الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فنانون ام كراكيز ؟

ناصر موحى

2012 / 10 / 14
الادب والفن


فنانونا وجه لمستوى فننا
من حسنات هذا العالم الإفتراضي أنه كشف اللثام على وجوهنا الجميل منها والبشع وسلط اشعة الحقيقة عن نوعية المادة التي تملأ ادمغتنا والهواجس التي تسكنها .وقرب البعيد منا وأنزل المتعالي منا حتى الحضيض بنقرة زر سهلة لكن ماأعظمها .
في السابق لم يكن مثلا ممكنا معرفة مايفكر فيه الفنانون الذين يملئون شاشات قنواتنا التلفزيونية تمثيلا وصخبا وتنشيطا . كانوا يعيشون في ابراجهم العاجية او البلاستيكية بعيدا عنا وظل عالمهم مليئ بالغموض والتشويق . كانوا يلعبون ادوار فلاسفة ومفكرين ومؤرخين وسياسيين .كانوا يتحدثون في ادوارهم عن احداث تاريخية كبيرة غيرت مجرى وجودنا . كانوا ينطقون جملا ومفاهيم قلبت وجه التاريخ البشري . لكن..
هل كانوا يفهمون دلالات ادوارهم تلك ومعاني الافكار التي كانت افواههم تلفظها بتوازن واتساق كبيرين ؟
لم نكن ندري شيئا من كل هذا لأنهم لايتحدثون ابدا عن هذا في حواراتهم المعدة سابقا وبموافقتهم حتى يعطونا الصورة التي يريدون عن انفسهم وليس صورتهم الحقيقية.
لكن مرآة الفايسبوك وتويتر وغيرها عراهم وعرانا وياليتهم فعلوا .
جولة بسيطة على صفحات "ايقوناتنا" الفنية المغربية على موقع جمهورية فايسبوكستان العظيمة ستدفعك لعدم معاودة الزيارة ثانية وربما ازالة حسابات الذين يتواجدون على حسابك رحمة بأعصابك واحتراما لمفهوم الفنان المثقف والملتزم الذي يستحقه شعبك .
والا مامعنى ان تخصص صفحتك وفقط لنشر صورك الشخصية مع تغيير في الملابس وكل الامكنة وكأن الصفحة خشبة عرض للأزياء المنزلية الجديدة منها والقديمة ولاتتأثر ابدا بمستجدات الأحداث حتى الفنية منها .
أو اخبار عن تنقلات "الفنان الكبير" (ة) في المنزل والمقهى وفوق البحر وخروحه من الحمام وربما قريبا من المرحاض كذلك .
أما اسئلة الفن والثقافة الحارقتين ودورهما في توعية الشعب والإرتقاء بذوقه الفني والتأصيل لفن يعكس نبض الشارع ويجعل نفسه في طليعة ثورة ثقافية تمهد وتؤسس لثورة مجتمعية شاملة أو طرح السؤال القديم الجديد هل نريد الفن من اجل الفن ام الفن من اجل الحياة , فذلك من سابع المستحيلات بل من العبث حتى مجرد التفكير فيه .
ومع كل هذا فالمعجبون والمعجبات بالآلآف يتهافتون على من سيكون الأول الذي سيؤشر ب "أحب "أو من سيكتب تعليقا سخيفا على ماينشر من غسيل أسخف . وكأن همهم الوحيد هو وضع الأصبع على الزر وانتظار فتح مبين آخر من أحد أيدولاتهم (مثلهم الأعلى) .
إنهم إذن صورة كبق الاصل وترهاتهم من ترهاتنا وسخافة تصرفاتهم من سخافة تكويننا . إنهم ممثلي الفن الذي نستحق وترموميتر الذوق الفني الذي حقنا به مذ خلقنا فلا لوم عليهم وكل اللوم علينا .
"اعطيني خبزا ومسرحا اعطيك شعبا مثقفا " هكذا صرخ المسرحي الروسي ستان سلافسكي بداية القرن العشرين امام العالم . وبعد قرن على صرخته المدوية والعميقة مازلنا في بلداننا لم نعطى خبزا بكرامة فأحرى مسرحا بفنانين مقتدرين فكيف لنا أن نحلم بسعب مثقف .
الدرب طويل لكن قطع مسافة الالف ميل تبدأ بالخطوة الأولى..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لما تعزم الكراش على سينما الصبح ??


.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة




.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد


.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم




.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?