الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موضة 2012 لمسيحيى مصر !!!

حنان بديع ساويرس
(Hanan Saweres)

2012 / 10 / 16
حقوق الانسان


هناك قضيتان تطفوان على السطح هذا العام 2012 وكأنهما " موضة هذا العام لمسيحيى مصر"، وهما إما التهجير القسرى أو إتهامهم بإزدراء الإسلام ، بالنسبة للتهجير نُلاحظه يتكرر وبدون رادع لمن يقوم بترويع الأقباط وتهديدهم حتى يتركوا مناطق سكنهم ومنازلهم وأملاكهم وأراضيهم بدءاً بأقباط العامرية ويليهم أقباط دهشور وها نحن وصلنا إلى تهجير الأقباط فى رفح ،وقبل أن أكمل سطور هذا المقال إلا وسمعنا عن تهجير أربع أسر بأسيوط ومازالت ملحمة التهجير مُستمرة ، ولا يتحرك ساكناً من الدولة لردع المسؤولون عن هذا المُخطط التهجيرى للأقباط !! مع فرض بعض الجلسات العُرفية السَقيمة أحياناً ، فنعيش فى القرن الحادى والعشرون حياة البادية وكأننا فى القرن السادس أو السابع الميلادى، أو كأننا ليسوا فى دولة قانون ، وكأن الأقباط ليسوا بمواطنون ، فيتمادى الجانِ فى جُرمه ، وتتكرر هذه النوعية من المهازل التى لا توجد فى دولة سوى مصرنا الحبيبة ، وعجبى!!!!!!!! * القضية الثانية وهى التى تَعِد خطيرة جداً ومُنظمة أيضاً إلا وهى إتهام شباب الأقباط بإزدراء الدين الإسلامى بل وصل الأمر إلى حد إتهام حتى الأطفال الصغار الذين لا يدرون معنى كلمة إزدراء، وربنا يستر على الرُضع !! *فلا تَمُر أيام قليلة إلا ونجد إتهام جديد لشاب أوفتاة أو طفل أو طفلة بإزدراء الإسلام ، فحسب تصريحات إحدى الناشطات الحقوقيات والتى قالت فيه بأنه لا يخلو يوم من بلاغ مُقدم ضد طفل أوطفلة مسيحية بتهمة إزدراء الإسلام !!!! بمعنى أن إستهداف الأقباط لحق حتى الصغار والصغيرات بلا رحمة لطفولتهم ، فلم يُستثنى هؤلاء الأطفال الأبرياء من هذا العبث وهذه المؤامرات من جاحدى القلوب، فماذا لو قام شخص بترويع أحد أطفالهم ، وما حال نفسية هؤلاء الصغار بعد ترهيبهم وَما مدى الرعب الذى يتعرضون له جراء إفتراءات من لا يعرفون الرحمة أوالإنسانية ، ولماذا أصبح هذا الأمر مُتكرر وملحوظ فى الآونة الآخيرة ، فهل هؤلاء الصغار قاموا بحملة جماعية على مستوى جميع مُحافظات مصر لإزدراء الإسلام؟! فمن وراء حملة توجيه مثل هذه الإتهامات بشكل مُنظم وعلى مستوى جميع المُحافظات ، وفى وقت نفس التوقيت تقريباً أو بشكل مُتلاحق ؟! وما المُراد من ذلك بالتحديد ؟! ولماذا التحقيق والمُحاكمة تتم على وجه السرعة على عكس ما يحدث لو كان المُزدرى أبو إسلام أو من على شاكلته ، ولماذا تقف الدولة مكتوفة الأيدى تجاه مثل هذه النوعية من الإتهامات التى أغلبها مُلفقة ، أم أن الدولة ترتضى ذلك وتُشجعه ، فَتُريد إلقاء جميع الأقباط بما فيهم الأطفال خلف القُضبان ، ولكن على يوجد لديكم سجون تكفى لنحو خمسة وعشرون مليون قبطى ؟!
