الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تصبحون على وطن!!. تسقط فيروز.. عاشت «الحرة»!!..

كمال مراد

2005 / 3 / 5
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


قبل أكثر من أربعة آلاف عام، حفر حمورابي شرائعه على الحجر ليشكّل أول قانون يحكم علاقات الناس بعضهم ببعض.. ويحدد العقوبات على الخارجين عن قيم المجتمع، وعلى المتسببين بالأضرار لغيرهم من البشر.. لتكون: العين بالعين.. والسن بالسن.. ولا يُهدم جدار إلاّ على «المهندس» الذي خالف ضمير مهنته وتسبب بإيذاء الآخرين..
هذا عن شرائع حمورابي، ابن بلاد الرافدين والحضارة البابلية العريقة الضاربة في عمق التاريخ والحضارة الإنسانية..
واليوم، وبعد أكثر من أربعة آلاف عام.. خرج رعاة البقر من حظائرهم، ليهدموا الشرائع والقوانين والقيم.. ويرسموا خرائط «العالم الجديد»، ليس على طريقة «الإدريسي» الذي قدّم للعلم والعالم أول خريطة مستديرة للأرض، حُفرت في طاولة من فضة، وشكّلها من رحلاته التي جاب بها العالم.. وجسدها في كتابه: «نزهة المشتاق في اختراق الآفاق».. بل يرسم رعاة البقر اليوم خريطة للعالم المهدم والمقسّم، ليتجاوزوا بها خرائط «سايكس ـ بيكو» الاستعمارية في مطلع القرن المنصرم على طريقة «سرير بروكست» اليوناني، الذي كان يعالج ضحاياه على مقاس سريره.. ليقطع الرأس أو القدمين إن كانت الضحية أطول من سريره.. ويمزق أشلاءها ليمدها طولاً، إن كانت الضحية أقصر من ذاك السرير!!..
اليوم.. خرج إلينا رعاة البقر والمجازر وحماة الهدم والاحتلال الصهيوني بتقرير الخارجية الأمريكية حول حقوق الإنسان في العالم.. بعد أن استثنوا أنفسهم من الخروقات والمساءلة والمحاسبة بهذا الشأن، كونهم رعاة ليس للبقر وحسب، وإنما للإنسان أيضاً!!..
وتحت شعار: «مكافحة الإرهاب»، حكموا على الشعوب المناوئة «لديمقراطيتهم» بالعقاب والحراب.. ولم يستثنوا من بلدان العالم إلاّ حلفاءهم في القتل والتدمير.. بعد أن اختصروا العالم إلى «قرية صغيرة» مؤتمرة لمقاساتهم ومفاهيمهم وسياساتهم العدائية، بعد أن نصّبوا أنفسهم «مختاراً» لهذه القرية، دون أن يفوضهم أحد، ودون أن يحملوا في جيوبهم ختم المخترة.. ليكون ختمهم سنابك خيلهم ومجنزراتهم أينما حلوا.. ممهورة بأنهار الدماء..
ولأن «قرية» اليوم ترفع على فوهات بنادق «الأصدقاء» رايات «الحرية والديمقراطية» الأمريكية.. كان لا بد «للأحرار» أن يخترقوا جدار الصوت، ليخترقوا جدار الوطن، تماشياً مع «الهجمة الديمقراطية الشاملة».. ليس لأنهم أحرار.. وليس لأن حكّامهم طغاة.. بل لأنهم استعذبوا دور الكومبارس في جوقة «الديمقراطية العالمية» ليكتفوا، عبر بياناتهم وتصريحاتهم، بدعم «النضال الخارجي» في إسقاط ديكتاتورياتهم.. ليتربعوا بعد ذلك على عرش الوطن وعلى ظهور دبابات الغزو الديمقراطي..
■ بين ليلة وضحاها.. يصبح (بلير) داعية لدعم السلطة الفلسطينية في مؤتمر لندن، الذي ظهرت به «السيدة رايس» (مبسوطة) عندما وضع (بليرها) أمام رئيس السلطة الفلسطينية مهمة كبح جماح الفصائل الفلسطينية «المتشددة» ووقف أعمال الانتفاضة والمقاومة بكل أشكالها.. ولم يشكك (بلير) بنزاهة أبو مازن في تعاونه معهم، والذي عبّر بدوره عن سعادته لهذا الدور المشرّف.. لتعود خارطة الطريق الذي بدأ يتجدد من لندن للإقرار ببسط سلطة وهيمنة الاحتلال..
■ «المعارضة» اللبنانية تُسقط الحكومة.. ولأنها تعرف (عنزة ولو طارت)، تريد أن تعرف (من قتل الحريري)؟.. وتتهم الكثيرين.. عدا أمريكا وإسرائيل.. لتدفع لبنان نحو الهاوية الديمقراطية.. ويضيف جنبلاط: لقد انتهت شعارات التقدم والاشتراكية.. علينا أن ندخل العالم من بوابة المتغيرات!!..
■ رايس، تتهم سورية بانتهاج سياسة محبطة لتطلعات شعوب «الشرق الأوسط»!!..
■ قناة «الحرة» توجه دعوة مفضوحة ومفتوحة لإشعال نيران الفتنة في لبنان «حسب النموذج الأوكراييني».. وتقدم رأيها الذهبي في حواراتها المباشرة مع حشود المعتصمين وبعض النواب: «الشعب الأوكراييني ذهب بعيداً.. ولم يكتف بالتظاهر السلمي..»!!..
■ (جوزيف عيساوي) على «الحرة» أيضاً ينتقد ضيفه الفنان إيلي شويري في برنامجه لتمسكه بالحب الرومانسي النظيف.. ويطالبه بأعمال غنائية تتناول الحب على حقيقته بشكل سادي ومازوخي!!... ويسأله عن «عشقه» للسيدة فيروز!!.. فما كان من الفنان شويري إلاّ أن يقول له: «عيب عليكم تطرحوا هيك سؤال في الفضائية.. كيف تحولون الإعجاب والاحترام إلى عشق و.... عيب.. هل تريدنا أن نشلح ثيابنا لتعرف ماذا تحتها»؟!..
■ وفي الصفحة الأولى من صحيفة «الحياة»: «بعد العديد من صلوات الاستسقاء، عاشت السعودية أسبوعاً استوائياً غزيراً بالأمطار.. إلا أن ذلك لم يعجب شبان «التطعيس»، (أي التشفيط بالسيارات)!!»..
■ وفي مصر.. والسودان... واليمن..و..و...
قطيع بشري يساق نحو جنان الديمقراطية الأمريكية بأزهى الألوان: دماً.. بأرخص الأثمان: وطن!!..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال