الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طائرة المقاومة اللبنانية .. تربك وتُذل اسرائيل .. وتكشف عاهات العرب

محيي المسعودي

2012 / 10 / 14
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني



اصابت طائرة التجسس - من غير طيّار - التي اطلقتها المقاومة اللبنانية " – التابعة لحزب الله - في سماء " اسرائيل" . اصابت الجيش الاسرائيلي " الاسطورة" والاسرائليين جميعا بالارباك والخوف والاذلال , وحطمت كرامة "الجيش الذي لا يُقهر " واضافت نصرا جديدا لحزب الله والمقاومة اللبنانية, يضاف الى نصرهم في حرب تموز عام 2006
قد يبدو الامر عاديا للبعض , فلا يوجد جيش في العالم مهما كان قويا ومقتدرا الّا ويتعرض للهزيمة والاختراق . ولكن المثير للدهشة والاستغراب والعجب , هو كيف يستطيع حزب مقاوم صغير في دولة هي من اصغر دول المنطقة ومجاورة لاسرائيل . كيف يستطيع هذا الحزب الذي يجاور اسرائيل ان يخترق دولة نونوية تكنلوجية محصنة بقبة حديدية مثل اسرائيل تحظى بدعم غير محدود من الغرب وامريكا ومعظم دول العالم المتقدمة تنكلوجيا , في الوقت الذي يُحاصر هذا الحزب ويحارب من قبل قوى فاعلة في لبنان نفسها , نهايك عن محاربة ومعاداة الحكومات العربية له في محيطه الاقليمي ومعاداة امريكا والغرب له ومحاربته ايضا بكل الوسائل المتاحة لهم بما فيها المنظمات العالمية التي تخضع للهيمنة الامريكية والغربية كمجلس الامن , من هنا يكون الاستغراب والدهشة والعجب . لن اخوض في الساعات التي قضتها طائرة حزب الله فوق سماء اسرائيل والمساحات والامكنة التي صورتها , لان ذلك لم يكشف عنه الا القليل من قبل قائد حزب الله السيد حسن نصر الله الذي اشار الى ان المقاومة قادرة على الوصول الى ابعد نقطة على ارض فلسطين المحتلة تحكمها اسرائيل . ولكن الاكيد ان الكثير من اسرار الجيش الاسرائيلي ومن المواقع الاسرائلية المهة بات مكشوفة للمقاومة اللبنانية . وهي بالتأكيد اصبحت هدفا لصواريخ الحزب, وسيضربها متى اراد ذلك .
وبينما نجد الاسرائليين منذهلين وهم يتخبطون في مواقفهم واجراءاتهم , نتيجة هذا الخرق لقبّة الحديد الاسرائيلية الامريكية على فلسطين المحتلة , وفي هذه الحال وفي هذه اللحظات, نرى العرب وخاصة حكام الخليج يبذلون كل طاقاتهم النفطية والسياسية واللوجستية وكل ما يملكون ويستطيعون من اجل ( تحرير حلب السورية ) .. تحريرها من الحلبيين الذين لم تصبهم لعنة براميل النفط ولا فايروس السلفية الوهابية التكفرية الارهابية .
اكثر من نصف احتياطي النفط في العالم عند العرب وجلّه في الخليج, والسعودية لوحدها اشترت من عائدات هذا النفط اسلحة امريكية بخمسين مليار دولار, ناهيك عن مليارات اخرى لدول الخليج . كل هذا النفط والمليارات والاسلحة لم تستطع ان تهدد اسرائيل التي تحتل فلسطين منذ اكثر من نصف قرن, بل لم تستطع هذه الاموال والاسلحة ان تحمي حدود ووجود هذه الدول, وذات عام , وخلال سويعات استطاع صدام حسين ان يحتل الكويت, ولو شاء لاحتل الخليج بكامله في غضون يوم او يومين , حتى مصر التي تعد اكبر دولة عربية لم تستطع الى اليوم استعادة سيناء من اسرائيل , والعرب مجتمعون منذ عقود لم ينتصروا او يهددوا اسرائيل ذات يوم تهديدا حقيقيا كما هددتها وانتصرت عليها المقاومة اللبنانية . ولم نشهد أي اختراق للجيش الاسرائيلي من قبل العرب الذي اصبحوا اليوم حلفاء لاسرائيل ضد اية مقاومة تسعى لاستعادة فلسطين المحتلة .
لقد حقق حزب الله في حرب تموز عام 2006 وفي تحليق طائرته الاخيرة فوق " اسرائيل" ما لم يحققه العرب في العصر الحديث عسكريا او لوجستيا او حتى دعائيا , وفي الوقت الذي كشف حزب الله عن عاهات العرب المستديمة وعجزهم المزمن في الدفاع عن انفسهم ووجودهم ومصالحهم . وتآمر بعضهم على البعض واصرارهم على تدمير كيان الدولة العربية المستقلة كما في العراق وسوريا وليبيا , في الوقت نفسه نجد المقاومة اللبناية قد دمرت الروح المعنوية للاسرائلين وجيشهم وافقدتهم الثقة بانفسهم وتقنيتهم واذلتهم واجبرتهم على اعادة حساباتهم . مع كل هذا لم ينزلق الحزب كما انزلقت احراب ومقاومات ودول في صراعات محلية عربية تخدم اعداء العرب . ومع ان الحكومة السورية حليفة للحزب وداعمة له في حربه على اسرائيل الا ان الحزب لم ينزلق ويذهب ليقاتل مع الحكومة السورية التي تتعرض لعدوان غربي عربي تركي بقيادة منظمة القاعدة الارهابية واخواتها الاشد ارهابا, وظل حزب الله حزبا مقاوما لاسرائيل التي اغتصبت فلسطين واسست على تلك الارض العربية ما يسمى اليوم بدولة اسرائيل ما يعني ان عروبة المقاومة اللبنانية متمثلة بحزب الله هي اكبر واعمق من عروبة الانظمة العربية بجمهورها . وهي اكثر اسلامية من اية منظمات واحزاب ودول اسلامية . ويظل ابرز ما يمز حزب الله هو قدرته على الجمع بين العلمانية والتدين . والمعاصر والقديم , والسياسة والمبادئ, والحرب والسلام , والعمامة والانفتاح .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين أنستغرام والواقع.. هل براغ التشيكية باهرة الجمال حقا؟ |


.. ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 34388 منذ بدء الحرب




.. الحوثيون يهددون باستهداف كل المصالح الأميركية في المنطقة


.. انطلاق الاجتماع التشاوري العربي في الرياض لبحث تطورات حرب غز




.. مسيرة بالعاصمة اليونانية تضامنا مع غزة ودعما للطلبة في الجام