الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السلطة الخامسة

محمود حامان

2012 / 10 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


السلطة الخامسة
مادامت الحقيقة ليست موجودة في مكان واحد وليست حكراً على احد أكان فرداً أو تياراً أو حزباً وما دام كل واحد منا يرى جوانب محددة ومعينة من الواقع الذي يعيشه بحسب موقعه وانتمائه الاجتماعي وتجربته السياسية أو الفكرية أو الثقافية وحتى العقل الإسلامي ليس منظومة فكرية موحدة بل كما يقول نصر حامد أبو زيد: العقل الاسلامي هو مجموعة من الأنساق الفكرية المختلفة الرؤى والتوجهات تعبيراَ عن التعددية الاجتماعية والعرقية والثقافية للعالم الإسلامي .
مما سبق نستنتج بأن الاختلاف في وجهات النظر ضرورة من ضرورات الواقع وهذا الاختلاف يفرز في الدولة والمجتمع الرأي والرأي الآخر بالمعنى الفكري والسلطة والمعارضة بالمعنى السياسي إذن العلاقة ما بين الرأي والرأي الآخر و ما بين السلطة والمعارضة ليست دائماً هي علاقة تناحريه بل أحيانا هي علاقة تكاملية خاصة في الدولة الديمقراطية لأنه بمقدار ما تكون المعارضة قوية وايجابية بمقدار ما تكون السلطة شرعية وبمقدار ما تغيب المعارضة عن الساحة السياسية بمقدار ما تفقد السلطة شرعيتها وشعبيتها
إذن المعارضة هي السلطة الخامسة في الدولة الديمقراطية وهي التي تفعل السلطتين التشريعية والتنفيذية فمثلاً لا معنى للسلطة التشريعية في حال غياب معارضة حقيقية داخل البرلمان ولابد أن نذكر بأنه هناك ثلاثة أنواع من المعارضات
1- المعارضة المصطنعة : وهي المعارضة التي تقوم الأنظمة الشمولية بصنعها وتمويلها سراً تستخدم كوردة صناعية للزينة فقط لاقناع الآخر بوجود المعارضة من جهة وإغلاق الباب أمام المعارضة الحقيقية من جهة أخرى ويكون مكان المعارضة الحقيقية إما السجن أو القبر أو في أحسن الحالات الهروب إلى الخارج
2- المعارضة السلبية وهي تلك المعارضة الغير منظمة بشكل فعال وتتمسك بالقشور والشعارات وتنتج أفكاره كتعليقات وردود أفعال على المشروع السياسي الآخر أي لا تملك مشروعاً بديلاً وليس لديها قاعدة شعبية وفي هذه الحالة تتحول المعارضة إلى جدار من البلور قد ترى الحقيقة من خلاله ولكنه يمنعك من الوصول إلى التغيير المنشود
3- المعارضة الايجابية وهي المعارضة التي تملك مشروعاً فكرياً وسياسياً واقتصادياً بديلاً للمشروع الآخر وتمارس دورها كسلطة خامسة عبر جميع المؤسسات المنتخبة ديمقراطياً وتقدم لنفسها نقداً ذاتياً تحليلياً في كل مرحلة ومحطة وتسعى دائماً بتوسيع قاعدتها الشعبية من خلال رفع المستوى الوعي العام من جهة ومشاركتها الفعالة عبر المؤسسات والنقابات من جهة أخرى. وهذه الحالة هي
ضرورة فكرية وسياسية داخل أي دولة ديمقراطية وبغياب هذه الحالة تتراكم الأخطاء وتكون دائماً السيطرة للانتهازيين والمفسدين .
فحتى خالق السموات والأرض وهو كلي القدرة ويملك الحقيقة المطلقة سمح بوجود المعارضة ألا وهو الشيطان لكي يعلمنا بأن وجود المعارضة هي ضرورة قصوى لخلق المنافسة ما بين صح والخطأ أو ما بين صح والأصح








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار


.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟




.. يديعوت أحرونوت: إسرائيل ناشدت رئيس الكونغرس وأعضاء بالشيوخ ا


.. آثار قصف الاحتلال على بلدة عيتا الشعب جنوب لبنان




.. الجزائر: لإحياء تقاليدها القديمة.. مدينة البليدة تحتضن معرض