الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرصيف في الربيع العربي ..من ينقذه من التجاوز ؟

كاظم الحناوي

2012 / 10 / 15
مواضيع وابحاث سياسية



من الصعوبة بمكان حصر التجاوزات على الارصفة في زمن الربيع العربي والعرب باتوا يمشون على الشوارع مع السيارات وتركوا الرصيف لانه لا يجرؤ احد على الكلام مع هؤلاء ما دامت الشرطة لا تحرك ساكنا ومما يلفت النظر حاليا في شوارع الربيع العربي لافتات وعبارات خطت بحروف كبيرة على الجدران? هذا الرصيف للاخوان وذاك الرصيف للسلفيين الخ.. خطوا العبارات والشعارات التي تبارك لنا الثورة . مبروك ..سأل احدهم مبروك على ماذا؟.
جاءنا الرد مقرونا بالريبة وسؤال سريع من انتم ؟ وبعد تعارف تحت اشعة الشمس يجيب صاحب هذا الرصيف من حقي ان اعرض افكاري فكيف تراني هل انا وحدي.. هذه طريقتي في كسب الاتباع .. ولماذا لا تنظمون هذا في مقرات احزابكم التي انشئت لهذا الغرض وبالمناسبة على ذكر المقر اقامت احدى الدول الميسورة مقرا ب 250 الف دولار لاحد الاحزاب الجديدة في احدى دول الربيع العربي ولم يستخدمه احد .. اجاب مدير المقر الجديد لن ادخله وحدي فلتقم الحكومة بادخال الجميع وسنذهب نحن الى مقرنا . ذهبنا الى احد الولاة الجدد فاجاب نعم نحن لا توجد لدينا سلطة لجمعهم بالقوة هذا من عمل الشرطة وابناء المجتمع وتشجيع منظمات المجتمع المدني لهؤلاء للدخول في المقرات المخصصة لهم . عندما تدخل احدى مدن الربيع ابتداء من اول شارع وتحديدا اول تقاطع تحاول اقحام سيارتك لانك لن تجد لها مكانا فارغا فالرصيف للدعاة والشارع للسابلة وهناك دعاة يسدون بصلاتهم الشوارع ! .. اما اذا اقتربت منهم طمعا ببعض الطريق فستكتشف ان الضمائر رغم ماتحمل معك سواء كان مريضا او عاجزا في اجازة طويلة والا لما ترك هؤلاء العجزة والمرضى مقطوعة بهم السبل لكي يبيعون الافكار الخصبة لنمو ... سألت احدهم : ما كل هذه البيانات التي تحولت الى مغناطيس يجذب الشباب ؟ فينظر اليك باشمئزاز وغضب ملقيا اللوم على الذين لا يعرفون كيف هو معنى الديمقراطية !! ولماذا مكبر الصوت هذا سألنا آخر .. اجاب لولا مكبر الصوت ما جاء احد الي .. وانا ادير الحوار صرخ صاحبي وعندما تتناقل المشهد لتجد ان احدهم ضرب ساقه بعربة محملة بالبيانات وقبل ان نوجه اللوم اليه .. يعلو صوت احد اخر من منصة اخرى ? انتبه اخي هؤلاء عملاء امريكا لاتهتم لامرهم ? تعتذر بهدوء وتتركه يشق طريقه وبعد بضع خطوات تجد من يضعون صور (المجاهدين) على الارض وحولها تجمع الذين يريدون معرفة اخر اخبار (الجهاد) مع كميات كبيرة من الصور وآخرون يتصفحون عناوين بعض الاقراص المضغوطة وبعيدا عن سوق (الجهاد) تجد من يسد الطريق بالجرائد الحزبية ودستور الدولة الذي يعتقده ...! وينادي باعلى صوته على بضاعته .
وعندما تذهب الى اصحاب الحوانيت تسأل صاحب محل لبيع الاجهزة الكهربائية لماذا تستغل الرصيف ولديك محل يجيب صاحب المحل : من حقي ان اعرض بضاعتي فكيف ترى البضائع اذا حشرت كلها داخل المحل وبين المحل والمعروض على الرصيف تجد لك طريقا يكاد يتسع لشخص واحد لا اكثر وعليك ان تحذر سقوط جهاز كهربائي من الكثير المعروض على الرصيف لانك ستدفع ثمنه فورا . صاحب محل يبادرك بالقول .. صحيح ان هذه البضاعة لنا ولكن اذا لم نحتل الرصيف نحن سيحتله الدخلاء وسينشرون بياناتهم امام محالنا وعند حصول نزاع ستكون حوانيتنا ارض المعركة وتذهب بضاعتنا بين التحطم والسرقة.. فهل نحن على خطأ؟ بالتأكيد سنرى ان كل الاطراف على خطأ .. وهذا ما تتثبت منه اكثر لان الارصفة اصبحت السوق النموذجي على مدى السنتين الماضيتين لعرض الايدلوجيات مهما كانت صغيرة او كبيرة وكذلك عرض ما يجلبه بعض الاشخاص من دول التطرف العربي .. لذلك ان عملية اعادة الاعتبار للرصيف تتطلب امكانيات معينة واستخدام القوة احيانا فالموظف المعني يمكن ان يجابه حتى باستخدام السلاح اذا ما قرر ازالة التجاوز على الرصيف فمن يحمي هذا الموظف ؟
المهم اننا سنظل نحلم برصيف لا تعاق فيه حركة المارة بل العكس تقدم خدمات للمارة والذين يستخدمون الرصيف للتنزه او التبضع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يخيب آمال الديمقراطيين خلال المناظرة الأولى أمام ترامب


.. تهديدات إسرائيل للبنان: حرب نفسية أو مغامرة غير محسوبة العوا




.. إيران: أكثر من 60 مليون ناخب يتوجهون لصناديق الاقتراع لاختيا


.. السعودية.. طبيب بيطري يُصدم بما وجده في بطن ناقة!




.. ميلوني -غاضبة- من توزيع المناصب العليا في الاتحاد الأوروبي