الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعوب تريد قادة مخلصين!!!

رامي الغف

2012 / 10 / 16
حقوق الانسان


ألقاوهم في اليم مكتوفين، وقالوا لهم إياكم إياكم أن تبتلوا بالماء.
هل نحن نعيش بعالم من الخيال والمثالية، بحيث لا نرى إلا ما نعتقده وهو خلاف الواقع؟ أم أن الخطأ أصبح صوابا والصواب أصبح خطأً، وعلينا التسليم لذلك..! أم أن المواطن العربي يستحق رجال قادة مخلصين وصادقين لخدمته لا حكام جائرين، وأن يكونوا هم حملة المشروع الوطني العربي، وعلى عاتقهم تقع مسؤولية رسم خارطته وأهداف هذه الأوطان الكريمة، لا تثنيهم عن أهدافهم الصعاب ولا تغيرهم الدنيا ومناصبها والتي سيعاتبهم التاريخ في يوم عن سوء تقديرهم للأمور، ويتذكر الشعب أصحاب المواقف الصادقة بإحترام وتقدير وينحني لهم إجلالا وإكراما لقادة صادقين ونبلاء، نعم نحن إن المواطن بحاجة إلى التقوى السياسية والإيثار من أجل أجيالنا القادمة ومن أجل مستقبل مزهر لهم...

إن أهل التخصص اليوم يختلفون في تعريفهم للسياسة وأبسط تلك التعاريف قولهم أن (السياسة فن الممكن) وسابقا قيل أن السياسة لا أخلاق فيها ولا يوجد عندها صديق أو عدواً، لأن الضابط الحاكم فيها هو المصلحة والغلبة، لتختلف تلك المفاهيم بوجود التقوى السياسية، فماذا يجري في أوطان، سالت الدمء فيها على كل شبر وأصبح الدمار هو السائد عند وصفه، صولات وجولات خلفت عشرات الضحايا أن لم اقل الألوف .. دفع بهم الخصوم بكل طاقاتهم لحسم المعركة لصالح كل طرف من الأطراف المتناحرة، لتنهي تلك الحقبة مخلفة أثار سيئة على طريقة تعامل كل ند مع نده.. ليتحول الصراع إلى تنافس سياسي وتصفية على الطريقة المتحضرة، نوعا ما يشوبها الكثير من التجاوزات هنا و هناك..

لقد وصلت الأمور إلى أن يضع كل خصم على غريمه خطاً أحمر، وأن يرفض أي فكرة لتقريب وجهات النظر وحل المشكل العالقة سلميا.. ولكن هذا الموقف لم يبقى على ما هو عليه لتنقلب تلك الضغائن والعداءات إلى صداقات حميمة لا ترى ما الذي غير مجرى الأمور وما هي الأسباب التي جعلته يؤول إلى هذه النتيجة..! هل أن التصعيد كان عبارة عن متاجره بالدماء الغالية للوصول إلى مكاسب رخيصة على حساب أشلال من الأجساد وضحايا من الأبرياء أم أن الغاية تبرر الوسيلة...؟ فالغاية هي السلطة فلا يهم ما يكون وسيلة الوصول أليها دماء أو دمار أو تشنجات أو تصريحات ومن هو الضحية الحقيقيه..؟

