الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما تقرع تركيا طبول الحرب

فايز رشيد

2012 / 10 / 14
مواضيع وابحاث سياسية



بالرغم من تأكيد رجب طيب أردوغان بأن تركيا لن تقوم بشن حرب على سوريا , لكنه في تصريحٍ آخر لم يستبعد إمكانية قيام الحرب معها.الناتو بدوره أصدر بياناً ذكر فيه"بأنه سيحمي دولةً عضواً فيه".التصعيد العسكري التركي من خلال مواصلة القصف لمواقع الجيش السوري النظامي جاء وفقاً لبيانات تركية: رداً على سقوط قذيفة من سوريا على الأراضي التركية وتسببت في مقتل خمسة أشخاص مدنيين.تركيا ألحقت قصفها للحدود السورية بحادثة اجبار طائرة مدنية سورية على الهبوط في تركيا بواسطة الطائرات الحربية التركية. الطائرة المدنية كانت في طريقها من موسكو الى دمشق, الأمر الذي اغضب كلا من سوريا وروسيا, وعلى أثر ذلك قام بوتين بالغاء زيارة كانت مقررة له الى أنقرة.تركيا ادّعت : أن الطائرة السورية كانت تحمل مواد غير مدنية .
بداية،فإن حادثة سقوط القذيفة , ممكنة الحصول بين أية دولتين:قتل المدنيين الأتراك أمرٌ موسف بالطبع لكن من يضمن أن الجيش السوري هو الذي أطلق القذيفة؟وبخاصة أن منطقة شمال سوريا تتواجد فيها مجموعات كبيرة مما يسمى"بجيش سوريا الحر" , ومن التجمعات الأصولية المتطرفة , التي أخذت على عاتقها إسقاط النظام السوري.في 7 أكتوبر الحالي(الأحد) نشرت صحيفة"يورت " التركية مقالاً جاء فيه:أن القاذفة التي تم استخدامها لإطلاق قذيفة الهاون التي سقطت على الأراضي التركية،تستخدم فقط من دول حلف الناتو،واعتبرت الصحيفة:أن حكومة رجب طيب أردوغان هي من أرسلت مدفع الهاون والقذائف لعناصر"الجيش السوري الحر".من جانب آخر أوضحت الصحيفة التركية: أن التصعيد الذي مارسته حكومة حزب العدالة والتنمية إثر الحادث،يثبت استعداد رئيس الوزراء التركي لهذه العملية الاستفزازية, وانتظاره الفرصة للتدخل العسكري في سوريا،محذرة من أن"هذه الحكومة تجر تركيا إلى حافة حرب من شأنها تفجير المنطقة".أحزاب المعارضة التركية حذرت أيضاً من حرب قادمة على سوريا تُعد لها أنقرة.
من ناحية أخرى : كشفت وثيقة سرية جرى نشرها في بعض الصحف : أن اتفاقا أمريكيا – تركيا – كرديا جرى التوقيع عليه ويقضي : بانشاء كونفدرالية في سوريا واقامة مطارات عسكرية في المناطق الكردية في سوريا .
الخبر الذي نقلته صحيفة "يورت " والتحليل الذي نشرته والمعتمد حتماً على مصادر موثوقة يستوقف المراقب:فتركيا منذ بداية الأزمة السورية جعلت من أراضيها مرتعاً لكافة الأصوليين المتطرفين ومن كل الجنسيات و"لجيش سوريا الحر" للقتال ضد النظام السوري .وجعلت من جوها فضاءً لمعركة إعلامية دولية يجري شنها على البلد العربي.تركيا وعلى ما يبدو تعتبر سوريا"مقاطعة تركية" وتعتقد أن"الخلافة العثمانية"مازالت في اوجها, ولذلك استذكر رجب طيب أردوغان في مؤتمر حزبه(في الخطاب الذي امتد لثلاث ساعات) السلاطين العثمانيين وذكر معظمهم بالاسم. رغم كل هذا التدخل التركي في الشأن السوري الداخلي فإن سوريا تحرص على أمن الحدود التركية-السورية.ولم يسبق طيلة سنة ونصف هي عمر الأزمة،أن انطلقت قذيفة نظامية سورية على الأراضي التركية , باستثناء حادثة الطائرة التي تم إسقاطها في المجال الجوي السوري،وهذه لها ملابساتها المحيطة بها والمعروفة تماماً لدى رجب طيب أردوغان وحكومته , التي أرسلت الطائرة للتجسس على المواقع العسكرية السورية.
جدير بالذكر القول:بأن أفضل العلاقات نسجتها تركيا مع دولة جارة،كانت مع سوريا(بالطبع قبل بدء الأحداث) فإلى جانب العلاقات الاقتصادية المتطورة بين الجانبين في الأصل , تم توقيع العديد من الاتفاقيات الجديدة بينهما في زيارات المسؤولين من كلا البلدين إلى الآخر،ومن تم رفع كافة القيود المفروضة على حركة المسافرين إلى كل منهما من الطرف الآخر،تم إلغاء كافة سمات الدخول والتأشيرات بين البلدين،وهذا بدوره يؤشر الى أن أسباباً كثيرة وكبيرة تقف وراء التحول في الموقف التركي من سوريا،ولعل من أهما:الضغوطات الأمريكية الناتوية على تركيا لتغيير موقفها من سوريا إلى النقيض , في استهداف واضح لسوريا البلد والوطن وموقفها من تيار المقاومة في المنطقة.بالتالي ليس صدفةً التهديدات الإسرائيلية المتكررة لإيران وللمقاومة اللبنانية بتوجيه ضربات عسكرية إلى الطرفين الأخيرين.
تركيا مستميتة لدخول السوق الأوروبية المشتركة،لكن الغرب ما يزال يتعامل معها بفوقية وباعتبارها دولة من دول"العالم الثالث" .هذا بالرغم أنها جزءا كبيراً من أراضيها يقع في القارة الأوروبية،لكن كانت أوروبا حريصة على انضمامها لحلف الناتو العسكري , للاستفادة من قدرتها العسكرية أولاً ومن جغرافيتها ثانياً.إن من حيث القواعد العسكرية أو من حيث استراتيجية موقعها بالقرب من مصدر النفط الرئيسي على صعيد العالم.ألا يبدو ذلك متناقضاً:الاستفادة منها لتكون جزءاً من السياسات العسكرية للناتو،ومنع استفادتها الاقتصادية من السوق الأوروبية المشتركة.
الإساءة التي حرصت عليها تركيا لعلاقاتها مع سوريا انسحبت على علاقاتها مع إيران أيضاً:أليس غريباً ذلك؟لا مصادفات في السياسة بين الدول،فكل سياسة يتم انتهاجها عن قصد وبعد تمحيص شديد لكل عناصرها ومقدار ما يترتب على ذلك من تداعيات في المجالين:الإيجابي والسسلبي. طبول الحرب التي تقرعها تركيا ليست مصادفة كذلك،إنها مؤشر لاحتمال قوي لشن الحرب في المستقبل القريب.
* * *
* *
*








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. تقارير: الحرب الإسرائيلية على غزة دمرت ربع الأراضي الزراعية




.. مصادر لبنانية: الرد اللبناني على المبادرة الفرنسية المعدّلة


.. مقررة أممية: هدف العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ البداية ت




.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي على خان يونس