- فأبرز النماذج التى حدث فيها توجيه تُهمة الإزدراء لأقباط هى : * القصة الأولى : إتهام مُدرس شاب يُدعى بيشوى بإزدراء الإسلام على صفحته بالفيس بوك ، رغم وجود أدلة قوية تثبت أن حسابه بالفيس بوك قد تم سرقته ، وبعدها تم كتابة ما لا يحمد عقباه به من أحد الأشخاص ، ودفع هو ثمن ذلك ستة سنوات من حياته ومُستقبله ، وقد تجمهر السلفيين بالمحكمة فى جميع الجلسات للضغط عليها لتوقيع أقصى عقوبة عليه وقد كان لهم مايبغون ، وعندما إلتمس مُحاميه من وزير العدل نقل المُحاكمة للقاهرة تفادياً لتجمهر السلفيين وضغطهم على المحكمة بل وترويع المحامى ، ومُحاولة النيل من بيشوى ، وبعد أن أصدر الوزير قرار نقل المُحاكمة بالفعل ، إلا وقد رفض رئيس محكمة سوهاج الإبتدائية تنفيذ قرار الوزير ، وقد صدر حُكم ضد بيشوى بالسجن ست سنوات مع تصنيف السنوات الست إلى ثلاثة للإزدراء وأثنان لإهانة الرئيس وسنة لإزعاج المُدعى ، وهذا التقسيم للإتهامات حتى يكون هناك تبرير لهذا الحُكم القاسى المُبالغ فيه الذى تجاوز الأحكام المُفترضة لمثل هذه النوعية من الإتهامات ، ويَحدُث هذا رغم عدم وجود دليل يثبت أو ينفى إرتكابه لهذا الفعل ، ويلح سؤال فى الأفق الا وهو ، لماذا هذا التعسف من رئيس محكمة سوهاج ، وكيف يرفض قرار وزير العدل رغم الإمتثال لقرارات مُشابهة صدرت سابقاً من الوزير فى قضايا آخرى؟؟!!
* القصة الثانية وهى القبض على ألبير صابر بذات التهمة ، ولكن هذه المرة ليست بتهمة إزدراء الدين الإسلامى فقط فحسب بل وجه له النائب العام تُهمة إزدراء الدين المسيحى أيضاً والتشكيك فى الكتب السماوية!!
- أشكرك ياربى ، فقد حدثت المُعجزة آخيراً وتم التحقيق مع شخص يزدرى المسيحية!! ، وآخيراً وجه النائب العام " تُهمة إزدراء المسيحية" لأحد الأشخاص ، فآخيراً شعرنا بالمُساواة فى أن هناك من يتم مُعاقبته على "الإزدراء بالمسيحية" مثلها مثل الديانة الإسلامية ، ولكن يبقى هُنا سؤال يطرح نفسه الا وهو هل كان سيتم إتخاذ نفس الموقف لو كان المتهم بإزدراء المسيحية غير مسيحى ؟؟ - أليس من المنطق أن تتم هذه الإجراءات السريعة التى تحدث مع الأقباط عند إتهامهم بالإزدراء مع أبو إسلام حارق الكتاب المُقدس وتوقيع أقصى عقوبة عليه وعلى شيوخ الفضائيات الذين يسبون المسيحية والمسيحيون ليلاً ونهاراً جهراً وبلا حياء ، بل يُحرضون على قتلهم ونهبهم وسلبهم ، ويحدث هذا على الملأ وأمام العالم ، ولا يحتاج لجهد أوشقاء فى البحث عن أدلة الثبوت ، فمن باب أولى أن يحدث ذلك بدلاً من ظلم الأبرياء ، وبدلاً من إتهام شاب من خلفية مسيحية بإزدراء الدين المسيحى وهذا ليست حباً فى المسيحية أو دفاعاً عنها ، لأنه لو كانت هذه هى النوايا حقاً لكانوا قاموا بمُعاقبة كل من إزدرى المسيحية وليست البير فقط ، فالغرض الصريح هنا هو مُحاولة تشديد العقوبة عليه وإيجاد حالة من عدم التعاطف معه سواء من المسيحيين أو المُسلمين !!! - ففى الوقت الذى يُتهم فيه الأقباط بالإزدراء والتحقيق معهم على وجه الُسرعة بل وعقد مُحاكمات سريعة لهم لم نعهدها بمصر من قبل وتوقيع أقصى العقوبات