الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


درس لقنتني إياه الحياة

بن ورقلة نادية

2012 / 10 / 17
الادب والفن


الحقيقة هي هاجسنا الأوحد فلا ندعها تمر علينا علنا ننتبه إلى الأمور من حولنا و نستعيد رشدنا . اليوم إعتليت منصة النادي و ركبت القطار بعد أن دوى صوت الرحيل و كدت أن أتأخر عن موعدي لأنني أردت تمضية وقت أطول مع شخص كنت أخاله الرجل المناسب لي و الوحيد و لكنني أفقت لتوي و بحثت عن تذكرتي المتخفية و ركبت على عجل المهم أنني لم أترك قلبي فقد إسترددته و أخذت كل ما كنت أملك معي تاركة مكاني دون أن ألتفت إلى الوراء .
و ها أنا اليوم سارحة بذهني في اللامكان بعد أن إستفقت من الهذيان و دفعت ضريبة توهمي ،قدمت قلبي ليتوسده شخص فجاب كل معاقل قلبي و فتش خفية في كتب مكتبتي الداخلية ليعبث بها و إستباح أفكاري و شوه دفاتري و أعلن حربا ضروسا على أخطائي الصغيرة التي إتهمها بالرجعية و أضرم النار بي و مضى. اليوم إستكان جرحي أخيرا بعد أن أيقنت أن من كنت أخاله شخصا يستحق أن أجزيه على نبل شخصه و رقي تفكيره لم يعد موجودا بعد أن دفع بي لأن أقلب مواجعي و قطف زهوري التي أينعت و لم يتوانى لحظة في المشيء على بساط أشلائي بعد أن جرم أفكاري بكل فضاضة و سخط و أمطرني بوابل من التهم التي وقعت علي بسرعة قصوى ليلغي كل محاسن شخصي التي أمضيت سنوات من الإجتهاد و البذل في تشييدها و تأسيس قلاعها. الإنسان قد يعاقب على الإساءة أو عندما يرتكب خطيئة و قد يعاقب أيضا عندما يختلس، يقتل أو يفتك بالغير و قد تنصفه الحياة و تدفعه إلى ردئ مساوئه و لكن هل من يحسن هو الذي يعاقب؟ أأنا من أساءت إليك حتى ترغمني على دفع الضريبة؟ أهكذا أجزى؟ أبهذه الطريقة يقابل الجميل بعد أن حيكت له هذه المواجهة مع الإساءة لتنتفض الحقيقة من حوله و تناصبه العداء. اليوم إستفقت من توهمي و تنبهت لهفوتي بعد أن سكنت مواجعي المهم أنني لم أكن لأشعر بهذا التيه الذي ساقني إلى هذه الحظيرة الموحشة حتى أنفى لذا لن أعدل على فكرة تجريمك. أو تقابل مودتي بكل هذا الإجحاف و الجفاء؟ فقد أخطأت سيدي في تقديرك للأشياء لذا أدعوك لأن تراجع نفسك و لك أن تستأصل هذه المنافذ قبل أن تتمكن من نشر معسكراتها و تنتشل منك أوراق هويتك الحقيقية و تقذف بهذه القوة الماردة بداخلك لتقصف شخصك .حتى لا تبادر بالإساءة في المرة المقبلة مع أشخاص سيأتون من بعدي أما أنا فقد فوضت أمري للزمن ليرعى حالي فقد حان الوقت لتمضي في طريق غير الذي سأسلكه لأنني لن أسمح بأن يدفع بي أحدهم إلى طريق مليء بالمطبات و أنا التي كنت سأرعى رحلتي معك حتى النهاية دون أن آبه إلى مشاق السير لقد حان موعدي لتناول الدواء و النوم على ركام الذكريات المهم أنني سأنام قريرة العين فلم أرتكب جرما أو خطيئة في حق أحدهم و هذا هو المهم و الأهم أنني لم أكن كما عهدني الجميع لأخطئ في حق أي كان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