الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجديد غير بعيد , والقديم فمن يعيد ؟

احمد مصارع

2005 / 3 / 4
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


الجديد غير بعيد , والقديم فمن يعيد ؟
أليست الحرية خيارا مطلقا ؟!
الحرية غاية الغايات , ولكنها تسبت في كهوف الميتافيزيقية المتماهية مع زرقة الكون .
كيف ينعكس شعاع الحرية على المرآة الأبدية ؟
انه يزدهي حينا في خسوف , ويخبو أخرى في كسوف ..
الحرية تتذبذب مترددة كحيرة موجات الطيف , ما بين السكون والحركة , يتلذذ بالسكون مع وهم الحركة , ويفقد وعيه مع الحركة المنطلقة بجنون يتوهم الحركة .
الإنسان في أعلى درجات الوجود , هو في وجود الحرية , والحرية في اللاممكن الوجود , وقدر أن ما يذهب فليس يعود , هو الوجه الآخر لقدر من لا يعود .
أنا هو أنا فكيف أتحول في تخاذل مريب ,الى أنا هو هو , وليس من أنا غير الهو ؟!أي ليس أنا !
كالداخل في التفاعل , والخارج بدونه .
ألانني مذ تدحرجت ككرة صماء , أو ناطقة , فلن أملك أن أتوقف , أو أعيد الكرة ثانية ؟
انه انسحاق ميثولوجي , بدوي , بدئي , في الطرد المركزي , بدون محبة ولا احترام , في هوان مذل , لا يبقي نسمة من نسائم الحرية , امض في عسكرتارية مقيتة , نحو المجهول الآمر ,بدون أدنى حدود المجاملة , وبيداغوجيا التربية , المخففة لصدمة الطرد الى غير رجعة , كالعسكري القلق الذي لا يدري , من يطرد , ولماذا يفعل ما لا يفهم , وقد تشيأ بل صار شيئا ..!
لا فضاء أول , لاعقل أول, لاحب أول, ولانص أول ..!
غابات الجماجم والأحجار صارت مع منافض سجائر الأفكار , شكلت مع خلبيات الأسحار , كآبة في عصر اللألكترون ,لأن هناك ما أثقل صدر الحرية , ووضع لها حدودا كي تبقى ضمن حدود .
كان ذلك حين أمكن لنا رؤية جماجم البشر , لا تقدر على الاهتراء , وبصعوبة بالغة , في مز ابل البترو كيمياء ,مشكلة اليوم , اختناق الميت , فلا يوجد موت آمن , فأين هواء التحلل ؟!.
الميت يريد إلغاء علاقته مع الحي المزعوم ,فليس من المعقول أن يعلق الميت , وهو المتورط في موته , وفقا لقانون الانمحاء , بشكل عادل , فليس من المعقول أن تكون ورطة الكائن الحي , في أنه كان قد حيا في لحظة ما وبدون اختيار , أو حرية ؟!
حواجز وأسوار تمنع استمرار عبور الأسوار !
حرية الوجود مهددة بالانسحاق ؟ وبعدها أصبح الفكر في حكم المغدور ..
اذاكان الإنسان حرا , حين يفكر , فكيف يمكن له ذلك في خضم الضجيج , وعدم الهدوء والتوقف ولو للحظة هاربة , من شؤم الزمن ؟
انه فخ المستحيل , وضرورة وقف الحضارة الصارمة القسمات , المعسكرة , والضاربة في لكمات دامية , مجرد التأمل أو الوقوف ..!!
هل أصبح المطلوب ببلاهة تامة : وقف الزمن , وعلى طريقة الأهرامات الفرعونية ؟؟! ..
من الحرية أن يحلم( المواطن), (بوطن ) :
لا كهرباء فيه ولاألكترونات ,ولا آلية تسير فيه ولا مكائن تدوي في فضائه , لتكون أبعد ما يكون , عن مناطق عيشنا , وتنفسنا , وطعامنا , ونومنا وصحونا .
لم نعد نسمع نقيق الضفادع و ولا صفير الصراصير , من دوي المحركات الكهربائية , والألكترونية , ومن رعيد السيارات الماجنة , ثقيلة الدم أو خفيفتها كذبا .
لم نعد نشتم روائح الأشجار , فالأوراق شبه الخضراء , مختنقة من سموم احتراق البنزين والمازوت , ولا تثلج الدنيا عندنا ولا تتوقف الحركة ولو لضرورة إنتاج فيلم الموت البطئ .
أدخنة المز ابل البلاستيكية محقت الورود والزهور , فلا حرية للطبيعة , فكيف يمكن للحالم الأبدي أن يمل من فضاء حرية التاريخ العتيق ؟
كما لم نعد نتذوق الطعام , ولقد صار الطعام متداخلا , مع السموم البترو كيمياء , وانقضت حلمات الذوق , وقريبا ستعرض في متاحف العلوم .
لم نعد نعرف النوم , فكيف لنا أن ننام بهدوء ؟! فشبكات توليد الطاقة , ومجالاتها الكهرو مغناطيسية , وعبر ما يتشرد عنها من الالكترونات , وحين تتطفل على كهيربات أجسامنا الشاردة من الكونية العضوية , والمحكومة بحرية الحياة سابقا , ومن عمق تساؤلات المجهول المنسي , على أعتاب , ما يمكن تسميته : الحياة .
الطرق الترابية المفقودة يمكن لها أن تعبد بالأحجار , من نفس الدماء , والأعصاب , والخلايا , بينما تضايفها ظلال الأشجار , وتتراصف على حواشيها الزهور , وتغرق البيوت الرمزية في الحدائق , ولا يعرف , ما لفرق مابين البيت فيه الإنسان , وبين الحديقة التي تنبت الإنسان .
احمد مصارع
الرقه -2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي صلاحيات رئيس الجمهورية في إيران؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. هيئة الانتخابات الإيرانية تعلن عن جولة إعادة بين بزشكيان وجل




.. الداخلية الإيرانية: تقدم بزشكيان مؤقتا يليه جليلي


.. الداخلية الإيرانية: تقدم بزشكيان على جليلي بعد فرز 19 مليون




.. مقتل عشرات الفلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على مناط