الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أخطاء طبية وسياحة علاجية في الأردن

ميساء قرعان

2012 / 10 / 17
حقوق الانسان


يقال على سبيل الترويج بأن الأردن من أكثر الدول تقدما في مجال الطب والتدخل الطبي، وقد ساعد عدم وجود قانون مسائلة طبي على تفشي هذا الاعتقاد بحيث تقيد كل حالة خطأ طبي مميت ضد مجهول، وفي أحيان كثيرة يكون إثبات الشيء باتباع تداعياته فحتى اللحظة لم يتم إدانة أي طبيب ارتكب خطئا طبيا بحق مريض، بحيث يصعب الإثبات ولأن اللجنة المختصة بدراسة الملف بعد تحويل أي قضية إلى المحكمة هي لجنة طبية تخشى على سمعة الأردن الطبية، ولأننا نتبع قاعدة"لا يفت ومالك في المدينة" فليس هنالك أي جهة أخرى تستطيع التشكيك برأي اللجنة المكلفة بقراءة الملفات التي يثبت فيها بأن الطبيب لا يتحمل مسؤولية،ولذا فإن ضحايا الأخطاء الطبية بازدياد
وليس غياب قانون المسائلة هو السبب الوحيد في استفحال الظاهرة وإنما هنالك مجموعة من الأسباب الأخرى المساندة منها: هروب الكفاءات التابعة لوزارة الصحة إلى الخارج نتيجة وجود تقصير في تعزيز هؤلاء، كذلك اتجاه ذوي الكفاءات ممن لم يهاجروا إلى الكسب المادي والسعي للثراء من خلال ممارسة مهنة إنسانية، فترى الطبيب الخاص ملتزما مع أكثر من مستشفى خاص ولديه عيادته الخاصة وعدد زبائنه يفوق طاقة احتماله ومن هنا يبدأ الاستهتار بصحة المريض ويصبح أي مراجع رقم في خانة، رقم قد يساء التعامل معه ليس عن جهل وإنما بسبب الاكتظاظ وبسبب أن هذا الطبيب أو ذاك يرغب في أن يكون لديه أكبر عدد من المرضى.
وقد أصبحت المستشفيات الخاصة مزارا للأشقاء العرب الذين قد يدفعون تكاليف العلاج ضعف ما يدفعه المواطن الأردني وهذا من ناحية فيه استغلال للوافدين و استهتار بالمواطن لأنه لا يحظى بنفس الاهتمام الذي يحظى به الوافد وإن كان اهتماما ظاهريا لأن الأخطاء الطبية لا تفرق بين وافد ومواطن
لست أبالغ إذا قلت بأن كل أسرة أردنية لها تجربة مريرة فيما يتعلق بالأخطاء الطبية، والأخطاء قد تكون مميته أو قد تتسبب بمضاعفات تؤدي إلى الموت، بدءا من وصف أدوية دون أن يتعرف الطبيب على السيرة المرضيه للمريض وانتهاءا بأخطاء التدخل الطبي الجراحي.
وليست الكفاءات وحدها هي التي تنقصنا لكنها الإنسانية واعتماد الكثير من الأطباء ذوي الكفاءة على العشوائية وافتراض أن المريض عينة تحتمل الخطأ والصواب والتجريب، كما أن هنالك نسبة لا بأس بها ممن يمارسون مهنة الطب هم خريجو جامعات أوروبا الشرقية أولئك ذوي التحصيل المتدني جدا في الثانوية العامة والذين يتم قبولهم في تلك الدول بتحصيلهم وقدراتهم العقلية المتدنية، فلم يزل مسمى طبيب يحظ بقبول اجتماعي ولم يزل الآباء يحلمون بأن يكون أبنائهم أطباء ولذا فإن الحل لمن لا يؤهله تحصيله للدراسة في الجامعات التي تتطلب حدا أعلى من التحصيل هو الفرار إلى دول أوروبا الشرقية ليعود حاملا مسمى طبيب ويمارس المهنة وهو لا يعي أبجديات الطب.
يعترف بعض من يمارسون المهنة بإنسانية ومن مواقعهم بأن هنالك أخطاء كثيرة وأنه في كثير من الأحيان يكون السبب في تراجع حالة المريض سوء التشخيص وأخطاء التدخل الطبي، غير أن المواطن العادي الذي لا يفقه شيئا في أمور الطب يعزو كل ما يحدث للقضاء والقدر وليس لديه أدنى حد من الثقافة الطبية بحيث يسأل الطبيب عما تؤول إليه حالة مريضه وما أسبابها، حتى وإن سأل فالمتعارف بأن لا إجابة لدى الطبيب وإن كانت لديه إجابة فهي لا تتعد كلمتين "هذا مريضي"، نعم عزيزي الطبيب هو مريضك لكن حياته ليست ملكك، ومن حق هؤلاء الذين يودعون مرضاهم أن يشعروا باطمئنان تجاه مريضهم الذي يتركونه أمانة بين يديك، لكن وقد تراجع الشعور بالأمان وقد أصبح معروفا لدى المواطن العادي بثقافته الطبية البسيطة أو المنعدمة بأن الخطأ الطبي يكاد يكون القاعدة وأن التدخل السليم هو الاستثناء ..فإن أكثر ما بوسعنا فعله هو أن نستودع مرضانا الله الذي لا تضيع ودائعه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مجلس الحرب الإسرائيلي يجتمع لدراسة رد حماس على مقترح صفقة تب


.. حرب غزة: لا تقدّم في مفاوضات الهدنة.. حماس تتمسك بشروطها ونت




.. مظاهرات في تونس لإجلاء الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين


.. مصدر مصري رفيع المستوى: أحد بنود مقترح الاتفاق يتضمن عودة ال




.. الاحتجاجات تتصاعد.. الاعتقالات في أميركا تتجاوز ألفي طالب