عليهم لمُجرد أن أحدهم سُرق حسابه بالفيس بوك أو قام بوضع فيلم على صفحته الشخصية والتى لا يراها سوى العشرات بعد أن شاع عرضه من قِبل الفضائيات الإسلامية وهى واسعة الإنتشار وكأنهم يقومون بعمل دعاية له فعلم به من لم يعلم ، أقول أنه من باب أولى أن يُحاكم من قاموا بنشره من شيوخ الفضائيات ، فلماذا هذا الكيل بمكيالين ، ولماذ تُرِكَ الجانِ الأصلى وهو من قام بعرض الفيلم أولاً بقنوات يُشاهدها الملايين أى "المروج الفعلى" له ، فى الوقت الذى يتم فيه التشبث بمن قام بعرضه فى صفحة بالفيس ليس لها تأثير؟؟!! - وهل لو كان ألبير وهو من "خلفية مسيحية" إزدرى المسيحية فقط ولم يزدرى الإسلام كان قد تم القبض عليه أيضاً وتوجيه ذات التهمة له أم لا؟؟!! رغم أننى أعتقد أنه من الممكن أن يحدث ذلك لأنه واضح وجلى جداً أن الهام فى الأمر هو أن لا يكون المُتهم بالإزدراء "غير مسيحى" ، وهل عندما يتم القبض عليه فمن الواجب على "المواطنين العاديين" أى من ليس لهم سلطة أو حق قانونى أن يتجمهروا بغوغائية حول منزل المُتهم وتحطيم باب المنزل الرئيسى والصعود إلى شقة والدته التى تعيش بمفردها معه وترويعها وهى إمرأة وحولها تجمع يحتوى على آلاف من الشباب التى وصفتهم بأنهم ليسوا من أهل المنطقة فى محاولة للفتك بها وبأبنها وإقتحام شقتها بغير وجه حق؟! - فقد رأيت الفيديو الذى تجمع فيه هؤلاء فى لحظة القبض على ألبير بعد أن طلبت الأم الشرطة للإستنجاد بها فقاموا بالقبض على أبنها بدلاً من القبض على المُتجمهرين !! وهم يحاولون النيل منه ويصفقون ويطبلون ويصرخون فى همجية يسبونه بل منهم من أستخدم أسم الله "لفظ الجلالة" وهم يسبونه قائلين "الله أكبر" يا أبن ال...!!! وهذا بخلاف إعطاء أحد ضباط الشرطة أوامر للبلطجية المُحتجزين بالقسم بضربه إلى أن أصابوه بقطع فى عنقه ، ففى أى بلد يحدث هذا ؟! ، ومع أى مواطن يحدث هذا سوى مع المواطن المصرى المسيحى .
* القصة الثالثة حدثت لمُعَلِمة شابة بأحد المدارس بمُحافظة أسيوط وهى " حامل" وأقترب ميعاد وضعها ، وقد قامت الشرطة بمُحافظة أسيوط بالقبض عليها بعد أن تجمهر البعض وقاموا بإتهامها بإزدراء الدين الإسلامى وقد تم تحويلها ومعها مُديرة المدرسة المسيحية أيضاً للتحقيق ولا أدرى لماذا تم الزج بأسم المديرة فى الموضوع حتى الآن !! كما قيل أن وزارة التربية والتعليم بأسيوط قالت ان مُديرة المدرسة تم نقلها منذ سبع سنوات من مدرسة آخرى لهذه المدرسة بسبب محاولتها إحداث فتنة طائفية بالمدرسة ، وهذا أن دل على شئ يدل على إضطهاد المديرة سابقاً والآن تكتمل عملية إضطهادها والزج بأسمها فى أمر ليس لها به شأن وتبرير إضطهادهم لها [انها من تُحدث الفتنة ، وهذا لمُجرد أنها مسيحية، أما عن المُدرسة التى نفت كل ما تم توجيهه لها من إتهامات ، بل قالت أن الطالب صاحب البلاغ لم يكن موجود بالمدرسة فى اليوم الذى قال فيه أن المُدرسة قامت بسب الإسلام بالحصة ، وهذا يدل على تلفيق الطالب وولى