الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مائة يوم لا تكفى !

مى مختار

2012 / 10 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


مائة يوم لا تكفى لمحو فساد ثلاثين عاما " عبارة أكاد أسمعها يوميا منذ أن بدأت قوى المعارضة فى طرح فكرة محاسبة
الرئيس محمد مرسى مع اقتراب انتهاء المائة يوم الأولى منذ توليه منصب رئيس الجمهورية.
و رغم ماتبدو عليه العبارة من منطقية الى أنها تحمل الكثير من المغالطة!
بالتأكيد مائة يوم لا تكفى لمحو فساد ثلاثين عاما ,,هذه حقيقة,لكنها كافية جدا لاصدار حزمة من القرارات من شأنها
وضع مصر سلطة و شعبا على طريق اصلاح ما أفسده مبارك فى ثلاثين عاما ..
من الذى طرح فكرة أن يحاسب الرئيس فى مائة يوم على اصلاح ما أفسده نظام مبارك فى ثلاثين عاما!
كل ما طرحته القوى هو محاسبة الرئيس على وعود أصدرها و استرسل فى تأكيدها و أكد مرارا و تكرارا على قدرته بمشروع
نهضته أن يحقق فى المائة يوم الأولى طفرات فى القضايا ذات الأولوية للمواطن المصرى كالغاز و السولار و القمامة و رغيف العيش
و الامن
لم يطالب أحد الرئيس باصلاحات فورية فى الصحة و التعليم و البحث العلمى و السياحة و الصناعة و الزراعة و التجارة
و العلاقات الخارجية و الجيش,لم يطالب أحد الرئيس باصلاح الطرق التى تسفر عن حوادث مريعة يوميا و اصلاح خدمات النقل و المواصلات
,لم يطالب أحد الرئيس مرسى بحلول جذرية للعشوائيات و مخالفات البناء و فساد الاحياء و الجهاز البيروقراطى للدولة ,لم
يطالب أحد الرئيس باعادة هيكلة الداخلية و القضاء و كافة مؤسسات الدولة و تطهيرها من الفساد ,
لم يطالب أحد الرئيس فى مائة يوم ان يفعل أكثر مما وعد به ,من أن يتسق فعله و قوله كما لم نعهد من قبل باعتبار انه اول
رئيس منتخب
لم يطالب أحد الرئيس الا أن يكون رجل أفعال لا أقوال و أن يخرج رجل من جماعة الاخوان المسلمين يصدق فى قوله
متسقا مع مبادئ الشريعة الاسلامية
فاذا حدث صدق و اذا وعد وفى و اذا اؤتمن أدى الامانة هكذا يكون أخا مسلما حقا و ليس باداء الصلوات أمام الكاميرات !
و بعد ,فان تلك الاشكالية المتعلقة بالردود الاكلاشيهية على أى ثمة معارضة للرئيس على طريقة اللجان الإليكترونية على شبكات
التواصل الاجتماعى تحول دون التعامل مع المعارضة بشئ من الموضوعية أو ايجاد سبل للحوار المجتمعى و السياسى
يخرج بنا من اطار هجوم المعارضة و دفاع الجماعة الى رحاب العمل الوطنى كل فى موقعه دون أن يلقى المعارض تشويها
و تنكيلا لكونه معارضا فما الفرق اليوم فى هذا الصدد بين أداء الحزب الوطنى و حزب الحرية و العدالة !!
المخرج الوحيد للرئيس مرسى و جماعته أن يصرحا بمشروعهما -مشروع النهضة- مجهول الهوية
البرامج ليست وعودا مرسلة فى الفراغ الكونى
البرامج بشكل محدد و جدول زمنى و مراحل و نقاط و قرارات و مواقف ثابتة
هرمنا من الآداء الرقيع للحكومة و التصريحات اللزجة و الفضفاضة لقياديى حزب الحرية و العدالة الحاكم
سئمنا الخطب و الشعارات التى استهلك فيها الرئيس موهبته الفريدة فى الاسترسال و الارتجال و الاستشهاد من القرآن و السنة
بما لا يتناسب مع ضرورة التركيز على العمل الجاد و المعلومات الشفافة و الدقيقة دون الاسهاب فى ارقام مغلوطة و معدلات تحسن
و نسب عديمة الصحة لا أخجل أن اقول كاذبة
ان المشروع المهترئ و البرنامج المهلهل الذى يحمله الرئيس لنهضة مصر لا يبشر بثمة نهضة بل ان ما يتخذ يوميا من قرارات
انما يعيدنا سنوات عديدة الى الوراء خاصة فيما يتعلق بالانتاجية و العدالة الاجتماعية و الحريات التى تعتبر عصب أهداف الثورة و مطالب التغيير
المسئولية تقع مباشرة على رئيس الجمهورية فكما حملنا مبارك و نظامه فساد المجتمع و خراب المؤسسات فان الرئيس مرسى
يتحمل منذ اليوم الاول مسئولية التغيير و الاصلاح دون القاء الاتهامات الجوفاء على الطامعين و المعارضين و الحاقدين و الحاسدين
و المتربصين و الاطراف الثالثة و الايادى الخفية العابثة فمن يتوجه ببرنامجه لحصاد اصوات الأغلبية يعلم أن الطريق ليس مفروشا بالورود
بل انه هو المسئول عن زراعة القمح و القطن قبل المانجا !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يُصدر أوامرَ إجلاءٍ من رفح ويقصف شمال القطا


.. قصف متبادل بين مليشيات موالية لإيران وقوات سوريا الديمقراطية




.. إسرائيل و-حزب الله- يستعدان للحرب| #الظهيرة


.. فلسطين وعضوية أممية كاملة!.. ماذا يعني ذلك؟| #الظهيرة




.. بعد الهجوم الروسي.. المئات يفرّون من القتال في منطقة خاركيف|