الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشاهدات من مخيم الزعتري

عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)

2012 / 10 / 12
مواضيع وابحاث سياسية



الوقت مبكرا والقمر ما زال يمنح نوره على الارض معوضا غياب الشمس التي ما تزال مستترة وراء الجبال، والنهار ما زال يتنفس خجولا، والليل يزيح ستارته بتؤدة حتى لا نعرف كيف تنازل للنهار عن حلكته.
انها ساعة اللقاء والوداع ما بين القمر والشمس يتصافحان معا ويغادران بعضهما بأمل اللقاء، رغم اختلاف اتجاهاتهما الا ان كل منهما يعرف دور الاخر واهميته.
كثير من المرات نحتار حين نختار، حتى لا نصاب بالندم لان الحياة اصبحت ضيقة، واوجهها الاربعة قاتمة، يكون الواقع اشد بؤسا اذا كان الضرب قاسيا وعلى منابت الوجع.
ما اصعب ان تمضي نهارك وليلك في مكان واحد لا يجمعك فيه الا الملل وقلة الحيلة.
اللاجئ السوري لم يكن محتارا حينما غادر بلده خوفا من آلة الحرب وقسوتها، حتى يجد نفسه في مواجهة عدو اخر، عندها لا بد له ان يحتار وهو يختار بين عدو يتميز بجغرافية المكان القاسية وصحراويته وصعوبة التأقلم فيه، اذ ان خروج اللاجئ لم يكن من اجل ان يواعد حميمية اللقاء بين الشمس والقمر كما لم يكن من اجل ان يسكن في مكان زيتونه غير ناطق بالثمر او الزيت، ولم يكن كذلك على موعد مع الحياة البدائية بكل تفاصيلها المرة.
في مخيم الزعتري، يحدث ان يسير طفل صغير بعمر السنة بحذاء فردتاه غير متوافقتين بالالوان وارتفاع الكعب لانه خرج محمولا على الاكف اذ غاب عن والديه ان محمدا سيباغتهم ويسير قبل ان تحل مشكلة وطنه، متعثرا بخطاه وهو يسير على الرمال التي تعصف عليه وتجعله يكابد مبكرا مرارة الكبار من قادتهم.
احد الضيوف العابرين الى المخيم كان يسير خجلا وهو يتأبط ربطة من الخبز العربي وكان يزور احد معارفه في مخيم الزعتري، وكم كان يتمنى لو انه يستطيع ان يمسح لهفة وشوق الطالبين للحياة ممن يقابلهم من سكان المخيم هكذا كان يحدث نفسه، ولم يكن يخطر على باله، أنه سيقابل بكل هذا الترحيب ممن يعرف ولا يعرف بالسلام والكلام حتى تبين له ان الاحتكاك به كان من اجل ربطة الخبز التي يحملها وليس من اجله، وانه استطاع ان يلبي لهم بعض من شوقهم لخبز اعتادوا على تناوله بدلا من الخبز الذي يقدم لهم مع الوجبات.
احدى الصغيرات ممن نحتك بهن اخبرتني انها ملّت أكل الدجاج مع انها استدركت بالحديث وقالت لي ان الدجاج او الفروج كان من الطعام الذي يقدم في الاعياد والمناسبات حين كانت في قريتها.
تنفسنا الصعداء بعد ان استعادت احدى القاطنات بالمخيم طفولتها من مستنقع الزواج المبكر وبعد ان تحدد موعد زفافها في اخر لحظة.
الاطفال بالمخيم يرفهون عن انفسهم بترديد الاغاني الوطنية والاحتفاء بالشهيد والثورة
الحقيقة ان المنظمات الانسان تقدم الكثير من الجهود في رسم الابتسامة وفي التخفيف من معاناة التشرد بتوفيرها الخدمات الكثيرة حتى تصبح الحياة ممكنة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - توضيح لجهادعلاونة
عبد الله اغونان ( 2012 / 10 / 12 - 19:32 )
أنت الذي تتهمني باختلاس وسرقة مساعدات دبي والكويت في الأردن وأنا القابع في المغرب..اذهب والق نظرة على مخيم الزعتري لترى بعينيك المستشفى العسكري المغربي الذي يقدم خدمات صحية للمطرودين من سوريا وفي بلدك
المغاربة لايتسولون بل يبذلون الغالي والنفيس كل مرة يكون هناك محتاج
أنت الذي تتسول المساعدات لكسوة أولادك وطلب جهاز كمبيوتر وبيع مكتبتك
وماخفي أعظم
اخجل من الكذب


