الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعد هزيمة مالمو بالسداسية : مازال العراق صغيرا في رياض الأطفال

جاسم محمد كاظم

2012 / 10 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


ذهب البعض بعيدا في الخيال وهو يضرب الأخماس بالأسداس ليحسب بطريقة بدائية على طريقة المثل العراقي الشهير " حساب عرب " ويقارن بين مستويات لا يمكن أن تكون متقاربة أبدا لبلد تمرست مفاصلة لنخاعها في كرة القدم وأصبحت الكرة شعارا وطنيا تقع في منتصف علم "السامبا" وعزفت له أسماء مدوية نغمات في المستطيل الأخضر فاقت في روعتها نغمات أوتار الموسيقى العالمية الذي تبثه القناة الأولى سابقا وتداخلت أسماء وصور السحرة من أبنائه السحرة في كل بيت بغض النظر عن اللون والمعتقد والجنس حتى إذا ذكرت الكرة ذكروا .
هزيمة "مالمو" لا يمكن أن تمر بدون استنتاج نهائي وكلمة حق تقال تأخذ مدلولها من الواقع لان عالم الرياضة انعكاس لعالم المادة ونتيجة قد تكون حتمية لهذا الواقع تسير بالتالي بالتوازي مع تطور المادة نفسها في كل مجالات الحياة سياسية كانت أم اجتماعية .ثقافية ورياضية .
البرازيل القوة الخامسة في الاقتصاد والبلد الذي أنتج المدرعة والطائرة والصاروخ العابر وعبرت مركباته المحيط الأطلنطي لتسير في شوارع أسيا وإفريقيا وأوربا نفسها والبلد الذي تصدر مزارعة ومصانعة ما يقارب الربع مليون دجاجة يوميا إلى كل أنحاء الدنيا وتفوق إيرادات دجاجة ولحوم المعلبة إيرادات نفط "ميسوبوتاميا" الذي أوجدته الطبيعة خطئا في هذه الأرض .
لكن كل هذا يسقط من الحسبان إذا كان المحاسب يحسب على أصابعه على طريقة الإنسان البدائي الذي ودع لتوه المرحلة الحيوانية وبدا يستفيق من مرحلة اللحظة الراهنة ولم يدخل بعد مرحلة الحس ويلصق الزمان في نقطة المكان ليتطابق الشكل مع المضمون ليكون كل شي بعد ذلك فوضى عارمة في دماغه الذي لا يستطيع التشكيل وإعادة الخلق من جديد .
لكن عقل المثال لازال بدائي وهو يسقط حساب المادة لان هذا العقل تشكله الكلمة فقط وهو بحساب علماء "الانثروبولوجيا " يعيش مرحلة الطفولة .
فهو يستخلص الكلمة من المادة ويبني عالمة الوهمي بالمجردات دون حسبان المادة وعنده الكلمات فقط متشابهة تكون لها نفس المدلول والقوة يتساوى في معادلة الحياة لدية طرفيها الأيمن مع الأيسر لازال عقلة يعيش المرحلة البطولية ورموز الأبطال المعلمين الذين خلقوا العالم وأعادوا تشكيل تضاريسه تسير الحياة بإشارات أصابعهم وتتحرك النجوم طبقا لأفكار عقولهم .
لذلك فلا نستغرب أن أطلت علينا صفحات مجلاته وهو في أوج زهوة بمقارنات مضحكة وهي تضع صور لاعبيه بالتوازي مع أسماء مثل ميشيل بلاتيني .سرجينهو . سقراط . زيكو . بريغل . والحارس داساييف بعد صعوده لأول مرة إلى المعترك العالمي في المكسيك عام 1986 ليخرج بخفي حنين ويتذيل الترتيب بآخر اسم .
استفاقت اليابان من هذا الكابوس المرعب وسارت الرياضة مع الصناعة والسياسة وتطابق الشكل مع المضمون وبنفس المضمار سارت كوريا بشقيها وتبعتها الصين وبقي العالم الذي يستورد كل حاجاته حتى مياه شربة المعبئ بالقناني المعقمة بالأوزون في متاهة "الماتادور" ينتظر من القدر فق أن يمد إلية خيط "أريان " الغائب يعيش عالم الوصاية في كل ميادين حياته السياسية والاجتماعية والثقافية الى الرياضي منها .
لذلك يكون آخر القول لا يمكن أن يسير المنطقي مع التاريخي بدون تحويل المادة وإعادة خلقها من جديد بثورة صناعية هائلة ينتج رحمها الولود عالما سياسيا .اجتماعيا . ثقافيا ورياضيا من نفس الواقع المعاش لتصل معادلته الرياضية إلى حالة التوازن لينظر إلى الآخرين بشموخ وتعالي حين يحكمه القدر بالمواجهة كما يقول المتنبي في احد أبياته الشهيرة وهو يستخف بكل الشعراء :
" أفي كل يوم تحت ضبني شويعرٌ ..... ضعيف يقاويني قصير يطاول ُ"


