الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفيتو (الاسلامي) ومستقبل العراق الجديد

عدنان فارس

2005 / 3 / 4
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


ان تدخل (هيئة علماء الضاري) و (هيئة وكلاء السيستاني) في الشأن السياسي العراقي ومحاولة هاتين (الهيئتين)، اللتين لم يسمع بهما احد من العراقيين الا بعد اندحار سلطة صدام وبعثه، التحكم بمسيرة العملية السياسية سيكون وبالا يجر الخراب والدمار على مستقبل العراق الجديد.. اذ ان من شأن تدخل هؤلاء هو افراغ المحتوى الديموقراطي للعمل السياسي من خلال تهميش ومن ثم الغاء دور السياسيين والمؤسسات السياسية واحتلال المراجع الدينية منصة القرار السياسي والتحكم.
منذ الايام الاولى لانهيار النظام البعثي عملت هاتان الهيئتان على اخذ زمام المبادرة وتوجيه اهتمامات العراقيين تلك الوجهة التي تخدم رجالات الدين الاسلامي والمتنفذين باسمه من (شرور) البديل الديموقراطي وبما يدرّ عليهم المزيد من المكاسب وخاصة في مجال الهيمنة السياسية.. وبنفس الوقت وضمن هذا التوجه او الهم المشترك في محاربة الديموقراطية نرى ان صراعاً يدور بين اقطاب (علماءالضاري) و (وكلاء السيستاني) حول لمن ستكون السيادة سيادة نهج (ولاية الفقيه) أم سيادة نهج (الامارة الاسلامية) رغم ادعاء الطرفين، من باب ذر الرماد في العيون، انهما لايسعيان الى تأسيس نظام اسلامي في العراق لا على غرار نظام ايران ولا على غرار نظام طالبان في حين ان الكل يرى ويسمع بمساعي وجهود ملالي ايران لدعم قائمة وتكتلات (زعماء الشيعة) الى جانب ما يقدمه انصار طالبان وبن لادن وكل الارهابيين العروبيين والاسلاميين ونظام البعث السوري لفلول البعث وهيئة علمائهم التي تكرمت اخيراً بالاعتراف عن ادارتها السياسية للعمليات الارهابية ضد الشعب العراقي كما ورد في تصريح (حارث الضاري) لجريدة الحياة في 2 مارس 2005 ... الاحزاب الاسلامية العراقية من شيعية وسنية وبقيادة (علماء الضاري ووكلاء السيستاني) يتصرفون ضد العراق الجديد وبدعم وتوجيه من خارج العراق.
لقد كان رفض الانتخابات العراقية (جملة وفصيلاً) من قبل هيئة علماء الضاري وتلك الحجج التي اوردوها مثل ( "القطر" محتل) مبنياً بالاساس على مبدأ الاسلام السياسي الذي ينكر على الشعب حقه في اختيار مؤسساته الحاكمة.. وبنفس الوقت حرَصَ (وكلاء السيستاني) على اجراء الانتخابات بأسرع وقت لسببين اساسيين: الاول تمثل في استغلال فرحة العراقيين وخاصة الشيعة منهم بسقوط نظام صدام ومحاولة توظيف هذه المشاعر لصالح مقاصد طائفية تضر بالشيعة قبل غيرهم.. والسبب الثاني تمثل في استغلال مقاطعة الانتخابات من قبل (هيئة الضاري) وتحريض سكان بعض المدن العراقية على عدم الاشتراك في الانتخابات وكذلك استغلال تهديدات الارهابيين على انها تهديدات موجهة ضد الشيعة فقط وليس ضد العراق الجديد عموماً.
