الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوحدة العربية

حميد المصباحي

2012 / 10 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


من الصعب الحديث عن تحالفات عربية,لأن سياسة الدول العربية,وتقارباتها قائمة فقط تجاه التهديدات الإسرائيلية,التي خارجها لا مجال للتعاون والتحالف,اللهم الإشارات التي غايتها ترسيخ قيم العروبة,التي تدغدغ بها الأنظمة العربية عواطف شعوبها
وتعدها بها كآمال شبيهة باستعادة سلطة الخلافة في الوعي الإسلامي والثقافي لاستمرارية الرسالة الحضارية,التي تعتبر غاية أية وحدة بين الدول العربية والإسلامية,لكن في المقابل,نجد بعض التقاربات بين الدول العربية,كالوحدة الخليجية,التي ربما قد تتوج بعملة واحدة,على المستوى الإقتصادي,لكن حتى إن تحققت فمن الصعب اعتبارها وحدة سياسية بين هذه الدول,التي تتقارب فقط كلما تقوت إيران وابتعدت عن الغرب,بل ازدادت حدة الصراع ضده,ولذلك فقد رهنت الوحدة العربية منذ البداية بوجود خطر خارجي,بل إن بعض الدول العربية,تفتعل صراعات مع بعضها لتتقرب من الدول العربية القوية,فإلى ماذا ترجع هذه الآلية الفكرية الغريبة؟وما هي أبعادها وخطورتها على الدول العربية في عصر التحالفات والتكتلات؟
1الجغرافية والعرق
الملحظ لخريطة العالم العربي,يدرك أن دوله موزعة على قارات,آسيا,أفريقيا,وهذه المناطق تاريخيا تأثرت بالبعد التاريخي,المتأثر بدوره بالموقع الجغرافي,بل يمكن القول أن العروبة امتدت إلى مناطق بعيدة عن شبه الجزيرة العربية,ولم تجد فراغا,عندما مزجت بين العروبة والإسلام,لتتخذ لنفسها صيغة الفتوحات الدينية,لكنها وجدت قيما سابقة على الإسلام في تلك الدول,فتفاعلت معها بدرجات متفاوتة من القبول وحتى الرفض,فمعاملة الأفريقي لم تكن هي معاملة المصري أو غيره من الحضارات,ولا شك أن اللا وعي الثقافي لهذه الشعوب حافظ على دينامية خاصة به,وهي المورثات أو ما شابهها في ذهنيات التفكير الخاصة بهذه المناطق,ولذلك كانت الدول الناشئة بعد انفراط عقد ما عرف بدولة الخلافة,التي مثلتها الدولة العثمانية,والتي رفضتها الكثير من الشعوب العربية,بفعل المبالغة العثمانية في التميز العرقي حتى تحت يافطة الديني,مما عجل بانهيار الإمبراطورية التركية الإسلامية,وبداية استقلال الدول العربية عن بعضها,بما عرف بالتحرر من الإستعمار,الذي عرفتها أغلب الدول العربية,والذي كان له تأثير هو الآخر على طبيعة نشاة الدول العبية نفسها.
2الدين والثقافة
لا يعترف الإسلام بالبعد العرقي,بل يعتبره من مخلفات القبيلة,التي أتى الإسلام للقضاء عليها,فالمسلمون إخوة,لا فرق بينهم إلا بالعمل والتقوى,أي الفعل الإيماني الخالص,لكن ثقافة العالم العربيوالقديمة كانت سابقا تركز على ما هو وراثي,وما هو عرقي,حتى في الصيغ القبلية,التي تم احتواؤها وإدماجها مع القيم الدينية,ولو في صيغة بديلة,كالدفاع عن البعد العرقي في الخلافة,الذي ظهر قديما في الإسلام,وحافظت عليه بعض الفرق الإسلامية وانتصرت له,بالإنتصار لأهل البيت والمقربين منهم,وهنا حافظت الثقافات القديمة على ما هو عرقي ولو في لبوسات دينية جديدة,تستند لبيت النبوة,أو ما سوف يعرف بمبدأ الشرف,المتماهي مع ثقافات قديمة,تفاعلت مع ما هو إسلامي بطريقتها,مستبدلة العرقي الثقافي الأصيل,بما هو ديني,واستظلت به لحماية ذاتها ووجودها الذي ظل خفيا لكنه بقي حاضرا.
3القبيلة والدولة
هما صيغتان في الحكم والتحكم,فالقبيلة لازالت حاضرة في الوجدان العربيوومترسخة في ثقافة الجماعة,التي فرض عليها الإستعمار حتى قبل احتلاله للدول العربية التفكير في القضاء على القبائل,الرافضة والمتعارضة مع الدولة المركزية,التي لا يمكنها بناء ذاتها في ظل وجود القبيلة,لكن الساسة حافظوا هم أنفسهم على انتماءاتهم القبلية,بل إن منهم من حكم باسمها ولازال يحتكم إليها عندما تشتد الصراعات,وبذلك فإن وحدة الدولة قائمة على أبعاد انقسامية داخل مؤسسات الدول العربية نفسها,فكيف يمكنها بناء نموذج لأية وحدة استراتيجية فيما بينها,عدا في ظل الظروف التي تم ذكرها,وهي سياقات عابرة,سرعان ما تنسى عندما يتراجع تهديد عدو حقيقي أو محتمل,في صيغه الإقتصادية أو العسكرية او السياسية.
هنا تكون الذهنية العربية,مخالفة لأي شكل من أشكال الوحدة السياسية فيما بينها,وينضاف إلى ذلك الوضع العربي الراهن,المتميز ببروز المد السلفيوالقادم من الدول العربية المحكومة سياسيا أو اجتماعيا بالفكر السلفي,هنا بدأ الحذر يدب في المجتمعات العربية,خصوصا تلك التي عاشت انفتاحا سياسيا وثقافيا على الغرب,فهذه لا يمكنها القبول بهذه الوحدة,التي تكون مبررا لاستيراد المد السلفي سواء كان مدنيا او مسلحا كما حدث لسوريا وتونس وحتى مصر.
حميد المصباحي كاتب روائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العرب واسرائيل
عابر سبيل ( 2012 / 10 / 17 - 09:55 )
لم يعد العرب اعداء لاسرائيل بل اصدقاء حميميون .

اخر الافلام

.. تغطية حرب غزة وإسرائيل: هل الإعلام محايد أم منحاز؟| الأخبار


.. جلال يخيف ماريانا بعد ا?ن خسرت التحدي ????




.. هل انتهت الحقبة -الماكرونية- في فرنسا؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. ما ردود الفعل في ألمانيا على نتائج الجولة الأولى من الانتخاب




.. ضجة في إسرائيل بعد إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء بغزة.. لماذ