الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوجه الاخر للقوة

احمد جبار غرب

2012 / 10 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


نحن نعرف إن العنف مرتبط بسيكولوجية الإنسان منذ وجوده في الطبيعة حيث مارس عمليات الصيد الوحشي ضد الحيوانات وكذلك في صراعه مع نفسه ضمن آليات المجتمع القديم فكان يحتاج القوة للسيطرة على تسيير حياته بالوجهة التي يرتئيها إضافة إلى ان عنصر القوة حاسم في اغلب الصراعات ومن الطبيعي ان يلجا الإنسان للقوة لإثبات وجوده والمحافظة عليها ان نظرة دقيقة ومبسطة لماهية العنف تؤكد لنا ان العنف هو خوف ذاتي ومستبطن من داخل الإنسان يعبر عنه بأشكال مختلفة ولهذا ان الصراع في الوجود يعتمد على مبدأ القوة ولأبأس ان تكون القوة في بعض الأحيان نتاج فكر أو قوة فكر منطقي يتسيد الحياة ولعل حياتنا الصاخبة وتعقيداتها جعلت الواقع أكثر بأساً وقساوة فكلما تعقدت حياتنا لجئنا إلى وسائل نحتمي بها من اجل الحفاظ على وجودنا وتلك الغريزة نشعر بها ويشعر بها كل إنسان وكل خطر يقابله خوف وقلق وتوجس سرعان مانلجأ لوسيلة الدفاع عن الذات هذا على مستوى الفرد لكن الوضع يختلف في المجموعات وهنا تكون الحالة اشمل واعم وفيها سلوك جمعي مثلما تتهدد الأوطان بغزو خارجي ا واو حصول كوارث طبيعية هنا تستجمع الإرادة الإنسانية بكل ثقلها للوقوف بوجه العدو الجديد ولكن ينبغي التوقف عند مسالة قد تربك البعض وهو ان البشرية وإثناء تطورها جعلت القوة مبدءا واسعا تسير فيه لتحقيق أهدافها وكانت القوة تتطور مع تطور المجتمعات وسلوكها في المحيط الذي تحيا فيه وكانت غالبا ماينتج شراسة القوة ردود أفعال غاية في التدمير والقسوة لانعدام المكافئ الأخر فاستخدام القوة المفرطة من قبل بعض الدول جعل الاخرمن يفكر وبأساليب دونية لمواجهة ذلك حتى في الإفناء التام للإنسان وهذا هو الخطر الكبير الذي يجب ان لا يتمدد على حساب إنسانيتنا وسمونا الخلاق وهكذا أصبح العنف غريزيا في حياتنا لكن بتطور البشرية وتمدنها وانكشاف اطر الحياة واتصالنا بالواقع وتكييفه لخدمة أهدافنا عبر سياقات خلاقة ومنهج تربوي سليم مع وجود العائلة كخلية لبنية المجتمع الأكبر استطعنا ترويض العنف وسطوته والحد من انتشاره والسيطرة عليه قضائياً واجتماعياً باعتماد معايير أخلاقية وتثقيفية ولكن نظرة سريعة لواقعنا الحالي ومن خلال ماتقوم به بعض التنظيمات الإرهابية في كل مجتمعات العالم جعلت العنف غاية من اجل كمال مجتمع هي تؤمن به يناقض المنظومة الإنسانية ونزوعها إلى الخير والفضيلة وحددت هذا الهدف وتحقيقه بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة ولكن مع هذا التحدي الخطير استجمعت الإرادة الإنسانية الخيرة بكل ما أوتيت به من شرعية ومنطق يقف إلى جانبها تحاول سد الطرق إمام هذا المارد الزاحف لتدمير المنجزات الكونية الكبرى والصراع قائم والمعركة مستمرة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صفقة أمريكية-سعودية مقابل التطبيع مع إسرائيل؟| الأخبار


.. هل علقت واشنطن إرسال شحنة قنابل إلى إسرائيل وماذا يحدث -خلف




.. محمد عبد الواحد: نتنياهو يصر على المقاربات العسكرية.. ولكن ل


.. ما هي رمزية وصول الشعلة الأولمبية للأراضي الفرنسية عبر بوابة




.. إدارة بايدن تعلق إرسال شحنة أسلحة لتل أبيب والجيش الإسرائيلي