وكلاء السيستاني، الدينيون منهم والسياسيون في قائمة الائتلاف الموحد، يبحثون الآن عن الدعم السياسي لانتصارهم (الطائفي) في الانتخابات من خارج الجمعية الوطنية حيث رأينا السيد ابراهيم الجعفري أحد الرموز البارزة في هذه القائمة كيف عمّد ترشيحه لمنصب رئيس الوزراء من خارج (البرلمان)!! عندما صرّح على الملأ بأن السيد السيستاني يدعم ترشيحه لهذا المنصب ضد (زملائه) من منافسيه في قائمةالسيستاني نفسه.. هذا (الائتلاف) الذي كانت غاية التئامه كائتلاف هي تحقيق الفوز في الانتخابات كغاية تبررها كل الوسائل نراه يلجأ ثانية للدين والرموز الدينية لحسم الصراع بين اطرافه حول منصب رئاسة الوزارة ومن ثم اسماء الوزراء وبعد ذلك الدستور ورأي السيستاني بنصوصه ومن ثم العلاقات مع (دول الجوار) ومن ثم......الخ، أليست هذه، بدمها وشحمها، مقدمات لبناء نظام ولاية الفقيه؟
العراقيون ومن جميع الطوائف والقوميات يجلّون ويحترمون السيد علي السيستاني على انه رجل دين مسالم وانه مرجع ديني اعلى لطائفة دينية عراقية كبيرة وليس لأنه مرجع سياسي وهو ليس كذلك وباعترافه بانه لاينوي التدخل بالشؤون السياسية للعراق وكلنا يتذكر بماذا ردّ السيد السيستاني على السيد (بول بريمر) عندما طلب الاخير مقابلته: (انت اميركي وانا ايراني فلندع شأن العراق للعراقيين) رغم ان السيد السيستاني قد (تناسى) ان الايرانيين ارادوا انقاذ رأس صدام فيما اطاح به الاميركان.. السيد السيستاني بذل الجهود مشكوراً لدفع وتشجيع العراقيين للذهاب الى صناديق الاقتراع ولكنه هو نفسه لم يتمكن من التصويت لعدم حمله الجنسية العراقية... ليس ما اقصده موضوع الجنسية بذاته ولكن بني البشر جميعاً يعيشون الآن في دول وكيانات سياسية تنظم مسألة الحقوق والواجبات لمواطني هذه الدولة وتلك... وقبل هذا وذاك يرى العراقيون كغيرهم من مواطني بقية الدول بأن الضمانة الاكيدة للحرية والديمقراطية في (العراق الجديد) تكمن في الفصل التام بين مهمات المرجعيات السياسية و مهمات المرجعيات الدينية... ثم ان الشعب العراقي كان بحاجة الى دعم المرجعيات الدينية لمختلف الطوائف أبانَ النضال ضد سلطة صدام والبعث، اي قبل التاسع من ابريل 2003.. اما اليوم بعد التحرير والخلاص فان المرجعيات السياسية للشعب (وليس المرجعيات الدينية) هي التي تبني البلد من جديد... العراق الجديد بحاجة الى قادة ديموقراطيين ينهضون بأعباء اعادة البناء والاعمار وليس بحاجة الى طلاب سلطة وانتقام وابتزاز الحقوق المشروعة من خلال فرض السطوة الطائفية واثارة الحساسية الدينية... الشعب العراقي بكل قومياته واديانه واتجاهاته السياسية المتطلعة الى المستقبل الزاهر بالحرية والديموقراطية يحذر كل الحذر من النار الطائفية القادمة من خلف الحدود الشرقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم تراجع شعبيته.. ماكرون يكثف حملاته الدعائية | #غرفة_الأخب


.. اتهامات متبادلة بين فتح وحماس بعد تأجيل محادثات بكين | #غرفة




.. أنقرة تحذر.. يجب وقف الحرب قبل أن تتوسع | #غرفة_الأخبار


.. هل تنجح جهود الوساطة الألمانية في خفض التصعيد بين حزب الله و




.. 3 شهداء إثر قصف إسرائيلي استهدف تجمعا لفلسطينيين شمالي مدينة