2 - تحية استاذ عبدالله اغونان
عبله عبد الرحمن ( 2012 / 10 / 12 - 19:54 )
تحياتي استاذ عبدالله اغونان شرفتني بتعليقك
الحقيقة ان المستشفى المغربي عندما حدث اضطرب في مخيم الزعتري نتيجة الاحوال الجوية السيئة، المستشفى الميداني المغربي هو الوحيد الذي تطوع بتقديم المساعدة في ذلك الظرف الصعب وانا شاهد حقيقي على ذلك في بذل العطاء وتبديل الحزن بالفرح
كل التقدير لك استاذ عبدالله اغونان


3 - اشكرك, أستاذة عبلة عبد الرحمان
عبد الله اغونان ( 2012 / 10 / 12 - 21:03 )
المنة لله ,فكلنا اخوة في الدين والعروبة والانسانية
دأب المدعو جهاد علاونة على اتهامي كذبا وبهتانا أني أختلس المساعدات بالأردن والقادمة من دبي والكويت وأني مسجل في سجلات المساعدات وأنا الذي لم أزر الأردن قط
كل هذا لأني أناقشه بالحجج على طروحاته منذ ان كان يتظاهر بالعلمانية و الالحاد الى التوبة الى التقرب من اليهودية والصهيونية الى ان اعلن تمسحه وتركيزه على الاساءة
خاصة لدين الاسلام ونبيه وكتابه وللمسلمين
ويعمد بدل الحوار المتمدن الى حذف تعليقاتي مع السب والشتم
والله غالب على أمره


4 - تحية لسيدتى الفاضلة عبلة
مجدى زكريا ( 2012 / 10 / 13 - 19:49 )
تحية وشكر لسيدتى العزيزة عبلة. على جهودك فى فى العمل التطوعى والانسانى
وهذا اضافة لفضائلك الكثيرة
طوبى لمن يخفف الام البشر ومعاناتهم
وشكرا على تحيتك الرقيقة


5 - الأستاذة عبلة عبد الرحمن المحترمة
ليندا كبرييل ( 2012 / 10 / 14 - 00:27 )
أحيي جهودك وجهود زملائك للتخفيف عن البشر ضحية حروب لا يد لهم فيها
أتعاطف مع كل ضحايا الكوارث ، لكن مسببها في بلادنا الإنسان ، لا الطبيعة ، ولا الله ، الإنسان بشرهه وطمعه وسعيه للسيطرة على مقدرات الآخرين بشتى الشعارات ولتخربْ الدنيا من بعده
أرجو أن توافينا بالتقارير عن مهمتكم الجليلة ولك أطيب التحية والتقدير لشخصك الكريم


6 - تحياتي استاذ مجدي زكريا
عبله عبد الرحمن ( 2012 / 10 / 14 - 17:34 )
تحياتي استاذ مجدي زكريا الشكر الجزيل لك
الاحساس الطيب بالاخرين يمنح الحياة معنى حقيقيا واحساسك الرائع نحو الاخرين يكسبنا ثقة الامان بطيبة البشر
دمت بكل الخير


7 - تحية استاذة ليندا كبرييل
عبله عبد الرحمن ( 2012 / 10 / 14 - 17:47 )
نحياتي استاذة ليندا كبرييل
انني معك حين قلت ان كوارثنا مسببها الاول وربما الاخير هو الانسان
ولكنني اضفت الطبيعة كسبب اخر يضاف الى الة الحرب التي جعلت السوري كلاجئ يحتار ايعود او لا يعود لبلده لان بيئة المخيم ارضها صحراوية وقد لا تتصوري شدة الغبرة وحرارة المكان نهارا وبرودته ليلا اضافة الى نكبة العيش بخيام لها ارقام
الحزن كبير حقا خاصة وان الامل بانتهاء الازمة لا يلوح بالافق
الامر يكون محزن اكثر حين تصبح اغاني الاطفال كلها ثورة وحزن على من ماتوا
تحياتي اليك صديقتي العزيزة ليندا

اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