الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق يُسجل ارتفاعاً كبيراً في التشوهات الخلقية للولادات

عبدالوهاب حميد رشيد

2012 / 10 / 15
الارهاب, الحرب والسلام


بعد احتلال العراق (2003)، وقبل ثماني سنوات، أطلق المحتل أعنف هجومين دمويين على المدينة، ترك آلاف القتلى من المدنيين، علاوة على تحطيم المنازل والمؤسسات، بحيث تغير اسمها من "مدينة المساجد" إلى "المدينة الملوثة." والآن، وبعد أن بقي شهر واحد قبل أن تكشف منظمة الصحة العالمية World Health Organisation عن وجهة نظرها بشأن إرث المعركتين، يُصورر تقرير جديد، ويؤكد "الارتفاع المذهل في العيوب الخلقية بين مواليد أطفال (الفلوجة) في أعقاب الحرب."

معدلات عالية مقلقة من: المستويات السامة للرصاص والتلوث الزئبقي.. أعداد متصاعدة من: حالات الإجهاض، التشوهات بدءاً من عيوب خلقية في القلب لغاية الخلل في الدماغ، وتلف الأطراف..

"أدلة دامغة" تؤكد العلاقة وتربط بين الأعداد المتصاعدة للعيوب الخلقية وحالات الإجهاض وبين الهجمات العسكرية ( استخدام أسلحة اليورانيوم المنضب وما يماثلها من أسلحة فتاكة وملوثة للبيئة). يقول Mozhgan Savabieasfahani- أحد الكتاب القياديين لإعداد التقرير والمتخصص في السموم البيئية/ مدرسة الصحة العامة في جامعة مشيغان- تم العثور على عيوب مماثلة بين أطفال البصرة التي كانت محل غزو القوات البريطانية.

قصفت قوات مشاة البحرية الأمريكية مدينة الفلوجة في إبريل العام 2004 بعد مقتل أربعة منتسبين لشركة بلاك ووتر الأمريكية، حرق جثثهم وسحلهم في الشوارع وترك جثتين معلقتين.. وبعد سبعة أشهر اقتحمت قوات المارينز المدينة للمرة الثانية، وتم توجيه أعنف ضربات جوية أمريكية للمدينة بأسلحة تدميرية. وفي وقت لاحق اعترفت باستخدام قذائف الفسفور الأبيض ضد المدينة، دون الاعتراف باستخدام اليورانيوم المنضب، والتي تم ربطها بارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان والولادات المشوهة. الاكتشافات الجديدة التي ظهرت في نشرة التلوث البيئي وعلم السموم Environmental Contamination and Toxicology bulletin ستُدعم وتعزز الإدعاءات بأن الولايات المتحدة (و) ناتو استخدمت هذه القذائف القاتلة والملوثة، مما تسببت بأزمة صحية واسعة النطاق في العراق.

هذه المعلومات (الجديدة) تُشكل الأحدث في سلسلة الدراسات التي كشفت عن وجود علاقة بين القصف وبين ظهور التشوهات الخلقية في المنطقة. ومن المتوقع وعلى نطاق واسع، أن يؤكد تقرير منظمة الصحة العالمية في الشهر المقبل هذه النتائج بالربط بين الحرب الأمريكية- الغربية على العراق وبين ظهور وتصاعد حالات العيوب الخلقية للولادات. وقد بدأ البحث في تسعة مجالات "عالية المخاطر" في العراق، بما فيها الفلوجة والبصرة، حيث تتركز التلوث البيئي والعيوب الخلقية فيها على نطاق واسع. ومن المتوقع الدعوة لإجراء دراسات إضافية لتحديد الأسباب الدقيقة.

كشفت الدراسة الأخيرة في الفلوجة بأن أكثر من نصف الأطفال الذين خضعوا للدراسة المسحية قد ولدوا مع تشوهات خلقية خلال الفترة 2007-2010. قبل الحصار كان هذا الرقم يشكل واحداً من كل عشرة (10%). قبل مطلع الألفية الجديدة، بلغ الرقم أقل من 2% من الأطفال المشوهين. أكثر من 45% من الحوامل الخاضعات للفحص الميداني تعرضن للاجهاض بعد عامين من الحرب على المدينة (2004)، هذا بالمقارنة مع 10% قبل شن الحرب عليها (الفلوجة). خلال الفترة 2007-2010 واحدة من كل ست حوامل تعرضن للاجهاض.

البحث الجديد الذي سلّط الضوء على التاريخ الصحي لـ 56 أُسرة من الفلوجة، فحص كذلك معضلة الولادات في البصرة- جنوب العراق، حيث كانت مجالاً لغزو/ احتلال القوات البريطانية العام 2003، فقد وجد الباحثون أن أكثر من 20 طفلاً لكل ألف مصابون بعيوب خلقية في مستشفى الأمومة- البصرة- العام 2003. وهذا الرقم أعلى 17 مرة مما سجل في السنوات السبع الماضية. وفي السنوات السبعة الأخيرة لوحظ أن أكثر من 60% من الولادات تُعاني من التلف لتصل النسبة إلى 37 لكل ألف طفل.

المعدون للتقرير، ربطوا العدد المتزايد من الولادات المشوهة خلقياً في المدينتين بزيادة التعرض لآثار المعادن السمّية الناتجة عن القنابل المستخدمة على مدى العقدين الماضيين. العلماء الذين فحصوا عينات شعر من السكان في الفلوجة، وجدوا ارتفاع مستويات الرصاص أعلى خمس مرات في الأطفال المصابين بالتشوهات الخلقية مقارنة بالأطفال غير المصابين، بينما مستويات الزئبق كانت أعلى بست مرات. الأطفال المشوهون في البصرة كان مستوى الرصاص في أسنانهم أعلى ثلاث مرات مقارنة بالأطفال في المناطق غير المصابة بهذه الأعتدة القاتلة.

ذكر Dr Savabieasfahani بأنها المرة الأولى لاكتشاف "بصمة المعدن لدى الناس،" وبأن هناك "أدلّة دامغة تربط بين الزيادة المذهلة للولادات المشوهة في العراق نتيجة التلوث بالمعادن السامّة للأعصاب بعد القصف المتكرر لمدن العراق." وأطلقتْ عليها: "أزمة وباء الصحة العامة."

"عند تعرض الرحم للملوثات، يمكن أن تتغير وبشكل كبير حصيلة الحمل الطبيعي. مستويات المعادن التي وجدناها في الأطفال المشوهين في الفلوجة، تكشف بوضوح أن المعادن هذه أدت إلى تشكيل العيوب الخلقية لهؤلاء الأطفال المولودين في هذه المناطق الملوثة." وأضافت: حصيلة القصف الهائل- المركز والمكرر- لهذه المدن، واضحة الآثار هنا. لا علم لي بوجود أي مصدر آخر بديلاً عن المعادن الملوثة الموجودة في هذه المناطق. وأضافت: من المحتمل أن تكون البيانات "أقل مستوى من الواقع". كثرة من الأباء/ الأمهات ممن لديهم أطفالاً مشوهين خلقياً، يخفون إصاباتهم عن الرأي العام.

وقال Professor Alastair Hay، أستاذ علم السموم البيئية- جامعة ليدز، بأن البيانات الواردة في الدراسة "غير عادية تماماً absolutely extraordinary.. الناس هنا سيعانون من القلق إذا كانت هناك زيادة 5% أو 10% في التشوهات الخلقة للولادات. إذا كانت الزيادة خمسة أضعاف fivefold في الفلوجة فمن المحتمل أن لا يستطيع أحد من تجاهلها.. إنها تصرخ عالياً طلباً لتفسير المسببات. يظهر أن التعرض السريع لسموم الرصاص والزئبق يبدو ممكناً إذا تعاظمت كمية الذخيرة المستخدمة. أتصور كذلك بأنها تكون عامل ضغط كبير على الناس. نحن نعرف أن هذه الذخيرة يمكن أن تسبب تغييرات فسيولوجية رئيسة."

ذكر متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية: "لا علم لنا بأي تقارير رسمية تُشير إلى زيادة العيوب الخلقية في الفلوجة أو البصرة التي قد تكون ذات صلة بمعادن الذخيرة المستخدمة من قبل الولايات المتحدة أو شركائها من التحالف. نحن دائما نأخذ هذا الأمر- مسألة الصحة العامة- على محمل الجد لأية مجموعة يعيشون في مسرح القتال. الذخائر غير المتفجرة، بما في ذلك الناسفة، تُشكل خطراً معترف بها." بينما قال متحدث باسم الحكومة البريطانية بأنه "لا توجد أدلّة موثوقة- علمية أو طبية- بوجود صلة بين الذخيرة التقليدية والعيوب الخلقية في البصرة.. كافة الذخائر التي تستخدمها القوات المسلّحة للمملكة المتحدة تندرج ضمن القانون الإنساني الدولي وتتسق مع إتفاقية جنيف." (أكذوبة إنكار جرائمها ضد البشرية في العراق وبلدان أخرى- يوغسلافيا، أفغانستان.. تكررها هذه الدول مع كل تقرير جديد في هذا الشأن..)

ذكرت الدكتورة Savabieasfahani بأنها تخطط لتحليل عينات من الأطفال المصابين بشأن وجود اليورانيوم لديهم، حالما يتم جمع الأموال اللازمة. "نحن بحاجة لتحليل عينات بيئية مركزة وعلى نطاق واسع من: الغذاء، الماء، والهواء، لنكتشف من أين يأتي هذا التلوث. وبعد ذلك يمكن إزالة التلوث وتنظيف بيئة المنطقة. نرى أن 50% من الأطفال يولدون مصابين بالتشوهات. ففي غضون سنوات قليلة يمكن أن تكون الإصابات شاملة للجميع."
ممممممممممممممممممممممممممـ
Sarah Morrison,Sunday, Iraq records huge rise in birth defects, ttp://www.independent.co.uk/life-style/health-and-families/health-news/.html,14 October 2012, New study links increase with military action by Western forces.
https://mail.google.com/mail/?hl=sv&shva=1#inbox/13a5f7a4d905383c








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نور وبانين ستارز.. أسئلة الجمهور المحرجة وأجوبة جريئة وصدمة


.. ما العقبات التي تقف في طريق الطائرات المروحية في ظل الظروف ا




.. شخصيات رفيعة كانت على متن مروحية الرئيس الإيراني


.. كتائب القسام تستهدف دبابتين إسرائيليتين بقذائف -الياسين 105-




.. جوامع إيران تصدح بالدعاء للرئيس الإيراني والوفد المرافق له