الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسائل طائرة حزب الله للعدو الصهيوني ولكل من يهمه الأمر

عليان عليان

2012 / 10 / 17
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني



العملية النوعية وغير المسبوقة في تاريخ المقاومة التي نفذها حزب الله بإرساله طائرة بدون طيار ، أربكت العدو الصهيوني وحلف الناتو ، وأشاعت أملاً بإمكان إلحاق الهزيمة مجدداً بالعدو الصهيوني في أية مواجهة مستقبلية ، تتجاوز في مفاعيلها هزيمة العدو في حرب 2006.
كما أن هذه العملية أربكت الحلفاء الإقليميين للولايات المتحدة الذين حرفوا بحكم تبعيتهم لها البوصلة ، ليجعلوا من إيران العدو الرئيسي لهم ، بدلاً من الكيان الصهيوني ، وباتوا يهيئون المسرح في مياه الخليج ، وفي مختلف القواعد الأمريكية المنتشرة في طول شبه جزيرة العرب وعرضها ، لضرب إيران في اللحظة السياسية المحددة بعد الانتخابات الأمريكية ، في حال فشل العقوبات في ثني إيران عن الاستمرار في برنامجها النووي .
لقد انطوت عملية الطائرة " أيوب " على رسائل عديدة للكيان الصهيوني أبرزها :
أولاً : رسالة أولى تقول أن المقاومة تفوقت في حرب الأدمغة على الكيان الصهيوني ، وأن مقاومة حزب الله باتت تمتلك تقنيات عسكرية متطورة تتجاوز تقديرات العدو ، الذي حصر قدرات حزب الله فقط بما يمتلكه من منظومات الصواريخ ، ودخل في عملية إحصائية عن عدد الصواريخ التي يمتلكها .
فأن يمتلك الحزب طائرة بدون طيار بعد أن قامت كوادره العلمية المتخصصة بإعادة تركيبها ، ثم تقوم بإطلاقها من نقطة ما في البر أو البحر ، لتطير في مناورة التفافية في سماء البحر المتوسط مسافة 300 كيلومتر ، فوق القطع البحرية الأميركية والإسرائيلية ، وغيرها كاشفةً عورة رادارات أساطيل الأطلسي وسلاح البحرية الإسرائيلي.
ثم لتخترق عمق الكيان الصهيوني بمسافة 55 كيلومتر وتتجول في سماء فلسطين المحتلة ، فوق قواعده العسكرية ومنشآته الاقتصادية في رحلة استغرقت ثلاث ساعات ، ولتصل على مسافة دقيقتين طيران من مفاعل ديمونة في النقب بتوجيه من غرفة العمليات المركزية ، قبل إسقاطها جنوب الخليل وتلتقط ما تشاء من الصور وتبثها للمركز مباشرةً ، بحيث تكون ساحة العدو مكشوفةً بالكامل للمقاومة وحلفائها ، في أية حرب مستقبلية ليصطادوا ما يشاؤون منها من أهداف عسكرية أو اقتصادية.
فهذا كله رسم معادلة نوعية جديدة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني ، وأذهل العدو الصهيوني ، وأربك كافة خططه ومعادلاته الأمنية والعسكرية ، وجعلته يستشعر الخطر الوجودي في أية حرب مستقبلية ، ما دفع الرقابة العسكرية أن تصدر تعليماتها لكافة وسائل الإعلام الإسرائيلية ، بعدم تناول تفاصيل هذا الاختراق الاستراتيجي ، حفاظاً على الروح المعنوية للإسرائيليين وعلى الجبهة الداخلية في الكيان الصهيوني ، بعد أن بذلت حكومات العدو جهوداً مضنية من أجل ترميمها ، إثر هزيمة قوات الاحتلال الإسرائيلية في حرب 2006 .
ثانياً: رسالة أخرى للعدو الصهيوني تقول له : بأن تقديراتك بشأن تراجع قوة مقاومة حزب الله في ميزان الردع المتبادل بعد حرب 2006كانت فاشلة ، ومن ثم فإن خططك التي بنيتها على هذه التقديرات حول إمكانية دخول الجيش الإسرائيلي بكامل قوته النارية لسحق المقاومة في أية حرب قادمة ، باتت محل تندر العديد من الخبراء العسكريين .
وتضيف رسالة مقاومة حزب الله للعدو الصهيوني قائلةً : إن قدراتك التجسسية على إمكانات المقاومة، هي صفر مكعب وأن الحزب بعد أن امتلك عام 2006 مفاجآت البحر بضربته الصاروخية للبارجه ساعر وإخراجها من الخدمة ، وبعد أن امتلك مفاجأة البر بتدميره دبابات الميركافا – فخر الصناعات الإسرائيلية – ووضعها في متاحف المقاومة في جنوب لبنان ، وبعد أن حطم أسطورة الجيش الصهيوني الذي لا يقهر ، وأذل هذا الجيش جاء ليعلن بالملموس عن مفاجأة الجو ، وليكشف عن ميزان ردع جديد مفاده أن هذا النمط من الطائرات وغيرها ، لديه القدرة على ضرب أي مكان في الكيان الصهيوني ، سواءً بصواريخ موجهة أو بقنابل ذكية أو بعبوات ناسفة.
