الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاصلاح وفوبيا التغيير

جمال الهنداوي

2012 / 10 / 10
العولمة وتطورات العالم المعاصر


صدقا..قد تكون اهم النتائج التي افرزها الربيع العربي هي ان الحاكم لم يعد رباً معبوداً..وان كل تلك السنوات الطوال في كسر ارادة الشعوب, وكل تلك السياسة المنظمة الاقرب الى الروتين من تنمية الولاءات واقصاء الخصوم وتجنيد احزاب السلطة كميليشيات وعسس لخدمة الحكم العائلي ,وكل الاستعارات الزائفة لشعارات التنمية والتطوير والتنوير والوعود بالاعتدال وسلطة الجماهير..كل ذلك وغيره, لم يعد كافيا لاسعاف الانظمة في الصمود امام أمواج طوفان الثورات الشعبية العربية التي اقتلعتهم من عروشهم واطاحت بهم خارج الحكم والتاريخ.. وتركتهم مع نظرات مصدومة ذاهلة لغضبة ظنوا انها لن تأتي ابدا..
ما لم يفهمه الحكم العربي-وعليه ان يكابده الآن- ان العالم قد تغير والى الابد,تغير وتغيرت معه الآليات التي تحكم العلاقة ما بين الحاكم والمحكوم,وان وصاية السلطان على عقول وضمائر الشعب قد ثلمت الى غير رجعة, لقد تغير العالم وتغيرت معه أدوات الحكم وديمومة الأنظمة نتيجة ثورة المعلومات والتكنولوجيا والانترنت والتي مكنت جميع شعوب العالم من النفاذ لعالم المعرفة والاطلاع على المعلومة والخبر دون وصاية أو وساطة وقلصت من احتكار الحكم لتداول المعلومات داخلها، واضاءت بكاشفاتها الباهرة معاقل القمع وترويض المعارضين، والتي طالما استخدمتها لسحق كل الأصوات المطالبة بالتغيير وبحياة أفضل.
إن تباطؤ الأنظمة العربية في فهم ما يجري في المنطقة من تحولات كبرى، سيؤسس لمرحلة جديدة في علاقة الحكام العرب مع شعوبهم ولوضع مغاير لعلاقة الغرب الذي بدأ يتبرأ بالتدريج من رعايته لتلك الانظمة , وأن عالما عربيا يولد من جديد على انقاض الأنظمة المتهالكة بفعل غياب الرؤية الإستراتيجية وعدم إدراك لحقيقة الأرض التي تقف عليها.مما يجعل من "فوبيا التغيير" مشكلة جدية أصبحت تطارد أنظمة الاستبداد والإقصاء من الخليج إلى المحيط وتطالبها بتسديد عقود من التغييب الكامل لإرادة الشعوب عن المشاركة الحقيقية والفاعلة في صناعة القرار السياسي.
الشعوب العربية ما زالت تمنح الفرصة لبعض الأنظمة التي لم تعرفها الشعوب إلا من خلال استبدال بعض الوجوه باخرى اوالحديث عن إصلاحات سياسية واقتصادية كاذبة لا يعرف لماذا لم تتنبه اليها الانظمة كل هذه السنوات والتي لا تشكل سوى نفاق اقرب الى النكتة السمجة وابر التخدير الزائفة ..
كل الأنظمة العربية المتبقية مطالبة اليوم باعتماد إصلاحات جدية في مواجهة مد الثورة والغضب الشعبي، أولها هو السماح بالمشاركة السياسية وتحقيق تنمية شاملة وثانيها هو التوقف نهائيا عن المزاوجة بين السلطة والمال، من خلال استغلال المواقع السياسية المتقدمة للاستحواذ على ثروات الشعوب واستغلالها للتحكم فيها.
إصلاحات ما زالت ممكنة في ظل وعي تام بما تمليه متطلبات هذه المرحلة الدقيقة من تسلح بإرادة التغيير وتجاوز مجرد الشعارات وتوظيفها السياسي إلى عمل وطني يشكل قطيعة مع سلبيات الماضي ويؤسس لمرحلة مختلفة تماما، أساسها احترام مؤسسات الدولة و حقوق المواطنة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الزمالك المصري ونهضة بركان المغربي في إياب نهائي كأس الاتحاد


.. كيف ستواجه الحكومة الإسرائيلية الانقسامات الداخلية؟ وما موقف




.. وسائل الإعلام الإسرائيلية تسلط الضوء على معارك جباليا وقدرات


.. الدوري الألماني.. تشابي ألونزو يقود ليفركوزن لفوز تاريخي محل




.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