الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأسد الأسير

نشأت المصري

2012 / 10 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


الأسد الأسير

ولد في الأسر لأبوين ماتا من فرط القمع والعذاب داخل هذا الأسر الذي هو أشبه بمعتقل للأسود, ترعرع وعيناه لم ترى زرقة السماء أو صفاء الأنهار, لم تتعرف حواسه على أي نوع من الروائح غير ما اعتادت عليه في الأسر, فمه لم يتذوق أي طعام يشتهيه ولكنه يأكل ما فرض عليه في الأسر.

ترعرع الشبل وكبر في الأسر ولم يتعلم غير ما يريد سيده أن يتعلمه, حتى يصبح بهلواناً في سرك سيده, يجني منه المال لا يعطيه غير الفتات, اشتد عود الأسد الشاب ولكن سيده يطبق قبضته عليه يقدم له العلاج والدواء بحسب قصد سيده, حتى يعيش الأسد الوهن, يقدم له الغذاء بحسب سيده حتى يعيش الجوع والدنك, يأكل حيثما يغوط, ويغوط حيثما يشرب, ويشرب حيثما يتبول, وينام على كل ما سبق.

عيناه لم ترى غير السيد وزوجته وأبناءه وأبناء أبناءه والحاشية, فعندما يسمع قدوم أحدهم يلعق نعال أحذيتهم طلباً لمكافأة أو منحة في عيد عمله, ولكن السيد يتعفف ويتباطأ الجواب حتى كمال الذل والهوان.

استفاق الأسد من قيوده وتأمل نفسه خارج القيد والحديد والنار,يعيش في عرينه وليس العرين الذي صنعه له السيد, طلب لنفسه عيش حرية عدالة, و أن يتعلم فنون غريزته, حتى يأكل حيثما يتعب في الصيد, ويشرب من صفاء مياه انهار جارية, يعيش طبق قانون منبثق عن دستور يكتبه تبعاً لغريزة البقاء والحياة, يحمل في طياته صفحات الحياة وليس فلسفة الأموات في القبور والسجون والأسر, يسميه دستور أحرار وليس دستور السيد صاحب الأسر.

خطط متى وكيف يزأر ويثور من تلقاء نفسه وليس بطلب السيد أو أحد أولاده أو أحد حاشيته, أو المنتمين لقيادته واللذين هم أيضاً تحت الأسر, أو عساكره اللذين هم سجانون ولكنهم أيضاً أسرى السيد يستعبدهم ليستعبدوا الأسود في الأسر.

لقد جاءت اللحظة وها هو السيد وحاشيته ولكني أنا الأسد أستطيع بزئير واحد أطبق قبضتي عليهم, وهذا ما حدث ثار الأسد وزأر, فوقع الرعب على السيد وأعوانه فسقط من سقط , وخرج الأسد من محبسه ليتبادل الوضع مع السيد فيكون الأسر من نصيب السيد وأولاده وحاشيته.

خرج الأسد لأول مرة يرى نور الشمس الحقيقية, يتلمس طعم المياه الصافية يستنشق عبق الحرية ولأول مرة, فكانت فرحته عارمة بحريته, ولكن هل يقدر الأسد عديم الخبرة أن يتعامل مع الحرية ليعيش في آمان كما كان يتوقع؟
الأسد لم يتعلم فنون الكر والفر, وفنون الحصول على الغنائم والفرائس,وفنون السياسة ودهليزها, وما أن شعر بحريته شعر أيضاً بحرج شديد في التعامل معها, وبها.

فتخبط الأسد في قراراته, فهل يرجع لسيده ويبدي أسفه, حتى يعيش مكبل الحرية أم يستمر فيما اختار ويتحمل النتائج.

وفيما هو متخبط أحاطه الخارجين عن قانون السيد ودستوره, ولوحوا للأسد بصور ووعود, وكلما أروه صورة لحياة يتمناها لفوا حوله خيوط شباكهم وهو مبسوط لا يبالي بالشباك ولكنه ينتظر الوعد, حتى ألتفت حوله أغلب الشباك, وهم بين الشد والوعد حتى يقيدوا حرية الأسد مرة أخرى ويستعبدونه كما سيده.

فهل يثور الشعب مرة أخرى حتى يفلت من شباك الأخوان بعدما نجح في ثورته ضد أل مبارك وحاشيته؟؟,فيخرج من الحفرة لا يقع في الفخ ,,,
النهاية مفتوحة للقارئ

نشأت المصري









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات رئاسية في تشاد بعد 3 سنوات من استيلاء الجيش على الس


.. الرئيس الصيني في زيارة دولة إلى فرنسا والملف الأوكراني والتج




.. بلحظات.. إعصار يمحو مبنى شركة في نبراسكا


.. هل بات اجتياح مدينة رفح قريبا؟




.. قوات الاحتلال تقتحم مخيم طولكرم بعدد من الآليات العسكرية