ثالثاً : رسالة ثالثة تقول له أن تعدياتك على نفط وغاز البحر المتوسط الذي هو حق للبنان ولقطاع غزة بحكم وجوده في مناطقهما البحرية ، لا يمكن أن تستمر ، وأن طائرات حزب الله قادرة على تدمير كل معدات الحفر الإسرائيلية في البحر المتوسط .
رابعاً : رسالة رابعة تقول له أن طائرة أيوب التي طارت في سماء البحر المتوسط ، ومرت من على جوار حيفا كان بإمكانها أن تقصف مجمعات البتروكيماويات الضخمة ، وأن توقع آلاف القتلى اختناقاً في صفوف الإسرائيليين ، و أنه بوسع عشرات الطائرات التي تملكها المقاومة ، أن تنجز هذه المهمة وغيرها من المهام ، في أية حرب مستقبلية .
خامساً: رسالة هامة جداً تقول للعدو : لقد انتهى العهد الذي تسرح وتمرح فيه طائرات العدو في سماء لبنان، والتي بلغت طلعاتها حتى الآن ما يزيد عن عشرين ألف طلعة ، وأن أية طلعة ستقابلها طلعات أخطر لطائرات حزب الله ، وأن هناك ما ينتظرها من مفاجآت في جعبة المقاومة .
كما انطوت عملية طائرة أيوب على رسالة أخرى مزدوجة لكل من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني تضع البعد الإقليمي الإيراني في المواجهة من خلال إعلان نصر الله أن الطائرة إيرانية الصنع وأن إيران زودت الحزب بالعديد منها هذا (أولاً ) (وثانياً ) أن حزب الله سيكون طرفاً أساسياً في المعركة في حال شنت (إسرائيل ) والولايات المتحدة حرباً على إيران ( وثالثاً ) أن إيران لن تعتمد فقط على صواريخها الباليستية طويلة المدى لضرب الكيان الصهيوني والقواعد الأطلسية ، بل ستدخل إلى المعركة طائرات متطورة بدون طيار لضرب وتدمير الأهداف المحددة.
سادسا : رسالة بالفصحى العسكرية تقول للقيادة العسكرية لجيش العدو الصهيوني ، و لقيادة منظومات حلف الأطلسي في البر والبحر والجو ، بأنك وأنت تغيرين من المعادلات العسكرية بعد عملية طائرة " أيوب " ، ستكتشفين لاحقاً أن معادلاتك القادمة فاشلة بحكم المفاجآت القادمة للمقاومة.
لقد أصغى العدو جيداً للسيد حسن نصر الله ، وهو يقول في خطابه الخميس الماضي -الذي اعترف فيه بمسؤولية المقاومة عن العملية - ما يلي : " نحن بطبيعة الحال نكشف جزءاً من قدرتنا هذه ، ونخفي أجزاء كثيرة وعلى الإسرائيلي أن يجلس ويحلل ويتوقع ما يشاء ، وأنا عندما أكشف عن هذا الجزء من القدرة ، فإن هذا لا ينتقص من المفاجآت الموعودة أن شاء الله ، إذا اضطررنا في يوم من الأيام أن نواجه حرباً وندافع فيها عن بلدنا وشعبنا وسيادتنا وكرامتنا " .
وهنالك رسائل أخرى متعددة لأكثر من طرف ، (الأولى ) موجهة للأمة العربية تقول : " أن تفوق العدو العسكري والعلمي السابق مرده ضعف الأنظمة وتبعية العديد منها ، وليس ضعف الأمة وقدراتها إذا ما توفرت لها بنية البحث العلمي ، والإمكانات المطلوبة للإبداع العسكري ".
والرسالة الثانية موجهة لبعض أطراف النظام العربي الرسمي تقول فيها : " أنك أنفقت عشرات المليارات من الدولارات ، منذ أكثر من ثلاثة عقود ،على شراء الأسلحة والطائرات الحربية التي اعتلاها الصدأ ، دون أن تستخدميها ضد العدو الصهيوني ، ولتحلين بذلك مشكلة تضخم الإنتاج في المصانع العسكرية الغربية ، والأمريكية على وجه الخصوص ، وكان من الأجدى أن توظف هذه المليارات في خدمة البحث العلمي والصناعات العسكرية " .
والرسالة الثالتة تقول : أن العدو كان وسيظل " إسرائيل " وأن
الولايات المتحدة توظف بعض دول الإقليم لخلق وتطوير الفتنة المذهبية بين المسلمين السنة والشيعة ، لحرف بوصلة التناقض ليصبح التناقض الرئيسي مع إيران ، وليس مع العدو الصهيوني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران.. صلاحيات وسلطات المرشد والرئيس


.. أمم أوروبا.. إسبانيا تكرس عقدة ألمانيا على أرضها | #هجمة_مرت




.. إغلاق مراكز الاقتراع في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية الإ


.. توقيف مسؤولين سابقين بالكرة الجزائرية في قضايا فساد.. هل هو




.. مراسل الجزيرة يرصد سير المفاوضات بين حماس وإسرائيل في العاصم