أمره هذه الإتهامات والإفتراءات لها حتى يضيع مُستقبلها كغيرها من المُتهمين بالإزدراء ، فيجب أن يتم مُحاسبة هؤلاء الجُناة الكاذبون المُتعصبون ، فهل أصبح من السهل توجيه الإتهامات للأبرياء ، فكلما يشعر شخص بالحقد أو الغيرة أو الكراهية من أحد الأقباط يتم تلفيق تهمة الإزدراء له وهو يعلم جيداً أن المسيحى فى هذا البلد سَيُعاقب على ما لا يقترفه ، وإذا حدثت المُعجزة وخرج من هذا الإتهام سالماً فلن يُعاقب من قدم البلاغ ضده بالزور والكذب!!
* والطامة الكبرى هى إتهام طفلين ببنى سويف فى سن التاسعة والعاشرة بتهمة الإزدراء وإتهامهم بتمزيق القرآن ، وتحويلهم إلى الأحداث رغم أنهما أمييان لايقرأن أو يكتبان ، وفى نفس الوقت قد فعلها شيخ إسلامى وحرق الكتاب المقدس على مرأى ومَسمع من العالم أجمع وكرر وأكد أنه غير نادم على فعلته الشنعاء هذه فى عناد وكبرياء غريب ، ولم يتم حبسه ولو ساعة واحدة حتى وقتنا هذا ولو حتى على ذمة التحقيق !! بل وبكل جرأة وكأنه يعلم ويثق بأنه لن يُحاسبه أحد عن فعلته هذه ، فيخرج فى إحدى جلسات القضية المرفوعة ضده بإزدراء الدين المسيحى ، أقول يخرج مُعلناً أنه لو قاموا بتغريمى عشرة جنيهات ، سوف أحرق الإنجيل باللغة العربية بل خرج فى أحد القنوات يقول بعناد وإصرار على إستفزاز الأقباط بأنه إن لم يتم مُحاكمة هؤلاء الأطفال "المُتهمين بنفس تُهمته"، يقول " أحنا هانتصرف ومش هانسكت" ، فبدلاً من أن يتنحى جانباً بسبب فعلته الدنيئة نراه يطلب مُحاكمة الأطفال الأبرياء ، وهو لم يُحاكمه أحد رغم أنه بالغ ومسؤول عن أفعاله وتصرفاته !!
- وفى الوقت ذاته نراهم قاموا بإحتجاز الأطفال سن التاسعة والعاشرة أكثر من ثلاثة أيام وإيداعهم دار للأحداث كما تم ضربهم من شخص مُلتحى ويرتدى جلباب أبيض كما وصفهم الأطفال ، وأنه قام بلطمهم على وجههم ، وعندما لم يحتمل الطفل ذو التاسعة من عمره هذه اللطمة ، وقع أرضاً فقام عديم القلب بركله بقدمه" بالشالوت" وقد حدث هذا أمام أحد الضباط ولم يفتح فاه !!
فأين العدل يامن تتشدقون به وأين القانون التى تدعون "سيادته" وتطبقونه فقط على ما يخالف أغراضكم وتضربون به عرض الحائط فى حال أذية الآخرين ؟
فأنا أرى بشكل واضح وفاضح أنه تم الإفراج عن المذنبون من السجون وإيداع شباب وشابات وأطفال الأقباط بدلاً منهم بإتهامات مُبالغ فيها ومُعظمها مُلفقة ، وهذا مؤشر خطير يُنذر بدمار هذا الوطن ، ولكن دائماً نثق فى قصاص الله العادل والذى قال " لى النقمة أنا أجازى يقول الرب" .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطيني يصنع المنظفات يدويا لتلبية احتياجات سكان رفح والنازح


.. ??مراسلة الجزيرة: آلاف الإسرائيليين يتظاهرون أمام وزارة الدف




.. -لتضامنهم مع غزة-.. كتابة عبارات شكر لطلاب الجامعات الأميركي


.. برنامج الأغذية العالمي: الشاحنات التي تدخل غزة ليست كافية




.. كاميرا العربية ترصد نقل قوارب المهاجرين غير الشرعيين عبر الق