الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في المخيم - مشهد عرضي

هشام إبراهيم الأخرس

2012 / 10 / 15
كتابات ساخرة


في المخيم - مشهد عرضي


-إطلالة-

للمخيمِ وزنٌ كما الشعرِ، هو إيقاع المارون على زقاق الذاكرة

-مدخلهُ-

سوق الخضار، فضُ الشجار، تراقصُ الأسوار
وشيخةٌ تبيع "البيض" في سلةٍ منذ دهر
لم يلحق بها العار

-سرهُ-

قالَ شابٌ يافعٌ يبيعُ "الصابون" للمارةِ؛ وراء كُل عظيم "مخيم" وسمسار

-باب الوكالة-

اونوروا اونوروا
يا علبَ السردين المعتق
يا ذلٌ في وسطِ النهار
وخطوا على الجدرانِ جملةِ من كلمتين
(إنّا عائدون)
ورسموا على بابها الأزرق خارطةٍ تشبه الخنجر
والأحرفُ الأولى لسرٍ
وكل جدران المخيم أسرار

-لجنة الخدمات-

مكتبُ المدير ومقعدٌ للمندوبِ عن ساحةِ التجار
ونائباً سابقاً
وآخرٌ لاحقاً
وشيخ الجامع
ومدير النادي
ومفتاحٌ للعودة الغائبة
وصورة "حنظلة" تتوسط الجدار

-الملعب-

خمسون لاعباً في كلِ فريقٍ داخل اسوار مدرسة "الوكالة"
فوضى
صخـب
جنون
والملعب بلا مرمى
(تاجر الخردة سعيد؛ فكَ العارضات والقوائم في ليلةِ شتاءٍ معُتمةٍ)

-على القهوة-

يمينٌ ووسط
وسط اليمين
ويسار اليسار
ويسار الوسط
اختلفوا على مسمى الزعيم واختلفوا على الوطن
واجتمعوا
وتناثر الورق

-أنتخابات النادي-

شعارهم "فلسطين"
وغابت فلسطين يوم الأقتراع
فتح – حماس – شعبية – ديمقراطية – بعث العراق – بعث الشام – الشيوعيون الجدد
تبادلوا الشتائم
تقاسموا الغنائم
وزادَ اللغط
وفازَ من فازَ
حينَ خسرنا الوطن

-الحكيم-

قال حكيم المخيم للعابثين:
- لا يوجد وطن بعيد؛ هو فقط وطنٌ لا نريد الذهاب نحوهُ
- الإتجاه نحو الوطن، أقصر مِن الطريق
- الإجابات على مبسم الوطن أقصر من الأسئلة
- برغمِ أنَ الزقاق ضيقة في المخيم؛ إلا أنَ الأبواب أوسع منها
- يجب أن تتعلموا من الجدرانِ حب الأبواب

-الجدة-
قالت الجدة لنساءِ المخيم اللواتي يقطفنَ "الملوخية"
- أجعلي من أبنكِ آخر لا يعرفهُ، لم يبكِ يوماً على بيوت الصفيحِ وما نامَ على الأرصفة
- كثرة الأحلام لديكِ لن تجعل منكِ حالمة، أنتِ يا بنيتي "نائمة"

-دكان أبا عصام-

سر المخيم
وحكايا الجارات للجاراتِ
فوضى "القيل" و"القال"
وطاولةُ الزهر التي تعتقت
ودفاتر للدينِ شغلت نص الرف
وبضاعة رخيصة لقربِ انتهاء صلاحيتها
غبار
رطوبة
لزوجة
وديوان السياسة والخراب

-في الشوارع-

هذا خالد "الأزعر" ليسَ لديهِ ما يخسره
هذا مراد موظف "البنك" السعيد
وهذا مهند مشجع الفريق العتيد
وهذا وذاك
عبثُ الزمان

-سماء المخيم-

لأنَ المخيم لا ينام؛ على الصفيح يحط الحمام

-حولَ المخيم-

بيت أبا سمير الدهان
كبُرَ وصارَ حديث الأشقياء
باعَ بيت الصفيح واشترى الأرض من حطاب

بيت محمد "السيكورتي"
كانَ موظف أمن في فندق
انقذتهُ سائحة لحظة "حلم"

بيت عبد "الميكانيكي"
كان "لهلوباً"
وكان وكـان

-في المخيم-

ما عادَ في المخيم لاجئين
كل شيءٍ في المخيم إلا الذي "خيّم"


هشام إبراهيم الأخرس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجنازات في بيرو كأنها عرس... رقص وموسيقى وأجواء مليئة بالفر


.. إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا




.. شكلت لوحات فنية.. عرض مُبهر بالطائرات من دون طيار في كوريا ا


.. إعلان نشره رئيس شركة أبل يثير غضب فنانين وكتاب والشركة: آسفو




.. متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا