الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما العمل في الوقت المتبقي؟

قاسيون

2005 / 3 / 5
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


كل الأحداث تؤكد أسوأ مما توقعناه بخصوص تسارع العدوان الأمريكي ـ الصهيوني على منطقتنا وبلادنا، وكان ما توقعناه مستنداً إلى رؤية الجوهر الحقيقي للسياسات الإمبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية الذي يعبر عن المصالح الطبقية الضيقة للرأسمال العالمي، وخاصة المالي منه والمأزوم بسبب تناقضاته المستعصية والساعي إلى حلها عبر الحرب الشاملة التي كان محكوماً بها، وأصبح محكوماً بتوسيعها.
إن عدم رؤية هذا الجوهر في حينه، أو التأخر في اكتشافه، قد ضيّع وقتاً ثميناً كان يمكن استثماره في تعبئة كافة القوى الممكنة للمواجهة الحتمية القادمة، بدلاً من متابعة الرهان على دبلوماسية المناورات فقط التي لم تربحنا شيئاً، اللهم إلاّ زيادة أوهام البعض حول إمكانية إرضاء العدو، وهذا طبيعي، لأن منطق المناورة الأحادي الجانب يقول بتعطيل أي فعل حقيقي على الأرض للجماهير خوفاً من استفزاز العدو الهائج، الذي بينت التجربة استحالة إرضائه بأي شكل من الأشكال.
وفي كل الأحوال تبقى خيارات الشعوب خيارات ثابتة لأنها تعبر عن مصالحها العميقة، بينما تصبح ضرورات الأنظمة، إذا ما افترقت ولو مؤقتاً، عن خيارات شعوبها ضرورات مؤقتة، لن تستطيع على أساسها حماية نفسها إلاّ بقدر ما تحمي شعوبها عبر التعبير عن مصالحها الحقيقية والمباشرة. لذلك يصبح الالتحاق بخيارات الشعب هو السياج الوحيد المضمون لحماية السيادة الوطنية وتعزيز الوحدة الوطنية.
وهذا السياج له بنيته ومكوناته التي أصبح التأخر في تأمينها خطأ يرقى إلى مستوى التفريط في السيادة الوطنية.
■ فأولاً وقبل كل شيء يجب ضرب مراكز الفساد الكبرى بجرأة لأنها نقاط الاستناد الأساسية للعدو الخارجي، وهي العائق الأساسي أمام تأمين مصالح الجماهير الواسعة، إن كان فيما يخص لقمتها أو كلمتها.
والجدير ذكره أن هذه العملية التي لا يمكن لها أن تنجح دون مشاركة المجتمع النشيطة بها، إذا ما بدأت يمكن أن تشكل انعطافاً هاماً في حياة البلاد والمنطقة ، وهذا يتطلب على الأرجح إطلاق حملة وطنية لمحاربة الفساد، وخاصة الكبير منه، والذي ينهب الدولة والشعب ويمنعهما من تأمين المستلزمات الضرورية للمواجهة والصمود. إن ذلك سيخلق المناخ الضروري شعبياً من أجل التحضير للمواجهة القادمة.
■ ولا شك أن العدو الخارجي سيبذل قصارى جهده لإبقاء حالة الاستعصاء الشامل الذي تعيشه البلاد منذ فترة، وذلك من أجل الحفاظ على قوى الفساد وحمايتها، هذه القوى التي سيبرهن تطور الأحداث أنها الحليف الأساسي له، الذي يعوّل عليه من أجل تنفيذ مخططاته اللاحقة بأقل الكلف الممكنة.
■ كما أن تأمين أوسع قدر من الحريات السياسية لدمج أكثر ما يمكن من قوى المجتمع في تحقيق المهمات التي تتطلبها عملية تأمين كرامة الوطن والمواطن، هو شرط ضروري لا بد منه ولا يمكن تأجيله، وعليه يتوقف الكثير في حسم المعركة الجارية في البلاد، والتي تحتد ويتسع نطاقها ضد قوى الفساد الكبرى، الشريك الصغير للإمبريالية الأمريكية وإسرائيل الصهيونية.
■ والشرط الكافي لإتمام هذه العملية الهامة، هو الانتقال بالممارسة العملية في ترجمة الاهتمام بحياة الجماهير الشعبية إلى أفعال ملموسة تمس حياتها ولقمتها وأجورها وسكنها وصحتها وتعليمها ونقلها.. إلخ.. وردم الهوة نهائياً بين القول والفعل في هذا المجال.
كل ذلك سيسمح بتكوين تلك القوى والتي تقول بعدم الاستقواء بالخارج، وبعدم التنازل عن الثوابت الوطنية في تيار وطني كبير واحد يخرج عن إطار الثنائية التضليلية وغير الحقيقية، والتي تصنف القوى السياسية بين معارضة وموالاة، فالتقسيمات والاصطفافات في المجتمع والدولة هي أعقد بكثير من ذلك التقسيم السطحي بين معارضة وموالاة للنظام، فالموالاة الحقيقية هي للشعب ومصالحه، والمعارضة الحقيقية هي لخطط الامبريالية الأمريكية وحواملها الداخلية، وعلى هذا الأساس سيعاد تكوين القوى السياسية في بلادنا بشكل صحيح على أرضية المقاومة الشاملة لعدوانية الامبريالية الأمريكية ومن لف لفها. وهكذا نستفيد من الوقت المتبقي إلى الحد الأقصى.
■■








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي الثقة بين شيرين بيوتي و جلال عمارة ???? | Trust Me


.. حملة بايدن تعلن جمع 264 مليون دولار من المانحين في الربع الث




.. إسرائيل ترسل مدير الموساد فقط للدوحة بعد أن كانت أعلنت عزمها


.. بريطانيا.. كير ستارمر: التغيير يتطلب وقتا لكن عملية التغيير




.. تفاؤل حذر بشأن إحراز تقدم في المفاوضات بين إسرائيل وحماس للت