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاسم محمد كاظم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صدقتَ وربّ الكرة
رعد الحافظ ( 2012 / 10 / 13 - 15:25 )
أو ربّما إنطبق علينا قول عمرو بن هشام / لقد إرتقيتَ مرتقى صعبًا يا رُوَيْعِىَ الغنم
***
ولقد أثبتُ لنفسي على الأقلّ , أنّي من المتفائلين خيراً عندما راهنتُ على نتيجة المباراة ب 5 للبرازيل في عين العدو , مقابل هدف واحد لنا
فلا إكتفوا هم بالخمسة , ولا حققّنا نحنُ الواحد
فخرجتُ من الملعب مع إبني سيف وصديقهِ عمر , وقريبي محمد الذي طار من لندن الى مدينتي صباح نفس اليوم لنستقل السيارة لمدة خمس ساعات , لنحظى ولو برائحة العراق
العجيب في الأمر / أنّ لاعبينا كانوا خائفين مرتعبين منكمشين منذُ اللحظة الأولى
حتى يُخيّل للمتابع أنّهم في صدد خسارة كأس العالم عند أيّ هفوة أو فتح ل للعب
هتفنا لهم من أعماقنا لنسخّن لهم ذلك الجو البارد , وغرّدت النساء العراقيات ( لا تقل زغردت حسب العلامة مصطفى جواد فالزغردة هو صوت البعير الذي يرددهُ فحل الأبل )
قلنا لهم إلعبوا إهجموا لا تخافوا / لا يوجد أصلاً ما تخشون خسارتهِ
لم ينفع معهم شيء !
مع ذلك , قلبَ العراقيون مشهد الخسارة الى ضحكة وتهكم على النفس فهتف بعض الشباب عند خروجهم / ستة صفر .. أحسن من عشرة صفر
آه لو تدري يا صديقي كم يُحّب العراقيون عراقهم رغم القهر !


2 - تحية للأستاذ والأخ رعد الحافظ
جاسم محمد كاظم ( 2012 / 10 / 13 - 16:53 )
تحياتي لك والى كل العراقيين في مالمو والسويد والمهجر . راهن البعض من المتفائلين على التعادل لكن ماكل ما يشتهي المرء يدركه .
ولأننا لا نعرف إعادة برمجة وصياغة الحياة فهذا هو مستوانا في كل شي في السياسة .الرياضة . العلم . التكنلوجيا . مازلنا نتعلم الحروف . المدرب برازيلي . الوصي والقيم أميركي . السيارة ياباني . الستلايت كوري .. القشطه تركية . البدله والبنطال صينية . لذلك من المنطقي جدا هو عدم غلبة هؤلاء في ميدان الكرة .
يقول جيوفاني فوكو - الذي يصنع فاسة يصنع ربة - لذلك فان الذي لا يعرف صنع حذائه الرياضي وفانيلتة لا يمكن له أن يرتقي على صناع الحياة .
مع خالص التحية والشكر


3 - الزغــردة صوت البعيـــر الفحــل
كنعان شـــــــــماس ( 2012 / 10 / 13 - 23:50 )
تحية يا استاذ جاسم محمد كاظم وتحية الى الاستاذ رعد الحافظ الذي اضحكني تعليقه حتى ادمعت عيني من الزغرودة والهلهولــــة العراقية ومصطفى جواد رحمه الله ... ابني ذهب من المانيا الى السويد بالسيارة لمشاهدة الفضيحـــة وقال عندما رجع ... جماعتنا كانوا يركضـون في الساحة فقط وذكرني هذا بفلم فيديو لاحد السفهاء اسمه براءة المسلمين... ياترى ماذا يحدث لو نزلت هوليــود الى الساحة يحتمل ان الزغاريد والهلاهل تصل الى السماء السابعة


4 - تحياتي للأستاذ كنعان
جاسم محمد كاظم ( 2012 / 10 / 14 - 03:25 )
في إحدى المرات كنت في احدى المكتبات ابحث عن -الكلمات والأشياء- لميشيل فوكو ورغم أن صاحب المكتبة لم يعرف فوكو وكتابة ولم يسمع بة إلا أنة كان يتحدث لشخص كبير يماثله في العمر بان كل كلماتنا العربية مأخوذة من البعير بل وصل بة الأمر إلى أسمائنا التي تشاركنا كل حياتنا ووصل بة القول - ربما يكون ان اللغة العربية كلها مشتقة من البعير - واذا كان كلامه صحيحا فعلا الدنيا السلام وتحياتي لكما


5 - استفسارات؟
د.قاسم الجلبي ( 2012 / 10 / 14 - 11:27 )
ماذا خطر ببال المدرب زيكو عندما زج القريق العراقي بالعب مع فريق يحمل مهارات فنيه عاليه بكره القدم كفريق البرازيلي ؟ اعتقد انه اخطأ بهذه المهمه . . علما ان فريقنا يحمل ممازجه بين لاعبين اصحاب مهارات مخبره متراكمه ولكنهم عجائز كبار السن مع اخرين شباب لايملكونها . ثانيا ان توقيت اللعب في اجواء بارده مثل مالمو يختلف عن اللعب قي قطر حيث درجه الحراره مرتفعه وهذه س تتؤثر على لياقتهم البدنيه حيث تنتظرهم مباراه مهمه مع الفريق الاسترالي والذي خسر امام الفريق الاردني 2 لواحد. اعتقد هذا هو الخطاء الثاني للمدرب زيكو . وفي كل الاحوال نرجوا لفريقنا العراقي بخروج بنتيجه ايجابيه لبعد غد تؤهله للوصول الى البرازيل في2014 لنهائيات كأس العالم


6 - الخوف من كارثة الدوحة
جاسم محمد كاظم ( 2012 / 10 / 14 - 13:33 )
بعد هزيمة مالمو يساور الشك كل محبي الأخضر من كارثة في الدوحة بإقدام الكنغر قد تكون المسمار الأخير في نعش التصفيات لكننا لسنا متنبئين مع التحية

اخر الافلام

.. 67,1 بالمئة.. تقديرات نسبة المشاركة في الدورة الثانية للانتخ


.. الفرنسيون يختارون: -برلمان معلق- أو تعايش صعب بين الرئاسة وا




.. حزب الله يرد على اغتيال إسرائيل أحد مقاتليه بعشرات الصواريخ


.. ما أهمية خطاب أبو عبيدة للفلسطينيين قبل جولة جديدة من مفاوضا




.. شبكات | لماذا حظرت برلين المثلث الأحمر المقلوب؟