تعبيرات متعددة والتعاريف مختلفة، الضحية هم المغفلين الذين فقدتهم أسرهم وأحبائهم حتى يحيي غيرهم برغد العيش ولذة الحياة ويعقد الصفقات على حسابهم وهل العمل السياسة فعلا بهذا الشكل القبيح التي تصل بها الأمور إلى تغير المبادئ والمفاهيم من أجل الوصول إلى الأهداف...
فالسياسي هنا يتعامل مع الجماهير والوقائع ، من خلال طموحاته ! وهي طموحات تشمل شعباً ووطناً ودولة ، على مستوى الداخل .. وتشمل علاقات دولية واسعة ، على مستوى الخارج ! فهو يتاجر ضمن مساحات واسعة جداً ، من المكان .. وأعداد هائلة من البشر، وأمور كثيرة جداً ، من الوقائع والأحداث ، والطموحات والأهداف ! وعليه أن يبيع ويشتري ، ضمن هذه المساحات .. ومعها مساحات أخرى ، هي : عقول الجماهير وقلوبهم وأفئدتهم، وطموحاتهم وأحلامهم وأوهامهم !
وإذا كان سوق السياسي ، الذي يتاجر فيه ، بهذا التنوّع والإتساع .. فإنه يتعامل فيها مع زبائنه ، بحسب واقعه ، وواقع كل زبون منهم !
أمثلة :
المرشّح للإنتخابات التشريعية، يصرف وعوداً ووعوداً، لناخبيه من حساب الوطن ! فيمنّيهم بأن يقدّم لهم أنواعاً من الخدمات ، التي يحلمون بها ، على مستوى المدينة ، أو المحافظة أو القرية ، أو الفئة السكانية .. مثـل : بناء المدارس والمشافي والمصانع .. ومثل : تأمين أعمال للعاطلين عن العمل ، وفتح أندية رياضية وثقافية ، وتسهيل حالات الزواج ، ومكافحة الأميّة والفساد ، وغير ذلك ! وبعض المرشّحين يوسّعون برامجهم الإنتخابية ، ليشمل الوطن كلها ! وبعضهم يوسّعه، ليشمل الأمة كلها ، بسائر أقطارها ، وعلى تنوّع همومها ومشكلاته.
المرشّح للرئاسة الوطنية، تكون وعوده أوسع بكثير، من وعود المرشّح لمجلس التشريع.
المرشّح لمنصب في بلدية ، أو إدارة محلّية ، تكون وعوده أضيق من وعود المرشّح لمجلس التشريع .. إلاّ إذا كان لديه بعض الغباء ، وأحبّ أن يمارس نوعاً من الفهلوة الساذجة ؛ فإنه يَعِد ناخبيه بأمور، هي من صلاحيات رئيس الدولة.. فيكشف لناخبيه ، أنه تاجر أوهام من النوع الرخيص !
رئيس الدولة المستبدّ، الذي يميل إلى التظاهر بالكرم والأريحية ، يمنح ضيوفه ، من قادة الدول الأخرى، بعض كنوز دولته ، من آثار وقطع نفيسة ، ممّا تحويه المتاحف الوطنية ! كما كتِب عن أحد الزعماء ، أنه كان جواداً جداً ، في تقديم الآثار النادرة الثمينة من آثار دولته ، لضيوف دولته المهمّين !
الساسة، عامّة ، يتحدّثون باسم الشعب والوطن .. حتّى من كان منهم ، في مكانة ضعيفة هزيلة ، لا تخوّله أن يتحدّث باسم أحد ، من غير أفراد أسرته ! فيقف السياسي متحدثاً ، في المحافل العامّة ، ووسائل الإعلام ، بأن الشعب يريد كذا ، ويصرّ على كذا ، ويرفض كذا !
بعض الساسة المتمرّسين ، لا يكتفي بصرف الوعود من حساب دولته ، بل يوهِم بعض الأطراف الدولية ، بأنه قادر على التأثير في ساسة الدولة الفلانية، من جيرانه ، أو أصدقائه .. ليحقّق لنفسه ، أو لدولته ، مكاسب ، من حساب الدولة التي يزورها.. لقاء الوعود التي يقطعها على نفسه ، بتوظيف إمكانات الدول ، التي يستطيع التأثير فيها ، لحساب الدولة التي يحصل منها على مكاسب ! ولعبة توظيف النفوذ هذه ، من اللعب المعروفة جداً ، في التعامل الدولي ! وأيّ مراقب لِما يجري في عالم اليوم ، يرى ، ببساطة ، ما يمارسه الساسة الدوليون المحترفون ، من مهارات ، في توظيف نفوذهم ، لدى الأطراف الأخرى .. متّخذين من هذا النفوذ ، أوراقاً لأنفسهم ، يشترون بها مصالح ، لخدمة مصالحهم الخاصّة ، أو مصالح دولهم وشعوبهم !

