الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محمد مرسى بين -الهمس الصينى- و-همس مكتب الإرشاد-

محمود سعدى الوالى

2012 / 10 / 14
الادارة و الاقتصاد


من المتعارف عليه فى علم الإدارة ،أن التقارير وعندما يتم تحويلها إلى درجات أعلى على سلم الهيكل التنظيمى إنطلاقاً من الإدارة (الدُنيا)المباشرة مروراً بالإدارة الوسطى حتى تصل إلى الإدارة العليا ، فإنها وفى كثير من الأحوال يصيبها التشويه الناتج عن التجميل فيها قدر الإمكان،ذلك لأن المرؤوس عند كتابتة التقارير التى يُبلغ فيه رئيسه بما حققه من إنجازات على أرض الواقع فإنه يقوم بالتجميل والمبالغة قدر الإمكان فيما تحقق فعلاً من أجل تجميل صورته أمام رئيسة، فلو إفترضنا أن الإنجازات كانت على سبيل المثال قد قاربت نسبه ال 45 % نجاحاً ، فإنها تُصبح أكثر من 45 % فى مستوى إدارى أعلى ،ليقال عنها فى المستوى الإدارى التالى أنها قاربت نسبة ال 50% ويظل هذا الوضع حتى تصل إلى الإدارة العليا وقد حققت نسبة نجاح تزيد عن ال50% ،هذا ما يطلق عليه فى علم الإدارة "الهمس الصينى" .

أما الرئيس المصرى محمد مرسى وقد فاجئنا بعد 100 يوم من الحكم بإحصائيات وأرقام غير منطقية بل وتختلف كثيراً مع الإحصائيات التى تحدث بها رئيس الوزراء ووزير ماليته وتلك التى وضعتها وزارة المالية على موقعها الرسمى !! ، ليحدثنا عن أقل معدل تضخم منذ عشر سنوات في حين أننا على أرض الواقع نجد أن جميع أسعار السلع قد إرتفعت بصورة كبيرة ، وأنه حل مشكلة المرور بنسبة 60% ولا نجد على أرض الواقع أى تغيير ملحوظ ، وكذلك قوله الغريب عن القمامة التى تم رفعها من الشوارع ولكنها عادت مرة أخرى وكأنه مسئول عن إدارة البلاد ليوم واحد،فى حديث ينم عن إستخفاف شديد بعقول مستمعيه ،لتظهر الديماجوجية فى أبهى صورها فى حديثه المُخزى عن قرض صندوق النقد الدولى ،حيث الحديث عن نسبة الفائدة الزهيدة البالغة 1.1% وكأنه فرصة تمويلية غير مسبوقة ، دون أن يتطرق لشروط القرض المتضمنة لروشتة قتلت من قبل العديد من الشعوب من بينهم مصر منذ عام 1991 ،حينما طبقت تلك الروشتة التى يلزم بها الصندوق كل الدول بغض النظر عن ظروفهم الإقتصادية والإجتماعية .

و بالنظر إلى الخطاب كإنعكاس لإسلوب الأدارة المُتبع ، سنجد ان الأخطاء فى الخطاب ليست أخطاء عادية أو لها تفسيراتها فى أدبيات علم الإدارة ،إنما التفسير الوحيد لهذه الأخطاء هو "همس مكتب الإرشاد" الذى يُملى بيانات وإحصائيات لا نعرف لها مصدر ولم تقّم أى مؤسسة من مؤسسات الدولة بإعلانها،ولا شك أن هذا يعكس مبدأين واضحيين فى الإسلوب الإدارى الذى تتبعه الجماعة المحظورة ، المبدأ الأول هو ترسيخ للديماجوجية كإسلوب سياسى رخيص قائم على الإستخفاف بالشعب ، والمبدأ الثانى أن مصر ليست دولة مؤسسات لها إحصائيتها الرسمية التى يعتد بها وإنما هى دولة جماعة الإخوان ،والمؤسسة الوحيدة التى تملك الأمر والنهى والإحصائيات السليمة فيها تتلخص فى "مكتب الإرشاد" وما على الجميع سوى الإنصات "لهمسات المكتب" .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين نيلين - حرب السودان تهدد إنتاج النفط في جنوب السودان


.. كيف هي العلاقة بين البنوك الفلسطينية والإسرائيلية؟




.. عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم السبت 27 إبريل 2024 بالصاغة


.. عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم السبت 27 إبريل 2024 بالصاغة




.. موجة الحر في مصر.. ما الأضرار الاقتصادية؟ • فرانس 24