الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عفوا سيادة الرئيس مرسي ...لن تستطيع !

فايز رشيد

2012 / 10 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


نشرت الكثير من الصحف العربية قبل بضعة أيام أبحاثا, تحدث فيها محللون سياسيون مصريون وعرباً, عن محاولة الرئيس محمد مرسي: استعادة دور مصر في العالم العربي، والمنطقة والعالم. ذلك أن مرسي وخلال فترة قصيرة نسبياً زار السعودية وشارك في قمة دول عدم الإنحياز في طهران، وقام بزيارات إلى بكين ونيويورك وأنقره، وربما سيزور قريباً غيرها.أيضاً الرئيس مرسي شكى في تصريح له من" تهميش دور مصر" الذي لا يتناسب مع حجمها.السؤال هو:هل يستطيع مرسي استعادة دور مصر العربي والمناطقي والدولي؟ بموضوعية سنحاول الأجابة عن هذا التساؤل , وبعيداً عن الأهواء، ونقول:
إن الدور المصري عربياً وإفريقياً ودولياً تعزز في عهد الرئيس عبد الناصر، وكان في أوجه. هذا الدور الذي استهزأ فيه مرسي من عبدالناصر , بطريقة غير مباشرة , عندما خاطب سامعيه في خطاب له قائلا: "تذكرون أوضاع مصر في الخمسينيات والستينيات, وما أدراك ما الستينيات ". مرسي في خطابه بمناسبة الذكرى التاسعة والثلاثين لحرب أوكتوبر : لم يتطرق الى الأمة العربية لا من قريب أو من بعيد . كذلك لم يتحدث عن افريقيا . هذا الدور لعبدالناصر لم يأتِ صدفةً, وإنما لأن الرئيس الراحل كان وطنيُا مصرياً وقومياً عربياً بامتياز، وقائدا دوليا .صنع عبدالناصر لمصر الكثير وغيّر فيها في المجالات المختلفة ما لم يستطع أحد إنكاره.
عربياً ومناطقيا : تبنى عبدالناصر القضايا الوطنية العربية وأبرزها قضية فلسطين،أعاد للأمة العربية كبرياءها، ودافع عن الأمة العربية من المحيط إلى الخليج،عبّر عن نبض الجماهير العربية.في مواقفه السياسية اندغم مع ما تراه الجماهير العربية، ولذلك كان التماهي كبيراً بين الزعيم وأمته.اتخذ سياسات وطنية تقدمية من كل القضايا العربية والدولية. تبنى حركات التحرر الوطني في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.إسرائيل بالنسبة إليه ولسياساته كانت عدواً ليس للفلسطينيين فحسب وإنما لمصر وكل الدول العربية ولأمتنا جمعاء ولكل ما هو إنساني.
دولياً:ساهم في إنجاز حركة عدم الإنحياز،ووقف ضد الولايات المتحدة والدول الغربية المنحازة لإسرائيل والتي هي ضد الأمة العربية وضد وحدتها. نسج أفضل العلاقات مع دول القطب العالمي الثاني . نال احترام زعماء غالبية الدول .استطاع أن يبني علاقات عنوانها الندية ومصلحة مصر والمواطن العربي مع الدول التي احترمت العرب ومصالحهم وقضاياهم.ناضل من أجل الوحدة العربية وهو حلم الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج.هذا غيض من فيض من تراث جمال عبد الناصر.كل هذه القضايا صنعت له الكاريزما وجعلت منه الأسطورة والمارد وبطل الجماهير العربية.
الرئيس مرسي وخلال فترة قصيرة من حكمه بيّن خطوط وجوهر سياساته العربية والدولية وعلى صعيد المنطقة أيضاً.الرئيس مرسي محكوم بأيديولوجيا ومواقف حزب الحرية والعدالة(الإخوان المسلمون) من كافة القضايا العربية, فمثلاً في الشأن السوري جعل همه الرئيسي:إسقاط النظام.الأجدر بمن يريد أن يصبح(زعيماً ) للأمة العربية أن يكون حله للأزمات على الصعيد العربي،شمولياً وواسعاً ولا يقف إلى جانب طرف دون آخر. كان عليه أن يدعو للحل السياسي بين أطراف الصراع في سوريا، لمنع تقسيم هذا البلد ولإبعاده عن شبح الأصولية والتطرف. في خطابه بذكرى حرب أوكتوبر , وفي نهاية الخطاب تحديدا : أشار الى عبور الشعب السوري في الحرب , لم يتحدث عن دور الجيش السوري في القتال . وغيرها وغيرها من القضايا العربية وعلى ذلك قِسْ.
على صعيد المنطقة:اتخذ مرسي دوراً سلبياً من إيران. ورغم زيارته لها, لم يعمل على إعادة العلاقات الدبلوماسية لمصر معها.إيران جارة للدول العربية وهي دولة إسلامية ايضاً،وإحدى القوى المرشحة للعب دور أساسي ليس على صعيد المنطقة فحسب وإنما على الصعيد الدولي.هي تجاهر بعدائها لإسرائيبل ووقوفها مع الحقوق الوطنية الفلسطينية والأخرى العربية وهي دولة مجابهة للمخططات الأمريكية والإسرائيلية للمنطقة.