لعل المواعيد التي لا تلتزم بميثاق ولا جداول زمنية ، أصبحت مملة ولا تحتمل الانتظار أكثر.. ولو طالت أكثر من ذلك، فستكون العامل المؤثر والفاعل في فقدان آخر عامل للثقة ما بين المواطنين والحكومة، ان ماسمعه المواطنون من الحكومه من وعود كلها أصبحت في مهب الريح. فلقد ملَّ المواطنون طول الانتظار، ولم يعد بوسعهم أبدا تصديق ما يوعدون به، نعم سوف لن يكون بمقدورهم إقناع الشعب بأن الفردوس الذي طال انتظاره قادم لا محالة فمنذ عدة سنوات كانت الحكومات المتعاقبة وإلى يومنا هذا تعد بما لم يتحقق منه شيئا ، وما زالت تلجأ إلى ذر الرماد في العيون وقد اثبتت الحكومه في الواقع انها لاتستطيع ان تعمل شيئا
يجب أن تعلم الحكومة ، بأن عامل الثقة والاحترام ما بينها وبين وشعبها يجب أن يكون دائما في قمة المصداقية وأوج الاحترام ، ومتى ما نزع هذا العامل، فلن يكون بمقدور الحكومة أن تفرض احترامها على شعبها قسرا أو إرغاما ، لأن الاحترام لا يتأتى عن طريق القوة أبدا .
نعم توالت الوعود والوعود الى الشعوب من قبل حكوماتهم ولكنها وعود مخدره لا تقبل التنفيذ كم مره ومره بل مرات عديده اعلنت حكومات انها ستقضي على الفساد والفاسدين وان قضيه الفساد والمفسدين تعد من اوليات الحكومه وان الحكومه تضع هذه المساله من اولياتها وان لا تهاون مع الفساد والمفسدين وان لا احد فوق القانون ولكنها فقط شعارات ترفع اضافه الى ذالك تم تسجيل الكثير الكثير من الخريجين للتعيين ولكن دون رد وتزايد حجم البطاله بين أبناء الشعب وعدم وجود فرص عمل للعاطلين وعود قطعيه اوعدتها الحكومات بحل ازمه الماء والكهرباء والسكن والخدمات الصحيه والخدمات الاخرى ولكن الحكومات لم تفي بهذه الوعود كل هذه الاسباب تودي الى خروج الشعوب الى قيام تظاهرات اسبوعيه وفي كل جمعه تندد بالحكومات، التي فشلت في معالجه قضايا المجتمعات، فالشعوب بأجمعها ملت من هذه الوعود والشعب تريد من يخاطبها بشكل مباشر ويحاورها ويتفاعل معها ومع مطالبها، نعم دقت ساعات الحقيقه واصبح خيارات الشعوب هو الصدق والإخلاص والعمل الصادق، وحان الآن وقت تحقيق المطالب فلا صوت يعلو فوق صوت الشعوب، وصدق ابوالقاسم الشابي حين قال «إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر، فالشعوب تريد إسقاط الفساد والواسطات والمحسوبيات والرشوات، وإسقاط اللعب والتهريج السياسي، انا مواطن من المواطنين، أحلم مثلهم تماما بتحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والصحية والاجتماعية، وأنا على يقين بأن الحلم الذي أحلم به هو حلم كل مواطن عربي يسعى إلى الرقي المعيشي، وأن الإرتقاء بالقيم وعزة النفس هي غاية كل مواطن على أرض هذا الأوطان، هل هذه أمنيات يتمناها كل مواطن مجرد امنيات.
إعلامي وناشط سياسي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية