي العام الدولي وان جهادي واحد يقتل عشرات الامريكيين هو اجدى من كل هذه المهاترات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران.. هيئة الانتخابات تعلن عن جولة إعادة لانتخابات الرئاسة


.. -ليش الطفل في غزة يموت؟- وقفة داعمة لغزة في محافظة بنزرت الت




.. أسامة حمدان: الاحتلال الفاشي يمعن في حرب تجويع تستهدف أبناء


.. بسبب مسيرات أمريكا في البحر الأسود.. روسيا تعد الغرب شريكا و




.. أعدت سحرا لرئيس البلاد لتتقرب منه.. السلطات في جزر المالديف