الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلسلة حافية القدمين والبحر .. جزء 1 .

ميساء البشيتي

2012 / 10 / 11
الادب والفن


سلسلة حافية القدمين والبحر
1
سلام من الله عليك أيها البحر العظيم ..
أعود إليك والعود أحمد ..
بعد أن هدأت أمواجك الآن إثر آخر ثورة عارمة قمت بها فوصلت عنان السماء .. اقتربَت منك قدميَّ الحافيتين لتلقي عليك كما اعتادت تحية الصباح .. وتغرقها أنتَ بقبلاتك الندية في صباح جديد من صباحات الخير لو كادت تخلو منها رائحة المطر ..
على صفحة الماء وجدت منك رسالة .. التقطتها على عجل قبل أن تَغير عليها أمواجك وتسحبها من جديد إلى ذلك الأفق البعيد الذي لا أصل إليه أبداً .. خطفتها وحملتها بين يديِّ وركضت بها إلى جارتي الشمس ..عرضتها عليها .. وتوسلت إليها أن تجفف منها كل ما طالته أيادي البلل .. كي أمتع عيوني بحروفك من جديد .. وتهدأ روحي الثائرة حين أمنيها بحلمها الوحيد .. أنها ستقرؤك ..
ما أن شعرت الحروف بوهج الشمس يقترب منها حتى انتصبت كنخيل بلادي واقفة .. شامخة .. خضراء العينين والقلب .. وخلعت عن جسدها المرتجف كل ما علق به من قطرات متطفلة .. كان ذاك في يوم شهدت له فيه الشمس والقمر.. والطير والمطر .. والبشر والحجر.. أنه كان حلو المذاق .. بل كان مذاقه أحلى من الشهد ..
ارتجفت الحروف لكن ليس من لسعات البرد .. بل كانت هي عادتها حين تنوي أن تبوح بسرٍّ من الأسرار .. كانت تريد أن تتقدم إليَّ بباقة اعتذار منك وتطلب الصفح الجميل من حافية القدمين التي ما كلّت في يوم من عناء الانتظار .. ولا جففتها شمس الغياب الحارقة .. ولا أرهقتها نظرات الموانىء الساخرة .. ولا أثنتها خيبات الرجاء .
البحر العظيم يطلب الصفح الجميل !
وكيف لا أصفح .. كيف لا أسامح .. وأنا التي ساقايا هاتان من عُشب الانتظار .. وأنفاسي من رذاذه .. فكيف بعد كل هذا الانتظار لا أغفر له .. وكيف لا أسامح .. وكيف أمنع قدميِّ الحافيتين من أن تركضا إليه فيقبلهما كما اعتاد واعتادتا .. ويعانقهما .. وتغيبان في أحضانه ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شخصية أسماء جلال بين الحقيقة والتمثيل


.. أون سيت - اعرف فيلم الأسبوع من إنجي يحيى على منصة واتش آت




.. أسماء جلال تبهرنا بـ أهم قانون لـ المخرج شريف عرفة داخل اللو


.. شاهدوا الإطلالة الأولى للمطرب پيو على المسرح ??




.. أون سيت - فيلم -إكس مراتي- تم الانتهاء من تصوير آخر مشاهده