المجتمع الدولي يريد منعها من إنتاج الطاقة النووية للأغراض السلمية، بينما إسرائيل تمتلك ما يزيد عن(400) رأس نووي.الأجدر بمرسي ومن أجل أستعادة دور مصر أن يرفع من درجة الصداقة والتحالفات مع إيران، وليس انتهاج العكس.
على صعيد المنطقة أيضاً:لأن حزب التنمية والعدالة(النسخة الكربونية) للإخوان المسلمين في مصر والعالم العربي) هو الذي يتسلم الحكم في تركيا، فمرسي مع سياسات هذا الحزب جملة وتفصيلاً, سواء اً كانت هذه السياسات ظالمة أو مظلومة.حتى اللحظة هناك اتفاقيات اقتصادية وعسكرية متطورة بين تركيا وإسرائيل.تركيا ما تزال قاعدة للحلف الأطلسي.القواعد الأمريكية ما تزال في تركيا. معظم قادة المعارضة التركية مسجونون.وغير ذلك من القضايا.
بالرغم من ذلك يرى مرسي في أردوغان: مُلهماً وقائداً عالمياً, وأن مصر بحاجة إلى خبراته والى النصائح التركية فيما يتعلق بالسياسات.دعونا نقرأ ما جاء في خطابه في المؤتمر الأخير لحزب التنمية والعدالة في تركيا، والذي شارك مرسي في أعماله(رئيس دولة هي أكبر دولة عربية يشارك في أعمال مؤتمر حزبي!؟ تصوروا هذا التصغير والتقزيم لدور مصر!!) يقول مرسي مخاطباً أردوغان والمؤتمر ".... لا يزال عالمنا العربي والربيع العربي للثورات يحتاج(إليكم) وإلى(دعمكم) , فما بعد الثورات والانتقال بالسلطة إلى الاستقرار،لا يقل أهمية عن الثورات نفسها، مواقفكم بجانب هذه الثورات أمر ضروري....) إلى أقوال أخرى من هذا القبيل، ثم قام بمبايعة أردوغان زعيماً للعالم الإسلامي . كان الأجدر برئيس مصر أن يكون هو الزعيم للعالم الأسلامي . هذا إن ينم عن شيء فإنما عن الشعور بالدونية الشديدة, والمسألة الأخيرة لا تصنع دوراً كبيراً لمصر، ولا تؤدي إلى زعامة رئيسها, بل تتناقض مع هذه المفاهيم.
موقف مرسي من أمريكا والغرب ينبع من الحرص على العلاقة معهما والاحترام لهما , أيّاً كان مدى انحيازهما لإسرائيل وتعاميهما عن رؤية الحقوق الفلسطينية والعربية, وأيّاً كانت عداوة مواقفهما للقضايا العربية.موقف مرسي من إسرائيل واضح:الحرص على معاهدة كمب ديفيد معها, أيّاً كان استيطانها, وتهويدها للقدس وجرائمها ضد الفلسطينيين والعرب.معبر رفح للعلم ما زال يعمل وفقاً للنظام الذي اختطه عهد حسني مبارك.
أما ثالثة الأثافي،فهي تجاهل مرسي وحزبه لذكرى وفاة عبد الناصر تجاهلا تاما، والقرار الذي أصدره"بمنح الرئيس الأسبق محمد أنور السادات ": قلادة النيل العظمى ووسام نجمة الشرف, تقديراً لقراره التاريخي في حرب أكتوبر 1973. لم ولا يدرك مرسي أن السادات أرادها حرباً تحريكية لا تحريرية, وإن السادات هو الذي انجز معاهدة كمب ديفيد مع إسرائيل،هذه التي أزاحت مصر عن دورها العربي.
في الختام نقول:من الاستحالة بمكان على الرئيس مرسي بسياساته , استعادة دور مصر عربياً ومناطقياً ودولياً.
* * *
*








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما يريده الفلسطينيون
jamal alsalim ( 2012 / 10 / 13 - 07:06 )
فلسطيني اخر يريد من المصريين ان يخربوا بيتهم بايدهم برفع شعار تحرير فلسطين مثل ما خرب صدام حسين بيته..كيف سيكون لدولة عدد سكانها 90 مليون وناتجها القومي لا يتجاوز 500 ملياردولار دور على المستوى الدولى او حتى الاقليمي والافريقي والعربي ..انظر الى تركيا ناتجها القومي وصل تريليون دولار وما زالت دولة عاجزة...بصراحة انت كعادة الفلسطينيين بتحكي من طيز واسعة كما يقول المثل عندنا

اخر الافلام

.. تفاصيل صغيرة منسية.. تكشف حل لغز اختفاء وقتل كاساندرا????


.. أمن الملاحة.. جولات التصعيد الحوثي ضد السفن المتجهة إلى إسر




.. الحوثيون يواصلون استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل ويوسعون ن


.. وكالة أنباء العالم العربي عن مصدر مطلع: الاتفاق بين حماس وإس




.. شاهد| كيف منع متظاهرون الشرطة من إنزال علم فلسطين في أمريكا