الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرئيس الشاذلي بن جديد جنرالات الجيش الجزائري اختاروه رئيسا ثم أعفوه من منصبه                              

طه رشيد

2012 / 10 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


ما إن وصل العراقيون في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات الجزائر ، هاربين من جحيم النظام الدكتاتوري البائد الصدامي، حتى تولى الشاذلي بن جديد رئاسة الجمهورية ، بعد رحيل الرئيس الأسبق الهواري بومدين، إثر مرض غامض لم يمهله طويلا .وبرحيل بومدين شب خلاف بين المؤسسة العسكرية التي كان على رأسها الشاذلي بن جديد - والعهدة على الراوي-  وبين الجهاز الحزبي ( حزب جبهة التحرير ) الذي يترأسه آنذاك محمد صالح يحياوي والذي كان يحسب على يسار الحزب ، لينتهي ذاك الخلاف بتنصيب الشاذلي رئيسا .
عرفت فترة الشاذلي الاولى بعضا من الانفراج السياسي والاقتصادي واقدم على اطلاق سراح اول رئيس للجمهورية الديمقراطية الشعبية احمد بن بلا والذي كان رهن الاعتقال منذ سقوط حكومته في عام 1965 على إثر الانقلاب الذي قاده الهواري بومدين . 
كانت علاقات الجزائر مع الخارج ايام بومدين يشوبها بعض الانغلاق على الغرب وفتحت تلك الأبواب المغلقة مع بداية عهد الشاذلي الذي سهل استيراد للمواد الاستهلاكية بمختلف أنواعها . ولأول مرة يعرف الشارع الجزائري تناقل النكتة بسرعة تفوق البرق لكي تغطي الجزائر المترامية الاطراف ، وكانت كل النكات تخص شخص رئيس الجمهورية الشاذلي بن جديد . وكانت النكات تلك تصل الى قصر الرئاسة ، الا ان الرئيس الجديد كان معنيا بطرح نفسه كشخصية شعبية مقربة من هموم الناس ، ولذا قام بزيارات لمعظم المدن الجزائرية ومن تلك المدن كانت مدينة " سعيدة " التي تقع في الغرب الجزائري وهي واحدة من المدن الجميلة التي تقع على مشارف الصحراء، وتتمتع بوفرة مياه عذبة نادرة في بلد عجيب مثل الجزائر يكثر فيه النفط ويشح فيه الماء، وفيها حمامات معدنية كتلك التي في شمال العراق . 
كنت اعمل مدرسا في احدى ثانوياتها ، واستقبالا للرئيس قررت مديرية تربية المدينة ان يقف طلبة المدارس على أرصفة المدينة لتحية الرئيس   .
كان من نصيبي احدى صفوف المتوسطة ، اي ان أعمار التلاميذ لا تتجاوز خمس عشرة عاما ،وكانوا ينطون ويتقافزون بكل الاتجاهات ، وحين اقترب موكب الرئيس قلت لاحد الصبية : قف هنا ها هو الرئيس يقترب ، فأجابني ذلك الصبي بموقف قاطع : يروح ايقوٌد ( وهي كلمة سيئة المعنى والغرض ) منستعرفش فيه ( لا نعترف به ) .
لم الح بطلبي ولكن قلت لنفسي لو قالها تلميذ عراقي عن صدام حسين لتم إعدام كل من سمعه ، مع المدرس المسؤول بطبيعة الحال ،  وربما حتى مدير المدرسة . ولكن ، حمدا لله اننا في الجزائر ولسنا في العراق .
بدأت الاضطرابات في السنوات التالية تتصاعد وخاصة مع تصاعد الحركة الاسلاموية التي كانت تلقى دعما من أوساط داخل الدولة (قال الطاهر وطار في ندوة عقدها المجلس البلدي آنذاك في مدينة سعيدة : الحركة المتطرفة تنشأ بمباركة الدولة وحين يشتد عود هذه الحركة يقولون انها حركة إمبريالية !) وبدأ نشاطهم بالاعتداء على احدى المهرجانات المسرحية في الغرب الجزائري ، وفي مرة اخرى هاجموا بالسلاسل والسكاكين الأقسام الداخلية للطلبة في مدينة وهران عاصمة الغرب الجزائري ، وبتحصيل حاصل استطاعوا ان يركبوا موجة الاحتجاجات التي عمت الجزائر ، تلك الاحتجاجات الشعبية التي شكلت اولى بشائر الربيع العربي ، وقد توجت نهايتها بإجراء انتخابات فازت بها الحركة الاسلاموية بقيادة عباس مدني ، نتائج قبل بها الشاذلي ولكن العسكر وجنرالاته رفضوها،  مما قاد البلاد الى أتون حرب اهلية عم فيها الإرهاب  والخراب ،ومرت الجزائر بتجربة دامية مؤلمة نقلها الإرهابيون بعد ذلك الى بلدان عربية مختلفة !
المهم ان الشاذلي بن جديد سرعان ما فهم اللعبة وارتكن جانبا تاركا الجزائر تخوض في دم الأخوة والأهل ، ولم يفكر ،بعد ذلك، بالعودة للعمل السياسي وانصرف لحياته الشخصية الباذخة ،فكما اختاروه العسكر ان يكون رئيساً ، أجبروه بالتخلي عن منصبه . 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكومة المصرية الجديدة تؤدي اليمين الدستورية | #عاجل


.. إسرائيل تعرض خطة لإدارة قطاع غزة بالتعاون مع عشائرَ محلية |




.. أصوات ديمقراطية تطالب الرئيس بايدن بالانسحاب من السباق الانت


.. انتهاء مهلة تسجيل أسماء المرشحين للجولة الثانية من الانتخابا




.. إيلي كوهين: الوقت قد حان لتدفيع لبنان الثمن كي تتمكن إسرائيل