الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا لم تنقلب حماس علي ياسر عرفات?

نافزعلوان

2012 / 10 / 14
القضية الفلسطينية


بسم الله الرحمن الرحيم

لماذا لم تنقلب حماس علي ياسر عرفات?

أقول لكم. عرفات لم يكن أذكي من السيد محمود عباس ولا ( متعلماً ) أكثر من السيد محمود عباس ولا حتي ( داهية ) كالسيد محمود عباس. كل ما في الأمر هو أن ياسر عرفات كان ( دوغري ) لا يعرف المراوغة ولا ( اللف ) ولا الدوران. كان عندما يصل إلي علمه أن هناك تذمراً وتاففاً من حركة حماس أو أي فصيل فلسطيني كان يذهب إليهم علي الفور أو يدعوهم إليه فوراً وفي نفس اليوم الذي يصله فيه الخبر. كان عرفات يعلم أن لكي يحترمك خصومك يجب أن تحترم خصومتك معهم وتعترف بها وأن تواجهها وجهاً لوجه لا أن تتجنبها أو تتجاهلها من أول لحظة تعلم فيها أن هناك خصومة وأن هناك خلاف. وسواء كان هو المخطئ أو سواء كان هو الذي علي حق كان الجميع يخرج من عند ياسر عرفات منتصراً. وهذا ما يطلقون عليه لقب ( سياسة الحكماء ). السياسي الحكيم يجعلك تعبر عن كل ما في صدرك وأن ( تفش غلك ) بأن تقول كل ما يؤلمك ثم يقوم السياسي الحكيم بإعطائك من طريقة الإصغاء إليك ما يجعلك تراهن علي أن المستمع إليك هذا قد تعاطف معك ومع قضيتك بل وأكثر من ذلك يعطيك الإحساس أن هناك إنضماماً وتأيداً مطلقاً لك من هذا المستمع. ورغم أن المستمع هذا بعد أن تخرج من عنده يفعل ما يراه هو مناسباً وليس ما تراه أنت مناسباً إلا أنك تبقي أسيراً للفرصة التي منحك إياها لإقناعه بعكس ما يصنع فلا تملك إلا أن تلوم نفسك وتعود أدراجك تراجع وتبحث عن الخطاء.

لقد كانت سياسة الباب المغلق التي إتبعها السيد محمود عباس ومخاطبة الفلسطينيين من وراء ( حجب ) هو ما خلق الفجوة والجفوه بينه وبين حماس ومعظم الفصائل الفلسطينية بل والشعب الفلسطيني بأكمله. كأن هناك نوعاً من ( النقص ) يحاول السيد محمود عباس أن يعوضه في نفسه وهو نقص الشعور بأنه رئيس ( دولة ) حقيقية وله وزراء وحجاب ومستشارين ومقام يعتقد بأنه كلما إرتفع به عن الشعب الفلسطيني كلما أشبع ( النقص ) الذي لديه من جراء إنعدام الشعور لديه بأنه ( رئيس ) حقيقي للفلسطينيين.

ياسر عرفات لم تكن لديه عقدة النقص هذه. قد يعيد البعض هذا الأمر إلي أن ياسر عرفات في ( عزه ) وقبل أن يدخل ( سجن ) الأراضي الفلسطينية كان يحضي ويلقي معاملة الرؤساء والملوك وهو فقط ياسرعرفات وبدون لقب رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ولا ما يحزنون. كانت هناك ( هالة ) تحيط بياسر عرفات أعطته بريق ورونق الرؤساء والملوك ، هذا ما يفتقده السيد محمود عباس ويفتقر إليه منذ إنتخابه رئيساً للشعب الفلسطيني ، لقد كان السيد محمود عباس وحتي بعد إنتخابه رئيساً للشعب الفلسطيني يأتي في المرتبة الثانية لدي الشعب الفلسطيني يسبقه ياسرعرفات حتي وهو في قبره. عقدة نفسيه لم يستطع السيد محمود عباس التخلص منها ولن يستطيع لأنه مهما فعل ومهما صنع لن يكون أول رئيس فلسطيني للفلسطينيين ولن يكون في يوم من الأيام في عيون الفلسطينيين ياسرعرفات آخر بالنسبة للشعب الفلسطيني ، عقدة أنه في المرتبة الثانية في نظر الشعب الفلسطيني والتي لا تفارق السيد محمود عباس هي ما جعلت من مأساة الشعب الفلسطيني في عهده تتفاقم وتتعاظم وتصل إلي حد الإنقلاب عليه في قطاع غزة.

السيد محمود عباس يفتقر وتنقصه البساطة التي كانت عنوان شخصية ياسر عرفات. لقد إبتعد السيد محمود عباس عن الشعب الفلسطيني عندما أقام بينه وبين الشعب الفلسطيني هذا الكم الهائل من المستشارين والمساعدين ، لم تقم بين السيد محمود عباس وبين الشعب الفلسطيني أي علاقة حميمة. لم يخرج السيد محمود عباس إلي الشارع الفلسطيني كما كان ياسر عرفات يخرج إلي الشارع الفلسطيني والشعب الفلسطيني يلمسهم بيده ويلمسونه بأيديهم. لقد قام السيد محمود عباس ( بسجن ) نفسه في برج عاجي لا تصله فيه أصوات ومطالب الجماهير الفلسطينية وأصبح تحديد موعد لمقابلة مع السيد محمود عباس من أصعب الأمور والتي تقترب من الإستحالة سواء للشعب الفلسطيني وحتي لأولائك الذين يمثلون شرائح من الشعب الفلسطيني فكان من الطبيعي أن ينقلب الشعب عليه.

نافزعلوان - لوس أنجليس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العراق.. رقصة تحيل أربعة عسكريين إلى التحقيق • فرانس 24


.. -افعل ما يحلو لك أيام الجمعة-.. لماذا حولت هذه الشركة أسبوع




.. طفلة صمّاء تتمكن من السمع بعد علاج جيني يجرّب لأول مرة


.. القسام: استهداف ناقلة جند ومبنى تحصن فيه جنود عند مسجد الدعو




.. حزب الله: مقاتلونا استهدفوا آليات إسرائيلية لدى وصولها لموقع